اللاهوت المقارن

71- دخول يشوع أرض الميعاد، من رموز المعمودية في العهد القديم



71- دخول يشوع أرض الميعاد، من رموز المعمودية في العهد القديم

71- دخول يشوع أرض الميعاد، من رموز المعمودية في
العهد القديم

عند
دخول يشوع بن نون أرض الميعاد؛ أمره الله أن يجعل الكهنة يحملون تابوت العهد،
وينفخون في الأبواق. وعند لمس الكهنة مياه الأردن بأرجلهم تنشق المياه. وهذا ما
حدث بالفعل.. وعند عبور آخر واحد من الشعب حيث خرج الكهنة من الماء؛ عاد الماء إلى
مكانه. وقد أخذ يشوع من قاع النهر اثنى عشر حجراً على أسماء أسباط إسرائيل الاثنا
عشر، وبنى مذبحاً للرب، وقدم ذبيحة (انظر يش3، 4)..

 

ثم
بدأ يشوع يختن الشعب في الجلجال لأن الشعب لم يكن قد ختن طوال فترة وجوده في
البرية و في أرض مصر. كلمة “جلجال” تعنى “يدحرج” أى أن الله
قد دحرج عار عبودية فرعون عن شعبه في أرض مصر، حينما لم يستطيعوا تنفيذ شريعة
الختان.

 

ونلاحظ
هنا أن عبور نهر الأردن لكى يصلوا إلى أرض الميعاد قد اقترن بالختان، وبذلك ارتبط
الختان بالمعمودية. سر انشقاق ماء نهر الأردن؛ هو نزول الكهنة في الماء حاملين
تابوت عهد الله. كما تتم المعمودية بواسطة كهنة العهد الجديد، والسيد المسيح الذي
يُرمز إليه بتابوت العهد هو نفسه السبب في إتمام الخلاص بالمعمودية. ولذلك قد نزل
السيد المسيح نفسه إلى مياه نهر الأردن لكى يعتمد، ولكن قد انشقت السماء بدلاً من
انشقاق مياه نهر الأردن. فالسيد المسيح قد شق لنا السماء لكى نصل إلى ملكوت
السماوات، مثلما جعل مياه الأردن تنشق في عهد يشوع بن نون لكى يصل الشعب إلى أرض
الميعاد ..

 

فكان
عبور شعب إسرائيل لنهر الأردن رمزاً للمعمودية، وكان رمزاً أيضاً لعماد السيد
المسيح شخصياً في الأردن.

 

في
العبور قديماً عبر شعب إسرائيل من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية للنهر، والسيد
المسيح يجعلنا نعبر من الأرض إلى ملكوت السماوات.

 

فكما
نزل الكهنة مع تابوت عهد الله -الذى يرمز إلى السيد المسيح- إلى مياه نهر الأردن،
كذلك نزل يوحنا المعمدان بن زكريا الكاهن -من الكهنوت الهارونى- مع السيد المسيح
إلى نفس مياه نهر الأردن لكى يعمده.. ولكن هنا تابوت العهد الحقيقى هو السيد
المسيح نفسه، والروح القدس هو الذي حل على هيئة حمامة.. فالسيد المسيح هو تابوت
العهد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى