اللاهوت الروحي

169- وقت الفراغ



169- وقت الفراغ

169- وقت الفراغ

الذى
يعرف قيمة الوقت، ويستغله فى سبيل منفعته، هذا لا يمكن أن يجد وقت فراغ، لأن وقته
لا يكفى مطلقا ما يضعه أمامه من مسئوليات.

مقالات ذات صلة

 

الذى
عنده وقت فراغ، لابد أن فى حياته فراغا لم يمتلئ بعد.. ووجود الفراغ فى الحياة،
وفى الهدف، وفى الطموح، هو أمر مؤسف حقا!

 

لذلك
فأصحاب الرسالات الكبيرة، ليس لديهم وقت فراغ والذين لهم طموح فى حياتهم، سواء كان
طموحا روحيا وعلميا، وحتى طموحا ماديا.. كل هؤلاء ليس أمامهم وقت فراغ..

 

وقت
الفراغ قد ينشأ من عجز الإنسان فى معرفة كيفية الاستفادة من وقته.. فإن عرف، زالت
من أمامه هذه المشكلة..

 

 وقد تقف مشكلة وقت الفراغ أمام المسنين، والذين
أكملوا خدمتهم وأحيلوا إلى المعاش وإلى الاستيداع.. وظنوا أن رسالتهم فى الحياة قد
انتهت، وأصبحت حياتهم الباقية بلا عمل وبلا هدف!

 

يلزم
هؤلاء أن يبحثوا عن عمل يعملونه، حتى لا تصبح حياتهم مملة وثقيلة عليهم..

 

والمفهوم
الروحى لتقضية وقت الفراغ، ليس هو البحث عن وسيلة تقتل الوقت!! وإنما البحث عن
وسيلة للاستفادة من الوقت..

 

فالوقت
هو جزء من الحياة، ومن الحرام أن تقتله وتضيعه هباء. وإلا كانت حياتك رخيصة فى
عينيك! وكان وقتك لا قيمة له!!

 

ووقت
الفراغ مشكلة يجابهها الطلبة فى العطلة الصيفية، إذ ينتهون من دراستهم، ولا يجدون
ما يشغلون به أنفسهم، بعد أن كانت الدراسة هى التى تشغلهم.

 

وواجب
المربي أن ينشئوا أنشطة ينشغل بها الطلبة فى عطلاتهم الصيفية وهذا هو أيضا واجب
الآباء، وواجب الكنيسة ومدارس التربية الكنسية..

 

وهكذا
احتلت الأنشطة الصيفية مجالا هاما فى أذهان المشرفين على الشباب والأطفال، ووضعوا
لها البرامج، حتى يستفيد الأولاد، وحتى لا يشعروا أن الكنيسة قد أهملتهم وتركتهم
إلى هواهم، يسدون هذا الفراغ بأية الطرق، وقد يضرون أنفسهم ضررا بليغا..

 

إن
العقل دائم العمل، لا يهدأ ولا يصمت. إن لم يفكر فى الخير، قد يفكر فى الشر.. وعلى
الأقل يفكر فى تفاهات لا تبنيه.. وهكذا بدلا من أن يقابل فراغ الوقت، يقابل فراغ
الحياة وفراغ التفكير!

 

ومشكلة
الوقت الفارغ قد تقابل كثيرا من السيدات والزوجات غير العاملات، اللائى ليس لهن
أطفال، وانتهين من تربية أولادهن..

 

هنا
ونعيد السؤال: كيف نقضى وقت الفراغ.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى