علم الكتاب المقدس

الكتاب المقدس والاكتشافات الحديثة



الكتاب المقدس والاكتشافات الحديثة

الكتاب
المقدس والاكتشافات الحديثة

ربما
كانت أكثر لبنبوءات التى تحققت فى الكتاب المقدس من خلال الإكتشافات الحديثة، هى
تلك الخاصة بتاريخ الشعب اليهودى وتاريخ الأمم التى كانت على صلة بهذا الشعب.
اعتاد كبار الهجوم على الكتاب المقدس مدعين أن الأحداث التى وردت فى الكتاب المقدس
كتبت بعد زمن طويل من حدوثها، ذلك نظرا لدقة النبوءة ومطابقتها للأحداث تماما بل
وأيضا دقة تحقيق النبوءة، أو كان قد سبق تأليفها بواسطة بعض الكتاب فى أوقات لاحقة،
ونتيجة لمعظم اكتشافات الآثار التى تمت خلال المائة عام الماضية عن الكتاب المقدس
يعتبر، حتى من قبل أوائك الذين لا يؤمنون بانه كتب بأرشاد الروح القدس، أكثر
المراجع ثقة حتى من وجهة نظر علماء التاريخ.

 ومن
المعروف أن قدم الحضارات هى حضارات سامراء ومصر وبابل وأشور والبلدان الأخرى
الواقعة قرب الشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط. وقد تم إجراء قدر كبير من
البحوث على تاريخ هذه المنطقة عن طريق علماء الآثار وعلماء المعاصرين ولما كانت
نتائج دراساتهم تقع فى مئات المجلدات، فسوف نكتفى هنا بسرد خلاصة لبعض هذه البحوث:

أولا:
كانت أهم الإكتشافات البابلية والمصرية ذات علاقة وثيقة بفترة ما قبل الطوفان. فقد
تم فى هذين القطرين، بل وفى بعض الأقطار الأخرى، إكتشاف آثار تشرح قصة الخليقة
والسقوط والخروج من الجنة وأنبياء ما قبل الطوفان، بل وعن الطوفان ذاته. وتحمل
العديد من هذه الآثار شبها كبيرا لتلك المذكورة فى الكتاب المقدس، ولما كانت معظم
هذه القصص ترجع، حسب تقدير علماء التاريخ، إلى أزمنه تسبق كتابة سفر التكوين، فقد
ادعى بعضهم ان موسى استمد مادة سفر التكوين من هذه القصص ولكن المقارنه بين النص
المهيب سفر التكوين والنصوص المشوهة لتلك القصص يعتبر دليلا كافيا على أن وصف تلك
الأحداث كما ورد الكتاب المقدس لا يمكن إدخاله فى المقارنه مع هذه القصص. وتلك
حقيقة لا يمكن تفسيرها إلا إذا آمنا بأن سفرالتكوين موحى به من الله، وأن هذه
القصص قد انتقلت من السلف إلى الخلف من أيام آدم،مما يؤكد أن لها أساسا حقيقيا.

مقالات ذات صلة

وقد
كان من الصعب العثور على أدلة لها علاقة باباء إسرائيل قبل زمن يشوع حيث لم يكن
لإسرائيل أمه بعد، ومن ثم فالعثور على آثار لشخصيات مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب
ويوسف وموسى يعتبر شيئا صعب التحقق إلا أن هناك من الأدلة الكتاب المقدس التى تلقى
الضوء على القصص هؤلاء الاباء وتؤكد أن وصف البلدان والأشخاص والحالات المعيشة
السائدة فى تلك الأوقات كما وردت فى الكتاب المقدس هى من الدقة بحيث إما أن تكون
قد سجلها أو كتبها شهود عيان أو بإرشاد الروح القدس.

 

 فعلى
سبيل المثال يذكر الكتاب المقدس أن طفولة إبراهيم كانت فى أور الكلدانيين ولفترة
ما لم يعثر على هذذا المكان، إلى أن تم اكتشافها فى العصر الحديث.

 

وقد
ادعى النقاد فى وقت ما أن الخمسة أسفار الأولى فى الكتاب المقدس لا يمكن أن يكون
كاتبها موسى النبى مدعين أن فن الكتاب أن فن الكتابة لم يكن معروفة فى أيامه، ولكن
الاكتشافات الحديثة التى عثر عليها فى أور الكلدانيين وفى غيرها من الأماكن قد
أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنى فن الكتابة كان معروفا حتى قبل أيام إبراهيم
بمئات السنين. كذلك فقد اوضحت الإكتشافات الحديثة فى العديد من هذه الأماكن أن
الحضارة الأقدم كانت هى الأرقى، وقد انتابها التحلل بمضى الأيام كذلك أيضا أوضحت
هذه الإكتشافات أن أولى العقائد كانت تؤمن بالتوحيد وأنها، بمضى الوقت، نحو لن إلى
تعدد الآلهة وليس العكس.

ثانيا:
كذلك فان خراب سدوم وعمورة بسقوط أمطار من النار والكبريت عليها يبدو وانه بركانية.
ومما يعزز هذا الفرض أن فحص المنطقة التى كانت تحتلها هاتان المدينتان على شواطىء
البحر الميت، يوضح وجود كميات هائلة من الكبريت والنار والصخور البركانية التى تدل
على حوث حريق هائل فى الماضى

كذلك
قصة زوجة لوط تصبح أكثر وضوحا فى ظل هذا الحقائق، فمن المعروف أنها تلكات ونظرت
خلتها، فذهبت ضحية الكارثة نتيجة لسقوط كتله من الحمم، المكونه من مختلف الأملاح،
عليها والتى دفننها، وبمضى الوقت حولتها

إلى
عمود من الملح، ليس بالضرورة ملح طعام، ومن المعروف أن هذا ملحدث تماما لعدد كبير
من الناس خلال خراب المدينة الرومانية ” بومبى ” نتيجة لثورة بركانية.

 

ثالثا:
كلك أيضا الإكتشافات على شاطىء البحر الميت، حيث كانت سدوم وعمورة، تؤكد بما لايدع
مجالا للشك أن هذه المنطقة كانت مأهولة بالسكان أيام إبراهيم، ولكنها أصبحت مهجورة
بعد ذلك لما يقرب من ألفى عام.

وقصة
دخول اليهود فى مصر وخروجهم والتى اعتبرها البعض قصة خرافية، فى وقت ما، أصبح لها
الان سند تاريخى وذلك على أسس علمية تعتمد بالدرجة الأولى على الاثار المكتشفة.

رابعا:
يعلمنا الكتاب المقدس ان الحيثيين كانوا من أقوى الشعوب التى كان على العبرانيين
مواحهتهم فى ارض المعياد، وقد كرر الكتاب المقدس ذلك أكثر من مرة، ولكن حتى نهاية
القرن التاسع عشر لم يكن هناك أى دليل مادى على وجودهم. فلعدة أعوام استخدم العديد
من الناقدين ” خرافه الحيثيين كما يسمونها لنقض الكتاب المقدس وإثيات انه لم
يوحى به من الروح القدس.

 ولكن
الآثار التى اكتشفت حديثا فى تلك المنطقة، تثبت أن هؤلاء القوم كانوا يؤلفون واحدة
من أشد الأمم قوة واعظمها تأثيرا فى وقت من الأوقات، وبذلك تضنيف دليلا جديدا على
صحة ما ورد بالكتاب المقدس مما سقطت به حجة المتشككين فيه.

نفس
القصة يمكن أن تقال عن ” آدوم والآدوميين ” الذين ذكروا فى الكتاب
المقدس، ولكنهم راحوا فى طيات النسيان عبر التاريخ، جاء القرن التاسع عشر حين عثر
على آثار مصرية واشورية لهم. بل وفى السنوات القليلة الماضية، تم اكتشاف عاصمتهم
” بترا” فى حالة ممتازة، وكان ذلك بمثابة هزيمة جديدة للنقاد الذين
نظروا إلى قصة الآدوميين على أنها خرافة.

خامسا:
هناك أيضا العديد من الاكتشافات التى تلقى الضوء على قضاة وملوك إسرائيل، وكلها
تزيد وبقوة، ما ورد فى الكتاب المقدس.

 فقد
تم اكشاف الإسطبلات العظيمة التى للملك سليمان فى أورشليم وكذلك فرنه الضخم لصهر
النحاس الذى استخدم فى بناء الهيكل. وايضا فشل الملك سنحريب فى الإستيلاء على
أورشليم، أيام الملك حزقيا، رغم جيشة الذى لا يقهر، وكان ذلك نحو سنه 709 قبل
الميلاد، فقد وجدت تلك القصة مذكورة على أحد الأعمدة الأشورية المكتشفة فى عاصمتها
القديمة نينوى (2مل 19: 35)

 سادسا:
أما بخصوص ادعاء بعض النقاد بأن اسفار الكتاب المقدس لم تكتب فى اوقاتها، بل بعد
ذلك بأزمنه مختلفة، فسوف نكتفى بالرد على هذا الاعتراض فيما يختص بسفر دانيال،
أكثر اسفار الكتاب المقدس تعرضنا للهجوم، فقد أثبتت العديد من الحفائر بطرق غير
مباشرة، إن هذا السفر كتب فى بابل ” نبو خذنصر “، فالفحفائر فى بابل كشف
عن مبنى عليه نقوش تشير إلى أنه كان يستعمل لتعليم الأسرى من الأمراء والنبلاء.
كذلك تم اكتشاف حجرة كبيرة كانت تستخدم لتقديم الرافضين لآوامر المك كطعام
للحيوانات المفترسة. حتى اسماء أولئك الذين تم إعدامهم بهذه الطريقة قد اكتشفت،
ولم يكن إسم دانيال بينهم فى القائمة التى تم العثور عليها، ويؤكد ذلك أن قصة
دانيال قصة حقيقية.

 

سابعا:
أن التطابق التام بين النسخ المتداوبة من أسفار العهد القديم ولفائف البحر الميت
التى عثر عليها أخيرا، مما يدل على مدى العبر العبرانيين فى نقل وتدوين ما كان بين
أيديهم من نصوص لتلك الاسفار.

 سنكتفى
بهذا القدر عن العهد القديم، وسوف نناقش فيما الاكتشافات التى تم العثور عليها
حديثا والتى علاقة بحقيقة العهد الجديد التاريخية، ومدى جدارته بالثقة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى