عهد قديم

الإصحاح الرابع



الإصحاح الرابع]]>الإصحاح الرابع

 

الآيات1-7:- وصرخت الى اليشع امراة من نساء بني الانبياء قائلة ان عبدك زوجي قد مات وانتتعلم ان عبدك كان يخاف الرب فاتى المرابي لياخذ ولدي له عبدين فقال لها اليشع ماذااصنع لك اخبريني ماذا لك في البيت فقالت ليس لجاريتك شيء في البيت الا دهنة زيت.فقالاذهبي استعيري لنفسك اوعية من خارج من عند جميع جيرانك اوعية فارغة لا تقللي.ثمادخلي واغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك وصبي في جميع هذه الاوعية وما امتلاانقليه.فذهبت من عنده واغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها فكانوا هم يقدمون لهاالاوعية وهي تصب.و لما امتلات الاوعية قالت لابنها قدم لي ايضا وعاء فقال لها لايوجد بعد وعاء فوقف الزيت.فاتت واخبرت رجل الله فقال اذهبي بيعي الزيت واوفي دينكوعيشي انت وبنوك بما بقي.

 

4-معجزة إمتلاء الآنية بالزيت

بحسبالناموس كان من حق الدائن أن يستعبد المديون إن لم يستطع أن يوفى. نساء بنىالأنبياء= فكان الأنبياء يتزوجون ويحيون حياة عادية ولهم أعمالهم وكان إليشع رئيساعليهم فأتت له هذه المرأة ليحل لها مشكلتها. ماذا أصنع لك = فهو لن يستطيع أن يمنعهذا الدائن الطماع. دهنة زيت = أى ما يكفى لدهن لقمة خبز. ومرة أخرى نتقابل معالجهاد والنعمة فكانت دهنة الزيت هى كل ما عند المرأة ونحن يجب أن نبذل كل جهدنا”لم تقاوموا بعد حتى الدم” (عب 4:12). وإمتلاء الآنية بالزيت هو النعمة.كما طلب المسيح الخمس خبزات والسمكتين (جهاد) وبارك فيها فأشبعت 5000 رجل (نعمة)إستعيرى = إمتحان إيمان للمرأة فبقدر ما ستستعير بقدر ما ستحصل على نعمة، أى بقدرما تصدق يكون لها. لا تقللى = فلنطلب من الله فهو يعطى بسخاء ولا يعير. إغلقىالباب = لكى تصلى وتوجه قلبها لله وتسبح وتفرح بعمل الله الذى سيظهر فى ملءآنيتها. وهى علامة أن الزيت لم يأتى من الخارج بل هى معجزة حقيقية. هذه يفهم منهاأن المقدسات ليست لفرجة الشعب وحياتنا الداخلية ليست للآخرين فعلاقتنا مع الله هىعلاقة سرية “إن أردت أن تصلى أدخل إلى مخدعك”. وأيضا فالمعجزات هى عملمحبة. وقول إليشع إغلقى الباب هو مشابه لقول المسيح “إذهب ولا تخبرأحدا” فهى عمل محبة وليس للفرجة

وأخبرترجل الله = هى حسبت أن الزيت من الله وهو لله وهى تسأل وما هى الطريقة التى أتصرفبها فيما أعطاه الله لى. ونحن بكل إمكانياتنا وقلوبنا وأفكارنا ومواهبنا ووقتناكلنا لله ولنسأله يا رب الكل لك فماذا تريد فى أن أفعل به. والله يسكب علينا فىغرفتنا ونحن قد أغلقنا الباب علينا من نعمته ويملأنا من روحه القدس وعلينا أن نسألماذا تريدنى يا رب أن أفعل. وكان رد إليشع بيعى الزيت. وهكذا قال إيليا إصنعى لىكعكة. وهكذا قال المسيح وزعوا الخمس خبزات والسمكتين. إذا هناك مبدأ روحى أننمتلىء نحن أولا ثم نتاجر بما أخذنا ونبيعه “والمروِى يروَى هو أيضا”.

ولنسكبكل شىء تحت قدمى المسيح. ونلاحظ أنها هى التى تسكب وليس إليشع فهى التى تعمل بعدأن قال لها إليشع وهكذا نحن علينا أن نخدم ولكن بعد أن ترسلنا الكنيسة فليس منسلطة إنسان أن يفوض نفسه فى عمل الكرازة (رو 15:10) ونحن لابد أن نتاجر بقدر مانستطيع (كل الأوانى) فنعمة الله لا تنقطع بل نحن المحدودين فى إيماننا وليس اللههو المحدود فى عطائه وطوبى للجياع والعطاش إلى البر فإنهم يشبعون اما الذى يظن أنهغير محتاج فلا يأخذ. ولاحظ قول إليشع = إوفى دينك = فنحن من كثرة ما أخذنا مديونينلكل العالم وعلينا أن نعطيه (رو 15،14:1) ولا نخاف من العطاء بل ما يتبقى سيكفىلمعيشتنا نحن وأولادنا = وعيشى أنت وبنوك بما بقى.

 

الآيات8-17:- وفي ذات يوم عبر اليشع الى شونم وكانت هناك امراة عظيمة فامسكته لياكل خبزاوكان كلما عبر يميل الى هناك لياكل خبزا فقالت لرجلها قد علمت انه رجل الله مقدسالذي يمر علينا دائما.

 فلنعمل علية على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريرا وخوانا وكرسياومنارة حتى اذا جاء الينا يميل اليها وفي ذات يوم جاء الى هناك ومال الى العليةواضطجع فيها.فقال لجيحزي غلامه ادع هذه الشونمية فدعاها فوقفت امامه.فقال له قللها هوذا قد انزعجت بسببنا كل هذا الانزعاج فماذا يصنع لك هل لك ما يتكلم به الىالملك او الى رئيس الجيش فقالت انما انا ساكنة في وسط شعبي.ثم قال فماذا يصنع لهافقال جيحزي انه ليس لها ابن ورجلها قد شاخ.فقال ادعها فدعاها فوقفت في الباب.فقالفي هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين ابنا فقالت لا يا سيدي رجل الله لا تكذبعلى جاريتك.فحبلت المراة وولدت ابنا في ذلك الميعاد نحو زمان الحياة كما قال لهااليشع.

5-الشونمية ترزق إبنا

شونم= كانت لسبط يساكر. إمرأة عظيمة = إمرأة غنية أو إمرأة رجل غنى. ولكن سنكتشف بعدذلك أن لها صفات روحية عظيمة. ومن المعزى أن نجد أناسا روحيين فى وسط هذا الإنحطاطفى إسرائيل. فأمسكته = كان إليشع يمر على شونم كثيرا وهو فى طريقه من الكرمل إلىمدن الجليل ومدارس الأنبياء فى الجلجال وبيت إيل. وهو كان يبيت ليلته فى فندق إذاجاء إلى شونم ولاحظت المرأة هذا فصنعت له العلية = وهى مكان منفرد عن بقية البيتليختلى فيه النبى… ما يتكلم به إلى الملك = نرى هنا أن إليشع بعد معركة موآبوعمله مع الجيش صارت له كلمة عند الملك ورئيس الجيش فهما صارا يخافا منه ويخشاهويسمعان له بالرغم من شرورها. ليس لها إبن = المرأة لم تذكر هذا لإليشع ربماليأسها من حل هذه المشكلة وربما لأن هناك من إعتاد أن يترك كل أموره لله دون أنيسأل فهو يثق فى محبة الله وأن إختياره هو الأصلح والأقرب إلى المنطق هو الرأىالثانى فأين نجد مرأة لا تريد شيئا من الملك ولا من رئيس الجيش، لا تطلب أرضا ولامالاً. هى قانعة بحياتها وسط جيرانها وأهلها رافضة أى واسطة لتحسين معيشتها مثلهذه تقنع بما يقسمه الله لها.

 

الآيات18-31:- وكبر الولد وفي ذات يوم خرج الى ابيه الى الحصادين. وقال لابيه راسي راسيفقال للغلام احمله الى امه فحمله واتى به الى امه فجلس على ركبتيها الى الظهرومات.فصعدت واضجعته على سرير رجل الله واغلقت عليه وخرجت.و نادت رجلها وقالت ارسللي واحدا من الغلمان واحدى الاتن فاجري الى رجل الله وارجع.فقال لماذا تذهبين اليهاليوم لا راس شهر ولا سبت فقالت سلام وشدت على الاتان وقالت لغلامها سق وسر ولاتتعوق لاجلي في الركوب ان لم اقل لك.و انطلقت حتى جاءت الى رجل الله الى جبلالكرمل فلما راها رجل الله من بعيد قال لجيحزي غلامه هوذا تلك الشونمية.اركض الانللقائها وقل لها اسلام لك اسلام لزوجك اسلام للولد فقالت سلام.فلما جاءت الى رجل اللهالى الجبل امسكت رجليه فتقدم جيحزي ليدفعها فقال رجل الله دعها لان نفسها مرة فيهاوالرب كتم الامر عني ولم يخبرني.فقالت هل طلبت ابنا من سيدي الم اقل لاتخدعني.فقال لجيحزي اشدد حقويك وخذ عكازي بيدك وانطلق واذا صادفت احد فلا تباركهوان باركك احد فلا تجبه وضع عكازي على وجه الصبي.فقالت ام الصبي حي هو الرب وحيةهي نفسك انني لا اتركك فقام وتبعها.

 وجاز جيحزي قدامهما ووضع العكاز على وجه الصبي فلم يكن صوت ولامصغ فرجع للقائه واخبره قائلا لم ينتبه الصبي.

رأسىرأسى = غالباً هى ضربة شمس. لماذا تذهبين اليوم = هو إما أنه لم يعرف بموت الولدوهى لم ترد أن تشركه فى الحزن أو عرف ولا يصدق أن هناك أمل فى إحيائه ثانية.وغالبا فإن هذه المرأة سمعت عن إقامة إيليا لإبن الأرملة فى صرفة صيدا. فذهبت ولهاإيمان أن إليشع يصنع لها نفس الشىء ولم ترد أن يعوقها زوجها فإيمانها أقوى لاتتعوق لأجلى = أى قد الأتان بسرعة ولا تهتم من أن تزعجنى فكان الغلام يجرى أمامالحمار ليحثه على السير سريعا اركض الآن للقائها = عرف من مجيئها فى وقت غير عادىأنه قد حدث شىء يستلزم المساعدة. سلام = هى تريد النبى نفسه ولا تريد تضييع الوقت.ليدفعها = هو لم يفكر فى محنة المرأة بل فى واجبات الإحترام للنبى. أما النبى ففكرفى آلامها المرة. هل طلبت إبنا من سيدى = من هذه الجملة فهم إليشع أن الولد قد ماتففى نظرها أن لا يكون لها ولد خير من أن يكن لها ولد ثم يموت وتفقده. وخذ عكازى =العكاز فى يد إليشع غيره فى يد جيحزى فإليشع نبى ورجل صلاة والله إستجاب لصلاتهولجاجته عن الولد. والله إستجاب:-

1.                لإيمانالمرأة العجيب وتشبثها بالنبى كرجل لله.

2.                لإيمانالنبى وجهاده فكان يمكن أن يقول لها إذهبى وسأصلى لأجلك ليعزيك الله.

 

الآيات32-37 :- ودخل اليشع البيت واذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره.فدخل واغلق الباب علىنفسيهما كليهما وصلى الى الرب.ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيهعلى عينيه ويديه على يديه وتمدد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارةالى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيهفدعا جيحزي وقال ادع هذه الشونمية فدعاها ولما دخلت اليه قال احملي ابنك.فاتتوسقطت على رجليه وسجدت الى الارض ثم حملت ابنها وخرجت.

 

6- إقامة الميت

وصلىإلى الرب = بإيمان عظيم. وتمشى فى البيت = كان يسير فى البيت مصليا باكيا لمحبتهللعائلة والولد. وهو نام فوق الولد ليدفئه ووضع فمه على فم الولد لينفخ فيه فهويفعل ما فى إستطاعته

 (مثل الدقيق والملح والزيت والخمس الخبزات…. هذا هو جهادالإنسان)

ولكننعمة القيامة هى من الله.

 

الآيات38-41:- ورجع اليشع الى الجلجال وكان جوع في الارض وكان بنو الانبياء جلوسا امامهفقال لغلامه ضع القدر الكبيرة واسلق سليقة لبني الانبياء.و خرج واحد الى الحقلليلتقط بقولا فوجد يقطينا بريا فالتقط منه قثاء بريا ملء ثوبه واتى وقطعه في قدرالسليقة لانهم لم يعرفوا.و صبوا للقوم لياكلوا وفيما هم ياكلون من السليقة صرخواوقالوا في القدر موت يا رجل الله ولم يستطيعوا ان ياكلوا.فقال هاتوا دقيقا فالقاهفي القدر وقال صب للقوم فياكلوا فكانه لم يكن شيء رديء في القدر.

 

7-إبراء القدر المسموم

هذهالمعجزة حدثت غالباً وقت المجاعة المذكورة بعد ذلك فى (إصحاح 8). يقطينا بريا =القثاء البرى ويرجح أنه الحنظل وطعمه مر وفعله مسهل عنيف يحدث مغص وقىء شديدين.صرخوا وقالوا = عرفوه من طعمه المر وتوقفوا عن الأكل حتى لا يتسمموا بزيادة. هاتوادقيق = هو المادة الوسيطة مثل الملح فى تبرئة المياه والدقيق يشير لحياة المسيحعلى الأرض، حياته التى أعطاها لنا ليصلح حياتنا ويحيينا. وظهر إيمان بنو الأنبياءأنهم إستمروا فى الأكل بعد وضع الدقيق. (لاحظ بساطة أكل الأنبياء فهو أعشابمسلوقة).

تأمل:-

فىالقدر موت = نقول هذا مع أشياء كثيرة فنقول فى السيجارة موت وفى الخمور موت وفىالطعام أو الرزق الذى نحصل عليه بالغش موت بل فى كل طعام نأكله بلا شكر وبتذمروبلا بركة الرب.

 

الآيات42-44:- وجاء رجل من بعل شليشة واحضر لرجل الله خبز باكورة عشرين رغيفا من شعيروسويقا في جرابه فقال اعط الشعب لياكلوا.فقال خادمه ماذا هل اجعل هذا امام مئة رجلفقال اعط الشعب فياكلوا لانه هكذا قال الرب ياكلون ويفضل عنهم.فجعل امامهم فاكلواوفضل عنهم حسب قول الرب.

 

8- إطعام كثيرين بخبز قليل

نقولأيضا أن هذه المعجزة حدثت فى وقت المجاعة (إصحاح 8). بعل شليشة = قريبة منالجلجال. سويق = الطحين الناعم. إعط الشعب ليأكلوا = نرى هنا كرم الرجل الذى ينفذوصية الباكورات ويأتى بهذه الهدية لرجل الله، وكرم النبى الذى لم يحتفظ بها لنفسهوكلاهما ظهر كرمه بالأكثر لأن الوقت وقت مجاعة. أكلوا وفضلوا = هذه هى البركةفلنقدم لله والله يبارك.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى