عهد قديم

الإصحاح السابع



الإصحاح السابع]]>الإصحاح السابع

 

الضرباتالعشر كانت وسائل إنذار لفرعون ومقدمة لضربة كبيرة مهلكة هي غرق جيش فرعون فيالبحر. بل كانت متدرجة في عنفها ولنلاحظ:-

1.     اللهدائماً يستخدم مع الخاطئ المصر على عدم التوبة ضربات خفيفة (مرض بسيط مثلاً)كإنذار فإن لم يتب يعقب هذا مرض أشد وهكذا حتى يتوب وهذا ما حدث مع فرعون فنجد أنالضربات الأولى بسيطة أعقبتها ضربات أشد حتى وصلت الضربة المؤلمة وهي موت الأبكار.ولما لم يفهم فرعون مع كل هذا هلك جيشه في البحر (رؤ20:9،21). وهذا العنادوالإصرار على عدم التوبة هو ما أسماه سفر الرؤيا خطية مصر (رؤ8:11).

2.     الضرباتكلها كانت من الله ولم يفعل بني إسرائيل شيئاً فالله هو الذي يدافع عن شعبه.

3.     منرحمة الله كانت هناك إنذارات قبل أن تأتي الضربات، بل كان هناك إرشادات من اللهكيف يتقوا الضربة مثلما حدث في ضربة الَبرَدْ إذ أعطاهم الله فرصة لحماية مواشيهم.

مقالات ذات صلة

4.     نجدفي الضربات أنها تظهر ضعف الآلهة المصرية الوثنية وتظهر عظمة الله وهذا ليفهمالمصريين تفاهة آلهتهم ويفهم اليهود قوة الله الذي يعبدونه (هي مدرسة للإيمان).

5.     نلاحظأسلوب فرعون التفاوض فمرة يرفض ومرة يستخدم السحرة لإثبات قوة آلهته ومرة يوافقعلى سفر الرجال فقط ونلاحظ أن موسى كان رافضاً التفاوض تماماً، بل نخرج كلنا وكلمالنا. لذلك أولاد الله لا يتفاوضوا مع الخطية بل يتركوها تماماً.

6.     كانموسى في معظم الضربات يمد يده للسماء ليعرفوا مصدر الضربات. وهذه الضربات أثبتتصدق إرسالية موسى وهرون.

7.     هناكسؤال لماذا سمح الله للسحرة أن يقلدوا عمله في بعض الأحيان؟

‌أ.                               أولاً هم قلدوه في بعض الأحيان وليس في كلالأحيان.

‌ب.                           كان يظهر دائماً أن قوة الله تسود قوة السحرة.فمثلاً حين حول موسى الماء إلى دم صنع السحرة مثله لكنهم لم يستطيعوا تحويل الدمإلى ماء. هم اظهروا كل ما عندهم لكن قوة الله غلبتهم. فلا يخدع الشعب في المستقبلإذا رأوا أعمال عجيبة فهو عرفوا أن الله أٌقوى وأن إلههم له سلطان مطلق. بالإضافةلإرشاد فرعون والمصريين بتفاهة الأوثان.

8.     نسمعفي (أِش25:19) مبارك شعبي مصر، فكيف يضرب الله مصر ويباركها في نفس الوقت. هذايفسره قول بولس الرسول “من يحبه الرب يؤدبه” (عب6:12) فضربات مصر العشركانت لتأديبها وكسر كبريائها فتستعد لدخول المسيح لها ليباركها حين هرب من هيرودس،أما ضربات الله ضد بابل وأشور بل وإسرائيل كانت كلها ضربات إفناء، فضربات مصرتتميز عن باقي الأمم بالتالي:

‌أ.                               هي ضربات بسيطة ومحتملة (ضفادع وناموس..).

‌ب.                           ليس فيها إبادة.

‌ج.                            فيها تعليم بفساد عقائدهم الوثنية وتعليمهم أنيهوه هو سيد السماء والأرض (16:9).

‌د.                              فيها إرشاد حتى تكون الضربات محتملة، فمثلاً فيضربة البرد يرشدهم الله ليخبئوا حيواناتهم (19:9).

‌ه.                              فيها رمز لهزيمة إبليس بيد المسيح كما هزم موسىفرعون مصر.

 

 

آنيةالهوان وآنية الكرامة:

قارنمع (رو9) فآنية الهوان هنا هي فرعون وآنية الكرامة هو موسى. ولنلاحظ أن الله لهخطط ينفذها لخلاص البشر، فالله يريد خلاص مصر وخلاص اليهود، وهذا بأن يؤمن الكلبه. والله له أدوات يستخدمها حتى ينفذ خطته، ومن هذه الأدوات نوعين [1] أشراركفرعون [2] أبرار كموسى. ومن خلال عناد فرعون وقداسة موسى يظهر عمل يهوه العظيمليؤمن الكل به. ولنلاحظ أن الله لا يقسي قلب فرعون (3:7) بمعنى أنه كان قديساًولكن الله جعله قاسياً، بل أن فرعون كان قلبه قاسياً، ومعانداً، والله تركه على ماهو عليه، واستغل قسوته ليظهر مجده ولينفذ خطته. وموسى كان قديساً والله استغلقداسته ليظهر مجده ولينفذ خطته، فالله احتمل فرعون كآنية هوان لفترة ما ليظهرمجده، والله سُرَّ بأن يعلن مجده أيضاً من خلال طاعة موسى وقداسة موسى.

 

آية(1): “فقال الرب لموسى انظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون وهرون أخوك يكوننبيك.”

جعلتكإلهاً لفرعون= أي جعلتك سيداً عليه، فلا تخافه ولا ترهب قسوة قلبه. وعلى المؤمنألا يخاف إبليس بل يؤمن بقوة الله الذي فيه أنه قادر أن يهزم إبليس. ولاحظ أنالإنسان قد يقال له أنه إله.. لكن يكون هناك مضاف “إلهاً لفرعون. تكون لهإلهاً كما قيلت لموسى بالنسبة لهارون. ولكن الله هو إله مطلق ولا يضاف له شئ فهوإله الجميع وهذه التسمية من تواضع الله، ولكي يطمئن موسى فهذا رد على أن موسى”أغلف الشفتين”. هرون يكون نبيك = النبي هو من يتكلم بما يقوله له الله.فهنا الله يقول لموسى وموسى يقول لهرون وهرون يكلم الشعب. وهذا هو ما شُرِحَ فيالآية التالية.

 

آية(4): “ولا يسمع لكما فرعون حتى اجعل يدي على مصر فاخرج أجنادي شعبي بنيإسرائيل من ارض مصر بأحكام عظيمة.”

أجنادي=فالله هو رب الصباؤوت أي رب الجنود (سواء السمائيين أو الأرضيين)

 

آية(9): “إذا كلمكما فرعون قائلاً هاتيا عجيبة تقول لهرون خذ عصاك واطرحها أمامفرعون فتصير ثعباناً.”

هاتياعجيبة= يبدو أن فرعون سمع ما فعله موسى أمام الشعب وهو كان يسأل لا ليؤمن لكيليثبت لهم أن سحرة المصريين أكثر قدرة.

 

آية(11): “فدعا فرعون أيضاً الحكماء والسحرة ففعل عرافو مصر أيضاً بسحرهمكذلك.”

ذكربولس الرسول اسمى الساحرين في (2تي8:3) ينيس ويمبريس. وبالطبع فالتقليد اليهودي هوما احتفظ بالأسماء. وهم قاوموا موسى ليس بالرعب والتهديد بل بحرب خطيرة هي حربالتمويه. وإن أخطر حرب ضد الكنيسة هي التي تأتي ممن يرتدي ثياب الخدام لكنهميشوهوا العقيدة وبذلك يقسموا جسد المسيح. فهؤلاء حاولوا أن يمحوا أثر أعمال موسىولنتتبع الآن طرق إبليس في حروبه ضد شعب الله.

1.     يستخدمفرعون ليذل الشعب في عبودية مرة وسخرة وبغلظة، لكنه يعطيهم قدور لحم وأكل كثير(يعطيهم شهواتهم لكنهم مذلولين في عبودية).

2.     حربتمويه لقلب الحقائق باستخدام الخداع، وهذا ما فعله الساحرين.

3.     فيحالة إصرار الشعب على الخروج تبدأ المفاوضات (يخرج جزء ويبقى جزء) هذا يماثل منيدخن مثلاً ويريد الإقلاع فيقول لك أدخن علبة واحدة بدلاً من علبتين وبالتأكيدفبعد أسبوع سيعود إلى ما كان عليه إن لم يكن أكثر.

4.     بعدالخروج تكون الحرب بذكريات لذة الخطية “أين قدور اللحم” هذه الحروبوالخدع سيقوم بها ضد المسيح في الأيام الأخيرة.

 

آية(12): “طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين ولكن عصا هرون ابتلعتعصيهم.”

الحيةتشير عند المصريين للقوتين الإلهية والملوكية وكان ملوك مصر يضعون حية علىتيجانهم. وكون أن حية موسى أكلت باقي الحيات فهذا رمز لتسلط الله على ألهتهم وحيةموسى هي حية حقيقية، وهي معجزة ظهرت فيها قوة الله، لكن حيات السحرة ما هي إلاخداعات وأوهام من الشياطين (فالشيطان قادر أن يظهر نفسه على هيئة ملاك نور لكييخدع البسطاء 2كو14:11) ولذلك فقد اختفت حيات السحرة أمام حية موسى فكيف يقف الوهمأمام قوة الله الحقيقية.

والعصاسميت عصا الله وعصا موسى وعصا هرون. فهي عصا الله لأنها تشير للصليب الذي به كانالخلاص وهي تشير لقوة الله وسلطانه على كل الخليقة. وهي عصا موسى لأنها تشير لقوةكلمة الله والوصية وهي عصا هرون الكاهن فهي تشير لقوة عمل الذبيحة والعبادة.

ملحوظة:الضربات عشر لأنها موجهة لمن يخالف الوصايا العشر. فهناك ضربات لمن يخالف وصاياالله.

 

الضربةالأولى: تحويل الماء إلى دم

 

الآيات(14-25): “ثم قال الرب لموسى قلب فرعون غليظ قد آبى أن يطلق الشعب. اذهب إلىفرعون في الصباح انه يخرج إلى الماء وقف للقائه على حافة النهر والعصا التي تحولتحية تأخذها في يدك. وتقول له الرب اله العبرانيين أرسلني إليك قائلاً أطلق شعبيليعبدوني في البرية وهوذا حتى الآن لم تسمع. هكذا يقول الرب بهذا تعرف أني أناالرب ها أنا اضرب بالعصا التي في يدي على الماء الذي في النهر فيتحول دماً. ويموتالسمك الذي في النهر وينتن النهر فيعاف المصريون أن يشربوا ماء من النهر. ثم قالالرب لموسى قل لهرون خذ عصاك ومد يدك على مياه المصريين على أنهارهم وعلى سواقيهموعلى أجامهم وعلى كل مجتمعات مياههم لتصير دما فيكون دم في كل ارض مصر في الأخشابوفي الأحجار. ففعل هكذا موسى وهرون كما أمر الرب رفع العصا وضرب الماء الذي فيالنهر أمام عيني فرعون وأمام عيون عبيده فتحول كل الماء الذي في النهر دماً. وماتالسمك الذي في النهر وانتن النهر فلم يقدر المصريون أن يشربوا ماء من النهر وكانالدم في كل ارض مصر. وفعل عرافو مصر كذلك بسحرهم فاشتد قلب فرعون فلم يسمع لهماكما تكلم الرب. ثم انصرف فرعون ودخل بيته ولم يوجه قلبه إلى هذا أيضاً. وحفر جميعالمصريين حوالي النهر لأجل ماء ليشربوا لأنهم لم يقدروا أن يشربوا من ماء النهر.ولما كملت سبعة أيام بعدما ضرب الرب النهر.”

1.     المصريينيعبدون النيل. وهذه الضربة إذاً موجهة لمعبودهم الذي يقدمون له الضحايا فقد كانوايضحون بعروس النيل وبأبكار اليهود ليرضوا معبودهم النيل فيفيض، وهذه الضربة تكشفضعف إلههم النيل (خر12:12) بل رأوه دنساً فالدم يعتبر دنس. بل هذا يعتبر عقوبة علىقتل الأبرياء في النيل (عروس النيل والأبكار) (أية 18 ينتن النهر= دنس)

2.     هذهالضربة تظهر أن مصدر خيراتهم وهو النيل تحول إلى دم بسبب خطاياهم (الخطية= موت)

3.     كمابدأت الضربات بالدم لإظهار أن الخطية عقوبتها موت أنتهت الضربات بالدم (خروفالفصح) ليظهر أن بالدم كان إنقاذ الشعب وخلاصهم فالفداء يعني دم عوض دم.

4.     أولضربات موسى كانت تحويل الماء إلى دم (الماء= حياة والدم = موت) فالناموس يحكمبالموت على الخاطئ. وأول معجزات المسيح تحويل الماء إلى خمر والخمر يشير للفرح.

5.     يبدوأن هذه الضربة كانت للمصريين فقط وأن العبرانيين حين كانوا يأخذون ليشربوا يجدونهماء!! لاحظ قوله فلم يقدر المصريين أن يشربوا ماءً من النهر (21) وحفر جميعالمصريين حوالي النهر (آية24)= أي حفروا أباراً ليشربوا ماء منها. ولم يقال هذا عنالعبرانيين وقد قيل صراحة ابتداء من الضربة الثالثة أنها كانت موجهة ضد المصريينفقط.

آية(19) أنهارهم= أي النيل وفروعه. وسواقيهم= الترع والمساقي. أجامهم= المستنقعاتالتي تنمو حولها الأشجار والنباتات. الأخشاب والأحجار= الأواني التي يحفظون فيهاالماء حتى يصفى من العوالق التي به.

آية(15) اشترط الله على موسى أن يأخذ العصا معه فلا إمكانية للغلبة سوى بالصليب.

آية(22) لاحظ أن العرافون استطاعوا تحويل الماء إلى دم بقوة سحرية شيطانية وبسماح منالله. لكنهم لم يستطيعوا أن يعيدوا النيل إلى حاله ثانية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى