علم التاريخ

بطاركة القرن الثانى عشر الميلادى



بطاركة القرن الثانى عشر الميلادى

بطاركة
القرن الثانى عشر الميلادى

البطريرك مكاريوس الثاني ال 69 (1102- 1128)

كان
من رهبان ابى مقار- جلس على الكرسى البطريركى 26 سنة، واهم ما حدث في عهدة:

أولا:
انه ضم اليه اسقفين مصر، وأصدر أمرا يقول فيه: يكون الاسقف مختارا من شعبه، ويقع
التراضي من جميعهم عليه، ويكون معروفا بالأوصاف التي تضمنها كتابهم ” ولكن
الاساقفة أحسوا أنه يحاورهم حتى لا يرسم أسقفا لمصر، فاجتمعوا واعلنوه بالا يكون
لنصراني زوجتين، أي لا يجوز ان يكون لنصراني زوجتين، أي لا يجوز لان يكون بطريركا
واسقفا لمصر في نفس الوقت، وتكاثروا عليه ورسموا لمصر اسقفا هو مرقورة الحبيس

ثانيا:
هجمة الصلبيين في حملة بقيادة بولدون على مصر عام 1117 ووصولها الى الفرما واشعلوا
فيها النيران

 

الانبا غبريال بن تريك البطريرك ال 70 (1131 – 1145)

وهو
من اهم البطاركة الذين جلسوا على الكرسي البطريركى في تلك الفترة، فهو ابو العلا
صاعد بن تريك من مدينة مصر من عائلة قبطية عريقة، كان ابوه قسا وترحل، ورباه في
أحضان الكنيسة، وعاش عيشة التقشف والزهد كما عاش أبوه، وكان يعمل في ديوان الانشاء
أيام الحافظ لدين الله الفاطمي، ووقع من نفسة موقعا قريبا، فكان متدينا ومن كبار
الموظفين في نفس الوقت وكان رئيسة الوزير أحمد بن الأفضل حفيد بدر الجمالي، اتصف
بالزهد والتقوى والورع والعطاء بسخاء وحفظ الكثير من الألحان وأجزاء من الكتب
المقدسة بجانب عمله في الديوان الذي اشتهر عنه فيه الكفاءة وعفة اللسان وطهارة
اليد

أسباب
تقاعص الاقباط فى ترشيح البابا؟؟

وبعد
وفاة البطريرك وكثرة اللفط والقيل والقال في البطريركية ظل الكرسى شاغرا لأكثر من
سنتين كانت أحوال الكنيسة فيها سيئة للغاية فعاش الأقباط فى فقر شديد الأمر الذي
جعلهم يكلون عن دفع مبلغ يتراوح بين ثلاث آلاف الى سته آلاف دينار لخزينة ألدوله
لاستصدار مرسوم التنصيب، ويرجع سبب ذلك:

1-
الى الضرائب الباهظة التي فرضت بسبب الحرب الصلبية

2-
وكذلك خشية اراخنة الاقباط من رفضة الوزير التصديق على انتخاب مسيحي بسبب ما هو
دائر على الساحة الدولية (الحروب الصليبية)

3-
كما ازداد الامر صعوبة بسبب اثنين من المسئولين وكراهيتهما للمسيحيين احدهما مسلم
وهو ابن ابى قيراط والاخر سامري ويدعى ابراهيم، فلجأ الى تضليل الخليفة بالقول بأن
الاقباط جمعوا اموال الكنائس واعطوها للفرنجة لمساعدتهم، وازاء هذا أمر الخليفة

4-
بمصادرة أي أموال قبطية سواء كانت خاصة بالكنيسة أو بأفراد الاقباط، وظل الحال
كذلك حتى قتل احدهما في ظل الفوض التي سادت البلاد، وتقلد بدلها فسبحها كانوا لبكي،
وبواسطة سمح الوزير حفيد بدر الجمالي برسامة بطريرك للاقباط

إختياره

وقبل
انه حدثت رؤى لبعض الاباء ب
إختيار ابو العلا بطريركا
فرسم في 5 أبريل 1131 / 19 امشير 847 شهداء باسم غبريال الثاني واشتهر بالبابا
غبريال بن تريك ذهب ليبقى أياما بدير ابى مقار بعد رسامته بطريركا، فكان يقدس
القداس واذا به يقول في الاعتراف الأخير عن جسد ربنا يسوع المسيح ” وصار
واحدا مع لاهوته ” فانكر الرهبان على هذا التعبير، اما هو فقال لهم انه يقولها
لأنه هكذا استلمها من الاباء الاساقفة يوم رسامته الذين كانوا يلقنوه، واستمر
النقاش بينهم وبينه وانتهى الى ان تكون العبارة ” وصار واحدا مع لاهوته بغير
اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ” وقد وافقتهم على ذلك، وأصدرأمره الى جميع
الكنائس بتلاوة الاعتراف بالصيغة الجديدة، وهذا يدل على يقظة رهبان ديرابى مقار،
كما يدل على المحبة التي يربط بينهم وبين البابا، ولدراسة القوية التي جمعت بين
عقولهم على ما هو حق

وفى
عهده ضم كرسى مصر اليه دون اعتراض بعد نياحة اسقفه الانبا يؤنس بن سنهوت بل وأن
الشعب كان موافقا على هذا

أما
عن علاقته بالدولة، فكانت طيبة رغم عدم استقرارها بسبب الحملات الصليبية وما تبعها
من اضطراب الامن وكثرة القلاقل وقتل الاثراء ورجال الدولة، كما تميزت بكثرة الصراع
بين المسلمين ورجال الجالية الارمنية والتي كان قد جلبها بدر الجمالي لأنه فيهم
فقتل البطريرك الأرمني واحرق دير للارمن من فيه من الرهبان، ونهبت كنائس الاقباط

وصدر
أمر بعدم استخدام المسيحيين في الدواوين، وعادوا الى مسألة شد الزنار على أوساطهم
وعدم ركوبهم الخيول، وضوعفت عليهم الجزية

من
اصلاحات البابا غبريال: كان مصلحا وطقسيا وقانونيا كنسيا:

أ‌-
أصدر أمره بمنع دفن الموتى بالكنائس لدرجة أنه أمر باغلاق كنيسة حارة الروم لأن
شعبها خالف تعليماته ودفن قمصا فيها، ولكنه عاد بناء على رجاء الاراخنة فيها، ولم
يقتصر الأمر على ذلك بل أنه حمل جسد الانبا مكاريوس سلفه الى دير ابو مقار، وكان
مدفونا في الكنيسة المعلقة،

1-
كما أصدر أمره بمنع تقديم ذبيحة على اسم الملاك ميخائيل لأن الذبيحة لا نقدية الا
على اسم الله،

2-
كما منع الكهنة من شرب الخمر،

3-
وحارب السحر والشعوذة والتنجيم والتسرى وبخصوص التسري: امتنع بعض الاغنياء عن
تنفيذ تعليماته في هذا الشأن فدعا عليهم، فلم ينقض زمن طويل حتى بادوا جميعا،

4-
حارب السيمونية ورسم في عهده ثلاثة وخمسين اسقف للأيبارشيات القبطية،

5-
كما لم يدع هذا البابا لنفسه أي سلطة على أموال الكنائس وأموال اعانات الفقراء

ب‌-
من اهم انجازاته الطقسية

1-
ترتيب طقوس اسبوع الآلام، وكانت القوانين الرسولية حتى زمانه تقضى بقراءة العهدين
القديم والجديد مدة هذا الاسبوع بلا ترتيب معين،

 ولذا
فقد كان غالبية الشعب يقرأهالذاته وحده، أي أنها لم تكن تقرأ على مسامع جميع الشعب،
فجمع هذا البطريرك العلماء ورؤساء الكهنة، وبعض رهبان دير ابى مقار ووضع ترتيبا،
وعمل كتابا لذلك أسماه ” البصخة المقدسة” ولعل من الأمور التي دفعته الى
ذلك أن اكثر من كانوا يعملون في دواوين الدولة كانت لا تمكنهم ظروفهم من استكمال
هذه الخدمات، ومما هو جدير بالذكر أن كتاب ” البصخة المقدسة ” نظمة
بصورة أدق الانبا بطرس اسقف كرس البهنسا (بجوار بنى مزار الان)

2-
كان البابا غبريال بن تريك هو أول من أصدر أمره إلى جميع الكنائس بقراءة الاناجيل
والخطب الكنسية وغيرها باللغة العربية فى الكنائس وذلك بعد قراءتها باللغة القبطية،
لأنه وجد ان الجميع يتكلمون اللغة العربية، ممن غير العقول الا يفهم المصلى ما
يقرأ

3-
وضع البابا غبريال بن تريك ثلاثة كتب تتضمن قوانين كنسية

الكتاب
الاول:

ويشمل
38 قانونا تختص بتنظيم امور البيعة، وعلاقة الشعب بها دينيا ومدنيا، وواجب
الاساقفة نحو رعيتهم، وكذلك واجبات الكهنة، ونهى عن سكنى الرهبان في العالم بل أن
يمضوا إلى أديرتهم

عدم
التقديس الا بواحد من القداسات الثلاثة (الباسيلى والغريغورى والكيرلسى) كما ذكر
الاباء الاساقفة بانعقاد المجمع المقدس مرتين كل عام، لكن حرصا على راحتهم امر ان
يحضر كل واحد من الاساقفة مرة واحدة في كل سنة الى القلاية البطريركية للمناقشة فى
احوال كرسيه

الكتاب
الثاني: يختص بتنظيم امور الاكليروس

الكتاب
الثالث: ويختص بالمواريث

كما
الف هذا الاب عدة مؤلفات منها (علم الكنيسة) وله عدة كتب في تفسير الكتاب المقدس
وتتيح هذا البابا بسلام في عام 1145 م /861 ش ونقل جسده الى دير ابو مقار

الانبا
ميخائيل الثاني البطريرك ال 71 (1145 – 1146)

احد
رهبان دير ابو مقار – كان حسن السيرة انتخب بالقرعة الهيكلية، فرسم شماسا فقسا، ثم
قمصا في ثالث يوم، وكان ذلك في الكنيسة المعلقة بمصر وبعد ذلك رسم بطريركا في
الاسكندرية، ولم يكن على علم بعلوم الكنيسة، وحفظ القداس بعد عناء

رسم
في عهده ثمانية اساقفة منهم اسقف على كرسى شبرا الخيمة وكرسى شبرا دمنهور وكرسى
لمنية ابن خعيب بالوجه القبلي (المنيا) وكرسى اخميم وكرسى البلينا

الانبا
يؤنس (يوحنا) الخامس البطريرك ال 72 (1147 – 1166)

 عاصر
الخلفاء: الحافظ والظافر والفائز والعاضد وكان هذا الاخير اخر الخلفاء الفاطميين

 كان
راهبا في دير القديس الانبا يحنس القصير باسم يؤنس بن ابى الفتح، وكان أحد
المرشحين للبطريركية أيام
إختيار سلفة الانبا ميخائيل،
وكان هناك راهب من دير ابو مقار يسمى يؤنس بن كدران حاول الطعن في
إختياره ولجأ الى
الخليفة ليصدر امره ببطلان هذه الرسامة، فاحال الخليفة الامر الى مجلس يضم
الاساقفة وقاضى القضاة وبعض كبار رجال الدولة، وهذا يدل على العدل العظيم في تناول
امور الاقباط في دولة اسلامية، وبعد ان التأم هذا المجلس اقر رأى الاساقفة
المجتمعين وقرروا ان ” من حضر من الاساقفة والكهنة ليس لهم بطرك الا ما طلبوه
ورغبوا فيه، ولا يكون المرشح هو الطالب او الراغب، وهذه سنه القوم من أول ما عبدوا
الله بدين النصرانية والى هذا الوقت.. اذا صح عندهم ان الرجل الذي يريدوه يقدموه
عليهم كامل اوصاف شريعتهم من القدس والدين والعلم والصلاح والعفاف والرحمة وبقية
ما يحتاجونه ان يكون فيه على حكم مذهبهم، اخذوه كرها من غير
إختياره، وقيدوه
بالقيد الحديد لئلا يهرب منهم الى البرية الجوانية فلا يقدروا عليه، لأن قليل هم
اهل هذه الصفة وان كانوا الكل اباؤنا واخواتنا، فأهل هذه الطبقة لا يوجد منهم الا
من الالف واحد، يكون قد توحد وقد تفرد وترك العالم وهرب منهم، وجعل حياته مع وحش
الجبال وسباع البرية، فنقل الى طبع السباع الكاسرة والوحوش الضارية الى مسالمتة،
وأن الصور اذا رأته تأتى اليه وتسجد عند قدمية ليبارك عليها ويستأنس بها ولا تضره،
لمثل ذلك الشخص يطلب النصارى ان يكون مقدم عليهم، فإن لم يجدوه قدموا غيره من اهل
الاتضاع والعلم والدين، ومن يشهد له بالعفاف والطهر، ولا يجوز لهم ان يقدموا عليهم
من يرغب فيهم، ولا من يطلب السلطان.. “

وقد
اجتمع في الاسكندرية جمع كبير من الاساقفة والاراخنة ورجال الشعب واعيد عرض
الاسمين في حضور صاحب الخليفة الذي كان يسجل ما يدور في محضر يعرض على الخليفة،
وهنا صرخ الجميع باسم يؤنس بن ابو الفتح، فثبت على كرسيه، مظهرا الحب لغريمه يؤنس
بن كدر ان الذي حضر لنيافة، لدرجة انه عرض عليه رسامته اسقفا على سمنود فلم يوافق

أحوال
الكنيسة في عهده:

نظرا
لضعف الدولة الفاطمية في أواخر ايامها، فلم تكن قبضتها قوية على احوال البلاد،
فاضطرب الأمن وكثرت حوادث العنف وقتل الوزراء والخلفاء، ومن ثم فقد نال الاقباط
شيء من هذا العنف وقتل بعضهم وبيع البعض الاخر عبيدا فى السوق وقتل بعض الرهبان
مثل شنودة من دير ابى مقار الذي رفض تغيير دينه فقتل وحاولوا إحراق جسده فلم يحترق
فأخذه الاقباط ودفنوه في كنيسة ابى سرجه بمصر القديمة

حدثت
مشكله في عهده في طقوس الكنيسة، اذا اضاف بعض رهبان ابو مقار وكانوا يقيمون في
قلاية بقرية بشيش (بجوار المحلة) اضافوا كلمة (المحيى) كصفة لجسد السيد المسيح
فيصبح ” هذا هو الجسد المحيي ” فلما بلغ الامر البطريرك من اسقف سمنود
الذي كان يعارض هذه الاضافة، عقد مجمعا محليا لمناقشة الموضوع، وبعد طول مناقشة
وحوار اقروه. وتنيح بسلام في 29 ابريل 1166 ودفن بكنيسة ابى سيفين تم نقل جسده الى
دير ابو مقار.

 

الانبا مرقس الثالث ال 73 (1166 – 1189)

مكث
بطريركا لفترة دامت 22.5 سنه وعاصر نهاية الدولة الفاطمية والخليفة العاضد وبداية
الدولة الايوبية زعامة صلاح الدين كان علمانيا باسم ابو الفرج بن ابى اسعد المعروف
بأبن زرعة، من أصل شريف سوري الجنس، وكان يتمتع بسمعة طيبة بين الاقباط والمسيحيين،
وكان بتولا عالما في دينة خبيرا في أمور الكهنوت

تميزت
فترة بطريركيته بالاضطراب الشديد في الأمن امتدادا لفترة الاضطراب التي سبقته حيث
إنها فتره انتقال بين عهدين الفاطميين والايوبيين، خصوصا مع الهجوم الصليبي على
البلاد، ولنعرف عنها شيئا من التفصيلات:

اشئد
التنافس بين الوزراء وقادة الجيش امام الحملات الصلبية على مصر، وكان وزير الخليفة
الفاطمي آنذاك هو ” طلائع بن رزيك ” الذي كان يلقب بالملك الصالح، لانه
استولى على السلطة لأنه كان قوى الشخصية، وقتل كل قائد وقف في طريقه او كان يثير
الفتن او القلاقل، الا ان الخليفة العاضد نجح في قتله داخل محله ابنه هو وكان يسمى
” العادل ” ثم جاءوا الى الصعيد الذي كان يسمى ” شاور ” وقتل
العادل وتولى هو كرسى الوزارة ثم ظهر قائد اخر كان امير البرقة اسمه ضرغام ومعه
فرقة من الجند وقتل شاور واعلى كرسى الندارة بما عدة والى الشام المسيحي (عموري)
فجاء الى مصر كل من عمورى ومعه قواده نور الدين بحمله كبيرة كان ضمنها صلاح الدين
الأيوبي والتحم الجمعان الصليبيون والمصريون تحت اسوار القاهرة لعدة ايام عاد
بعدها من انى من الشام الى الشام مرة اخرى وتركوا البلاد في حالة فوضى الا ان
الشوام اتوا مرة اخرى عندما دخلت عمليه صليبية اخرى وتحاربا على طول النيل حتى
المنيا انتصرت فيها القوات العربية وظل صلاح الدين بقواته شفى مصر

شرع
صلاح الدين في استماله المصريين اليه خصوصا بعد ضعف الخليفة الناضد الفاطمي لدرجة
انه لم يجرؤ على مقابلته، بل حاول المنتصر ابن يلجأ الى الصلبييين ليهاجموا مصر
يخلصوك من صلاح الدين الا ان صلاح الدين انتصر عليهم واصبح هو الخليفة بلا منازع،
الا انه بدا حكمه في شكل وزير حتى يعرف اسرار المجتمع المصري

وكان
صلاح الدين قاسى على الاقباط أول الأمر، وبصلوات البطريرك الانبا مرقس عاد السلام
بين دينهم واستخدمهم في ديوانه في مراكز رفيعة وتتيح هذا البطريرك في اول يناير
1189
.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى