علم التاريخ

البدع والهرطقات فى القرن الثالث الميلادى



البدع والهرطقات فى القرن الثالث الميلادى

البدع
والهرطقات فى القرن الثالث الميلادى

1-
بدعة سابليوس

هو
احد اساقفه بطلومايس بالخمس المدن الغربية وقد تربى فى مدينة روما وتتلمذ لنوئيتوس
الهرطوقى واخذ عنه تعاليمه التى تنحصر فى ان الله اقنوم واحد اعطى الناموس لبنى
اسرائيل بصفه الاب وصار انسانا فى العهد الجديد بصفته الابن وحل على الرسل فى علية
صيهون بصفته الروح القدس وسمى (بؤلمى الرب) واول من اعتنقها هو زفيرنيوس اسقف
رومية ورسم اساقفه وكهنه من الذين تزوجوا ثانية ثم اباح العماد لمغفره الخطايا
وادعى ان الاسقف لا يقطع من الكهنوت مهما جنى من الاثام.

 

2-
بدعة نيبسوس صاحب بدعة الألف سنه

كان
أسقف ايبارشيه أرسينوفى بالفيوم عرف بين رعيته بصفات حميده جعلتهم يحترمونه
أحتراماً زائداً واخذ يعلم شعبه تعاليم جديدة تأكيدا أقتراب الوقت الذي يملك فيه
المسيح الف سنه على الأرض وكان أيام العلامه أوريجانوس فقاومه بشده بالايات
المصرحه بملك المسيح واتفق البابا ديونيسيوس أن يفتقد شعبه سنه 255م ووقف على هذه
البدعة وعقد مجمعاً وظل ثلاث ايام تليت فيه احتجاجات نيبسوس وبعدها كتب البابا
ديونيسيوس رساله وضع نبذه في (المواعيد الالهية) ووضع كتاب شرح فيه سفر الرؤيا.

 

3-
بدعة بيرلس اسقف بصره

بدعته
كانت تدور حول عدم اعترافه بأن السيد المسيح لم يكن له لاهوت قبل ولادته من
العذراء متميز بل انما كان له لاهوت الأب أى ان المسيح لم يكن له وجود قبل ولادته
من مريم العذراء وانه فى ولادته دخلت واتحدت بالإنسان النفس الانسانية التي أصلها
من الله لأنها منبثقة من الطبيعة الإلهية ولما انتشرت هذه البدعة وبلغت مسامع
العلامة أوريجانوس قام إلى بلاد العرب ومحى تعليم بيرلس فى مجمع انعقد بالبصره سنة
244م ورد بيرلس إلى الحق واصبح بعد ذلك من أكبر اصدقائه وأشد المدافعين عنه.

 

4-
بدعة بولس السيمساطى

ولد
الهرطوقى بولس السيمساطى فى سيمساط (مدينة صغيره بين النهرين) من والدين فقيرين
ولكن حصل على غنى فاحش بوسائل محرمة ولكن لأحد يعلم انه كيف وصل الى الكرسى
البطريركى الانطاكى وانه كان يصطحب معه اينما ذهب امراتين جميلتين يقضى معهما اكثر
اوقاته وكان مغرما بالرفاهيه والفخخة وابدل تراتيل وترانيم الكنيسة بنشائد لمجده
بواسطة النساء.

 

وكان
له حظوه كبيره عند زينب ملكة (تدمر) ووكلت له جباية الخراج وبذلك تقلد وظيفه
دوسناريوس (والى من الدرجة الاولي وله مرتب سنوى) وكان حرصه بالوظيفة المدنية
اكثرمن الاعمال الدينيه.

 

استمر
فى طغيانه وتجبره حتى سقط فى هرطقه زعم فيها أن (ابن الله) لم يكن من الازل بل ولد
انسان حل فيه كلمة الله وحكمته وعندما ولد من العذراء ان هذه الحكمة مكنته ان يعلم
ويصنع العجائب وبسبب اتحاد الكلمة الالهية بالانسان يسوع المسيح لذا القول ان
المسيح هوالله وليس بمعناه الحقيقى.

 

ضلاله
اخرى يقول ان المسيح له اقنومان ابنا لله احدهما بالطبيعه والاخرى بالتبنى وبذلك
شايع سابليوس بانكارالثالوث الاقدس.

 

لما
بلغت القديس ديونيسيوس البطريرك الاسكندرى اخبار الهرطوقى بولس ارسل اليه رسائل
عديدة ولم يرجع ولذلك انعقد مجمع انطاكيه اكثر من مرة وكان من اعضائه فرميليانوس
اسقف قيصرية وغريغوريوس اسقف قيصريه الجديدة واخاه اثينوذورس وايلينوس اسقف طرسوس
وايماناوس اسقف اورشليم وكان بولس السيمساطى يحضر المجمع ويراوغ كثيرا فى اقواله
ولكن اصر على ضلاله لذلك عقد مجمع بشأنه مرة اخرى وحضرة اساقفه كثيرون وخلعوه من
البطريركية الانطاكية واقاموا عوض عنه دمنوس ولم يرضخ للحكم بل استعصى بالدار
البطريركية مستعينا بالملكه تدمر فعرض الاساقفه الامر على الامبراطور الرومانى
اورليان فحكم بأن تعطى الاسقفية لمن انتخبه المجمع.

 

5-
بدعة مانى

ولد
هذا الهرطوقى سنة 239 م وهو من الذين قاومهم البابا مكسيموس البطريرك الاسكندرى
ونسب لذاته البارقليط وكان اسيرا فى بلاد الفرس ولما تحرر من الاسر هناك تبنى
لعجوز انفقت على تعليمه بين المجوس ودرس علوم الفلك والسحر والطب والفلسفه فتوسع
فى تصوراته للغاية وبعد ان تنصر اراد ان يقرن مبادى المجوس بالمسيحيين لذلك بدا
يثبت ضلاله سنه 268م لذلك ادعى ان المسيح ترك عمل الخلاص ناقصا وانه هو البارقليط
فى بداية الامر كان يتباهى انه مسيحيا ويجادل اليهود والوثنين ويفسر الكتب المقدسة
وبعد سقوطه فى الهرطقه اتخذ لنفسه اثنى عشر تلميذا واثنين وسبعون اسقفا ممثلا
المسيح وتحت كل اسقف قسوس وشمامسة وارسلهم الى بلاد المشرق ليذيعوا تعاليمه. ثم
انكب على السحر ولكى يكتسب شهره اخذ يعالج ابن ملك الفرس الذى كان الاطباء عجزوا
من علاجه فمات الصبى وحكم عليه بالموت واودع بالسجن ولكنه رشى الحراس وتمكن من
الهرب الى فلسطين حيث قاومه وطرده احد الاساقفه خوفا ان يضل الشعب ولكن تابعه ملك
الفرس وقبض عليه وسلخ جلده حيا ثم سلم جسده للوحوش وحشا جلده تبنا وعلقه على باب
المدينة.

 

اما
غوايات مانى فيوضحها احسن ايضاح (موسهيم المؤرخ) فروى انها كانت مؤلفه من تعاليم
المسيحية وفلسفه الفرس القديمة التى تلقنها فى مدارسهم وهو صغير وتكلم عن المسيح
فعلم بانه يوجد لكل شىء مادتان واحده نور والاخرى ظلمة وللاثنين ربان رب نور ورب
ظلمة (الشيطان) وكلاهما متضادان فى الطبيعة والاميال.

 

لذلك
رب الظلمة او اله الظلمة اوجد ادم وحواء فكل مولود من هذا المزيج قائم بجسد من
المادة الفاسدة وبنفسين احداهما شهوانيه من اله الظلمة والاخرى عقليه خالدة من اله
النور ثم خرج الله بعد ذلك من نفسه كائنين وهما المسيح والروح القدس فالمسيح هو
الشخص الذى يدعوه الفرس مثراس وهو مادة سامية جدا من انقي نور الله واجبه الوجود
فائقه الحكمة مسكنها الشمس كذلك الروح القدس مادة حيواية براقة منتشرة فى كل الجلد
المحيط بارضنا يدفىء نفوس البشر ويبهجها ويجعل الارض مثمرة.

 

لذلك
يدعوا مانى الذين يؤمنون بالمسيح والوهتيه ينبغى أن لايعبدوا اله اليهود وهو اله
الظلمة وان يطيعوا شرائع المسيح بعد موت مانى تهيج تابعوا فكانوا فى بلاد كثيره
منها سوريا وفارس ومصر وافريقيا وتلمذوا فى كل مكان ومع كل الاضطهاد الذى لقى
عليهم ان منهم باقى للان فلهم فى الجبال بين فارس والهند.

 

ويقول
الاباء ان مانى هو الذى كان يتنبا عنه بولس الرسول بقوله ولكن الروح يقول صريحا
انه فى الازمنه الاخيره يرتد قوم عن الايمان تابعين اروحا مضله وتعاليم شياطين
ماانعين عن الزواج وامرين ان يمتنع عن اطعمه قد خلقها الله لتتناول بالشكر (اتى 4:
1-3).

 

6-
بدعة هيراكس

كان
اصل الهرطوقى هيراكس من ليونتوبوليس كانت صناعته عمل الكتب واشتهر بالعلم والتقوى
وقد شارك مانى فى بعض الاراء لانه قد خالفه فى امور كثيرة فعلم ان عمل المسيح
العظيم ان يسن شريعه جديده اكمل وادق من شريعة موسى ولهذا جزم بان المسيح منع
تابعيه من الزواج واللحم والخمر وكلما تتلذذ به الحواس او الجسد من الاشياء التى
سمح بها موسى ثم منع الاطفال من دخول ملكوت السموات ولا يستحقها الا الذين قاوموا
الجسد وشهواته واعتقد ان ملكى صادق ملك سليم الذى بارك ابراهيم هو الروح القدس
وانكر قيامه الاجساد.

 

7-
الخلاف على عماد الهراطقة والجاحدين

فى
هذا الموضوع اختلفت اراء الكنائس قديما فكانت كنائس اسيا الصغرى والكبادوك وكيليكيه
وغلاطية وسوريا ومصر وافريقيا كانت تعتقد ان المعمودية لا تعتبر صحيحة الا ان تكون
بيد رؤساء الكهنة الارثوذكسية التى تجرى كل الاسرار على وجه صحيح لذلك كانوا
يعيدون معمودية من يرجع من الهراطقة الي حضن الكنيسة غير ان كنائس روميه كانت تقول
ان المعمودية التى كانت تجرى وتتم باسم الثالوث الاقدس هى مقبوله ولم تعاد لذلك
انعقد مجمع فى ايقونيه ومجمع فى سنادا سنة 230م برئاسة نرميليانوس اسقف قيصريه
لذلك ظهرت بدعتين فى هذا الشأن بدعة نوفاسيانوس اسقف رومية وقضي برفض توبه الذين
يجحدون الايمان وجوب اعادة العماد على ايدى الهراطقة وعماد المسيحيين الارثوذكسيين
الذين يتساهلون فى قبول الهراطقة. وكتبوا الى القديس كبريانوس اسقف قرطاجنة فرد
عليهم ان معمودية الارثوذكسين صحيحة وانه يعاد المعمودين على يد الهراطقة والبدعة
الاخرى هى بدعة فيلكسيموس الذى يعلم بوجوب الصفح عن الذين جحدوا الايمان بمجرد
الشفاعة التى يحصلون عليها من المؤمنين الموجودين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى