عهد قديم

تَفْسِير سِفْرُ أََََخْبَارِِِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ



تَفْسِير سِفْرُ أََََخْبَارِِِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ]]>

تَفْسِيرسِفْرُ أََََخْبَارِِِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ

 

1-   سفرى أخبار الأيام 1 أى، 2 أى كانا سفراً واحداًوقُسماَ إلى سفرين فى الترجمة اليونانية (السبعينية)

2- مصادر كاتب الأيام هى نفس مصادر كاتب الملوك وهىكتابات الآنبياء الذين عاصروا كل ملك بالإضافة لكتب الملوك وتواريخهم ولكن نجد أنكاتب الأيام أسقط بعض  الأحداث وأضاف  البعض الأخر لفلسفة خاصة يكتب بها. ولكننانرى أن قسماً كبيراً منهما تكرار لما ورد فى سفرى صموئيل والملوك.

3- لماذا التكرار ولماذا الإختلاف ما بين أسفارصموئيل والملوك من ناحية وسفر الأيام من ناحية أخرى ؟ وما السبب فى وجود أحداثبأحد الأسفار ونجدها غير موجودة بالأخر ؟

مقالات ذات صلة

I-         من فوائد التكرار الشهادة كليهما لبعض فإنه علىفم شاهدين أو أكثر يثبت الكلام وقد حدث هذا فى الآناجيل الأربعة.

II-  هناك خلافات فى الأرقام الواردة وربما فى بعضالأسماء والإختلافات طفيفة جداً وهى إثبات صحة وليس إثبات خطأ لقانونية الأسفارالمقدسة. فهذه الإختلافات تشير أن المصدر الذى نقل عنهُ كاتب الملوك غير المصدرالذى نقل منهُ كاتب الأيّام فحين تتفق الروايتان تماماً فيما عدا خلاف على رقمتافه كعدد خيول سليمان يصبح الإتفاق دليل وشهادة لصحة السفرين وأن الكاتب لم يتدخلبفكره البشرى ليصحح أحدهما على الأخر وإلاّ إنعدمت فكرة وجود أكثر من شاهد.والخلافات راجعة لإختلاف الكاتب وطريقة تقديره للأمور أو طريقة حسابه للأعداد.

أمثلة :-

يذكر سفر الملوك (1مل 4: 26) أن سليمان كان لهُ 40.000 مذود للخيل بينما أن سفر الأيام يقول أنه كان لهُ4000 فقط (2أى 9 : 25) وتفسير ذلك أن مذاود الخيل كانت فى صفوف كل منها 10 مذاودإذا كان عدد الصفوف 4000 فى كل منها عشرة فيكون العدد الكلى 40000 فأحد الكتابينظر إلى عدد الصفوف فيقول أن سليمان كان له 4000 مذود والأخر ينظر للعدد الكلىفيقول كان لسليمان 40 ألف مذود

مثال أخر :- سعة البحر(الآناء الموضوع فى داخل الهيكل للإغتسال) يذكر سفر الملوك أن سعته 2000 بث ويذكرسفر الأيام أن سعته 3000 بث. والموضوع  بسيط جداً. فكاتب الملوك ينظر إلى كميةالماء التى توضع داخل البحر وهى قطعاً أقل من الحجم الإجمالى للبحر الذى ينظر إليهكاتب الأيام. والماء الذى يوضع داخل البحر تكون كميته أقل حتى لا يفيض الماء منالبحر

حينما يغتسل داخلهالكهنة.

جـ – كاتب الأيام يفترض معرفة سابقة للقارىء بسفر الملوك فهو

يتكلم عن عجلى يربعامدون أن يشرح ما هما، وهذا ما نجده فى سفر الملوك

د- سفر الملوك يركز علىتاريخ المملكة من الناحية المدنية والنبوات الخاصة بمستقبلهم أمّا سفر أخبارالأياّم فيركز على العبادة وتاريخ الكهنوت والحياة مع الله وصلوات الملوك وأنساباللاويين والكهنة وفرقهم فالحياة الدينية الروحية والعلاقة مع الله هى أساس إزدهارالمملكة فى نظر الكاتب وبالتالى فإن التنظيمات الدينية هى ضمان سلامة المملكة.

هـ- إهتمام كاتبالأياّم بالعمل الكهنوتى وإهتمام كاتب الملوك بالنواحى السياسية يشرح أن كل سفرمنهما ينظر للمسيح بمنظار نبوى يختلف عن الأخر، فإذا فهمنا إن إقامة مملكة يرمزللمسيح الذى سيملك على شعبه يكون سفر الملوك بإهتمامه بالملك يرى المسيح كملك وسفرالأيام بإهتمامه بالكهنوت يرى المسيح ككاهن. سفر الملوك يرى المسيح كملك يملك علىشعبه وسفر الأيام يركز على كهنوت المسيح إبن داود الذى بفدائه سيعيد شعبه لميراثه.لذلك إهتم كاتب الأيام بالأسماء فكل الذين سيخلصوا مدونة اسماؤهم فى سفر الحياة(رؤ 3 : 5). وذلك نجد أيضاً أن سفر الأياّم ينتهى بعودة الشعب من السبى رمزاًلخلاص شعب الله النهائى وعودتهم لأورشليم السمائية.

و- إختلاف فلسفة كل سفرمنهم أو إختلاف النظرة النبوية لكل منهم يعطى فكرة كيف تتكامل الأسفار فتعطينافكرة مجسمة عن الموضوع، وهذا ما هو حادث فى الآناجيل الأربعة فإنجيل متى يحدثنا عنالمسيح ابن الآنسان الذى تجسد وإنجيل يوحنا يحدثنا عن المسيح إبن الله ليثبت أنإبن الآنسان هذا هو إبن الله فتتكامل الآناجيل. 

ز- فرق آخر يتضح بينفلسفة كاتب الملوك وفلسفة كاتب الأيام. فكاتب الملوك يهتم ويركز على النتائجالنهائية لحكم كل ملك فى ضوء أمانته للعهد مع الله ولكن كاتب الأيام يهتم بتسجيلالمواقف الإيمانية لكل ملك حتى إن لم تكن لها تأثير على المملكة ككيان عام. لذلكنجد بعض المواقف المذكورة فى سفر الملوك وقد أعرض عنها كاتب الأياّم والعكس صحيحفبعض التفاصيل الدقيقة والصلوات المذكورة فى سفر الأيام يعرض عنها كاتب الملوك ولايهتم بها فهى لم تغير شيئاً بالنسبة للمملكة ككل.         

أمثلة :

1- توبة منسى وإصلاحاته المذكورة فى سفرالأياّم لم يرد لها أى ذكر فى سفر الملوك فتوبة منسى كانت شخصية ولم يصاحبها توبةعامة للشعب وهذا ما إتضح فى سرعة إرتداد الشعب لوثنيتة بعد موت منسى وتملك آمونإبنه فسفر الملوك إهتم بحال الشعب وسفر الأيام إهتم بالحالة الشخصية للملك منسىوقبول توبته ولكن لأن توبته لم تنعكس على الشعب ولم يكن لها تأثير على الشعب لميهتم بها كاتب الملوك.

2- بنفس المفهوم يركز كاتب الأيام (2أى 13 : 2-20)على الحرب التى إنتصر فيها أبيا على يربعام الأول وهذه الحرب حذفها كاتب الملوك،فمحصلة الحدث النهائية على المملكة ككل لا شىء. ولكن كاتب الأياّم إهتم بالحدثلموقف أبيا الإيمانى وكيف أن الله كافأه على إيمانه بإنتصارات إعجازية.

3- مثال أخر يخص الملك آسا الملك الصالح(1مل 15 : 9-24) فكاتب الملوك يذكر رشوته لبنهدد ملك أرامحتى يضرب بنهدد ملك إسرائيل الذى ضايق يهوذا. وكيف أن يهوذا خلصت من حصار إسرائيلبل دمّرت كل تحصيناتها نتيجة تدخل أرام فرشوة بنهدد أتت بنفع سياسى وعسكرى ليهوذا.لكن كاتب الأياّم رأى فى هذا سقطة كبرى لآسا فَيذْكُرْ توبيخ حنانى النبى لآسا (2أى 16 : 7-9). لإتكاله على ملك أرام. ونجد حنانى يذكر أسا بإنتصاره الإعجازىالسابق على جيش ملك كوش حينما إعتمد على الله بالكامل وهذه القصة مذكورة فى (2 أى14 : 9-15). ولم تذكر هذه القصة فى سفر الملوك.

4-   الأحداث التى يسقطها كاتب الأيام نلخص بعضهالنحاول فهم فلسفته :-

أسقط كاتب الأيام خطاياداود وثورة إبشالوم وخطية أمنون بينما إهتم بنسب اللاويين والكهنة بالتفصيل والنجائهمإلى رحبعام بعد إنقسام المملكة ( 2 أى 11 : 5-23) وإقامة الملك يهوشافاط اللاويينوالكهنة للقضاء (19 : 8-11) وإنتصارات يهوشافاط على الموآبيين وبنى عمون بعد أنقام اللاويين ليسبحوا الرب، وقتل زكريا الكاهن، ومقاومة عزريا الكاهن ومعهً ثمانونمن كهنة الرب لعزيا الملك حينما دخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور (26 :16-21). وفِصْحْ حزقيا وتنظيماته لفرق الكهنة واللاويين…. ألخ من كل هذا نفهم أنملك الله على شعبه وحياة الشعب مع الله كملك لهم هى محور السفر ورمز لملك الله علىشعبه. هو إقامة ملك يملك على شعب الله وصورة للملكوت نجدها فى أورشليم وفى وسطهاالهيكل الذى يسكنه الرب ليقيم وسط شعبه. وهذه الصورة للمملكة التى يسكنها شعب اللهوالله يسكن فى وسطهم هى الصورة التى كان الله يريد أن يظهرها لكل الشعوب فيكون شعبالله نوراً فى العالم وإعلاناً عن مجد الله وتكون حياتهم المملوءة بركة ونعمة دعوةللإيمان لكل العالم ويرى العالم صورة لملك الله.

1-    الكل خاضع لله من الملك لرئيس الكهنة والكهنةلأصغر فرد من الشعب ؟

2-    أساس قبول الله لشعبه هو الذبيحة والمذبح(الهيكل)

3-    مجد الله يحل فى هيكله.

4- تنظيمات الكهنة واللاويين إعلاناً عن أهمية الذبيحةوالعبادة وقد كانت المملكة فى أبهى صورها وأعظم عصورها حين توافرت هذه الشروط.فكان الملك حسب مسرة الله والشعب فى حالة خضوع واقفاً أمام الله فى الهيكل يومياًوخشيتهم على جميع الشعوب وهذا رأيناه فى مملكة داود ثم مملكة سليمان لذلك أشاربوضوح لغنى سليمان العجيب وإزدهار المملكة أيامه فكيف لا يبارك الله شعبه وهو راضٍعنهم ساكناً فى وسطهم. ولأن مملكة داود كانت تشير لملكوت السموات حيث يملك المسيحإبن داود فلم يذكر كاتب الأياّم خطايا داود وضعفاته وسقطاته فهذا الموضوع ليس هومحور إهتمامه، بل هو مهتم بنظرته النبوية على مملكة المسيح.

ط- لأن كاتب الأياّميرى أن مملكة داود هى رمز لمملكة الله فهو يرى أن كل مُلك غير مُلك داود هو تعدىعلى ملك الله لذلك لم يهتم بملك شاول وأشار له إشارة عابرة فنهاية حْكْمهُ بدايةلحكم داود. ولا يشير لملوك إسرائيل (المملكة الشمالية أو مملكة العشرة أسباط) إلاّفيما يخص ملوك يهوذا، فعينه على ملوك يهوذا فقط كرمز لمملكة الله. ولذلك هو يرى أنملوك إسرائيل وشاول الملك ليسا على حسب مشيئة الله. بل هو إستمر فى تسمية مملكةيهوذا بمملكة إسرائيل ففى نظره أن ملكوت الله واحد وأى إنشقاق عنه هو ضد مشيئة الله.ولذلك يسمى يهوذا مملكة إسرائيل (2أى 28: 19، 21 : 2).

ى- إستمراراً لنظرةالكاتب وإهتمامه بملكوت الله ينهى سفره بالعودة من السبى.

4-إمتاز سفر الأيامبكثرة الأسماء وجداول الآنساب فلماذا ؟

I-   فى سلسلة الآنساب من آدم حتى العودة من السبى(إصحاحات 1-9). إستمرار لفلسفة الكاتب فى وحدة الجنس البشرى الذى خلقه الله فى مجد(آدم) ثم سقط وإستعبد (ذهابه للسبى) ثم عاد الشعب من السبى رمزاً  لأن مشيئة اللهستتم، فهو خلق الآنسان للمجد وبالرغم من سقوط الآنسان فسيعيده الله للمجد ثانية.

II-   بعد أن دخل جيش نبوخذ نصر أورشليم وهدمها وأحرقمنازلها فقد كل إنسان بيته بما فيه من أصول الآنساب التى كانت مدونة فى أوراقهمداخل بيوتهم ومنها كان كل إنسان يعرف نسبه وسبطه وأرض ميراثه التى قسمها لهم يشوع.وهذه السلسلة من الآنساب ليعرف كل فرد نسبه ونصيبه ليملكه.

جـ- فى ذكر بيان الكهنةواللاويين بالتفصيل بيان الذين لهم حق الخدمة فى الهيكل راجع
(عز 2 : 61-63).

د- لتشجيع الشعب علىالغيرة لجنسهم ودينهم وإنفصالهم عن الأمم وتشجيعهم على الأمانة فى الخدمة ليكونلهم أسماء فى سفر الحياة كما أن هؤلاء الأبطال والأمناء كتبت أسماؤهم فى سفر الرب.

هـ- حفظ النسب حتى يأتىالمسيح من نسل داود الذى فيه تتم المواعيد. لذلك فجداول الآنساب لا قيمة لها بعدالمسيح واليهود الآن لا يعرفون نسبهم.

و- ذكر الأسماء يشير أنالله يعرف أولاده واحداً واحداً ويعرف أعمالهم كذلك.

ز- تعلن هذه السلسلةخطة الله لخلاص البشر وهى هنا معلنة أولاً للشعب العائد من السبى ومعلنة لنا نحنأيضاً. بها عرف شعب الله العائد من السبى أنهم أستمرار لمملكة الله.

ح- يظهر منها تعاملالله مع أشخاص بأسمائهم وهو مازال يتعامل مع كل مناّ ليقوده للخلاص ؟

ط- هى تثبت أن الحياةمع الله ليست مستحيلة وليست بأساطير بل هى حقائق وقعت لأشخاص بأسمائهم وكل منذُكِرَ إسمه هنا لهُ قصة مع الله جيدة كانت أو سيئة.

5- لأن السفر يهتم بموضوع خطة الله للخلاص وإقامةمملكة لله لذلك فهو لا يتكلم عن خطايا داود الشخصية (مثل خطية أوريا) لكنه نجدهيذكر خطية التعداد. هو لا يذكر خطايا داود لأنه يبحث عن النموذج الإلهى بقدرالإمكان ويتحاشى ما كان شاذاً عنهُ. فلماذا ذُكرت هذه الخطية ؟ السبب فى انالتكفير عن هذه الخطية تم فى أرض يشتريها داود وعليها سيقام الهيكل حيث تقدمالذبائح وحيث سيقيم الله فى وسطهم. إذاً هى جزء من خطة الله فى الفداء وفى أن يقيموسط شعبه، الفداء ظهر فى أنه فى هذا المكان رأى داود الملاك وسيفه فى يده والذبيحةالتى قدمت فتوقفت الضربة وحيث قدمت الذبيحة سكن الله وسطهم فهذا هو ما يريده اللهوقف الضربات ضد شعبه.

6- يظهر السفر بركات الرب لخائفيه (أى 4 : 10 + 5 :20). وهزيمتهم وسبيهم نتيجة لخيانتهم راجع (5 : 25،26 + 1:9 + 10 : 13،14).

7- كاتب السفر :- التقليداليهودى يقول أن كاتب السفر هو عزرا. والمفسرون المحدثون يقولون بل هو لاوى أوكاهن مجهول عاش بين سنة 400-300 ق.م. لأن هناك معلومات موجودة بالسفر لم تكن قدحدثت وقت عزرا، ولكن ما المانع أن يكون عزرا هو الكاتب بإيحاء من الروح القدس وأتىبعده أحد الآنبياء مثل حجى أو زكريا أو ملاخى وأضافوا هذه التعديلات وهم أيضاً حينيكتبون يكتبون بإيحاء الروح القدس.                 

ونلاحظ أنفلسفة عزرا فى سفره هى نفس فلسفة كاتب سفر الأيام، بل أن نهاية سفر الأيام متطابقةمع بداية سفر عزرا، كأن ما بدأه كاتب سفر الأيام يكمله عزرا، وهذا يثبت أن عزرا هوكاتب سفر الأيام.

 

ملخص لأسفار أخبار الأيام الأول ونظرة شاملة على السفرين

 

كاتب سفر أخبار الأياملا يتصور أن خليقة الله القدوس هى خليقة قد فشلت كلها وسقطت وبالرغم من المظهرالعام السىء لهذه الخليقة بسبب سقوط رأسها آدم وبالرغم من الفشل الظاهرى إلا أنكاتب السفر متأكد من وجود مظاهر هى للنجاح وبالرغم من كل هذا الكم من الخطايا يوجدمن ظل حاملاً الصورة الإلهية وقد ملك الله على قلبه مؤمناً بالله يلجأ لهُ فىضيقته مصلياً لهُ ليستمد من الله إمكانية أن يحيا فى قداسة وبركة ونجاح وتفيض عليهنعمة الله. وكاتب سفر اخبار الأيام فيقيس وسط الخليقة عن هذا المثل الناجح.

1. كاتب أخبار الأيام يشبه من دخل إستاد مملوءبألاف البشر ومعهُ كاميرا وهو يبحث عن شخص معين ويظل يبحث حتى يجد المدرج الموجودبه هذا الشخص فيركز ألة التصوير على هذا المدرج (زوم) ثم يركز أكثر ليصل إلى الشخصالمطلوب ويكبر صورته لذلك نجد كاتب سفر الأيام يجول وسط كم هائل من الأسماء يبحثوسطهم عمن أرضى الرب وكان نموذجاً ناجحاً للخليقة الإلهية وحينما يجده ليسلط عليهالكاميرا ثم يتتبع نسله ويبحث فى نسله عمن لهُ هذه الصورة الناجحة. وهذه الطريقةنجدها متبعة فى الإصحاحات التسعة الأولى.

تَفْسِير سِفْرُ أََََخْبَارِِِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ

2. أيضاً يبحث الكاتب عن صورة للملكة المثالية التىيملك فيها الله على البشر وهو متأكد من وجود هذه المملكة وهو يبحث عنها وسط كل هذاالكم من البشر ويثق أن هذه المملكة لابد وأن تكون قوية ناجحة ولابد أن يكونأعدائها خاضعين تحت قدميها وهو وجد هذه المملكة فى مملكة داود ومملكة سليمان كرمزلمملكة المسيح التى فيها يخضع الشيطان تحت قدمى المسيح ومن ثم تحت قدمى الكنيسةجسد المسيح.

3. يضع الكاتب مقارنة بن المملكة المثالية لداودوسليمان كرمز للنجاح والبركة وبين مملكة شاول كرمز للفشل والموت فمن يخضع لمنإختاره الله (داود وسليمان) يكون قد إختار طريق الحياة والبركة ومن لا يخضع لمنإختاره الله يكون قد إختار طريق الموت والفشل، فشاول كان حسب قلب الشعب وليس حسبقلب الله وكانت طريقة المقارنة بان صور مملكة شاول بفسادها وشاول وأبنائه كلهمقتلى ثم ينتقل سريعاً لإظهار إشراق مملكة داود وسليمان وهذا كما نجد فى أجهزةالتليفزيون مفتاح contrast وهو يجعل اللون الفاتح أكثر بياضاً واللون الغامق أكثر سواداً.فبعرض المملكتين بجانب بعضهما البعض تزداد مملكة شاول ظلاماً ويزداد إشراق مملكتىداود وسليمان.

4. فى مملكة داود الكل أبطال فهذا يهز رحمة فيقتلالمئات وهذا يفعل كذا وكذا لأن من يملك عليهم داود هم أبطال وليسوا أناس عاديينوهذا راجع ليس لقوتهم الشخصية وإلا أين كانوا أيام كان شاول يحكم عليهم ولماذاظلوا منهزمين خائرين والأعداء ليسودون عليهم، ولكن حين ظهر داود ظهرت بطولاتهم.وحين ظهر سليمان ظهر نجاح المملكة وعتاها وبركتها وحكمتها. إذاً النجاح والبركةيرجعوا لملك داود وسليمان وليس للبشر فى حد ذاتهم وهذا رمز لمن يملك عليه المسيحفيحوله إلى بطل وألم يكن التلاميذ الإثنى عشر أبطالاً فى مواجهة اليهود وكانمارجرجس بطلاً فى مواجهة الموت ولم يرهبه الموت وهكذا كل الشهداء وكان الأنباأنطونيوس بطلاً جباراً أمام الشياطين بل حتى الطفل الشهيد أبانوب ألم يكن بطلاًجباراً أمام الوثنيين وكان الأنبا موسى جباراً فى إنتصاره على خطاياه وكانأثناسيوس وكيرلس وديوسقورس جبابرة فى وجه الهراطقة.

5.    ولكن كيف ملك المسيح على شعبه؟

بعد السقوط حدث إنفصالبين الله والبشر بسبب الخطية وكان لابد من الفداء والفداء يعن تقديم المسيح نفسهذبيحة وكان هو الكاهن وهو الذبيحة لذلك نجد تركيز سفر الأيام على الكهنوت وتقسيمفرق الكهنة واللاويين ونظام الخدمة. فالمسيح ملك على شعبه بواسطة صليبه أى عملهالكهنوتى.

6. صور كاتب سفر الأيام مملكتى داود وسليمان علىأنهما الممالك المثالية ولم يرى العيوب التى كانت فى سليمان أو داود فهو فى تصورهلمملكتى داود وسليمان يرسم صورة مثالية لهما ” فهكذا ينبغى أن تكون مملكةالمسيح وداود وسليمان رمز للمسيح الذى يجعل مملكته مملكة أبطال مملوءة حكمة وغنى.

7. ولكن بالضرورة هناك خطايا ونرى الكاتب يظهرخطايا المملكة وخطايا المولك بعد سليمان. ونرى بعد سليمان صورة لفشل الإنسانوخطيته وهذا نراه إبتداء من رحبعام إبن سليمان ونرى ملوك هذه المملكة (مملكة يهوذاأو كما يسميها كاتب أخبار الأيام مملكة إسرائيل) إن أخطأوا يعاقبون وينكسرون أمامأعدائهم وإن ساروا مع الله كداود أبيهم تكون لهم البركة ويكون لهم النجاح.

8. بنفس الطريقة الزوم فهو يركز الصورة على مملكةيهوذا فقط لأنها مملكة داود ولا يعترف بإنفصال الأسباط العشرة (مملكة إسرائيل)فهذا ضد خطة الله لذلك يسمى مملكة يهوذا مملكة إسرائيل.

9. أما مملكة المسيح والمعبر عنها هنا بمملكةإسرائيل (كرسى داود) فهى بسبب خطاياها تتعرض للتأديب ولكن حتى لو ذهبت للسبى فهىتعود لأورشليم وتتحرر.


ملخصلسفر أخبار الأيام الأول

ص1:-

تَفْسِير سِفْرُ أََََخْبَارِِِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ
تَفْسِير سِفْرُ أََََخْبَارِِِ الأَيَّامِ الأَوَّلُص2:-

ص3:-

تَفْسِير سِفْرُ أََََخْبَارِِِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ

 

ص4:-

تَفْسِير سِفْرُ أََََخْبَارِِِ الأَيَّامِ الأَوَّلُ

إلتقط الكاتب هذهالصورة وكبرها فهى تثبت أن هناك من يدعو الله فينجح لأنه ملك الله على حياته.والكاتب لم يهتم بنسبه أو أهله المهم أنه يثبت أن خليقة الله لم تفشل كلها. وأنالله يعمل مع الشعب كما يعمل مع الملوك مثل داود وسليمان.

ثم يضع نسل شمعون لأنهكان داخلاً فى سبط يهوذا ومن شمعون من إستمر مع يهوذا (مملكة الله) ومنهم من تركيهوذا وذهب ليسكن وسط الأسباط العشر ومن إستمر مع يهوذا ولم ينفصل عن مملكة اللهعاد مع يهوذا من السبى اما باقى السبط فضاعوا تماماً مع الأسباط العشر

 

ص 5:-

بطريقة ال contrast  نجد هنا صورة مخالفة لأسباط رأوبين وجاد ونصف سبط منسى فهؤلاءإختاروا السكن شرق الأردن بعيداً عن الهيكل وبعيداً عن عبادة الله ومه هذا لميحرمهم الله من أن يكون وسطهم أبطال (آيات 18-22) ولكنه يشرح أن سر قوتهم أن اللهكان فى وسطهم وحينما يكون الله مع شعبه ينتصر والعكس إذا إنفصل شعبه عنه ينهزمشعبه ويسقط ويفقد بركته ولهذا بدأ الإصحاح رأوبين الذى كان بكراً (والبكورية لهابركة خاصة) ولكنه فقد بركة بكوريته بسبب تدنيس فراش أبيه فالخطية تفقد البركة.وجاء يهوذا بدلاً منه وصار منه الرؤساء (الملوك نسل داود الملك) والبركة ليوسفإذاً الله لم يحرم أحد من البركة ولا من الإنتصار ولا من البطولة فحينما صلىالرأوبينيين إنتصروا وكان فى وسطهم الأبطال وحينما أخطأ راوبيين فقد البركة وحينماعبدوا الأوثان ذهبوا للسبة فالإنسان لهُ الحرية المطلقة أن يختار الله فيختارالبركة أو يتركه فيفشل.

 

 

 

ص6 :-

ما الحل امام الضياعوالفشل والسقوط والإنفصال عن الله إلا كهنوت المسيح بذبيحته الكفارية لذلك نجدههنا يأتى بنسل لاوى كهنة ولاويين.

 

 

ص 8،7:-

عرض سريع لباقى الأسباطمع التركيز على سبط بنيامين فمنهم شاول الملك وهم سيكونون مع يهوذا مملكة يهوذاالجنوبية رمز مملكة المسيح بل إن أورشليم هى على حدود يهوذا وبنيامين ويتشاركوافيها. ونلاحظ أن العرض هنا للأسباط يساكر ونفتالى ومنسى وإفرايم واشير عرض سريعجداً بل هناك أسباط أسقط الكاتب أسمائها مثل زبولون ودان لخطاياهم غالباً لأن كل هؤلاءيمثلوا المملكة الشمالية المرفوضة من الله ولأنها مرفوضة بسبب إنفصالها عن مملكةالله (داود وسليمان) فهى ذهبت سريعاً للسبى (سبى أشور) ولم تعد من السبى بل ظلت فىالسبى إلى أن تلاشت وسط الأمم. ولكننا فى المقابل نجد التركيز على بنيامين لأنهمظلوا متحدين مع يهوذا كشعب الله. وشعب الله حين يخطىء يؤدبه الله لكن لا يضيع ولايمحى وحينما ذهب يهوذا وبنيامين للسبى ذهب كلاهما وذهبا للتأديب وحينما تأدبواعادا كلاهما لذلك نجد التركيز على شعب بنيامين فى هذين الإصحاحين. على أننا نجد منضمن العائدين قلة من إفرايم ومنسى فالله لا ينسى أى إنسان كان لهُ أمانة وحافظ علىإيمانه فالله حين يرفض لا يرفض بالجملة ولكن الله يتعامل مع النفوس نفس نفس.

 

ص9:-

هو إصحاح العودة منالسبى (سبى بابل أو سبى إبليس للبشر قبل المسيح أو سبى الخطية لأى إنسان مسيحىالآن) ولاحظ فى آية (2) قوله إسرائيل الكهنة واللاويين فلا عودة من السبى إلابكهنوت المسيح وذبيحة المسيح الذى به نعود ونكون من سكان أورشليم السماوية ولاحظفى آية (3) وجود أعداد قليلة من إفرايم ومنسى وسط الذين سكنوا أورشليم وقد يكونهؤلاء رمز للبقية التى ستعود فى أواخر الأيام من اليهود إلى الإيمان المسيحىونلاحظ فى العائدين قوله أن منهم جبابرة بأس لعمل خدمة بيت الله (آية 13) فالذىيعود بالتوبة الحقيقية يصبح جباراً بالمسيح الذى فيه ” فالمسيح خرج غالباًولكى يغلب رؤ 2:6.

 

ص 10:-

صورة قاتمة لمملكة شاولنرى فيها الموت والهزيمة والفشل فهى ليست المملكة التى يملك عليها المسيح (ورمزهداود وسليمان) فشاول هذا كان حسب قلب الناس وليس حسب قلب الله لذلك كان فى حالةتحدٍ لله وحاول إغتصاب الكهنوت ورفض تنفيذ أوامر الله بل تعامل مع الجان (الشيطان)ولذلك كانت نهايته أنه قتل وسُمر على بيت داجون (أى إبليس الذى ذهب ليستعين به).

 

ص11:-

بطريقة الـ contrast ينتقل الكاتب بسرعة إلى مملكة داود وبها الأبطال والجبابرة ونرىفيها الإنتصارات والبركة والنعمة والقوة ففيها داود يجلس ملكاً رمزاً للمسيح حينمايملك على القلب فتصير حياة الإنسان بركة وداود ملك فى أورشليم التى كانت سابقاًتدعى يبوس (مدوسة) وصارت أورشليم (نور السلام) فالمسيح ملك علينا وعلى الكنيسةليحولها من أن تكون مدوسة من إبليس لتكون بيتاً لهُ يشرق فيها نور سلامه فهو ملكالسلام.

 

ص12:-

 نلاحظ نمو ملكة داود تدريجياً والمسيح بدأ ب 12 تلميذاً ، 70رسولاً وهؤلاء نشروا المسيحية فى كل العالم وكان المسيحيين جبابرة إيمان قادرين أنيضربوا باليمين واليسار أى قادرين على توجيه ضربات لإبليس ضد محاولاته أن يصيبنابالضربات اليمينية والضربات اليسارية ولاحظ من هم الذين إجتمعوا حول داود :-

1.                أبطال بنيامين ” آية 2″:-

هؤلاء تركوا شاول فىمجده كملك زمنى لهُ كل مظاهر الملوك وذهبوا لداود المختبىء فى صقلع الهارب من وجهشاول وهم بنياميون منس بط الملك شاول وهم ذهبوا لداود ضد المشاعر الطبيعية التىكانت تدفعهم ليلتصقوا بشاول فيعطيهم كأقرباء لهُ ملك زمنى هؤلاء يرمزون لمن يترككل مجد عالمى وشهوة عالمية ليلتصق بالمسيح بالرغم من عدم ظهور مجد المسيح الآنبوضوح أمام عينيه بل هو يقبله بالإيمان، هؤلاء يصيرون أبناء اليمين ويصيرونجبابرة.

2.                من الجاديين إنفصل إلى داود “آية8”:-

هم إنفصلوا رغماً عنإرادة كل السبط الذى فضل شاول كملك وهذا يدل على شجاعتهم وجديتهم وهؤلاء يمثلون منيسير وراء المسيح تاركاً أهله وأقربائه الذين لا علاقة لهم بالمسيح.

3.      من عبروا الأردن:- الأردن وهو مملتىء يمثل عائقطبيعى لكنهم إجتازوه والخطية الساكنة فينا (رو 7) هى عائق طبيعى وكل من يختارالمسيح بالرغم من شهوته يصير مثل هؤلاء وكل هؤلاء حينما تمجد داود تمجدوا معهُ رو19،18:8. ولاحظ أفراح مملكة المسيح بعد الآلام والحروب (الآيات 40،39).

 

ص 13:-

داود يريد أن يأتىبالتابوت إلى أورشليم ، فيتشاور مع الشعب فعبادة الله ليست إجباراً بل هى حريةإختيارية وإذا إخترت الله بحريتى يأتى ويسكن عندى وأكون لهُ منزلاً ( يو 23:14)وتكون لى بركة كبركة أدوم الجتى ( آية 14) ولكن الله لهُ شروط ليقيم عندى ويباركنىوهى ألا أكون مستهتراً مثل غزة فأعرض نفسى لضربات الله. فنحن هياكل الله والروحالقدس يسكن فينا ولكن من يفسد هيكل إبن الله يفسده الله 1 كو 17،16:3.

 

ص14:-

كل أعداء داود الآن تحتقدميه والله هو الذى يقود إلى هذه النصرة (آية 15).

 

ص15:-

هنا داود يعرف شروط أنيقبل الله أن يقيم وسطهم ويكون لله منزلاً وسط شعبه يو 23:14. والشرط أن نحفظوصاياه فتتقدس “آية 12” وأن يحمل اللاويين التابوت وليس عربة تجرهاالبهائم فالله يريد أن يسكن فينا ويجد فى قلوبنا مكاناً يرتاح فيه آية 15. وكانوجود الله وسطهم وسط مملكته سر فرحهم.

 

ص16:-

وجود الله وسط شعبه هوسر فرحهم وفى فرحهم يسبحونه.

 

ص17:-

داود يريد أن يبنىبيتاً لله والله يرفض ليكمل الرمز فمن يبنى الهيكل هو نسل داود الذى يملك إلىالأبد “آية 12” والمقصود هو المسيح الذى سيؤسس الكنيسة هيكل جسده يو21:2. وسليمان ومعنى إسمه السلام رمز للمسيح ملك السلام.

 

ص 18-20:-

داود الجبار الذى لايقف أمامه أى عدو، بل كل إهانة تلحق برجاله وعبيده كأنها وجهت له هو وهو الذىينتقم ونجد داود هنا ينتقم من ملك نبى عمون لأنه أهان رجاله ونحن عبيد المسيح منيمسنا يمس حدقة عينه زك 8:2 فهو ملك قوى جبار  يقبل إهانة عبيده.

 

ص21:-

كاتب سفر الأيام لايذكر خطأ لداود سوى هذا الخطأ لإرتباطه بإختيار مكان الهيكل فى بيدر أرونة اليبوسوهذا لتكتمل الصورة فلابد من وجود الخطية لكن هناك ذبيحة ودم يغفر الخطايا.

 

ص22:-

داود يعد كل شىء:-

1.                مواد بناء الهيكل.

2.                فرق الكهنة.

3.                فرق المغنيين واللاويين.

4.                فرق البوابين.

5.                المزامير التى يصلون بها فى الهيكل ونظامالصلوات والخدمة.

6.                تأسيس إسرائيل كدولة آمنة الكل يهابها ويحترمهاوهى فى سلام بلا خوف من عدو.

7.                إعداد التنظيمات الإدارية ونلاحظ ان لكل واحدموهبته ووكالته بحسب موهبته.

8.                إعطاء الرسومات لسليمان والله هو الذى أوحىلداود بهذه الرسومات.

9.                وصايا لسليمان وللرؤساء ليساعدوه وتنصيبه ملكاًحتى لا يضايقه أحد بعد موت داود.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى