اللاهوت الدستوري

رسالة مجمع انطاكية (268) الى جميع الاساقفية ضد بولس السميساطى



رسالة مجمع انطاكية (268) الى جميع الاساقفية ضد بولس السميساطى

رسالة
مجمع انطاكية (268) الى جميع الاساقفية ضد بولس السميساطى

الى
ديونيسيوس 207 ومكسيموس 208، الى كل زملائنا الاساقفة والكنهة والشمامسة الخادمين
فى كل أنحاء العالم، والى كل الكنيسة الجامعة تحت السماء، سلام للاخوة المحبوبين
فى الرب،من هيلينوس، وهمنايس، وثيوفيلوس، وثيوتكنوس،وبركلوس، ونيكوماس، واليانوس،
وبولس، وبلانوس، وبروتوجينيس، وهييراكس، وافتيخيوس، وثيودوروس، ولوكيوس وسائر
الباقين، المقيمين معنا فى المدن، والامم المجاورة، من وكهنة، وشمامسة كنائس الله.

لقد
كتب ايضا الى اساقفة كثيرين، حتى من اماكن بعيدة، وحثثناهم على المجىء، ليساعدونا
فى ايجاد العلاج لهذا التعاليم المميتة، ومن بيتهم ديونيسيوس السكندرى، وفرمليانوس
الكبادوكى الطوباويين: أما الاول، فاذا اعتبر منشىء هذه البدعة ورئيسها، غير جدير
بان يوجد اليه أى خطاب، ولا حتى القاء التحية علية، بعث برسالة الى انطاكية، موجهة
لا اليه، بل الى كل الابرشية، وقد أرفقنا نسخة عنها فى نهاية الرسالة 209.

 واما
فرمليانوس فقد أتى مرتين، وشجب بدعته، كما نعرف ونشهد، نحن الذين كنا حاضرين، وكما
يعرف اخرون كثيرون. ولكن بولس، اذ وعد بتعديل ارائه، صدقه فرمليانوس، وأمل أن تحل
القضية حسب الاصول، ودون أن تمس العقي باى ضرر أو أذى. ولذلك أرجا الامر، اذ خدعه
هذا الرجل الذى انكر حتى الهه وربه 210،ولم يحفظ الايمان الذى كان يعتقده سابقا.

 

وكان
فرمليانوس فى طريقه ثانية الى انطاكية، وقد وصل حتى طرسوس، لانه علم بالاختبار شره
وانكاره الله، ولكنه توفى بينما كنا مجتمعين، ومنتظرين وصوله.

بما
انه < بولس > قد انحرف عن الجادة < الايمان >، وارتد الى تعاليم كاذبة
وزائفة، فليس من الضرورى – طالما كان قد اخرج خارجا – اصدار أى حكم على تصرفاته.
ولا حتى انه كان فى الماضى فقيرا معدما، لانه لم يرث أى ثروة من ابتئه، ولم يجب أى
موارد من أى تجارة أو أى عمل اخر، الا انه الان اصبح يمتلك ثروة طائلة بسبب شروره
وانتهاكه حرمة المعابد وسلبه للاخوة، وحرمان المظلومين من حقوقهم، ووعده لهم.
بمساعدتهم، نظير أجر معين مع انه يضللهم، وينهب أولئك الذين فى ضيقهم، يكونون
مستعدين أن يعطوا، ليصطلحوا مع ظالميهم، ظانين أن الدين تجارة 211.

 

أو
غطرسته وكبريائه وانتفاخه، وادعائه الكرامة العالمية 212، مفضلا ان يدعى وكيل
الملكة، على اسقفا. وكان يتمشى فى الساحات العامة بزهو، قارئا بعض الرسائل بصوت
مسموع، وكان يرد عليها علنا بينما هو يسير، يحف به حرس بعدد وافر، بعضهم يتقدمه
وبعضهم يتبعه، حتى اضحى الايمان مكروها ومحسودا، بسبب كبريائه وغطرسة قلبه. وكان
يمارس فى الاجتماعات الكنسية، الالاعيب السحرية الخداعة، مريدا تمجيد نفسه، واذهال
عقول البسطاء واستثارة حماسة الاخرين بمثل هذه الاعمال. واعد لنفسه مصطبة وعرشا
مرتفين، الامر الذى لا يليق به كتلميذ للمسيح، ومكتبا خاصا كحكام العالم، ضاربا
بيده على فخذه، وبقدميه على المصطبة، وكان يوبخ ويهين الذين لا يصفقون له، ولا
يلوحون بمناديلهم كما يحدث فى المسارح، ولا يصيحون ويقفزون كالرجال والنساء
المحيطين به، الذين يصغون اليه بهذه الطريقة الشائنة، بل يصغون بوقار، كانهم فى
بيت الله. وكان يهاجم مهاجمة عنيفة علنية، مفسرى الكلمة الذين غادروا هذه الحياة،
وكان يعظم نفسه لا كاسقف، بل كفيلسوف ومشعوذ.

وقد
أبطل الترانيم الخاصة باكرام ربنا يسوع المسيح، وكانها اختراعات حديثة، أو كانها
لرجال معاصرين. وكان يدرب النسوة لانشاد الترانيم لشخصه، وسط الكنيسة يوم عيد
الفصح العظيم، مما تقشعر له الابدان عند سماعهن. وقد سمح للاساقفة والكهنة، الذين
يتملقونه بعظاتهم أمام الشعب، فى الارياف والمدن المجاورة، سمح لهؤلاء وحدهم
بالتكلم.

وقد
رفض الاعتراف معنا، ان ابن الله نزل من السماء، وهذا ما سنبينه فيما بعد. وليس هذا
مجرد كلام، بل قامت عليه الادلة الكثيرة، من الكتابات التى أرسلناها اليكم،
والادهى من هذا قوله، ان يسوع المسيح من اسفل. أما الذين يرنمون له ويمدحونه بين
الشعب، فيقولون ان معلمهم الكافر ملاك نزل من السماء ولم يامر ذلك المتعجرف بمنع
هذه، بل لا يستنكف حينما تقال بحضوره.

 

وهناك
النساء اللواتى يسميهن اهالى انطاكية ” أمينات الدار ” المنتميات له،
الكهنة والشمامسة الذين معه، بالرغم من انه يعرف هؤلاء الاشخاص، وأثبت عليهم
جريمتهم، الا انه تستر على هذه الخطية وخطاياهم الاخرى الشنيعة، وحتى يكونوا
مدينين له، ولكى لا يجرؤا على اتهامه بسبب أقوال وأفعاله الخبيثة، خوفا على
أنفسهم، على انه قد جعلهم أيضا أثرياء، لهذا أحبه الطامعون فى هذا الثراء، واعجبوا
به.

 

لماذا
نحن نكتب هذه الاشياء؟ نحن نعلم، ايها الاحباء، ان الاسقف وكل الاكليروس، يجب ان
يكونوا مثلا 213 فى كل الاعمال الصالحة 214، ونحن لا نجهل كم من اشخاص، قد سقطوا
بسبب النسوة اللاتى أسكنوهن عندهم ؛ وكم من اشخاص شككوا، من مثل هذه الامور، لذلك
وحتى لو افترضنا انه لم يرتكب أى عمل خاطىء الاانه كان يجب ان يتجنب التشكك
الناشىء من امر كهذا، لئلا يعثر احدا، او يدفع الاخرين للاقتداء به.

وكيف
يستطع توبيخ أو تحذير أى شخص اخر، من الاختلاط الكثير بالنساء، لئلا يسقط كما كتب
235، ان كان هو نفسه قد طرد واحدة، ومعه الان اثنتان جميلتان فى ريع الشباب،
ياخذهما معه أينما ذهب، وهو يعيش فى نفس الوقت فى البذخ والتنعم؟

 

بسبب
كل هذه الامور يكتئب الجميع وينوحون. ولكنهم اذ يخشون ظلمه وبطشه، لا يجرؤون على
اتهامه.

لكن
كما قلنا سابقا، اذا كان يجوز للمرء استدعاء الرجل، لمحاسبته عن هذه التصرفات، لو
كانت عقيدته سليمة، ولو كان معدودا معنا، فاننا لا نراه من الضرورى، ان نطلب منه
تفسيرا لهذا الامور، طالما كان قد أهان السر 216، وطالما كان يتشدق مفاخرا بهرطقة
ارتيماس (ولماذا علينا ان نبرهن على ما هو واضح، وهو انه أيوه؟).

لقد
اضطررنا، بعد ان حرمنا غريم الله، على الرغم من مقاومته ورفضه الطاعة، أن نقيم
اسقفا اخر للكنيسة الجامعة بدلا منه. ونعتقد اننا بارشاد الهى، قد أقمنا دومنوس
217، المتزين بكل الصفات اللائقة بالاسقف، وهو ابن ديمتريانوس المبارك، الذى سبق
ان تراس نفس الابرشية بكيفية ممتازة. وقد أعلمناكم بهذا، لكى تكتبوا اليه،
وتتقبلوا منه رسائل الشركة. واما الاخر، فليكتب ذلك الرجل الى ارتيماس، وليكتب
اليه مشايعوا ارتيماس. 218

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى