علم التاريخ

الْباٌباٌُ الْمِئَةُ وَالْثَّانِي عَشَرَ



الْباٌباٌُ الْمِئَةُ وَالْثَّانِي عَشَرَ

الْباٌباٌُ الْمِئَةُ
وَالْثَّانِي عَشَرَ

 

112. كيرلس الخامس

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منة
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

تزمنت بني سويف
يوحنا
البراموس
 23 بابه 1591 للشهداء – أول نوفمبر 1874 للميلاد
أول مسرى 1643 للشهداء – 7 أغسطس 1927 للميلاد
52 سنة و 9 أشهر و 6 أيام
 سنة واحدة و 4 أشهر و 10 أيام
المرقسية بالأزبكية
 كنيسة مارمرقس بالأزبكية
اسماعيل باشا و توفيق باشا و عباس باشا
الثاني و السلطان حسين و فؤاد الأول

 

+ كان
راهباً ناسكاً قديساً بدير السيدة العذراء الشهير بالسريان بوادى النطرون ثم انتقل
إلى دير البراموس وهناك رسموه قساً ثم قمصاً.

+
ذاعت فضائله من علم وحلم وتقوى، فرسم بطريركاً فى 23 بابه 1591 ش.

+
ازدادت الكنيسة فى عصره بالقديسين والعلماء مثل الأنبا ابرآم مطران كرسى الفيوم
حبيب الفقراء، والإيغومانس فيلوثاؤس ابراهيم رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى، والأب
العالم الجليل القمص عبد المسيح صليب البراموسى، والشماس حبيب جرجس مدير الكلية
الإكليريكية.

+ بذل
البابا أقصى جهده فى النهوض بشعبه إلى أرقى مستوى، كما اهتم بطبع الكتب الكنسية
وتنيح بسلام بعد أن قضى على كرسى البطريركية اثنتين وخمسين سنة وتسعة أشهر وستة
أيام، وذلك فى اليوم الأول من شهر مسرى سنة 1643 ش.

 

نياحة
البابا القديس كيرلس الخامس بابا الإسكندرية المائة الثاني عشر ( 1 مسرى)

وفي مثل هذا
اليوم من سنة 1643 ش ( 7 أغسطس سنة 1927 م ) تنيح الأب التقي الجليل البابا كيرلس
الخامس المائة والثاني عشر من باباوات الكرازة المرقسية. ولد هذا الأب في مدينة
تزمنت بمحافظة بني سويف سنة 1831 م من أبوين تقيين فسمياه يوحنا وربياه أحسن تربية
وأنشأه علي الآداب المسيحية وكان ذا ميل شديد إلى الدراسة في الكتاب المقدس وأخبار
القديسين.

وفي سنة
1843 م رسم شماسا وهو ابن اثنتي عشرة سنة فقام بخدمة الشماسية خير قيام. ولما كان
ميالا بطبعه الفطري إلى الزهد والتقشف وحب الوحدة فقد ترك العالم وقصد دير السيدة
العذراء الشهير بالسريان بوادي النطرون، وهناك تتلمذ للأب الشيخ الروحي القمص جرجس
الفار أب اعتراف الرهبان وعلم أبوه بمكانه فحضر إليه وأخذه ولكن حب النسك الذي كان
متملكا عليه لم يدعه يلبث قليلا فعاد إلى البرية وترهب في دير البرموس سنة 1850 م.
فأحسن القيام بواجبات الرهبنة واشتهر بالنسك والعفة والحلم حتى أصبح قدوة صالحة
لسائر الرهبان فرسموه قسا سنة 1851 م ثم قمصا سنة 1852 م وكان عدد الدير في ذلك
الوقت قليلا جدا وإيراد الدير يكاد يكون معدوما فكان هذا الأب يكد ويجد في نسخ
الكتب وتقديمها للكنائس ويصرف ثمنها علي طلبات الرهبان من أكل وكسوة وذاعت فضائله
من علم وحلم وتقوي فرسم بطريركا في 23 بابه سنة 1591 ش ( أول نوفمبر سنة 1874 م )
باحتفال مهيب فوجه عنايته إلى الاهتمام ببناء الكنائس وتجديد الأديرة والعطف علي
الفقراء والعناية بشئون الرهبان. وفي سنة 1892 م فضل أن ينفي من أن يفرط في أملاك
الرهبان كما نفي معه الأنبا يؤنس مطران البحيرة والمنوفية ووكيل الكرازة المرقسية
وقتئذ وبعد ذلك عاد الاثنان من منفاهما بإكرام واحترام زائدين.

وقد ازدانت
الكنيسة في عصره بالقديسين والعلماء : منهم الأب العظيم رجل الطهر والوداعة
والإحسان الأنبا ابرآم مطران كرسي الفيوم (كتب تاريخه تحت اليوم الثالث من مسرى)
هذا الحبر الذي بلغت فضائله حدا بعيدا من الذيوع والانتشار وبلغ من تناهيه في
الإحسان علي الفقراء وذوى الحاجات أنه لم يكن يدخر نقودا بل كان كل ما يقدمه له
أهل الخير يوزعه علي المحتاجين وله من العجائب التي أجراها في إخراج الشياطين
وشفاء المرضي الشيء الكثير.

ومن العلماء
الأب اللاهوتي الخطير والخطيب القدير الايغومانس فيلوثاؤس ابراهيم الطنطاوي رئيس
الكنيسة المرقسية الكبرى والأب العالم الجليل والراهب الناسك الزاهد القمص عبد
المسيح صليب البرموسي الذي كان ملما إلماما تاما باللغات القبطية والحبشية
واليونانية والسريانية وقليل من الفرنسية والإنجليزية وقد تحلي بصبر لا يجاري في
البحث والتنقيب في ثنايا الكتب الدينية فترك مؤلفات ثمينة تنطق بفضله.

وقد اتخذ
البابا كيرلس المرحوم حبيب جرجس الذي كان مديرا للكية الاكليريكية شماسا له : فكرس
حياته للكلية ونهض بها وساعد البابا في توسيع مبانيها بمهمشة وكان البابا يزورها
ليبارك طلبتها وكان هذا الشماس واعظا قديرا رافق البابا في رحلاته إلى الصعيد
والسودان وقام بترجمة الكتب الدينية من اللغات الأجنبية إلى العربية وأصدر مجلة
الكرمة لنشر الحقائق الإيمانية بأسلوب إيجابي. وألف كتبا كثيرة منها : كتاب أسرار
الكنيسة السبعة وكتاب عزاء المؤمنين وسر التقوى وغيرها وقد علم وربي أجيالا كثيرة
من رجال الدين الذين نهضوا بالكنيسة وملئوا منابرها بالوعظ وإصدار المؤلفات
الدينية.وقد بذل البابا البطريرك أقصي جهده في النهوض بشعبه إلى أرقي مستوي كما
أهتم بطبع الكتب الكنيسة. وتنيح بسلام بعد ان قضي علي كرسي البطريركية اثنتين
وخمسين سنة وتسعة أشهر وستة أيام.

صلاته تكون
معنا. ولربنا المجد دائما. آمين

 

V كيرلس الخامس البابا المائة والثاني عشر

بين
أيدينا سيرة بابا للإسكندرية عاش في جو سياسي متوتر للغاية. عرف كيف يقود الموكب
بروحٍ وطنيٍ دون أن يتجاهل جوانب الحياة الروحية والكنسية.

في
دير البراموس

وُلد يوحنا
بقرية تزمنت التابعة لبني سويف سنة 1824م، وترهب سنة 1844م بدير البراموس باسم
الراهب يوحنا البراموسي، وعُرِف باسم يوحنا الناسخ. كانت ظروف دير البراموس
المادية صعبة للغاية، ولم يكن بالدير سوي أربعة رهبان. لكن حياة يوحنا الروحية
ونسكه واهتمامه بالقراءة والنساخة جذب كثيرين للحياة الرهبانية.

بعد
عامين من رهبنته طلب الرهبان سيامته كاهنًا، فسامه البابا ديمتريوس قسًا، وإذ شعر
بجدّيته وروحانيته طلب منه البقاء معه في البطريركية لمعاونته.

كتب
الرهبان للبابا يرجونه إعادته للدير فلبى طلبهم.

في
عام 1855م استدعاه البابا وسامه قمصًا وأقامه مساعدًا له في الكنيسة الكاتدرائية
بالأزبكية، لكن الرهبان ترجو البابا أن يعيده إليهم لشدة حاجتهم إليه فسمع لهم.

سيامته
بابا الإسكندرية

بعد
نياحة البابا ديمتريوس بقي الكرسي شاغرًا أربع سنوات وتسعة أشهر مع أن الأنظار
كانت متجهة نحو الأب يوحنا البراموسي.

كان
المجلس الملّي يقوم بتدبير الأمور المالية، وقد طلب من الحكومة أن يُسام البابا؛
وقد سيم القمص يوحنا بطريركًا في أول نوفمبر سنة 1874م باسم البابا كيرلس الخامس.
حضر الاحتفال بسيامته أنجال الخديوي إسماعيل، وهم توفيق باشا وحسين باشا كامل وحسن
باشا ومعهم الوزراء.

الظروف
السياسية

كانت
مصر في ذلك الحين تعيش في صراع سياسي رهيب. فقد نُفي الخديوي إسماعيل، وتولى ابنه
توفيق الحكم، إذ تدخّلت إنجلترا وفرنسا في شئون مصر بدعوى حق الإشراف علي ميزانية
مصر. وعيّنت كل منهما مندوبًا مسئولاً عن “صندوق الدين”.

كان
إسماعيل باشا قد أنشأ مجلس شوري للنواب وذلك قبل اضطراره إلى التنازل عن الحكم.
حمل هذا المجلس روحًا وطنيًا وشعر الكل بمسئوليتهم كمصريين وطنيين.

كان
البابا كيرلس الخامس مساعدًا لهؤلاء الوطنيين في مواجهة الخديوي وضد الإنجليز.

أعماله
الرعوية

أشهر
أعماله أنه أنشأ مدرسة الإكليريكية. ثم اشترى أرض مهمشة بنى عليها كلية
إكليريكية سنة 1912م. كما أكمل بناء الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية. وبنى
مطرانيات في كل من كنيسة المعلقة والعدوية ببولاق والمعادي وطره والمعصرة بحلوان
وطموه. وفي أيامه شيّد 13 كنيسة بالقاهرة والجيزة والخرطوم، كما أنشأ مدارس
للرهبان.

وفي
عصر إسماعيل باشا تم تكوين المجلس الملّي في 2 فبراير سنة 1874.

ثورة
1919م

في
عهده شبَّت نار الحرب العالمية الأولى سنة 1914م. وفي آخرها أُعلِنت الحماية
الإنجليزية على مصر، وعُقِدت الهدنة في سنة 1918م، وطالب المصريون باستقلال
بلادهم، وكانت الثورة المصرية في سنة 1919م باتحاد المسلمين والأقباط وبعد جهاد
دام سنوات تنازلت إنجلترا عن حمايتها في 28 فبراير سنة 1922م. وأعلن السلطان فؤاد
استقلال مصر في 15 مارس سنة 1922م، وأعلن نفسه ملكًا ووضع دستور البلاد، وأنشأ
الحكم البرلماني بزعامة سعد زغلول باشا، وكان البابا كيرلس مؤيدًا لهذه الحركة.

في
عهده ارتفع شأن الأقباط، فتنعموا بالحرية الدينية والمساواة في الوظائف الحكومية
وفي التجارة وفي امتلاك الأطيان. فظهرت طبقة من كبار الأقباط من سياسيين وأثرياء.
كما انتشر التعليم الديني، فصار صدى الوعظ يُسمع في أغلب كنائس القطر.

تعليم
الدين المسيحي

في 25
يونية 1903م الموافق 8 بؤونة سنة 1619ش اجتمع المجمع المقدس، وأخذ قرارات خاصة
بتعليم الدين المسيحي:

v      
حتمية
تدريس الدين المسيحي وتاريخ الأقباط في كل مصر، وذهاب المدرسين مع الطلبة للصلاة
في أيام الأعياد الكبرى وأيام الآحاد (مادة 1).

v                
مراجعة
مناهج التعليم لكي تكون أرثوذكسية (مادة 2).

v                
مناشدة
رجال الدين والأراخنة علي المساهمة في هذا المشروع (مادة 4).

v                
إقامة
مندوبين من الكنيسة لمتابعة هذا الأمر وتنفيده (مادة 5).

v                
ينتدب
البابا من يراه لائقًا لتنفيذ القرارات (مادة 6).

رائد
حركة النهضة التعليمية

اهتم
بتأسيس مدارس قبطية ضمت 9979 قبطيًا، منهم 8390 من الذكور، 1589 من الإناث، وأيضًا
2183 مسلمًا، 100 يهوديًا.

في
عهده تأسست 51 مدرسة في كل القطر من أسوان (سنة 1900م) إلى القاهرة (سنة 1857م).

قال
أحد الإنجليز: [في زيارتي لمدارس القبط رأيت التلاميذ وسمعتهم يقرأون الكتاب
المقدس بالعربية، كما سمعتهم يقرأون الإنجليزية، وامتحنتهم فيها وأعطيتهم إملاء،
ثم طلبت إليهم أن يكتبوا لي بالإنجليزية والفرنسية والعربية، واحتفظت بما كتبه
خمسة منهم كنماذج. والخمسة تتراوح أعمارهم ما بين 12 و16 سنة. لقد خجلت واندهشت
وانشرحت مما رأيت وسمعت
.]

وشهد
إنجليزي آخر: [إن الكنيسة القبطية تنفق ما يزيد بكثير عن خمسة آلاف جنيهًا
سنويًا علي تعليم أبنائها في القاهرة، ويدفع البطريرك بعضًا من هذا من جيبه الخاص.
]

خلافات
مع المجلس الملي العام

حدثت
خلافات في الرأي بين البابا كيرلس والمجلس الملّي، وناصر بطرس باشا غالي فكرة
إجراء انتخابات أعضاء المجلس الملّي، لا أن يُعيّنوا من قِبَل البطريرك.

وبالرغم
من معارضة البابا تمت إجراء الانتخابات بالقوة ولم يعترف البابا بهذه النتيجة،
ولكن الخديوي والحكومة أيّدوها وعارضوا البطريرك. وتم تغيير لائحة المجلس بأن
يُرفَع البابا من رئاسة المجلس وأن يقوم وكيل المجلس بعمل رئيس المجلس.

ولما
فشلت مساعي البابا في تنفيذ رأيه قَبِل وساطة بطرس باشا الذي نجح في إعادة حق
البطريرك في إدارة ديوان البطريركية وأوقاف الأديرة، ولكن لما رفض أعضاء المجلس
هذا الحل عاد الموقف للتأزم وتم تعيين أسقف صنبو رئيسًا للمجلس الملّي.

وفي
هذا الوقت طلب لفيف من الكهنة والشعب إبعاد البطريرك إلى دير البراموس، وإبعاد
مطران الإسكندرية إلى دير الأنبا بولا، وتم ذلك في سنة 1892م وظلا خمسة أشهر.
ويذكر التاريخ أن أسقف صنبو بعد ذلك حين دخل ومعه الإيغومانوس إلى الكنيسة لصلاة
القداس الإلهي شاءت الإرادة الإلهية أن يُخطئ الأسقف ويقرأ إنجيل خيانة يهوذا
الإسخريوطي كما وقعت الصينية من يده، فتشاءم الناس واعتقدوا أن الله غير راضٍ عن
المجلس وأعماله، وتعطّلت الشعائر الدينية والتهب الشعور المطالِب بعودة البابا.

رضخت
الحكومة لمطالب الشعب وعاد البطريرك إلى مقر كرسيه معززًا مكرمًا، وبعد عودته
بعشرة أيام جاء بطرس باشا لزيارته وبصحبته جميع المحرومين فاعترفوا بالخطأ، وطلبوا
الصفح فسامحهم البابا، كما صفح عن أسقف صنبو. وتم الاتفاق على إرجاع الإدارة إلى
غبطة البطريرك على أن ينتدب أربعة من أعضاء المجلس لمساعدته في إدارة شئون الشعب.

في
سنة 1911م عُقِد المؤتمر القبطي في أسيوط ليطلب من الحكومة مساواة الأقباط
بالمسلمين في كافة الحقوق المدنية والدينية. وفي عهده تمت رسامة مطران للخرطوم،
وبنيت بها كنيسة كبرى وسبع كنائس أخرى، كما اهتم بأديرة الراهبات من الناحية
الرهبانية والعمرانية.

موقفه
من الإرساليات

إذ
انتشرت الإرساليات الأمريكية خاصة في القاهرة والإسكندرية وأسيوط. وقد بدأ وصول
المبشرين الأمريكيين في عام 1854م وقاموا بإنشاء مدارس وإقامة كنائس بروتستانتية
تقتنص الأقباط من كنيستهم اهتم البابا بالتعليم الكنسي بجوار التعليم العام. وسافر
إلى أسيوط ونشر الوعي بين الكهنة لجذب أولادهم إلى المدارس القبطية الأرثوذكسية،
والدفاع عن الإيمان المستقيم.

رحلتان
إلى السودان

في
مارس 1904م سافر قداسته إلى السودان، واستقبله رجال الدولة ومشايخ المسلمين مع
الأقباط بمظاهر الإكرام، حيث وضع حجر الأساس للكنيسة القبطية في الخرطوم في حضور
الحاكم العام للسودان ورئيس الجيش المصري ومطران البحيرة والمنوفية (أنبا يؤانس)
ومطران إسنا الأقصر (أنبا مرقس) وأسقف دير العذراء بالمحرق ومنفلوط (أنبا
باخوميوس).

وفي
يناير سنة 1909م قام بزيارة صعيد مصر، ثم السودان حيث قام بتدشين الكنيسة في
الخرطوم، ووضع الحجر الأساسي لمدرسة قبطية كبري بالخرطوم.

وقد
عاصر البابا كيرلس الخامس كل من إسماعيل باشا وتوفيق باشا وعباس باشا الثاني
والسلطان حسين والملك فؤاد، وذلك لأنه قضى مدة طويلة تعتبر أطول مدة قضاها بطريرك
في الكرازة المرقسية وهي حوالي 53 عامًا، وتنيح سنة 1927م.

وطنية
الكنيسة القبطية وتاريخها، صفحة 384.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى