سفر اعمال الرسل

الإصحاح الثالث



الإصحاح الثالث]]>الإصحاح الثالثمعمودية المسيح ويوحناالمعمدان

(مت1:3-17)(مر1:1-11) (لو1:3-22) (يو19:1-37)

يومالعماد (الغطاس) يسمى عيد الظهور الإلهي، ففيه ظهر الثالوث القدوس، صوت الآب منالسماء، والابن في الماء، والروح القدس على شكل حمامة يحل على المسيح. وهناكسؤال.. لماذا ظهر الثالوث يوم عماد المسيح بالذات، ولم يظهر مثلاً يوم التجلي؟

قالالله لنخلق الإنسان على صورتنا كشبهنا، إذاً .. الخلق هو عمل الثالوث إذ يقولنخلق.. صورتنا.. كشبهنا.. أي بصيغة الجمع.

فالآبيريد والابن يخلق، فبه كان كل شئ، والروح يعطي حياة لهذا المخلوق (حز10:37).

ويومالعماد هو يوم تأسيس سر المعمودية الذي به نخلق خليقة جديدة بعد أن فسدت خليقتناالأولى بالخطية. وكما كانت الخلقة الأولى هي عمل الثالوث القدوس، هكذا الخليقةالثانية هي عمل الثالوث القدوس، لذلك ظهر الثالوث القدوس يوم المعمودية. فالآبيريد أن الجميع يخلصون (1تي4:2). والابن يغطس في الماء إعلاناً قبوله الموت عنالبشر، وهذا هو الفداء المزمع أن يقدمه على الصليب. ثم يخرج من الماء إعلاناً عنأنه لن يظل ميتاً في القبر، بل سيقوم ويقيمنا معه متحدين به (رو3:6-5). والروحالقدس يحل على جسد المسيح. وجسد المسيح هو كنيسته. والروح القدس سيقوم بعد ذلك معكل معمد بجعله يموت مع المسيح ويقوم مع المسيح من موت الخطية. نقوم مع المسيحثابتين في المسيح كخليقة جديدة (2كو17:5) وهذه الخليقة الجديدة يفرح بها الآب.وفرحة الآب هذه ظهرت في قوله “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” . قالهذا يوم العماد ولم يكمل “له اسمعوا” كما قال يوم التجلي فاليوم هو يومفرحة الآب برجوع ابنه الضال (أي الكنيسة) إلى أحضانه.

حقاًالآب فرح بطاعة المسيح الذي أطاع حتى الموت موت الصليب، لكنه فرح أيضاً برجوعناإليه. لذلك قال المسيح ينبغي لنا أن نكمل كل بر. وهذا يعني أن آدم يوم خلق كانهناك شيئاً ينقصه.. وما هو؟ لو أخطأ آدم يموت وينتهي بالانفصال عن الله، فلا شركةللنور مع الظلمة. لكن اليوم رسم السيد المسيح طريقة غفران الخطية وتبرير آدم ليعودللأحضان الإلهية، وبهذا فرح الآب، فلقد أصبح طريق تبرير الإنسان كاملاً، لذلك قالالمسيح على الصليب “قد أكمل” فنحن كنا عاجزين عن البر، فجاء المسيحليعطينا فيه أن نتبرر.

ماحدث يمكن تشبيهه بأنه بدون اختراع الأستيكة كان إذا حدث أي خطأ في ورقة نقومبتمزيقها وإلقائها أما بعد اختراع الأستيكة صرنا نمحو الخطأ ،ويمكن استخدام الورقةثانية.

إذاًالمعمودية هي:

1)    موتمع المسيح:ومن مات معه تغفر جميع خطاياه السابقة.

2) قيامةمع المسيح:نقوم متحدين به، وهذا يعطينا أن نحيا بحياته.وهذا ما قاله بولس الرسول “ليالحياة هي المسيح” (في21:1)” + “المسيح يحيا فيّ” (غل20:2)ولأن المسيح يحيا فينا كمل كل بر.

 

آية(1): “وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية.”

فيتلك الأيام= لايقصد به بعد عودة العائلة المقدسة من مصر ولكن في ذلك العصر أو في ذلك الزمان.ولوقا حدد عمر المسيح في هذا الوقت (لو23:3) أنه حوالي 30 عاماً.

يوحناالمعمدان= لقبالمعمدان غالباً أطلقه عليه الشعب. وكان ملاخي قد سبق وتنبأ عنه في (ملا1:3) وتنبأعن مجيء إيليا قبل مجيء المسيح الثاني في (ملا5:4)، ولما كان اليهود لا يفهمون أنهناك مجيء أول ومجيء ثاني، ظنوا أن إيليا يجب أن يظهر قبل المسيا. ولكن المعمدانجاء في صورة إيليا الساكن في البراري والجبال وبنفس قوته.

بريةاليهودية= هيالقطاع الشرقي من إقليم اليهودية، يقع شرق قمة الجبل الرئيسية وغرب البحر الميت،لم تكن صحراء رملية ولكنها أرض غير مخصبة.

والمعمدانبدأ خدمته قبل أن يبدأ المسيح بشهور. وكان من حق يوحنا أن يصير كاهناً، ولكنه تركالهيكل والكهنوت ذاهباً إلى البرية، ليعلن أن الجميع فسدوا وصاروا برية قاحلةتنتظر المسيح الذي سيأتي ليرويها بمياه الروح القدس لتصير فردوساً يحمل ثمار الروح(مز1:63). لقد حُرِم يوحنا المعمدان من خدمة الهيكل ليهيئ الطريق لرئيس الكهنةالأعظم ربنا يسوع الذي جعل من بريتنا هيكلاً جديداً سماوياً.

كانيوحنا هو الرسول الذي يعد طريق الملك كما يسبق الملوك حرس شرف.

آية(2): “قائلا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات.”

توبوا=يوحنا يهيئالطريق الملوكي بالتوبة، ومعنى طلب التوبة كشئ سابق لملكوت المسيح، أن ملك المسيحسيكون روحياً وليس أرضياً. والتوبة في اليونانية مطانية وتعني تغيير الاتجاه أيتغيير القلب والعقل من جهة الخطية ليهتدي ويتجه نحو الله. ويعطي الإنسان لله الوجهلا القفا إذاً توبوا= غيروا قلوبكم وعقولكم.

اقتربملكوت السموات= أيأن مجيء المسيح ليسكن فينا صار على الأبواب. وطريق التمتع بهذا الملكوت هو إدراكنابالحاجة إلى عمل المسيّا فينا، فإذ يدين الإنسان نفسه ينفتح القلب لاستقبال عملالمسيّا فيه. واصطلاح ملكوت السموات هو اصطلاح خاص بمتى أما باقي الإنجيليينفكانوا يستعملون اصطلاح ملكوت الله. لأن متى كان يكتب لليهود الذي يخشون أنيستعملوا اسم الله. وملكوت الله معناه سيادة وحكم الله على القلب، لكن اليهودفهموه على أنه ملك مادي أرضي. ومن المؤكد أن المسيح استخدم التعبيرين ملكوتالسموات وملكوت الله. وببساطة حيثما يملك الله يصير هذا المكان سماء.

آية(3): “فان هذا هو الذي قيل عنه بإشعياء النبي القائل صوت صارخ في البريةاعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة.”

الاقتباسمن (إش3:40) ومن الترجمة السبعينية بالذات. صوت صارخ= هو صوت المعمدان. فهوكان صوتاً يوجه النظر ليسوع، يدعو الناس للتوبة فيكونوا مستعدين لقبول الرب يسوع. إصنعواسبله مستقيمة= مرادفة لتوبوا. أي من ارتفع قلبه بالكبرياء أو من التهب قلبهبالطمع أو الشهوة فليغير طريقه.

آية(4): “ويوحنا هذا كان لباسه من وبر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد وكان طعامهجراداً          وعسلاً برياً.”

كانتصرخات يوحنا لا تخرج من فمه فحسب بل تنطلق من كل حياته، تعلنها حياته الداخليةومظهره الخارجي. حتى ملبسه كان أشبه بعظة صامتة وفعّالة وأيضاً طعامه لباسه منوبر الإبل= خشن ورخيص وكان هذا لباس الأنبياء (زك4:13). طعامه جراداً هذاأكل الفقراء جداً. عسلاً برياً= وهذا يجدونه في الصخور وجذوع الأشجار. وكانزهد المعمدان سر قوته، أيضاً خلوته في البرية. وكان له شكل إيليا في ملبسه وطعامه.

آية(5): “حينئذ خرج إليه أورشليم وكل اليهودية وجميع الكورة المحيطةبالأردن.”

هكذالنرجع إلى الله علينا أن نخرج من العالم.

آية(6): “واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم.”

الأردن=ينبع منجبال لبنان ويصب في البحر الميت ماراً ببحر الجليل (أو بحيرة جنيسارات أو بحيرةطبرية). واليهود عرفوا أنواعاً من المعموديات منها معمودية المتهودين الدخلاءومعمودية يوحنا كانت رمزاً للمعمودية المسيحية. وبولس الرسول اعتبر أن موسى والشعباعتمدوا في البحر الأحمر والسحابة رمزاً أيضاً للمعمودية المسيحية. ولكن معموديةيوحنا لم تهب النبوة لمن اعتمد مثل المعمودية المسيحية. وغفران الخطايا الذي كانهدف معمودية يوحنا استمد قوته من صليب المسيح (مثل شيك يكتب على ظهره يصرف في يومكذا فهو حق لك ولكن مفعوله يبدأ في اليوم المحدد). قوة معمودية يوحنا استمدت قوتهامن قوة المرموز إليه كما حملت الحية النحاسية قوة الشفاء خلال الصليب التي ترمزإليه. فمعمودية يوحنا لم تكن بالروح مثل المعمودية المسيحية. وهناك معمودية الدمللشهداء وهناك معمودية الدموع والتوبة كما كان داود يعوم كل ليلة سريره (مز6:6).

آية(7): “فلما رأى كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهميا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي.”

الفريسيين=أهم طوائفاليهود الدينية التي ظهرت أيام المكابيين سنة 150ق.م. هدفهم أن يشددوا على وجهةالنظر الدينية عند اليهود، ويحفظون الشريعة بدقة. وكان هذا كرد فعل للثقافةاليونانية المتحررة التي انتشرت. ومعنى فريسيون= مفروزون. ويسمون أنفسهمالأتقياء. واعتبروا تقليد الأباء على نفس مستوى الناموس. ساد عليهم الرياءوالتظاهر والتمسك الظاهري لا الفعلي بالناموس فعشروا الشبث والنعنع وأطالواصلواتهم.

الصدوقيين=هم الطائفةاليهودية الكبيرة بعد الفريسيين، ويرجح أنهم نشأوا كمضادين للفريسيين. اسمهم مشتقمن اسم صادوق رئيس الكهنة أو من معنى اسم صادوق وهو يعني البار. وعلموا أن الفضيلةتمارس لأجل نفسها وليس من أجل أجر معين ومن هنا تمادوا وأنكروا القيامة لأنها أجرللأعمال الصالحة. وكانوا لا يؤمنون سوى بأسفار موسى الخمسة فقط، ولا يقبلون تقليدالشيوخ وأنكروا القيامة والأرواح والملائكة (أع8:23). كانوا يسمونهم جماعةالعقلانيين عند اليهود. وكان هدفهم في الحياة جمع المال وإرضاء ملذاتهم.

ياأولاد الأفاعي (وهناكأولاد إبليس يو44:8+ 1يو10:3 وأبناء المعصية كو6:3 وأبناء النور يو36:12)= يوحناهنا يريدهم أن يتساءلوا بينهم وبين أنفسهم لماذا أتوا هل هي توبة حقيقية أو سعياًوراء المظاهر. لأنه شعر أنهم لم يأتوا إليه بقلوبهم طالبين التوبة. وكان يوحناقوياً لم يخف من الفريسيين والصدوقيين ولم يتملقهم، بل هو عرف مشاعرهم فهم لميحتملوا إذ قد فضح ريائهم بقداسته الحقيقية. والتفت حوله الجماهير وأحبوه فخافواعلى مراكزهم. الغضب الآتي= الدينونة.

الآيات(8،9): “فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة. ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لناإبراهيم أباً لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداًلإبراهيم.”

التوبةالتي بلا ثمر هي مظاهر ورياء. وكان اليهود يظنون أنهم يخلصون لمجرد انتسابهملإبراهيم. ولكن يوحنا هنا يشرح لهم أن الخلاص ليس ميراثاً من الأباء.

يقيممن هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم. ما هي هذه الحجارة؟

1-   يقالأن يوحنا المعمدان كان يتكلم وأمامه الحجارة التي وضعها يشوع في الأردن.

2- تشيرإلى (إش1:51،2) فهذا الصخر في إشعياء يشير لمستودع سارة المائت ولأن إبراهيم صارشيخاً غير قادر على الإنجاب ومع هذا كان لهما نسل ومنه اليهود. ويكون المعنى أنهكما أقام الله اليهود من مستودع ميت كالصخر، قادر هو أن يقيم له أولاداً آخرين.

3-   تشيرللأمم الذين صاروا حجارة بعبادتهم للأوثان الحجرية فشابهوها (مز8:115)

4-   تشيرلكل قلب تقسى وتحجر، والله يحركه بالتوبة فيصير ابناً لإبراهيم.

وأولادإبراهيم هم من يشابهونه في تقواه وإيمانه، ولكن هؤلاء الفريسيين والصدوقيين لايشبهون إبراهيم بل هم أولاد أفاعي بمعنى أولاد إبليس (يو44:8)

وكلمن تحجر قلبه فالله قادر أن يحوله مرة أخرى إلى قلب لحمي (حز26:36)

آية(10): “والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيدا تقطعوتلقى في النار.”

التشبيهمأخوذ من الحطاب الذي وضع فأسه بجانب الشجرة وذهب يخلع سترته استعداداً لقطعالشجرة. فهذا المثل يشير للغضب القادم. فالمسيح أتي ليبشر بيوم مقبول وسنة مقبولة.فإما أن يستجيب الإنسان أو تأتي عليه الدينونة وسيف القصاص، ويلعنه الله كما لعنشجرة التين إذا وجده بغير ثمار التوبة. والمسيح هو ذلك الحطاب الذي أتى بصليبهليموت عني. وأعطاني المعمودية، فيها أموت معه لهدم الإنسان العتيق فمن يرفض بعد كلهذا لن يكون أمامه سوى الدينونة. والمسيح هو الحطاب الذي هو مزمع الآن أن يأتيللدينونة.

آية(11): “أنا أعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني الذي لستأهلاً أن احمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.”

نرىهنا سر عظمة المعمدان وهو اتضاعه= لست أهلاً أن أحمل حذاءه= (هو قول يشيرلألوهية السيد المسيح فأي ملك أرضي يمكن أن يحل سيور حذاءه أي أحد. أو يحمل حذاءهأي أحد) هو يرى في نفسه أنه غير مستحق أن يعمل أحقر الأعمال التي يقوم بهاالعبيد.

سيعمدكمبالروح القدس ونار= وقارنهذه بقول المسيح “إن كان أحد لا يولد من الماء والروح (يو5:3). فالروح القدسهو روح الإحراق (إش4:4) وهو يجعل الماء نار إحراق فماذا يعني قوله الروح القدسونار= إلا أن ماء المعمودية هو النار الذي يلقي فيها المعمد لتحرق خطاياه وتميتالإنسان العتيق. ويقول القديس مار يعقوب السروجي “المعمودية هي الكور العظيمالممتلئ ناراً، فيها يسبك الناس ليصيروا غير أموات” هذا يعني أن المعمودية هيليست غسيل إنسان في ماء عادي، بل هي بعمل الروح القدس (روح الإحراق (إش4:4) تحرقالخطايا القديمة، وتلقي نار حب داخل القلب. وانظر لعمل الروح القدس في أرمياء”فكان في قلبي كنارٍ محرقة” (أر9:20) لذلك رأينا حلول الروح القدس علىالتلاميذ على هيئة ألسنة نارية فالمعمودية هي تحرق خطايانا بالنار وتغسلها بالماء.

آية(12): “الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن وأما التبنفيحرقه بنار لا تطفأ.”

هنانرى المسيح الديان. الرفش= يستخدم للتذرية [الرفش هو المذراة وهي ساق لهاأصابع خشبية ترفع بها الحبوب المختلطة بالتبن والقش فتسقط الحبوب سريعة لثقلها أماالقش والتبن فيطيران بعيداً. وبهذا تجمع الحبوب وحدها والتبن وحده وهذا يتم فيمكان متسع بجانب الحقل يسمى البيدر أو الجرن. وتوضع الحبوب في المخزن أما التبنوالقش فيحرقان. والرفش إشارة لكلمة الله التي ستدين غير المؤمنين وغير التائبين(يو48:12)] ويشير الرفش لسلطان المسيح. بيدره= أي كنيسته ويشير لنهايةالعالم. قمحه= المؤمنين الأبرار. المخزن= الكنيسة أو المجد فيالسماء. التبن= الأشرار. نار لا تطفأ أي الدينونة الأبدية في جهنم.فالمسيح يترك الآن القمح مع التبن والزوان ولكن هناك يوم يفصل فيه بين هذا وذاك.ولكن من الآن فالتذرية موجودة وهناك فاصل بين الذي يؤمن والذي لا يؤمن وبين الذييتوب والذي لا يتوب.

آية(13): “حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه.”

ليعتمدمنه= المسيحهنا يأخذ مكان الخاطئ، وهذا كان مقدمة للصليب، لذلك فالمعمودية هي موت مع المسيح.والكنيسة تهتم بالمعمودية لأنه حتى المسيح لم يبدأ خدمته إلا بعد أن اعتمد.

آية(14): “ولكن يوحنا منعه قائلاً أنا محتاج أن اعتمد منك وأنت تأتى إلى.”

منعرفه وهو في بطن أمه، من المؤكد أنه عرفه الآن.

 

آية(15): “فأجاب يسوع وقال له اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر حينئذسمح له.”

المسيحيكمل كل بر عني. هنا نرى منتهى الاتضاع أن يعتمد الله من أحد عبيده.

الآيات(16،17): “فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء وإذا السماوات قد انفتحت لهفرأى روح الله نازلا مثل حمامة وأتياً عليه. وصوت من السماوات قائلاً هذا هو ابنيالحبيب الذي به سررت.”

صعد= إذاً هو كان نازلاً فيالماء. لذلك فالمعمودية بالتغطيس وفي يوم عيد الغطاس، يوم عماد المسيح تحتفلالكنيسة أيضاً بعيد الظهور الإلهي، إذ ظهر هنا بوضوح الثلاثة الأقانيم. صوت الآبفي السماء والابن الإنسان في الماء والروح القدس في شكل حمامة. هنا نرى التمايز فيالثالوث، الواحد عن الآخر، ولكنهم هم الله الواحد.

والمسيححل عليه الروح القدس في شكل حمامة كاملة (حمامة رمز السلام والطهارة والوداعةوالبراءة والبساطة وهذه ثمار يعطيها الروح لمن يحل عليها). وهي كاملة رمز لحلولالروح القدس بالكامل على المسيح. أما التلاميذ فحل عليهم على قدر ما يحتملون،ألسنة نار منقسمة. والروح حل على التلاميذ علىشكل نار ليطهرهم، أما المسيح الذيبلا خطية لم يحتاج لشكل النار بل شكل الحمامة.

وحلولالروح القدس على المسيح كان لتكريسه وإعداد جسده ليكون ذبيحة. وصوت الآب من السماءتكرر يوم التجلي (مت5:17) وأيضاً في (يو28:12). انفتحت له= المسيح رأيالحمامة وغالباً رآها يوحنا المعمدان أيضاً (يو31:1-34) والسماء تنفتح الآن بعد أنكانت قد أغلقت أمام البشرية ومن أيام نوح فالحمامة رمز للسلام وزوال السخط وانتهاءزمن سلطان الخطية.

 

المسيحيكمل كل بر

1-   سلكبمعموديته من يوحنا طريق الاتضاع وهو كمال كل بر.

2-   هويسلك بحسب كل شريعة وناموس للعهد القديم حتى لا يتقول الناس عليه أنه رافض أو هادمللناموس، فيوحنا عندهم كنبي.

3- هويعلن أهمية المعمودية ويعلن قبوله لمهمته أي موته فالمعمودية هي موت مع المسيح،فالمسيح بمعموديته يعلن أنه يقبل هذا الموت، وأنه يطيع حتى الموت موت الصليب.المعمودية هي مثال لسر موته وقيامته

4- المسيحيؤسس سر المعمودية الذي به يكمل كل بر لآدم ونسله. فبموتنا مع المسيح وقيامتنا معالمسيح نتبرر. المسيح بالمعمودية أكمل كل بر للإنسان أي صار هناك وسيلة يتبرر بهاالإنسان الذي كان قد حُكِمَ عليه بالموت بسبب الخطية.

5-    

لماذاالمعمودية؟

1-   المسيحغير محتاج للمعمودية فهو بلا خطية.

2-   بهذايتيح الفرصة ليوحنا ليشهد عنه، وليظهر لإسرائيل.

3-   جعلالمعمودية مثالاً لسر موته وقيامته. هو بهذا أسس سر المعمودية. وبها يكمل كل بر.

4-   بعدالمعمودية حل عليه الروح القدس لحسابنا أي لتقديسنا.

5-   ظهرأثناء المعمودية سر الثالوث الأقدس.

·       المسيحلم يكن محتاجاً للمعمودية، لكن المعمودية هي التي كانت محتاجة للمسيح ليعطي الماءالقوة بالروح القدس ليعيد خلقتنا.

·    أما المعموديةبالنسبة للشعب اليهودي كانت للتوبة، ومن يتوب ويتنقى سيعرف المسيح حين يظهر”فطوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله”

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى