سفر اعمال الرسل

الإصحَاحُ الأَوَّلُ



الإصحَاحُ الأَوَّلُ]]>

الإصحَاحُالأَوَّلُ

 

ميلاد السيد المسيح

(I)  ميلاد المسيح الأزلي (يو1:1-18)

(II) ميلاد المسيح بالجسد (مت1-مت2)

                                      (لو1،لو2، لو23:3-38)

 

ميلادالمسيح

مقدمة:

هناكميلاد أزلي للمسيح من الآب وميلاد جسدي للمسيح في ملء الزمان. وبنوة المسيحالأزلية هي من الناحية الأقنومية. ولكن له بنوة أخرى من ناحية ناسوته وتجسده”ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعي”وبنوة المسيح الأقنومية قائمة بدون إنفصال. هي أزلية أبدية. أما بنوة المسيحالثانية فهي حادثة في الزمان عندما جاء ملء الزمان وأرسل الله ملاكه إلى مريمالعذراء مبشراً بالتجسد.

الولادةالأزلية للمسيح

يقولبعض الناس أن الله لا يمكن أن يتزوج لينجب ونحن نقول معهم حاشا أن يتزوج اللهوينجب. فحينما نقول أن الابن مولود من الآب لا نقصد أبداً أي مفهوم جسدي، بل هيبنوة وولادة روحية. يمكن تشبيهها بولادة شعاع النور من الشمس، أو ولادة الماء مننبع أو ولادة الفكر من العقل وهذا ما تقوله اللغة العربية.. فيقال أن هذا “منبنات أفكار فلان” أو أن فلان لم ينطق “ببنت شفة” فهل يتزوج العقلأو الشفة لينجبوا بنات؟! هذا ما يسمى ولادة إنتسابية، وكما نقول أن فلان ابن مصرفهل تزوجت مصر لتنجبه. هنا لا مجال للعلاقات الجسدية. ونلاحظ في هذه الولادة منالآب فروق عن الولادة بالجسد:

1-  الابن فيالبشرية متأخر في الزمان عن أبيه الذي أنجبه. ولكن هذا ليس للمسيح فنور الشمسموجود طالما كانت الشمس موجودة. وهكذا بالنسبة لابن الله.

2-  الولادة بالجسدتعني إنفصال الابن المولود عن كلا الأب والام وطالما هناك انفصال فهناك تعدد أماالمسيح الابن فهو لا ينفصل أبداً عن أبيه كما أن نور الشمس لا ينفصل عنها. هناالآب والابن واحد لذلك قال المسيح أنا في الآب والآب فيَّ (يو10:14) وقال”أنا والآب واحد” (يو30:10)

لماذايستخدم الكتاب لقب الابن للمسيح

1-  المسيح هو قوةالله وحكمة الله (1كو24:1) وهذه القوة والحكمة نابعة، خارجة كأنها مولودة من اللهباستمرار منذ الأزل وإلى الأبد. ولقب كلمة الله يشير لأنه لا إنفصال بين الآبوالابن فهو كلمة خارجة بدون إنفصال، وليس كالبنوة الجسدية إذ حينما يولد الابنالجسدي ينفصل عن أبويه. أما ابن الله فهو كلمة الله، هو في الآب، وخارج من الآب مندون إنفصال، وكيف ينفصل الله عن قوته أو عن حكمته.

2-  تعبير الابن هوأقرب التعابير في اللغة لبيان العلاقة الوثيقة بين الله غير المنظور وبين المسيحالذي هو صورة الله غير المنظور (كو15:1). والمسيح يقول من رآني فقد رأى الآب(يو9:14). تعبير الابن هو أقرب تصوير بشري لعلاقة لا يُعَبَّر عنها بالكلام البشريلشرح أن الآب والابن واحد في الجوهر وأن الابن له كل ما للآب. وأن الابن هو حكمةالله الخارجة من الله الآب لتخلق الكون وهو قوة الله الخارجة من الله الآب لتحفظوتدير الكون.

الإيمانالمسيحي بوحدانية الله

كماحددها قانون الإيمان “نؤمن بإله واحد” وحاشا أن نؤمن بثلاثة آلهة فهذايتعارض مع أبسط قواعد العقل والمنطق. والله لا شريك له في ألوهيته ولكننا نؤمن أنالله له ثلاثة أقانيم. وكلمة أقنوم هي كلمة سريانية لا مثيل لها في العربية وهيتشير لخواص الله الذاتية. كل أقنوم له عمله الخاص وكل منهم متميزاً عن غيرهتمييزاً واضحاً ولكن بلا تناقض ولا إنفصال. فكلٍ يعمل ليس بمعزل عن الأقنومينالآخرين بل بإتحاد كلي معاً. فالأقانيم متحدة دون أختلاط أو امتزاج ودون افتراق أوانقسام. وهذا يسمو على فكر البشر. وتعبير الآب والابن يظهر المحبة التي تربط بينالأقانيم. فالآب هو ينبوع المحبة (كلمة آب تعني مصدر وينبوع) فالله محبة. والابنيتلقى هذه المحبة فهو المحبوب (أف6:1) والروح القدس هو روح المحبة. ولقد ظهرتطبيعة هذه المحبة على الصليب. ووجود 3 أقانيم يحل مشكلة ليس لها حل..

فإنكان الله واحد بلا أقنومية، والله حين خلق البشر أحبهم، فهل صفة المحبة أدخلت علىالله بعد أن خلق البشر.. لو حدث هذا يكون الله متغير.. حاشا فصفة المحبة كانت فيالله قبل خلق البشر، داخل الأقانيم، ثم ظهرت تجاه البشر أولاً في خلقه البشر ثم فيالفداء على الصليب.

وإذاكان فهم حقيقة الثالوث صعب فلننظر في داخلنا كبشر فنحن مخلوقين على صورة الله. معالفارق الرهيب. فالله كائن حي عاقل. كائن بذاته. حي بروحه القدوس. عاقل ناطقبحكمته أي اقنومه الثاني (اللوغوس= الكلمة) والإنسان كائن حي عاقل. والفارق بينالإنسان المحدود والله غير المحدود أن الله بروحه حي ويحيي، وبعقله قادر أن يخلقكل شئ. أما الإنسان فهو حي بروحه ولا يستطيع أن يعطي حياة بل أن حياته انفصلت عنهبسبب الخطية وهو بعقله قادر أن يستوعب فقط ما يجعله قادراً على أن يعيش ويعرفالله.

ولذلكقيل “نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا” (تك26:1) فقوله على صورتنا فهذالأننا ثالوث في واحد (ذات وعقل وروح= كائن عاقل حي،وهذا يقال عن الله.وقوله كشبهنافهذا لأن الله:

ذات كائن ولكنه هو كائن بنفسه لايعتمد على آخر، ولم يخلقه آخر، ووجوده لازم لاستمرارية الكون، أما الإنسان فوجودهمعتمد على الله، الله أوجده ويحفظه. وهو موجود اليوم وغير موجود غداً. وعدم وجودهلن يؤثر في الكون. والله لذلك أزلي أبدي لكنه أشرك الإنسان في أبديته:

 

المسيحيعلن أنه ابن الله

(راجعلو49:2+ مر11:1 (هذا إعلان الآب عن ابنه)+ يو16:2+ يو43:5+ يو37:10+ يو2:14،3+مت63:26،64+ يو22:5،23+ يو40:6+ يو35:9-37)

 

الإصحَاحُ الأَوَّلُالكلمةاللوغوس

الإصحَاحُ الأَوَّلُيقصدبالكلمة العقل الإلهي المنفذ لمشيئة الله والمعبر عن مقاصد الله تعبيراً صادقاًكاملاً (عب3:11). ولقد كانت كلمة اللوغوس معروفة عند اليهود واليونانيين وتشيرللحكمة العاملة منذ الأزل لدى الله وأنها ترشد النفوس للحق وتحييها. وكما أننانعرف الإنسان من كلامه، هكذا عرفنا الله عن طريق كلمته اللوغوس. واللوغوس هو نطقالله العاقل أو عقل الله الناطق. واللوجوس كلمة يونانية متعددة المعاني مشتقة منفعل بمعنى ينطق، والمقصود به النطق العاقل ومنها أخذت الكلمة الإنجليزية LOGIC ومعناها المنطق وليس معناها النطقالعادي الذي هو PRONOUNCIATION بمعنىالتلفظ أو طريقة التلفظ. لذلك قيل عن الأقنوم الثاني عقل الله أو حكمة الله(1كو24:1) أو نطق الله أو معرفة الله وإذا فهمنا هذا فهل يصح أن يقال أن المسيحمخلوق فكيف خلق الله عقله، وهل يعقل أن الله كان لفترة من الوقت بدون عقل أو بدونحكمة. وبأي حكمة وبأي عقل خلق لنفسه عقلاً وحكمة. لذلك فعقل الله أو كلمته هو أزليكما أن الله أزلي. والله موجود بذاته وموجود بكلمته وعقله أي بأقنومه الثاني.وبعقل الله خلقت جميع المخلوقات. وبهذا نفهم أن ولادة الابن هي ولادة أزلية، ولادةطبيعية أي من طبعه كما أن من طبع النار أن يتولد منها حرارة كذلك من طبع الله أنتتولد منه قوة خالقة وحكمة أزلية. هي ولادة من جوهره فكل ما للآب هو للابن فهومساوٍ للآب في الجوهر أو هو من نفس الجوهر. وإن كان قد نُسِبَ للابن بعض نواحيالضعف البشري كالتعب والألم والجوع والعطش والموت فهذه أمور تدخل في موضوع التجسدولا علاقة لها بالطبيعة الإلهية إلا من حيث أتحاد اللاهوت بالجسد الذي يتألم.والابن سُمّى لوجوس بمعنى نطق الله، فما يظهر من حكمة الإنسان يظهر فيما ينطق به.والمسيح أظهر لنا كل ما للآب لذلك قال من رآني فقد رأى الآب (يو9:14). وواضح أنهلا إنفصال بين النطق وبين العقل.

 

الأقانيمفيها تمايز

فالآبليس هو الابن، والابن ليس هو الروح القدس.. وهكذا

كلاقنوم له شخصيته وعمله ولكن دون إنفصال “وفي الإنجليزية يترجم أقنوم PERSON ” ولكي نفهم التمايز بينالأقانيم مع الوحدة القائمة بينهم. فأنا أحيا بروحي وأشعر بحواسي وأعيش بجسدي وهذايتم بلا إنفصال بين الجسد والروح والحواس. ولكن العقل والروح والحواس والجسد كل لهعمل مستقل عن الآخر ولكن بدون إنفصال. فحينما توجد مشكلة أمامي كإنسان، أفكر فيحلها بعقلي وأحاول بيدي ولكن بدون روح فأنا ميت. وبنفس المفهوم فهناك تمايز فيالأقانيم لكنهم مرتبطين معاً في وحدة. وعلى الرغم من الصفات الإلهية المشتركةوالوحدة بين الأقانيم إلا أن هناك أعمالاً معينة تنسب للآب وأعمالاً تنسب للابنوأعمالاً تنسب للروح القدس.

 

الفرقبين بنوة المسيح لله وبنوتنا لله

كلالمؤمنون يعتبرون أولاد لله يو12:1+ غل26:3، 6:4،7+ 1يو29:2) ولكن ولادة المسيحوبنوته للآب هي من طبيعته الإلهية والأقنومية، أما بنوتنا لله فهي بالانتساب،وبالنعمة، وباستحقاقات صليب المسيح والشركة معه نحن العبيد البطالون أعطتنا النعمةمجاناً أن يطلق علينا أولاد الله إذا قبلنا الإيمان بالمسيح وعمل فينا الروح القدسلنصنع البر. نحن نصير أبناء باتحادنا بالمسيح الابن في المعمودية، حين نموت معهونقوم متحدين به (رو3:6-5)

 

إعلانالأناجيل عن ولادة المسيح

نظرالإنجيلي يوحنا الحبيب اللاهوتي إلى المسيح في أزليته وقبل تجسده. بينما أن متىولوقا تحدثا عن ولادته بالجسد، بينما أن مرقس بدأ بيوحنا المعمدان كسابق للمسيح.ويوحنا بدأ بأزلية السيد المسيح لأن هدف إنجيله أن نؤمن بأن المسيح هو ابن الله(يو31:20). بدأ يوحنا إنجيله وهو يرى المسيح ليس في طبيعة البشر بل في طبيعة الله،وليس منفرداً عن الله بل قائماً مع الله في صلة ذاتية كلية وأزلية. ليس إلهاًثانياً بل واحداً مع الله الآب. رأى المسيح وهو اللوغوس أي عقل الله الناطق ونطق اللهالعاقل. فهو الألف والياء، أليس هو كلمة الله أي كل الحروف وكل تشكيلات الأسماءوالكلمات والمعاني والأفعال والتعبيرات التي خرجت وتخرج عن الله لتعبر عن الله وعنمشيئته وتعلنه لنا نحن البشر.

هنايوحنا رأى الابن الكلمة قبل الزمن، وقبل كل خليقة ، فالزمن والخليقة هما منأفعاله، فهو الذي صنع كل شئ، الخليقة المنظورة وغير المنظورة.

والكنيسةتقرأ الآيات (يو1:1-18) كل صباح في إنجيل باكر لتقدس اليوم كله بهذا البدء الأزليوبنفس المفهوم تصلي الكنيسة هذه الآيات في صلاة مرور أسبوع على ميلاد طفل لتقدسحياته. هي إعلان أن الله هو بدايتي وحياتي فأحذر أن يكون لي حياة أخرى سواه فتكوننهايتي حزينة. وهذه الآيات (يو1:1-18) لخصها بولس الرسول بقوله “الله ظهر فيالجسد” (1تي16:3)

فبينماكان متى ولوقا مهتمين بإظهار تجسد المسيح وأنه ابن آدم وإبراهيم بالجسد أراد يوحناأن يظهر أن المسيح كان موجوداً قبل أن يتجسد من العذراء مريم، وأنه كان كائناً قبلأن يتجسد، كان كائناً مع الآب، مولوداً منه منذ الأزل. ويوحنا اللاهوتي عبَّر عنطبيعة المسيح الإلهية على قدر ما يمكن للغة الإنسانية أن تُعبِّر عن تلك الطبيعةالتي هي فوق إدراك البشر.

وسنبدأبولادة المسيح الأزلية (يو1:1-18) ثم يلي ذلك ولادة المسيح بالجسد من العذراء مريم(مت1:1-23:2+ لو1:1-38:3)

 

مقدمةعن معاني الأرقام في الكتاب المقدس

رقم (1)

رقم الوحدة والأولوية، وهو لا يمكن تقسيمه لذلك يشير لله الواحد ونحن نؤمن بإله واحد. ويشير للأقنوم الأول، الآب.

رقم (2)

يشير لأن هناك آخر وهذا الآخر قد يختلف أو يتفق مع الأول وهو يشير للإنقسام الذي دخل إلى العالم بالخطية. ولكنه يشير للتجسد فالمسيح الأقنوم الثاني بتجسده جعل الإثنين واحداً. (أف14:2-16).

رقم (3)

يشير لله مثلث الأقانيم ويشير للروح القدس الأقنوم الثالث ويشير للقيامة التي حدثت في اليوم الثالث.

رقم (4)

يشير للعالم بجهاته الأربعة

رقم (5)

يشير للمسئولية فنحن لنا 5 أصابع في اليد ومثلهم في القدم و5 حواس ويشير للنعمة فالمسيح أشبع 5000بخمس خبزات. فبجهادنا تنسكب فينا النعمة.

رقم (6)

يشير للإنسان الناقص الذي خُلِقَ في اليوم السادس (هذا عن كل البشر)

رقم (7)

يشير للكمال 7=4+3 أي الله (3) خلق الإنسان على صورته + (4) أي الإنسان المأخوذ من تراب الأرض= (7) أي الإنسان الكامل. وليس سوى المسيح إنسان كامل. لكن من يلتصق بالله يصير (6+1) أي إنسان كامل كمالاً نسبياً كأيوب (أي 1:1،8)

رقم (8)

هو الأول في مسلسل جديد أو أسبوع جديد لذلك يشير للأبدية.

رقم (10)

يشير للكمال التشريعي فهو رقم الوصايا العشر. ويشير لكمال البر والسعادة حين يلتصق الإنسان الكامل (7) بالله (3)

رقم (11)

يرمز للتعدي على وصايا الله وبره. فالخاطئ يطلب ما هو خارج حدود البر.

رقم (12)

يرمز لملكوت الله في العالم أي من هم لله (12سبط، 12تلميذ)

12 = 3 (الذين هم لله) × 4 (في العالم)

رقم (13)

يشير للعصيان والخطية. وتلاميذ المسيح كانوا 12 + متياس= 13 وبذلك يشير رقم 13 ليهوذا الذي خرج من وسط التلاميذ ليهلك.

رقم (14)

= 7×2 يشير للمسيح الإنسان الكامل الذي تجسد.

الإنسان الكامل = 7 الذي تجسد = 2

 

دراسةفي سلسلة أنساب السيد المسيح

هناكسلسلتان لنسب المسيح:

1-متى (مت1:1-17)

2-لوقا (لو23:3-38)

 

ونلاحظفيهما الآتي:

1. أنكرتبعض الهرطقات حقيقة التأنس، مدعية أن المسيح قد ظهر كخيال أو وهم إذ يكرهون الجسدويعادونه كعنصر ظلمة. فذكر الأنساب إنما هو تأكيد لحقيقة التجسد الإلهي. وقد أظهرتسلسلتا الأنساب في متى ولوقا أن المسيح اشترك في طبيعتنا حتى لا يقول أحد أنه ظهركخيال أو وهم.

2. متىكان يكتب لليهود فأراد أن يثبت لهم أن يسوع المسيح هو المسيا الذي ينتظرونه،المسيا الملك المنتظر، لهذا يفتتح سلسلته بقوله المسيح ابن داود ابن إبراهيم. فمتىترك كل الأسماء ليذكر داود وإبراهيم لأن الله وعدهما صراحة بالمسيح. إذ قاللإبراهيم “ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض” (تك18:22). ولداود “منثمرة بطنك أجعل على كرسيك” (مز11:132+ 2صم12:7+ إش1:11+ أر5:23).

أهميةذكر إبراهيم أنه بإبراهيم بدأت قصة الخلاص. فالله اختار إبراهيم ليأتي منه المسيح.وأهمية ذكر داود الملك أنه سيأتي منه المسيح ملك الملوك.

تأمل: المسيح سمح لنفسه أن يُدعىابن داود وهو عبد للمسيح لنصير نحن العبيد أبناء لله. أما لوقا فكتب للأمم لذلكوصل في أنسابه لآدم ابن الله الذي منه تفرع العالم كله يهوداً وأمم، فالمسيح ضمالبشرية كلها للبنوة لله.

3. سلسلةنازلة وسلسلة صاعدة:يلاحظ أن متى إنحدر بالأنساب إلى يوسف مبتدئاً بإبراهيم. أما لوقا فصعد بها من يوسفإلى آدم. ويشرح أغسطينوس هذا بقوله: إن متى الذي ينحدر بالأنساب يشير إلى الربيسوع المسيح الذي نزل ليحمل خطايانا، لذلك يقول أن فلان ولد فلاناً ليشير إلىتسلسل الخطية إلينا خلال الولادات البشرية. وقد جاء السيد المسيح الذي بلا خطيةليحمل خطايا الأجيال كلها. أما لوقا فقد صعد بالأنساب من المسيح إلى آدم، إذ تأتيالأنساب بعد المعمودية ليعلن عطية الرب خلال المعمودية، فهو يرفعنا ويردنا إلىحالتنا الأولى “آدم ابن الله” (لو37:3). متى يتحدث في سلسلة نسبه قبلأحداث العماد ليعلن أن كلمة الله المتجسد هذا وإن كان بلا خطية وحده لكنه جاء مننسل خاطئ ليحمل عنا الخطايا التي ورثناها أباً عن جد لهذا جاء الترتيب تنازلياًفهو يعلن المسيا حامل خطايانا، ولوقا الذي التزم بالترتيب التصاعدي يعلن تمتعنابالبنوة لله في المسيح. لذلك لاحظنا أن لوقا لم يذكر سلسلة أنسابه في أول إنجيلهبل بعد ذكر عماد الرب من يوحنا، لأن الرب أخذ خطايانا وحملها ليرفعها عنا ويكفرعنها بتقديس المعمودية وبذلك يرفعنا إلى البنوة لله.

4. نلاحظاختلاف النسب في القائمتين ومرجعه أن متى وهو يعلن عن السيد المسيح كحامل لخطايانايذكر النسب الطبيعي، حسب اللحم والدم، أي يذكر الأب الطبيعي حسب التناسل الجسديالذي به ورثنا الخطية “بالإثم حبل بي وبالخطايا ولدتني أمي..” (مز51)أما لوقا إذ يعلن عن بنوتنا لله في المسيح يسوع يذكر النسب الشرعي حيث يمكن لإنسانأن ينتسب لأب لم يولد منه جسدياً. وهذا يحدث بحسب الشريعة حين يموت إنسان بلاوَلَدْ فتتزوج إمراته وليها ويكون الولد الأول منسوباً للميت حسب الشريعة (راجعقصة راعوث). ولوقا يهتم بالتبني أو النسب الشرعي لأن الآب تبنانا بالمعمودية فيابنه فصرنا إخوة للمسيح وشركاء له في الميراث. وأيضاً من أمثلة التبني التي سنجدهافي سلسلة نسب لوقا أن يتبنى الجد أحفاده كما في حالة يعقوب الذي نسب أولاد يوسفالاثنين، افرايم ومنسى له.

5. جاءالنسب خاصاً بالقديس يوسف لا القديسة مريم، مع أن المسيح ليس من زرعه، ذلك أنالشريعة الموسوية تنسب الشخص للأب وليس للأم كسائر المجتمعات الأبوية التي تفعلنفس الشئ.

6. لميذكر النسب أسماء نساء عظيمات يفتخر بهن اليهود كسارة ورفقة وراحيل إنما ذكر ثامارالتي إرتدت ثياب زانية (تك38) وراحاب الكنعانية الزانية (يش1:2) وبثسبع التييلقبها “التي لأوريا” لخطيتها مع داود ليكشف أن طبيعتنا التي أخطأتوسقطت هي التي جاء المسيح لعلاجها، هذه التي مرضت جاء ليشفيها، وهذه التي سقطت جاءليقيمها. هو جاء من خاطئات وولد منهن لأنه جاء لأجل الخطاة ليمحو خطايا الجميع.

7. ذكرمعلمنا متى في النسب بعض النساء الأمميات مثل راعوث الموآبية وراحاب الكنعانية،ليعلن أنه جاء من أجل البشرية كلها ليخلص الأمم كما اليهود. وصارت راعوث رمزاًلكنيسة الأمم التي تركت بيت أبيها ووثنيته وعاداته الشريرة والتصقت بكنيسة اللهوقبلت العضوية فيها، وقد نفذت قول المزمور” إنسي شعبك وبيت أبيك لأن الملكاشتهى حسنك” (مز11:45،12).

8. منبين أسلاف المسيح أشخاص لهم إخوة، ويلاحظ أن السيد جاء بصفة عامة منحدراً لا منالأبناء البكر بل ممن هم ليسوا أبكاراً حسب الجسد مثل إبراهيم واسحق ويعقوب ويهوذاوداود.. لقد جاء السيد المسيح ليعلن أن البكورية لا تقوم على الولادة الجسديةوإنما على استحقاق الروح. لقد فقد آدم بكوريته بسبب الخطية، وجاء السيد المسيح آدمالأخير ليصير بكر البشرية كلها وفيه يصير المؤمنون أبكاراً (عب23:12).

9. ذكرمعلمنا متى في نسب السيد فارص دون زارح. ولقد أخرج زارح يده أولاً بكونه الابنالبكر لكنه لم يولد أولاً بل تقدمه فارص فإحتل مركزه. ونعم بالبكورية. هكذا ظهراليهود أولاً كبكر للبشرية لكنهم حرموا من البكورية وتمتع بها الأمم عوضاً عنهم.ففارص صار يمثل كنيسة الأمم التي صارت بكراً باتحادها بالمسيح البكر، وزارح صاريمثل اليهود الذين فقدوا البكورية برفضهم الاتحاد مع البكر.

10.   ذكر متى سبي بابل ولم يذكرعبوديتهم في مصر فنزولهم لمصر لم يكن لهم ذنب فيه ولكن سبيهم إلى بابل كان سببهخطاياهم وكان عقوبة لهم.

11.       متىيكرر كلمة ولد ليشير لتسلسل الخطايا إلى المولود. ولوقا يكرر كلمة ابن إشارةللبنوة التي اكتسبناها بالتجسد، بنوتنا لله.

12.       فيمايلي خريطة لسلسلة متى وسلسلة لوقا نرى فيها الأسماء المشتركة والتي بينها خلاف.

 

سلسلة متى

الأسماء المشتركة

سلسلة لوقا

 

 

الله

أدم

                    21 اسم

تارح

الإصحَاحُ الأَوَّلُ

إبراهيم

                   14 اسم

داود

 

سليمان

                   14 اسم

يكنيا

 

ناثان

                   20 اسم

نيري

 

شألتئيل

                   2 اسم

زربابل

 

أبيهود

                 10 أسماء

يعقوب

يوسف

يوسف ابن حقيقي ليعقوب

 

ريسا

                   19 اسم

هالي

يوسف

يوسف ابن منتسب لهالي

 

يسوع المسيح

 

مجموعة متى 41 اسم

 

مجموعة لوقا 77 اسم

 

13.       هالي ويعقوبويوسف

يوسف خطيب العذراء مريم هو ابن يعقوب بالجسد.وهالي هو أبو العذراء مريم أو جدها (حسب ما يذكر التلمود اليهودي وكتب اليهود).وحينما تزوج يوسف من العذراء نُسِبَ لهالي. وهالي إذا كان والد العذراء مريم وليسجدها فهو اسم ثانٍ لاسم يواقيم. ووالد العذراء مريم أنجب بنتاً ثانية هي سالومةزوجة زبدي وأم يوحنا الحبيب ويعقوب. ووالد العذراء مريم لم يكن له ابن لذلك دُعِىَيوسف خطيب مريم ابناً له. وقد حدث هذا (راجع نح63:7) فهقوص تسمى باسم حميه برزلايالجلعادي. وراعوث أصبحت بنتاً لنعمى. فيمكن أن ينسب الرجل لحميه. والبنت لحماتهاأو حميها.

وهناكرأي آخر يقول أن اليهود كانوا إذا تعذر عليهم معرفة الأب ينسبون الطفل لجده أبوأمه. ولذلك قال لوقا أنه على ما كان يظن ابن يوسف ابن هالي. ويوسف كان قريباًللعذراء مريم وكلاهما من سبط يهوذا ومن نسل داود الملك. وكانت عادة عند اليهود أنيزوجوا ويتزوجوا من الأقارب.

وبهذانرى أن سلسلة أنساب لوقا هي سلسلة أسلاف العذراء أم المسيح وسلسلة أنساب متى تضمنتنسب يوسف أبو المسيح بالتبني. وهذه وتلك لم تشير للعذراء فاليهود ما كانوا يدخلونالنساء في جداول نسبهم. وكانوا إذا انتهت العائلة بامرأة أدخلوا قرينها في النسبواعتبروه ابن والد قرينته.

ولاحظأغسطينوس أن لوقا يقول يوسف ابن هالي ولم يقل هالي ولد يوسف كما قال متى يعقوب ولديوسف. ورأي في هذا أن يوسف منسوب لهالي دون أن يكون بالضرورة أباه الحقيقي. فمتييهتم بالنبوة الطبيعية ولوقا يهتم بالبنوة الشرعية أو التبني. ولاحظ أن متى الذييهتم بأن يثبت أن المسيح ملك اليهود يسير وراء خط يعقوب الذي يصل للنسل الملكي عنطريق سليمان.

14.       سليمانوناثان

ناثان هو الأخ الأكبر لسليمان (1أي5:3) وكلاهماأولاد بثشبع. ولكن لأن متى مهتم بالخط الطبيعي، نجده يتتبع خط الولادة الجسديةلشألتئيل من يكنيا (أنظر نقطة 15) ويكنيا من نسل سليمان جسدياً، أما لوقا فيتتبعالنسل الشرعي لشألتئيل.

15.       شألتئيلوزربابل

شألتئيل هو الابن الحقيقي ليكنيا.”يكنيا ولد شألتئيل” (مت12:1) وفي (لو27:3) نجد شألتئيل بن نيري. وهذهالمشكلة لها نفس حل مشكلة يوسف ويعقوب وهالي. فشألتئيل غالباً تزوج من ابنة نيريفنسب له، ونيري هذا من ذرية ناثان.

وزربابلهو والياليهودية بعد العودة من سبي بابل. وزربابل هو الابن الحقيقي لشألتئيل حسب قول متى”وشألتئيل ولد زربابل” (12:1). ولكن في (1أي19:3) نجد زربابل ابناًلفدايا وهذه المشكلة لها حل من اثنين:

1) حسبشريعة اليهود إذا مات رجل دون أن يكون له ولد يتزوج أرملته ولي المرأة أي أقرب رجلللمتوفي سواء أخيه أو أقرب شخص. والمولود الأول ينسب للمتوفي، وفي بعض الأحيانينسب للولي لشهرته (كما حدث في قصة راعوث وبوعز). وهنا نفهم أن فدايا وشألتئيلأحدهما والد زربابل بحسب الجسد والآخر بحسب الشريعة.

2)    هناكحل آخر أن شألتئيل والد فدايا وفدايا والد زربابل وينسب زربابل أحياناً لفدايا وفيأحيان أخرى لشألتئيل.

16.       الأسماءالأربعة المحذوفة من سلسلة متى

1- أخزيا (2مل29:8)

2) يوآش (2مل2:11-20:12)

3-أمصيا (2مل8:14-20)

4)يهوياقيم (2مل36:23-6:24)

والثلاثةالأول جاءوا بعد يهوارم، بينه وبين عزيا، وهؤلاء ربما حذفوا من سلاسل النسب لأنهممن نسل إيزابل الشريرة وأخاب، وإيزابل هي بنت أثبعل ملك الصيدونيين (1مل31:16).وقد أبدى الله السخط الزائد على هذه الأسرة، لذلك أسقطتهم سلاسل النسب اليهودية،ومتى نقل عن السلاسل كما وجدها، فهو التزم بسلاسل النسب التي بين أيدي اليهود.

أمايهوياقيم فهو ملك شرير مزق كتاب أرمياء ولا يذكر اسمه في سلاسل النسب اليهودية إلانادراً (2أي8:36) والتلمود اليهودي يقر حذف أسماء الأشرار.

17.       ثلاثةمجموعات في سلسلة نسب متى

قسم متى سلسلة نسب المسيح إلى ثلاث مجموعات كلمنها 14 جيل وهي كالآتي:

المجموعة الأولى

المجموعة الثانية

المجموعة الثالثة

1-    إبراهيم

2-    اسحق

3-    يعقوب

4-    يهوذا

5-    فارص

6-    حصرون

7-    أرام

8-    عميناداب

9-    نحشون

10-      سلمون

11-      بوعز

12-      عوبيد

13-      يسي

14-      داود

سليمان

رحبعام

أبيا

أسا

يهوشافاط

يورام

عزيا

يوثام

أحاز

حزقيا

منسى

أمون

يوشيا

يكنيا

(يكنيا)

شألتئيل

زربابل

أبيهود

ألياقيم

عازور

صادوق

أخيم

اليود

اليعازر

متان

يعقوب

يوسف

يسوع المسيح

 

هم ثلاثة مجموعات ورقم (3) يشير للكمال الإلهي:

·  المجموعةالأولي: تبدأبإبراهيم الذي له الوعد بالأرض (تك15) وتنتهي نهاية سعيدة بتنفيذ هذا الوعد وقياممملكة داود. وداود له وعد هو أيضاً بالعرش. له ولأبنائه. هنا نرى قصد الله. فاللهدعا إبراهيم ليرث الأرض ويملكها وهذا تحقق في داود تماماً. كما خلق الله آدم ليرثويملك ويسود بسلطان.

·  المجموعةالثانية: تبدأبسليمان الذي أسس الهيكل ولكنه أدخل العبادة الوثنية، ومن ثم تسللت هذه العبادةلإسرائيل ولذلك انتهت هذه المجموعة بالسبي وخراب أورشليم والهيكل وسبى يكنيا. وهذهالمجموعة تظهر فشل الإنسان ممثلاً في سليمان، الذي أعطاه الله كل شئ. فسليمانأعطاه الله حكمة ومجد وغني وسلام (سفر الجامعة + 1مل) وما حصل عليه سليمان لم يحصلعليه أحد قط. وهكذا آدم خلقه الله في جنة.. وماذا كانت النتيجة، فشل آدم وفشلسليمان وخربت المملكة وسقطت بيد بابل (الذي يرمز للشيطان الذي استعبد الإنسان)(رو20:8) “الخليقة اسلمت للباطل.. من أجل الذي أخضعها على الرجاء” ولذلكنجد في نهاية المجموعة الثانية ملكاً في السبي. وهذا هو حال البشرية قبل المسيح.

·  المجموعةالثالثة: تبدأبعد السبي بيكنيا أيضاً الذي انتهت به المجموعة الثانية وتنتهي هذه المجموعةبميلاد المخلص. فيكنيا الملك نرى فيه الرجاء مجسداً، الذي أشار إليه بولس الرسولفي (رو20:8). فبعد أن ذهب يكنيا إلى السبي نجد أن أويل مردوخ ملك بابل رفع رأسيهوياكين ملك يهوذا من السجن وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه فيبابل. وغيَّر ثياب سجنه، وكان يأكل الخبز أمامه كل أيام حياته (2مل28:25،29). هذاهو الرجاء الذي تبدأ به المجموعة الثالثة، الرجاء للبشرية الخاضعة للعبودية. ولكنكيف يتحقق هذا الرجاء، هذا ما انتهت به المجموعة الثالثة أي ميلاد المخلص.

لذلك فالمجموعات الثلاث يشيروا لقصة معاملاتالله مع الإنسان. في المجموعة الأولى نرى قصد الله وتحقيقه وفي الثانية نرى فشلالإنسان وأنه سُلِّم للباطل على رجاء. وفي الثالثة نرى الرجاء يصبح حقيقة ويولدمخلص العالم.

18.       كل مجموعة14 جيل

قصدمعلمنا متى واضح أنه يريد أن تكون كل مجموعة 14 جيل ولذلك

i)             أسقط4 ملوك من المجموعة الثانية.

ii)           وضعيكنيا في آخر المجموعة الثانية وبداية المجموعة الثالثة.

ورقم14 = 7×2 فإذا فهمنا أن 7 تشير للإنسان الكامل ورقم 2 يشير للتجسد ففي رقم 14 إشارةللمسيح الإنسان الكامل المتجسد. وبهذا التجسد ستعتق البشرية من عبودية الفساد إلىحرية مجد أولاد الله (رو21:8). بعد أن كانت في خلاف مع الله وفي إنقسام (رقم2)فالمسيح جعل الاثنين واحداً.

19.   بدون تكرار يكنيا يصبح ترتيبالمسيح في مجموعته رقم 13 وهو رقم يشير للخطية والعصيان، ولكنه صار يشير للكفارة.وكما يقول بولس الرسول “لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن برالله فيه” (2كو21:5)

20.       تكرار اسميكنيا

انتهت المجموعة الأولى بسبي يكنيا، وبدأتالثالثة برفع يكنيا، والفارق بين المجموعتين هو سبي بابل رمز لسقوط الإنسان تحتعبودية إبليس بسبب الخطية. ولكننا نرى يكنيا حين رُفِعَ، تم رفعه في بابل الوثنيةوهذا يعني أن الخلاص سيتم هنا ونحن على الأرض. وكان تكرار اسم يكنيا فيه إشارةلسقوط الإنسان وسقوط دولة اليهود ثم قيام الكنيسة التي تضم الأمم واليهود ثانياً.وتكرار اسم يكنيا مرتين لأنه يرمز إلى المسيح الذي انتقل من اليهود إلى الأمم.والمسيح هو حجر الزاوية (مز22:118) الذي يربط الحائطين معاً. وحجر الزاوية الذيرفضه البناءون هو إشارة للمسيح الذي رفضه اليهود. وحجر الزاوية لابد وأن يحصىمرتين مرة مع هذا الحائط. ومرة أخرى مع الحائط المربوط معه بحجر الزاوية.

 

21.       سلسلة نسبالقديس متى

متى ذكر 41 اسم مبتدئاً من إبراهيم حتى المسيح.وبإضافة 21 اسم ذكرهم لوقا ولم يذكرهم متى وهم ما قبل إبراهيم. وبإضافة الأربعةالأسماء الناقصة يصير عدد أسماء قائمة متى (41+21+4= 66اسماً.

66=6×11  6 (رقم الإنسان غير الكامل) ، 11 (رقم الخطية)

ومجموعةمتى تنازلية، فنرى أن هذا الرقم هو سبب تنازل المسيح وتجسده ألا وهو نقص طبيعتناوتمردنا وفشلنا. هذا ما جعل المسيح يصير خطية لأجلنا. ولقد لاحق رقم 6 المسيح فهوصلب في اليوم السادس والساعة السادسة، بل البشارة به كانت في الشهر السادسلأليصابات (لو26:1). ونلاحظ أن رقم 6 هو مع المجموعة التنازلية.

ونلاحظأن أسماء متى وحدها كانت 41 شاملة اسم المسيح، وبدون المسيح يصير عدد الأسماء 40ورقم 40 يشير لفترة أو مهلة تعطى لنا إما يعقبها غفران وبركة أو يعقبها رفض ولعنة.الغفران والبركة لمن يقدم توبة واللعنة لمن لا يجاهد ويتوب. ولذلك رأينا المهلةالمعطاة لنينوى 40 يوم ولكنهم تابوا فغفر لهم الله، وبنى إسرائيل تاهوا 40سنة فيالبرية ثم دخلوا أرض الميعاد إذاً في هذا إشارة لفترة غربتنا على الأرض التييعقبها إما خلاص أو هلاك والمسيح وموسى وإيليا صاموا 40 يوماً. ولكن نلاحظ أنالرقم هو 41 وليس40. فنحن مهما جاهدنا بدون المسيح فلا فائدة.

22.   نبوة دانيال إصحاح 9 تلخصالمجموعة الثالثة لمتى فكان دانيال مصلياً ومنتظراً إتمام فترة السبي (الـ70 سنة)التي تنبأ عنها أرمياء. وإذ به يسمع من الله أن هناك ما هو أهم بعد 70 أسبوع سنينأي 490سنة، وذلك أن المسيح سيولد حتى يخلص العالم من سبيه لإبليس، وهذا أهم مننهاية سبي بابل.

23.       ملاحظاتعلى سلاسل الأنساب

i)     كاناليهود يحفظون جداول الأنساب ويهتمون بها جداً وبغاية الاعتناء والتدقيق، فهمأولاً ينتظرون المسيح الذي قد يأتي من أي منهم، ولكنهم كانوا يعلمون أنه من نسلداود. وثانياً فهم يستوطنون في أراضي إسرائيل بحسب أسباطهم. وقد حفظت التوراةنفسها هذه السلاسل حتى الأسر البابلي ومنها نستدل على نسب المسيح. أما اليهودفاستمروا بعد السبي مهتمين بهذه الأنساب هذا ما يسجله يوسيفوس المؤرخ اليهودي الذييقول حافظ اليهود على سلاسل الأنساب الخاصة بهم وبعائلاتهم حتى بعد أن تشتتوا.وهذه السلاسل لها استخدام أيضاً في المواريث. ولكن هذه الأنساب فقدت بعد خرابأورشليم سنة 70م.

ii)     بالرغم من وجودخلافات ظاهرية بين سلسلتي نسب متى ولوقا فإن اليهود أنفسهم لم يشككوا فيهم، فيالقرن الأول، ولو كان هناك أي شبهة شك لهاجمها اليهود. ولكنهم لم يفعلوا فهميعلمون صحتها.

24.   يثير البعض مشكلة حول قول متى”ويوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبي بابل” ويقولون أن يوشيا كان قبل سبيبابل، وأنه مات قبل سبي بابل الرابع وخراب أورشليم بحوالي 20سنة. والرد على هذابسبيط فيوشيا بموته بدأت مملكة يهوذا في الإنهيار السريع دينياً وسياسياً. فموتيوشيا أتى بالنفوذ المصري على يهوذا، وانتهى هذا بالسبي الأول لبابل بعد موت يوشيابثلاث سنوات. وكانت هذه الفترة فترة سوداء في تاريخ المملكة. ومتى يقصد أن نهايةمملكة يهوذا قد بدأت بموت يوشيا.

25.   يثير البعض أيضاً مشكلة حولأبيهود ابن زربابل ففي (1أي19:3) نجد أن لزربابل خمسة أبناء ليس بينهم اسم أبيهود.وحل هذا الإشكال سهل فمن المعروف أن اليهود كانوا يستعملون اسمين مثل عيسو/ أدوم=يعقوب/ إسرائيل- بطرس/ سمعان- برثولماوس/ نثنائيل- بولس/ شاول. ورواية متى منقولةمن السجلات ولم يعترض اليهود عليها.

26.       سلسةمتى وسلسلة لوقا مختلفتين لكن كلاهما أشار لأن المسيح هو ابن إبراهيم وابن داودوهذا هو المطلوب.

 

27.       أرقم سلسلةنسب لوقا

سلسلةاسماء لوقا تشمل 77 اسماً وأحد طرفيها الله والآخر هو المسيح. فهو الأول والآخر

77=7×11

رقم 7يشير للإنسان الكامل من ناحيتين

i)             7= 3 + 4 ، 3 تشير للروح المخلوقة على صورة الله.

                     ، 4 يشير للجسد المأخوذ من تراب الأرض.

     ويشير للمسيح، الإنسان الكامل، الله (3 مثلث الأقانيم) أخذ جسداً (4)

ii)           7= 6 + 1 ، 6 تشير للإنسان الناقص.

                     ، 1 تشير لله فالإنسان لا يكمل إلا باتحاده مع الله.

    وبهذا أيضاً يشير للمسيح بلاهوته المتحد بناسوته.

   ورقم 11 يشير للخطية والتعدي على وصايا الله

وضربالرقمين يمثل خطايا الخليقة كلها والتي غفرت بموت المسيح وشفاعته الكفاريةوبالمعمودية والتوبة اللتان لهما قوتهما من دم المسيح الإنسان الكامل (7) ولذلكفمجموعة لوقا تصاعدية، متصاعدة إلى الله، وبالمعمودية يصطلح الله مع شعبه عندماتغسل خطاياهم. لذلك فمجموعة لوقا أتت بعد قصة معمودية المسيح. ولاحظ أن رقم (7)موجود مع المجموعة التصاعدية. فعمل المسيح الفدائي يكمل الإنسان ليحمله لحضن الآب،لهذا فطرفي مجموعة لوقا هما المسيح رأس الكنيسة والآب الذي يحمل الابن كنيسته إلىحضنه.

 

آية(18): “أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا: لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف،قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس.”

لماكان من المستحيل أن نصعد نحن إلى الله، نزل هو إلينا ليرفعنا إلى علوه. ولما كانليخلصنا يجب أن يموت أخذ جسداً قابلاً للموت ليموت به عنا.

والمسيحولد من عذراء بواسطة الروح القدس الذي هيأ أحشاءها وقدسها ليحل الكلمة فيها، فهو ليسمن زرع بشر. وأهمية خطبة العذراء ليوسف:

1-   يوسفمن نسل داود فحين ينسب له المسيح يكون ابن داود (والعذراء أيضاً نسل داود)

2-   حتىلا تُرجم العذراء كزانية إذ توجد حبلى دون زواج طبقاً للشريعة.

3-   لكيتجد العذراء من يعينها خاصة أثناء رحلة هروبها إلى مصر.

ملحوظات: المسيح وُلِدَ رجلاًووُلِدَ من امرأة فهو لا يحتقر جنس البشر بل يكره الخطية.

الخطبةعند اليهود:-تشبه (كتب الكتاب عند الإخوة المسلمين). لذلك يقول الكتاب عن يوسف أنه رجلها وعنالعذراء أنها امرأته (آيات 19،20). وهي ليست كالخطبة عند المسيحيين أو المسلمين،بل هي بمثابة زواج، ويجب أن تمر فترة زمنية حتى يسكنا معاً ويعرفا بعضهما. وهذا هوالوضع الذي حملت فيه العذراء بالمسيح. فإن حملت المخطوبة عند اليهود لا يعتبر هذازنا بل مخالفة اجتماعية بسيطة. ولأن المخطوبة عند اليهود تعامل كالمتزوجة فعقوبةزنا المخطوبة مع غير خطيبها هو الرجم (تث23:22،24).

تأملات: [1] المسيح ولد من عذراء،فهو لا يوجد في أحشاء إلا أحشاء عذراوية لا تعرف خطية وترفض أن تقترن بشهوات هذاالعالم. [2] عجيب هو صمت العذراء التي كتمت سرها حتى عن رجلها يوسف، فهذا درس لنافي البعد عن المجد الباطل وفي إنكار الذات.

قبلأن يجتمعا وجدت حبلى (حيثأن المسيح لم يكن زرع بشر فهو لم يحمل الخطية الأصلية (مز5:51+ رو12:5) وبهذا يمكنأن يموت لا عن نفسه بل عن البشرية فهو بلا خطية وغير وارث للخطية الأصلية)= بدأتمن القرن الرابع إساءة فهم هذه الآية وقيل أن تفسيرها هو أن يوسف اجتمع مع العذراءبعد الولادة، والهدف إنكار دوام بتولية السيدة العذراء. والرد بسيط كما قال القديسجيروم “لو قال إنسان أنني قبل الغذاء أبحرت إلى إفريقيا فهل لابد أن يرجعلشواطئ أوروبا للغذاء. والمقصود من الآية ببساطة أن العذراء وجدت حبلى بدون زرعبشر.

آية(19): “فيوسف رجلها إذ كان باراً، ولم يشأ أن يشهرها ،أراد تخليتهاسراً.”

ظهرتعلامات الحمل على العذراء فكان أمام يوسف أحد اختيارين:

1)    أنيحاكمها أمام الشيوخ فترجم حسب الشريعة.

2) يطلقهاأمام شهود بدون علة حتى لا يشهرها (تث1:24) وهذا ما أنتواه يوسف. وهو كان يجب عليهأن يتخذ أي قرار من الاثنين، فالساكت على الخطية كأنه قد اشترك فيها. وهو فضلاستخدام الرحمة عن العدل.

آية(20): “ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور. إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلمقائلاً: “يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك. لأن الذي حبل بهفيها هو من الروح القدس”.”

لميكن من الممكن أن يصدق إنسان قصة الميلاد العذراوي إن لم يكن بظهور ملائكي مثلهذا. وهنا نرى درس في التسليم من العذراء فهي ألقت رجاءها على لله فأظهر برهاكالشمس. متفكر= فلنتروى قبل أن نحكم على أحد. يا يوسف ابن داود= هذاتذكير بأن داود هو أبو المسيح بالجسد، أو أو أن المولود هو المسيا ابن داودالمنتظر. أن تأخذ= أي تحفظها في بيتك فهو كان ناوياً أن يخرجها.

آية(21): “فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم.”

يسوع=هذا هوالنطق اليوناني لاسم يشوع أو يهوشع أي الرب يخلص. يخلص شعبه (شعبه= أي كلمن يقبله سواء يهود أو أمم) من خطاياهم= هو يستطيع أن يخلص القلب من محبةالخطية وسلطان الخطية وقوتها، وهو يخلصنا من عقوبة الخطية ويصالحنا مع الله الآب،وان عشنا في حضرة الله الآب تهرب الخطية. واليهود فهموا الخلاص بطريقة خطأ، فهمفهموا أن الخلاص يكون من الرومان أو من أي مصائب وقتية، ومازال البعض حتى الآنيفهمونها هكذا. وكان هذا هو الفهم الخاطئ لتلميذي عمواس (لو21:24).

آية(22): “وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل.”

لكييتم ما قيل= أيأن المسيح جاء وتجسد في ملء الزمان، ولكن كان هذا في خطة الله الأزلية وسبق وكشفهعلى لسان النبي.

آية(23): “”هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، ويدعون اسمه عمانوئيل” الذيتفسيره: الله معنا.”

هذهأول نبوة من سلسلة نبوات أتى بها متى البشير ليثبت أن في المسيح تتحقق النبواتوأنه هو المسيا المنتظر. عمانوئيل= من الاسمين معاً عمانوئيل ويسوع نفهم أنالمسيح هو الرب متجسداً.

آية(25): “ولم يعرفها حتى ولدت أبنها البكر. ودعا اسمه يسوع.”

لميعرفها حتى= منيريد إنكار دوام بتولية العذراء يستخدم هذه الآية ويقول أن حتى تشير أنه عرفها بعدأن ولدت المسيح. والرد على هذا بسيط

1)    (1كو25:15)”لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه” فهل بعد أنيضع أعداؤه تحت قدميه سيتوقف ملكه.

2)    (2صم23:6)”ولم يكن لميكال ولد إلى يوم موتها” فهل ولدت بعد موتها.

3)    (مز2:123)”عيوننا نحو الرب إلهنا حتى يتراءف علينا” فهل تطلع النبي إلى الله حتىينال الرأفة وعندئذ يحول عينيه عنه إلى الأرض.

مماسبق نفهم ان قوله حتى لا يفيد تغير الوضع بعدها.

أبنهاالبكر= يفهمونمن هذا أيضاً أن العذراء انجبت أخوة للمسيح من بطنها. والرد على ذلك بسيط. فالبكرهو كل فاتح رحم (عدد15:18). حتى لو لم يكن له إخوة والدليل أنه كان على شعب اللهأن يقدم كل بكر لله دون أن ينتظر ولادة إخوة له. والمسيح صار بكراً بين إخوةكثيرين (رو29:8) والعذراء استمرت بكراً (خر1:44،2).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى