سفر اعمال الرسل

الإصحاح العاشر



الإصحاح العاشر]]>الإصحاح العاشر

 

(مت 1:10-4 + مر13:3-19 + لو 12:6-16):-

(مت1:10-4):-

ثمدعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرضوكل ضعف. وأما أسماء الاثني عشر رسولا فهي هذه الأول سمعان الذي يقال له بطرسواندراوس أخوه يعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه. فيلبس وبرثولماوس توما ومتى العشاريعقوب بن حلفى ولباوس الملقب تداوس. سمعان القانوي ويهوذا الاسخريوطي الذي أسلمه.

(مر13:3-19):-

مقالات ذات صلة

ثمصعد إلى الجبل ودعا الذين أرادهم فذهبوا إليه. وأقام اثني عشر ليكونوا معهوليرسلهم ليكرزوا. ويكون لهم سلطان على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين. وجعل لسمعاناسم بطرس. ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخا يعقوب وجعل لهما اسم بوانرجس أي ابني الرعد.واندراوس وفيلبس وبرثولماوس ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وتداوس وسمعان القانوي.ويهوذا الاسخريوطي الذي أسلمه ثم أتوا إلى بيت.

(لو 12:6-16):-

وفيتلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله. ولما كان النهاردعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضا رسلا. سمعان الذي سماه أيضابطرس واندراوس أخاه يعقوب ويوحنا فيلبس وبرثولماوس. متى وتوما يعقوب بن حلفىوسمعان الذي يدعى الغيور. يهوذا أخا يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الذي صار مسلما أيضا.

لقدأمر الرب أن يطلبوا من رب الحصاد ليرسل فعلة إلى حصاده وهاهو قد إستجاب، وإختارالتلاميذ الإثنى عشر وأرسلهم للخدمة.ولا أحد يأخذ هذه الوظيفة لنفسه بل المدعو منالله (عب 4:5). ونلاحظ من إنجيل لوقا أن السيد إختار تلاميذه بعد أن قضى الليل كلهفى الصلاة. وهكذا تصلى الكنيسة قبل إختيار راعيها.

وليسمصادفة أن يكون عدد التلاميذ 12، مغدر أسباط الشعب فى العهد القديم 12، فكأنالمسيح يُعِّدْ شعباً جديداً برئاسة جديدة،ففى المسيح يصير كل شىء جديداً. كانالمسيح يعمل بهم وفيهم ليعد شعباً وكنيسة جديدة. ورقم 12 يشير لمملكة الله علىالأرض.

12= 3 ( الثالوث الأقدس) × 4 (العالم) = المؤمنون بالله مثلث الآخرين فى كل العالم.

ولذلككان أسباط العهد القديم أيضاً 12 فهم شعب الله فى هذا العالم وبهذا المعنى حينماهلك يهوذا وصاروا أحد عشر فقط إختاروا متياس ليكمل عددهم إلى 12. وصار اسم الإثنىعشر يستعمل للدلالة عنهم.

ثمدعا= هذايدل كما رأينا سابقاً أن السيد سبق وتحاور معهم وإختارهم وأقنعهم، وإقتنعوا به،فلما دعاهم تبعوه فى الحال. راجع (مت 18:4-21). وأعطاهم سلطاناً على أرواحنجسة= سلطان روحى وقوة روحية لهدم مملكة الشر.

والسيدإختار الإثنى عشر ليتتلمذوا على يديه، يعيشوا معه ويسمعوه ويرافقوه فيعرفوا فكره،وينقلوه لمن هم بعدهم وهذا ما نسميه الفكر الرسولى، هذا هو التقليد الكنسى. هوإستلام الفكر بطريقة عملية وتسليمه من جيل إلى جيل. ولقد إختار السيد تلاميذه منوسط الناس البسطاء ليؤكد أن فضل قوتهم هو لله وليس منهم. لقد وهبهم السيدإمكانياته ليعملوا لا بإسمهم بل بإسمه ولحساب مملكته بكونه العامل فيهم. ونسمع فىمرقس ولوقا أن المسيح صعد إلى الجبل ليصلى قبل إختيار تلاميذه، والجبل بعلوه يشيرللسماويات، وكأن صلاته تشير لأنه سماوى يسمو فوق الأرضيات بغناها وأمجادها، كأنهبإرتفاعه على الجبل يبعد عن الأرضيات. وواضح من لو 13:6 أنه كان هناك عدد كبيريتبع المسيح ولقد إختار منهم المسيح 12 فقط.

ونلاحظأن السيد قد إختار من ضمن التلاميذ يهوذا الذى خانه. لذلك على كل خادم أو راعى أنيحذر لئلا يسقط ” من هو قائم ليحذر لئلا يسقط ” ونلاحظ ان الكنيسةيستحيل أن تصل لدرجة الكمال على الأرض وسيبقى الزوان مع الحنطة. ونلاحظ فى هذاأيضاً أن سيامة كاهن لن تصلح إنحرافه لو كان هناك إنحراف. ونقول أن يهوذا غالباًكان فى حالة جيدة وقت أن إختاره المسيح ولكن لمحبته للمادة هلك.

أماما هى نوعية صلاة المسيح فهذا لن نستطيع أن نقول عنه إلا أنها راحة الروح معالروح، هى راحة إبن مع أبيه، هى صلة المحبة بالمحبة والنور بالنور.

متــى

مــرقس

لــوقــا

بطرس وأندراوس

يعقوب ويوحنا

فيلبس وبرثولماوس

توما ومتى العشار

يعقوب بن حلفى (لباوس، تداوس)

سمعان القانوى

يهوذا الإسخريوطى

ج

بطرس

يعقوب ويوحنا

أندراوس وفيلبس وبرثولماوس

متى وتوما

يعقوب بن حلفى وتداوس

سمعان القانوى

يهوذا الإسخريوطى

 

بطرس وأندراوس

يعقوب ويوحنا

فيلبس وبرثولماوس

متى وتوما

يعقوب بن حلفى وسمعان الغيور

يهوذا أخا يعقوب

يهوذا الإسخريوطى

 

بمقارنهأسماء التلاميذ فى الأناجيل الثلاثة نلاحظ الآتى:

1.  الأولدائماً هو سمعان بطرس لأنه دُعى أولاً وهو أكبرهم سناً وكان يتكلم نيابة عنهم،وليس لرئاسته. ومتى ولوقا وضعا إسم أندراوس أخوه معه لكن مرقس وضع إسم أندراوس فىترتيبه بحسب أهميته.

2.  يعقوبويوحنا هما إبنا زبدى والمسيح أسماهم بوانرجس، وهو إسم يدل على غيرتهما وحماسهمالو 54:9 هذه الغيرة تحولت لحماس فى الكرازة.

3.     برثولماوسهو نثنائيل يو 45:1.

4.     متىتواضعاً يقول عن نفسه متى العشار ولم يقل متى الإنجيلى.

5.     لباوسهو تداوس وهو نفسه يهوذا أخا يعقوب.

6.  سمعانالقانوى هو سمعان الغيور. قانوى تعريب للكلمة العبرية قانا وتعنى الغيور.والغيورين هم حزب وطنى قاوم هيرودس وهم جماعة من اليهود متعصبون لقوميتهم إلى أبعدحد، ويطالبون بالتحرر من نير الحكم الرومانى مهما كلفهم هذا من ثمن. يرفضون قيامأى ملك غير الله نفسه، مستعدون أن يقوموا بأعمال تخريبية لأجل تحرير وطنهم منالرومان.

7.     يهوذاالإسخريوطى. وكلمة إسخريوطى تشير لعدة إحتمالات

‌أ)       من سكان مدينة قريوت يش 2:15 وهذا هو أشهرتفسير.

‌ب)     الشخص الذى يحمل كيس الدراهم وهو بالأراميةسيكار يوتا.

‌ج)      الشخص الذى شنقَ من العبرانية أسكار وقد تعنىقاتل أو ذَبَّاحْ.

8.       هم خليط من الشخصيات فمنهم العشار وهذا باعنفسه للرومان لأجل الربح. وعلى النقيض منهم الغيور الوطنى المتحمس لدرجة الشراسةومنهم المقدام مثل بطرس. ويوحنا المملوء حباً وعاطفة وتوما الشكاك وكلهم جمعهم المسيحليقدسهم ويغير طبيعتهم فيصيروا نوراً للعالم. إختارهم المسيح من الناس العاديينالخطاة ليترفقوا بإخوتهم.وظهر تغيير الطبيعة مثلاً فى يوحنا الذى كان مملوءاً غيرةوحماساً، يطلب نزول نار من السماء لتحرق رافضى المسيح، إلى يوحنا المملوء حباًعجيباً للمسيح، هى غيرة وحماس ولكن من نوع آخر.

9.      المسيح غير أسماء البعض مثل سمعان جعله بطرس،وبطرس معناها صخرة لكونه أول من أعلن الإيمان بالمسيح أنه إبن الله، وعلى هذاالإيمان تبنى الكنيسة، فلا كنيسة إن لم يكن المسيح هو إبن الله. وهو غير الأسماءبسلطان فهو يهوة الذى غير إسم إبرام لإبراهيم……

10.       بطرس بالأرامية تعنى كيفاس أو صفا بمعنى صخرة1كو 22:3.

11.       بوانرجس (يعقوب ويوحنا إبنا زبدى) هذا الإسميعنى إبنا الرعد.

12.       أسماء فيلبس وأندراوس أسماء يونانية.

 

آيات(5-8):-

هؤلاءالاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريينلا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. وفيما انتم ذاهبوناكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السماوات.اشفوا مرضى طهروا برصا أقيموا موتىاخرجوا شياطين مجانا أخذتم مجانا أعطوا.

إلىطريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا…. إذهبوا إلى خراف بيت إسرائيل= كان فىالجليل مدن يونانية تعيش معزولة عن اليهود وكان اليهود والسامريين فى بغضة شديدةلبعضهم البعض. فاليونانيون بوثنيتهم والسامرة بكراهيتها للتلاميذ اليهود،والتلاميذ بمحبتهم الناقصة (قبل حلول الروح القدس) لن يمكن للتلاميذ أن يشهدواللمسيح وسط هذه المقاومة والإهانات والكراهية خصوصاً كما قلنا وهم لم يحل عليهمالروح بعد. وحلول الروح القدس عليهم سيعطيهم المحبة والإحتمال والصبر، والكلمةالمناسبة. ولكن أرسلهم السيد أولاً إلى اليهود، حتى لا يكون لليهود عذر فى رفضهمللمسيح. ولكن بعد صلب اليهود للمسيح ورفضهم بعد ذلك لتلاميذه وبعد حلول الروحالقدس على التلاميذ أرسلهم الرب للأمم وللسامريين ” إذهبوا وتلمذوا جميعالأمم وعمدوهم مت 19:28 وراجع أع 8:1

قدإقترب ملكوت السموات= هى نفس ما قاله المعمدان مت 2:3 وقاله السيدالرب بنفسه مت 17:4. فالسيد قد جاء ليؤسس ملكوته الروحى وهذا يتأسس فى القلوبالتائبة. فالقلب التائب يستطيع أن يملك الرب يسوع عليه، ولكن القلب غير التائبوالمعاند لن يمكنه ذلك. لذلك كانت رسالة المعمدان ثم رسالة رب المجد نفسه هى توبوامت 2:3 + 17:4

إشفوامرضى.. إخرجوا شياطين = المسيح يعطى لتلاميذه إمكانيات جبارة للخدمة،تسندهم وتفتح الطريق أمامهم. وبهذا يعلنوا محبة الله للبشر التى تريد لهم الشفاءوالحياة، وتريد لهم الحرية من سلطان الشيطان ليملك الرب بنفسه عليهم. ونلاحظ أنهفى بداية معرفة المسيح يكون الشفاء الجسدى هو علامة عند المبتدئ لمحبة المسيح لهُ،ومع نضج المؤمن يسمح له الله ببعض الأمراض ليَكمُل (بولس الرسول مثال).

مجاناًأخذتم مجاناً اعطوا= حتى لا يصبح جمع الأموال هدفاً لهم فيهتموابالأغنياء ويتركوا الفقراء. وحتى لا يظنوا أنهم بقوتهم يفعلون هذا. ثم طالبهمالسيد فى الآية القادمة بأن لا يقتنوا ذهباً ولا فضة. ولكن نلاحظ أنه قبل أن يطلبهذا أعطاهم هذه الإمكانيات الجبارة فالسيد لم يحرمهم من تلك الزمنيات إلاّ بعد أنأعطاهم الكثير. ولاحظ أن هذه الإرسالية كانت كتدريب فى وجود المعلم.

 

(مت9:10-15 + مر 7:6-13 + لو 1:9-6):-

(مت9:10-15):-

لاتقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم. ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذيةولا عصا لان الفاعل مستحق طعامه. وآية مدينة أو قرية دخلتموها فافحصوا من فيهامستحق وأقيموا هناك حتى تخرجوا. وحين تدخلون البيت سلموا عليه. فان كان البيتمستحقا فليأت سلامكم عليه ولكن أن لم يكن مستحقا فليرجع سلامكم إليكم. ومن لايقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت أو من تلك المدينة وانفضواغبار أرجلكم. الحق أقول لكم ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالامما لتلك المدينة.

(مر7:6-13):-

ودعاالاثني عشر وأبتدأ يرسلهم اثنين اثنين وأعطاهم سلطانا على الأرواح النجسة. وأوصاهمأن لا يحملوا شيئا للطريق غير عصا فقط لا مزودا ولا خبزا ولا نحاسا في المنطقة. بليكونوا مشدودين بنعال ولا يلبسوا ثوبين. وقال لهم حيثما دخلتم بيتا فأقيموا فيهحتى تخرجوا من هناك. وكل من لا يقبلكم ولا يسمع لكم فاخرجوا من هناك وانفضواالتراب الذي تحت أرجلكم شهادة عليهم الحق أقول لكم ستكون لأرض سدوم وعمورة يومالدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة.فخرجوا وصاروا يكرزون أن يتوبوا.واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم.

(لو1:9-6):-

ودعاتلاميذه الاثني عشر وأعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء أمراض. وأرسلهمليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضى.وقال لهم لا تحملوا شيئا للطريق لا عصا ولامزودا ولا خبزا ولا فضة ولا يكون للواحد ثوبان. وأي بيت دخلتموه فهناك أقيموا ومنهناك اخرجوا. وكل من لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة وانفضوا الغبار أيضاً عنأرجلكم شهادة عليهم. فلما خرجوا كانوا يجتازون في كل قرية يبشرون ويشفون في كلموضع.

لاتقتنوا ذهباً ولا فضة = المقصود عدم الإهتمام بالإقتناء أو أن يحملوا همالغد، فالله سيرسل لهم ما يكفيهم. الله يريد منهم الإتكال الكامل عليه وأن لايجدوا فى المال ضماناً للغد، وأن يهتموا فقط بالكرازة. عموماً فمحبة المال أصل لكلالشرور. وكانوا يأكلون فى بيوت تلاميذهم وكان هذا لتزداد المحبة بينهم وبينتلاميذهم. نحاساً= أى النقود فالنقود كانت من الذهب والفضة والنحاس فى مناطقكم= هى ثنية فى رداء المنطقة تستعمل كما نستعمل الجيوب الآن ولا مزوداً = كيسصغير يضعون فيه الطعام أثناء سفرهم.

ولاأحذية = ويقولفى مرقس بل يكونوا مشدودين بنعال = لا يعقل أن السيد يطلب منهم السير حفاةالأقدام، لذلك فليكونوا مشدودين بنعال، ولكن لا يحملوا هماً بزيادة، فيحملوا معهمأحذية لئلا ينقطع الحذاء الذى يلبسونه. حتى الحذاء عليهم أن لا يفكروا فيه، فهوسيدبر لهم كل شئ، بل ألم يكن حذاء مار مرقس المقطوع بداية الكرازة فى مصر. ولاثوبين.. ولا يلبسوا ثوبين (مرقص)= نفس المعنى أن لا يحملوا هم إنقطاع ثوب فيلبسواثوبين، عليهم أن يذكروا أن ثياب بنى إسرائيل ونعالهم لم تبلى مدة 40 سنة (تث5:29-6)، فلا يحملوا شيئاً مضاعفاً. ولكن لاحظ قوله مشدودين بنعال أى أنهم علىإستعداد مستمر للحركة. وكلمة مشدودين فلأن الصنادل المستخدمة كلن لها سيور يلفونهاحول الساق، ويلزم حلها أولاً قبل خلعها، هذه التى إعتبر المعمدان نفسه غير أهللحلها. ولا عصا (متى).. غير عصا فقط (مرقس).. لا عصا (لوقا)العصا تستخدم فى السير ليستند عليها السائر، إذ أن الطرق غير ممهدة وهم يسيرون فىجبال ووديان، وتستعمل العصا فى الدفاع ضد الحيوانات. ويبدو من مقارنة الثلاثةأناجيل أن هناك خلاف بسيط فى موضوع العصا ففى متى ولوقا لا يُسمح بحمل عصا وفىمرقس يُسمح بهذا. وطبعاً علينا ألاّ نكون حرفيين وأن نفهم روح الوصية، والمقصود أنمن يحتاج لعصا فليأخذها ليستند عليها، ولكن لنفهم أن المهم هو الشعور الداخلىبالإتكال على السيد المسيح فى كل شئ، لا يخاف الكارز من حيوان يهاجمه (خر 7:11)ولا من جوع أو عوز، فالله يدبر كل شئ. فلا نفهم عدم حمل العصا حرفياً، أن المسيحيمنع ذلك لكن المسيح يطلب أن نلقى كل همنا عليه وهو يعولنا. عموماً العصا تشيرللحماية من عدو. ومعنى وجود نص يقول أحمل عصا ونص يقول لا تحمل عصا فهذا إشارةلإنه أن وجدت حماية إستعملوها (كما حدث مع نحميا “نح 9:2”) وإن لم توجدفلا تحملوا هماً فأنا أحميكم (عز 21:8-23) فعزرا لم يطلب حماية ثقة فى إلهه لكننحميا إذ عرض عليه الملك جيشاً ليحميه لم يرفض.

وأيةمدينة دخلتموها فإفحصوا من فيها مستحق= أى من هو مستحق أنتقيموا عنده، ويكون بيته كنيسة تصلى فيها الصلوات والقداسات.وأقيموا هناك حتىتخرجوا (متى). حيثما دخلتم بيتاً فأقيموا فيه حتى تخرجوا إذاً همسيبحثون عن بيت سمعته طيبة ليقيموا فيه ولا يتنقلون من بيت إلى بيت حتى لا تتحولخدمة الكلمة إلى خدمة المجاملات، وإنما يركزن كل فكرهم وجهدهم فى العمل الكرازىوحده. وحتى لا تحدث منافسات بين البيوت فى إكرامهم فينسون الخدمة.

حينتدخلون البيت سلموا عليه = السلام هى عادة يهودية، بل هى عادة فى كلالعالم. ولكن المقصود هنا هو منح البركة لهذا المكان. وإن كان أهل البيت مستحقينلهذه البركة ستكون لهم، وإن لم يكونوا مستحقين ترجع هذه البركة وهذا السلام لكم= فليرجعسلامكم إليكم انفضوا غبار أرجلكم= بمعنى أنهم خرجوا من عندهم لا يريدون أدنىشئ منهم. وكان اليهود يعتقدون أن أرض إسرائيل مقدسة، لدرجة أنهم إذا كانوا يأتونمن مملكة وثنية يقفون عند حدود بلادهم من الخارج وينفضون أو يمسحون الغبار علىأرجلهم، حتى لا تتنجس أرضهم بالغبار الذى من أرض وثنية. وهنا مثل حى لأولئك اليهودالذين يرفضون رسالة الإنجيل، فهم لا يعتبرون مقدسين بل يصلون إلى مستوى الوثنيينوعبدة الأصنام (نح 13:5 + أع 51:13).

سلمواعليه = بهذاتبدأ كنيستنا صلواتها، بأن يطلب الكاهن البركة والسلام للشعب بقوله ” إيرينىباسى أى السلام لجميعكم ” وهذا ليس مثل السلام العادى بين الأشخاص العاديينوإلاّ ما معنى قول السيد يرجع سلامكم إليكم، إذاً هو بركة تمنح من الله. سدوموعمورة= تكون حالتهم أكثر إحتمالاً من هؤلاء الرافضين إذ أن سدوم وعمورة لمترى المعجزات التى رآها هؤلاء. هنا نرى أن العذاب درجات. والمجد أيضاً درجات” فنجم يمتاز عن نجم ” (1كو 41:15).

 

(مر7:6):-

ودعاالاثني عشر وأبتدأ يرسلهم اثنين اثنين وأعطاهم سلطانا على الأرواح النجسة.

أرسلهمإثنين إثنين= جا 9:4-12 فواحد منهما يشجع الأخر ويعزيه إن هو ضعف. وهكذاذهب برنابا مع بولس ثم سيلا مع بولس. أو أحدهما يعظ والآخر يصلى.

(مر12:6،13):-

فخرجواوصاروا يكرزون أن يتوبوا. واخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم.

هنانرى التلاميذ يخرجون فى هذه المهمة التدريبيه فى وجود السيد بالجسد على الأرض،ويمارسوا عمل الكرازة. ونراهم يمارسون سر مسحة المرضى = دهنوا بزيت مرضى كثيرينفشفوهم. وهكذا تتمم الكنيسة هذا السر كما تسلمته من الرسل، وكما إستلمه الرسلمن السيد المسيح، وكما أمر معلمنا يعقوب يع 14:5،15. ونلاحظ أن يهوذا كان من ضمنالتلاميذ، إذاً فهو قد علم ودهن بالزيت فشفى مرضى وأخرج شياطين، ولكن هلك إذ لميقدر قيمة ما أخذ، فإنطبق عليه قول السيد المسيح إنى لم أعرفكم قط مت 22:7،23

 

(مت16:10-42):-

هاأنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام. ولكن إحذروا منالناس لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم. وتساقون أمام ولاة وملوكمن اجلي شهادة لهم وللأمم. فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكمتعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لان لستم انتم المتكلمين بل روح أبيكم الذييتكلم فيكم. وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت والأب ولده ويقوم الأولاد على والديهمويقتلونهم. وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذايخلص. ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى فأني الحق أقول لكم لاتكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان. ليس التلميذ افضل من المعلم ولا العبدافضل من سيده. يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه والعبد كسيده أن كانوا قد لقبوا ربالبيت بعلزبول فكم بالحري أهل بيته. فلا تخافوهم لان ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفيلن يعرف. الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور والذي تسمعونه في الأذن نادوابه على السطوح. ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوهابل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم. أليس عصفورانيباعان بفلس وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم. وأما انتم فحتى شعوررؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة. فكل من يعترف بي قدامالناس اعترف أنا أيضا به قدام أبى الذي في السماوات. ولكن من ينكرني قدام الناسأنكره أنا أيضا قدام أبى الذي في السماوات. لا تظنوا أنى جئت لالقي سلاما علىالأرض ما جئت لالقي سلاما بل سيفا. فاني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضدأمها والكنه ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته. من احب أبا أو أما اكثر مني فلايستحقني ومن احب ابنا أو ابنة اكثر مني فلا يستحقني. من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلايستحقني. من وجد حياته يضيعها ومن أضاع حياته من اجلي يجدها. من يقبلكم يقبلني ومنيقبلني يقبل الذي أرسلني. من يقبل نبيا باسم نبي فاجر نبي يأخذ ومن يقبل بارا باسمبار فاجر بار يأخذ. ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحقأقول لكم انه لا يضيع اجره.

السيدأرسل تلاميذه، وها هو يخبرهم مقدماً بالآلام التى ستواجههم فرسالة التلاميذ هى نشرالسلام، ولكن العالم الشرير سيواجههم بشره. والسيد يسبق ويخبرهم حتى إذا ما رأواتحقيق ذلك لا يفزعوا ولا يفاجئوا، بل يطمئنوا ويزداد إيمانهم، فمن يعرف المستقبلهو قادر أن يحميهم يو 29:14 + يو 1:16-4

كغنمفى وسط ذئاب= والعجيب أن هؤلاء الغنم حولوا الذئاب إلى غنم، ألم يتحولشاول الطرسوسى إلى غنم رو 36:8 بعد أن كان ذئباً فى 6:3. وربما يتسائل البعض لماذالم يجعلنا الله أسوداً وسط الذئاب؟

1.  حتىنعتمد عليه وحده كأسد خارج من سبط يهوذا رؤ5:5. الله يعمل مع الغنم الوديع المتشبهبه، فهو حمل الله. أماّ من يعتمد على قوة ذراعه، فهذا لا يُسَّر به الله مز 1:147.ويتركه ولا يدافع عنه. وكل من ينتقم لنفسه لا يرضى الله، وبهذا يصير الغنم ومعهمالمسيح أقوى من الذئاب.

2.  تصوَّرأن الرُسُلْ كانوا أسوداً فماذ كان يحدث ؛ سيهرب منهم الناس ولا يسمعون لهم، ولكنالناس إذ رأوا ضعفهم ورأوا قوة الله تعمل فيهم وتحميهم آمنوا بالله، فالغنم فقط هىالقادرة أن تكرز. لأنى حينما أن ضعيف فحينئذ أنا قوى 2كو 9:12،10

3.  اللهلا يعمل بنا إلاّ لو كنا ضعفاء حتى لا نفسد خطته، لذلك لم يرسلنا كأسود وسطالعالم، فالقوة لن تكون سبباً فى نمو الكرازة، إنما الوداعة، وعمل المسيح بنعمتهفينا. مثال:- ريشة الفنان عليها أن لا تختار الألوان، بل تترك هذا الفنان،أما لو تدخلت الريشة لتختار الألوان لخرجت لوحة فاسدة. والقوى إذا رأى ذئباًسيقتله غير عارف أن الله بحكمته وصبره سيحوله إلى غنم بعد قليل، فالله حوَّلالإمبراطورية الرومانية كلها للمسيحية بعد أن كانت إمبراطورية متوحشة. حكماءكالحيات وبسطاء كالحمام= الحمام لا يحمل حقداً نحو أحد حتى لو ذبحوا أفراخهاأمام عينها، ولا تلقى فخاخاً لأحد. والحمام يحيا فى جماعة محتفظين بالمحبة(الكنيسة يجب أن تكون هكذا) يبتهجون معاً فى وحدة. وحمامة نوح عادت لفلك نوح بينماأن الغراب عاش على الجيف. وهكذا المؤمن لا يرتاح سوى فى الكنيسة تاركاً نجاسةالعالم. الحمامة بغصن الزيتون فى فمها صارت رمزاً للسلام والبساطة والمحبة ولكنليس معنى البساطة أن لا نكون حكماء. فيلتزم الإنسان المسيحى بحكمته حتى لا يصنع لهأحدا فخاً، لا يعطى لأحد مجالاً أن يلقى له الفخاخ أو يخدعه. ولكن لماذا تشبيهالحكيم بالثعبان؟

1)     الحيةتختبئ فى الصخر والمؤمن يحتمى فى المسيح.

2)     الحيةمطاردة من الجميع وهكذا المؤمنين (راجع بقية الإصحاح)

3)  الثعبانيدخل من ثقب صغير لينسلخ عنه جلده العتيق فيخرج إلى حياة جديدة، والمؤمن يدخل منالباب الضيق ليخلع الإنسان العتيق ويلبس الجديد كو 9:3،10

4)     الحيةمعروف عنها الحذر الشديد من الخطر. هكذا المؤمن فليحذر ولتكن عينه مفتوحة حتى لا يقعفى عثرة.

5)     عندمايُقْتَلْ، يترك كل جسمه للضرب ولكنه يحفظ رأسه ويخبئها، ففيها حياته. وكيف نحتفظبرؤوسنا.

        (أ)الرأس هو الإيمان بالمسيح، فلنتمسك بالايمان ولو خسرنا كل شئ. فالمسيح هو رأسالكنيسة (أف 23:5). إذاً هو رأسنا.

        (ب)الرأس هو مكان الأفكار، والأفكار هى أداة إبليس لتحريك شهوات الجسم، فمن الرأستأتى أفكار الشهوة والحسد والتذمر وتعظم المعيشة والحقد والإنتقام. وعلى المؤمنإذا هاجمته هذه الأفكار أن يصرخ للرب يسوع لينزع عنه هذه الأفكار فيحمى حياته.

إذاًفلنحافظ على أنفسنا بحكمة الحيات ولكن بوداعة الحمام وكسب ود الآخرين ومحبتهمليستمعوا لتعاليم الملكوت وتفقد الذئاب وحشيتها.

 

آية(17):-

ولكناحذروا من الناس لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم.

ولكنإحذروا من الناس= حاولوا أن تحافظوا على أنفسكم بحكمة الحيات ووداعة الحمام،ولكن لتعلموا أن هذه هى طبيعة العالم الذى أرسلكم وسطه. فلا تستغربوا من إضطهادهلهم.

 

آية(18):-

وتساقونأمام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم وللأمم

شهادةلكم وللأمم = قبولكم للألم وإحتمالكم سيكون شهادة لى أمام هؤلاء الملوكوأمام الأمم.

 

آيات(19،20):-

فمتىأسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به.لان لستم انتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم.

آياتفيها تشجيع فالله سيعطيهم بالروح القدس الذى فيهم أن تفيض منهم الحكمة وقوة الحجةلإذاعة بشرى الخلاص (أر 4:1-9). فى تلك الساعة = لا تستغرب يا أخى إن كنتتخاف الآن أن يأتى عصر إضطهاد، لأنك لا تشعر فى داخلك أنك قوى بما فيه الكفاية حتىتحتمل. ولا تستغرب إن لم تشعر بقوة حجتك الآن. لأن الله يَعِد أن يعطى القوةوالحكمة فى الساعة التى نحتاج فيها وليس الآن.

 

آيات(21،22):-

وسيسلمالأخ أخاه إلى الموت والأب ولده ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم. وتكونونمبغضين من الجميع من اجل اسمي ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص.

المقاومةلا تقف عند حدود، بل سيقف ضد المؤمن حتى أهل بيته وأقاربه. ولكن السيد إذ يخبرنابما سيحدث يطلب منا الصبر بروح الثقة فى إلهنا ومسيحنا وبروح الرجاء فى الأبدية.والصبر المطلوب من المؤمن ليس هو الصبر فى مواجهة الإضطهاد فقط بل الصبر فى إحتمالأى ألم يسمح به الرب، والصبر على تنفيذ وصايا المسيح حتى آخر يوم فى حياتنا.

 

آية(23):-

ومتىطردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى فاني الحق أقول لكم لا تكملون مدنإسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان.

متىطردوكم فإهربوا = هنا السيد يضع مبداً هاماً، فإذا ثارت العاصفة وكان هناكفرصة أن نهدئ منها، بأن نبتعد فلنبتعد، ولا نعطى فرصة للمضايقين أن يزدادوا غضباًوثورة، لا داعى أن يلقى أحد نفسه وسط المخاطر التى قد لا يحتملها جسده الضعيف،ولكن إن وقعنا فى أيديهم وطلبوا منا أن ننكر إيماننا، هنا لزم الإستشهاد. وهربالكارزين من مدينة إلى مدينة سيكون فيه فرصة لإنتشار الإيمان وهذا ما حدث فى بدايةالمسيحية، إذ حينما أثار اليهود الإضطهاد ضد الكنيسة هرب المسيحيون إلى كل مكانفإنتشرت الكرازة.

لاتكملون مدن إسرائيل حتى يأتى إبن الإنسان = فهم عليهم حين يثورواضدهم أن يهربوا إلى مدينة أخرى يكرزوا فيها، ثم يقابلهم إضطهاد آخر فيهربوا إلىمدينة أخرى ليكرزوا فيها. وحينما يكملون كل مدن إسرائيل يأتى إبن الإنسان، فمامعنى هذا؟ هناك معنيين :-

1-حين ينتهى إيمان المختارين من اليهود يأتى إبن الإنسان ليدين الأمة اليهودية علىكل ما إقترفته حتى الصليب، وستخرب أورشليم والهيكل بعد أن يخرج منها الذين آمنوا،وهذا ما حدث سنة 70م فلقد أحرق تيطس أورشليم وقتل أكثر من مليون وصلب 120000وأحرقهم وهدم الهيكل تماماً. وكان هذا بعد أن تشتت المسيحيين فى كل مكان. بل فىخلال حصار أورشليم هرب منها كل المسيحيين ولم يبق منهم ولا واحد، فلم يُؤذى مسيحىواحد خلال هذا الحصار.

2-حتى الآن هناك يهود سيؤمنون ونحن نعلم أن دخول البقية للإيمان هو علامة على نهايةالأيام ومجئ المسيح فى مجيئه الثانى. فقول السيد لا تكملون مدن إسرائيل = قد يشيرلكمال دخول البقية من اليهود للمسيحية فى نهاية الأيام. (رو 25:11-32، 15)

 

آيات(24،25):-

ليسالتلميذ افضل من المعلم ولا العبد افضل من سيده. يكفي التلميذ أن يكون كمعلمهوالعبد كسيده أن كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول فكم بالحري أهل بيته.

هناالمسيح يقدم نفسه كقدوة فى إحتمال الألم. وبهذا تصير أسلحة المؤمن التى يقدمها لهالله لإحتمال الألم.

1-الروح القدس الذى يتكلم فيه ويمنحه القوة.

2-الصبر والرجاء إلى المنتهى وهذا يعطيه لنا الروح فالله لم يعطنا روح الفشل.

3-المسيح كقدوة فى إحتماله الألم.

4-المسالمة بقدر إمكاننا مع من يضطهدوننا حتى لا نثيرهم.

ولاحظأن السيد المسيح لم يَعِدْ أن يمنع الألم عمن يتبعه، ولكن وَعْدْ المسيح كان بأنيملأ القلب سلاماً من الداخل، فالألم الخارجى ينتصر عليه السلام الداخلى والعزاء الداخلىوالفرح الداخلى. وهذه هى النصرة على الألم فى المسيحية. والمسيح هنا يضع نفسهكمثال، فإن كان قد تألَّم وهو رب المجد أفلا نقبل الألم، بل قيل عنه أنه تَكَمَّلَبالألم (عب 10:2). أفلا نقبل الألم لنكون كاملين. فما يسمح به الله هو لأجل أننتكمل.

بعلزبول=بعلزبوبهو إله العقرونيين (فهو طارد للذباب) (والعقرونيين فى فلسطين) واليهود أسموهبعلزبول تحقيراً لناً.

 

آيات(26،27):-

فلاتخافوهم لان ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف. الذي أقوله لكم في الظلمة قولوهفي النور والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح.

ليسمكتوم لن يُستعلن = هو قول مشهور يستعمله الرب هنا لبيان إنتشارالكرازة، والتى هى حتى الآن غامضة لكنها ستتوضح. فحتى وقت ما كان السيد يقول هذاالكلام، كانت فكرة الفداء والصليب غير معلومة لكنها كانت مكتومة. وأيضاً الأمجادالمعدة للكنيسة كانت مكتومة فى هذا الوقت، بل مازالت حتى الآن كلغز. الذى أقولهلكم فى الظلمة قولوه فى النور = ما يعلمه الآن لهم سراً عليهم أن يذيعوه، أمامعلمى اليهود فكانوا يهمسون فى أذان تلاميذهم، ما كانوا يرفضون أن يعلنوه للجميع.والمسيح لم يكن له تعاليم سرية تخص بعضاً من الناس وتكون سراً على العامة. ولكنالمسيح كان يعلم التلاميذ ويرفع من مستواهم، ويعلن لهم بعضاً من أسراره التى كانتأعلى من مستوى العامة، فالمسيح يعطى تعاليمه بالتدريج حتى يقبلها السامع. وهو هنايقول لتلاميذه، كل ما قلته إعلنوه وإجعلوه فى النور.الأذن= ما قاله المسيحلتلاميذه فقط فى جلسات خاصة السطوح= ليسمع الجميع.

 

آية(28):-

ولاتخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري منالذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.

لاتخافوا فحياتكم ليست فى يدهم بل فى يد الله الذى فى يده سلطان ليس فقط على أجسادهمبل على نفوسهم. فمن ينكر المسيح لأنه خائف من العذاب سينقذ جسده لأيام ولكن سيكونقد خسر نفسه أبدياً. وما أجمل أن نشعر أننا فى يد الله الرحيم، وأنه لا سلطان لأحدعلينا ما لم يكن الله قد أعطاه هذا السلطان (يو 11:19).

 

آيات(29-33):-

أليسعصفوران يباعان بفلس وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون أبيكم. وأما انتم فحتىشعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة. فكل من يعترف بيقدام الناس اعترف أنا أيضا به قدام أبى الذي في السماوات, ولكن من ينكرني قدامالناس أنكره أنا أيضا قدام أبى الذي في السماوات.

إضطرالسيد الرب أن يلجأ لهذه المقارنة ليثبت إهتمامه بنا فلا نخاف من أى إضطهاد. فاللهإستمر يخلق الأرض آلاف الملايين من السنين ليجعلها جنة حتى يخلق الإنسان ويمتعهبها، ولم يكن هذا لأجل العصافير. لكن السيد إضطر لهذا لأن الإنسان دائم الشك فى محبةالله، بل أن هذه هى لعبة إبليس دائماً أن يشكك الإنسان فى محبة الله مع كل تجربة.بل أن إهتمام الله بالإنسان يصل إلى درجة معرفته بعدد شعور رؤوسنا ولكن الخائفينغير المؤمنين الذين ينكرون المسيح مع كل هذه المحبة فلا نصيب لهم فى أمجاد السماء.هذا معنى أن المسيح ينكرهم = ما عادوا أعضاء فى جسده، وما عادوا يشملهم المسيحبرحمته ويكفر عنهم بدمه.

 

(لو1:12-12):-

وفيأثناء ذلك إذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضا أبتدأ يقول لتلاميذه أولاتحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء. فليس مكتوم لن يستعلن ولا خفيلن يعرف. لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور وما كلمتم به الأذن فيالمخادع ينادى به على السطوح. ولكن أقول لكم يا أحبائي لا تخافوا من الذين يقتلونالجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر. بل أريكم ممن تخافون خافوا من الذي بعدمايقتل له سلطان أن يلقي في جهنم نعم أقول لكم من هذا خافوا. أليست خمسة عصافير تباعبفلسين وواحد منها ليس منسيا أمام الله. بل شعور رؤوسكم أيضا جميعها محصاة فلاتخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة. وأقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف بهابن الإنسان قدام ملائكة الله. ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله. وكلمن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له.ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بماتقولون. لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه.

فىلو 15:11 نجد الفريسيين يتهمون المسيح أنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين(قارن مع مت 22:12-24). وفى لو 53:11،54 نجد الفريسيين يراقبونه طالبين أن يصطادواشيئاً من فمه ليشكوا عليه وذلك لحنقهم عليه، فهم يريدون أن يحجبوا الناس عنه فلاتنهار شعبيتهم ويفقدون كرامتهم وسلطانهم. لكن واضح أن تصرفهم جاء بنتيجة عكسية،فلقد جاءت ربوات (عشرات ألوف) الشعب ليسمعوا السيد الرب. وبهذا يكونرياء الفريسيين قد فشل ومشورتهم فى الظلام قد انفضحت وظهر ريائهم فى النور.

فليسمكتوم لن يستعلن = الآن بحسب ترتيب إنجيل لوقا صار لهذه الآيةمفهوم آخر. فلقد سبق وفهمنا أنها تشير لإنتشار الكرازة، وهذا قد حدث الآن ورأيناعشرات الألوف مجتمعين حول المسيح. لكنها أيضاً صارت تشير لإفتضاح الظلمة. فكل شرالشيطان فضحه الرب (كو 15:2). وكل مؤامرات الفريسيين فى الظلمة صارت فى النورمكشوفة وبهذا لم يهتم الشعب بكلام الفريسيين، لكنهم إجتمعوا حول المسيح. ولنعلم أنثوب الرياء لا يستر صاحبه طويلاً، بل سيتمزق وينكشف ما تحته من نجاسة وضلال.

كلما قلتموه فى الظلمة يُسمع فى النور وما كلمتم به الأذن فى المخادع = هذه تختلفعمّا سبق فى متى، ففى متى سمعنا “الذى تسمعونه فى الأذن نادوا به علىالسطوح.. الذى أقوله فى الظلمة قولوه فى النور”. وكان كلام السيد فى متى يشيرلضرورة أن يكرز التلاميذ بكل ما سمعوه من السيد أمّا هنا فالسيد يقصد أن يقوللتلاميذه.. تحاشوا الرياء.. لتكن حياتكم طاهرة نقية وبلا شر. لتكن حياتكم متفقة معتعاليمكم وإلاّ ما تخفونه من شر سيظهر أمام الناس. ما ترتكبونه من شر فى الظلمةسيظهر فى النور. وتعنى الآية أيضاً.. لا يكن لكم تعاليم سرية تخفونها عن الناس،وتعاليم خفية تخشون إستعلانها للناس، فهذا ضعف وجبن من الخادم. والسيد نفسه كانيعلم فى الهيكل كل يوم علناً (يو 20:18،21) وبالنظر لمفهوم القديسين متى ولوقامعاً نفهم واجب الخادم والكارز أنه يعلم بكل ما سمعه من المسيح وأن تكون حياتهنقية متفقة مع ما يعلم به، وأن لا تكون له تعاليم سرية فهذه ليست من المسيح بل منعنده فهو غير قادر أن يعلنها. ولا يكونوا كالفريسيين الذين يضمرون شيئاً ويتكلمونبشئ أخر.

تحرزوامن خمير الفريسيين= طبعاً المقصود هو رياء الفريسيين، أو كمن يخفىعلاقته بالمسيح خوفاً من الناس. والخمير فى بدايته يكون كمية صغيرة بالنسبةللعجين، كما أن الشر فى بدايته يكون صغيراً إذا ما قورن بالحق. ولكن من شان كلاهما(الخمير والشر) سرعة الإنتشار. وكما تخمر الخميرة العجين، هكذا يفسد الشر عقيدةالإنسان، وكلاهما يعمل فى الخفاء. ورياء الفريسيين هو زيادة إهتمامهم بالناموسوطقوسه فى الخارج، لكن أعمالهم رديئة فى الخفية وهذه التصرفات تفسد الكنيسة.

آيات(4،5):-لا تخافوا:- وخوفكم هذا يدفعكم للرياء. قبل أن الجسد ما هوإلاّ صدفة تخفى لؤلؤة، واللؤلؤة هى النفس. فلماذا الإهتمام بالجسد. يا أحبائى =هذا شعور المسيح نحو خاصته.

آية(6):-اليست خمسة عصافير تباع بفلسين= وقبل فى (مت 29:10)اليس عصفوران يباعان بفلس. ويبدو أن أربعة عصافير كانت تباع بفلسين ويعطى لمنيشترى أربعة، عصفوراً زيادة مجاناً، فحتى هذا العصفور الذى بلا ثمن لاينساهالله.الفلس هو أصغر عملة متداولة فى ذلك الوقت

آية(7):- حتىشعرة واحدة من رؤوسنا لا تهلك إلاّ بسماح منه (لو 18:21).

 

 آيات(8-12):-

اشفوامرضى طهروا برصا أقيموا موتى اخرجوا شياطين مجانا أخذتم مجانا أعطوا. لا تقتنواذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم. ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصالان الفاعل مستحق طعامه. وأية مدينة أو قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحقوأقيموا هناك حتى تخرجوا. وحين تدخلون البيت سلموا عليه.

هىتحريض على إعلان الإيمان بالمسيح رباً علناً. والإنكار هو إنكار المسيح أو إهمالوصاياه. وفى متى نسمع السيد يقول أعترف أنا أيضاً به قدام أبى الذى فى السموات.وهنا نسمع قدام ملائكة الله. وكلا الإثنين واحداً. فالملائكة دائماً قدامالله. ولكن كون أن المسيح هنا يذكر ملائكة الله فهذا يعطينا شعور بإهتمام الملائكةبنا فالمسيح وحد السمائيين والأرضين وجمع كلاهما فيه (أف 10:1). لذلك نجد أنالسماء تفرح بخاطىء واحد يتوب (لو 10:15) ونجد السمائيين يفرحون بالخلاص الذى صنعهالرب للبشر ويتكلمون بإسمنا (رؤ 9:5،10) وكأن المسيح حين يعترف بى أمام الملائكة،كأنه يقدم لهم من صار لهم شريكاً فى حياتهم السمائية وحياة التسبيح.

آية(10):- أنظرتفسيرها فى (مت 31:12،32).

آيات(11،12):-أنا أعطيكم فماً وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها(لو15:21).

 

مت(34:10-36):-

لاتظنوا أنى جئت لألقي سلاما على الأرض ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. فإني جئت لأفرقالإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنه ضد حماتها.وأعداء الإنسان أهلى بيته.

المسيحهو ملك السلام، جاء ليملاً قلوب المؤمنين به سلاماً (27:14) وبعد القيامة كانت هذهأيضاً عطيته (يو19:20،21،26). وصانعى السلام يُدعون أبناء الله (مت 9:5). فحينيقول السيد لا تظنوا إنى جئت لألقى سلاماً على الأرض.. بل سيفاً= لا يقصدالسلام الذى يعطيه داخل القلب والذى هو ثمرة من ثمار الروح القدس (غل 22:5) بليقصد أن العالم لن يقبل المؤمنين به وسيثير حرباً ضدهم كما فعل العالم به هو نفسه(يو 18:15-20) وهذا ما حدث فعلاً من اليهود ثم الإمبراطورية الرومانية التى سفكتدماً كثيراً = بل سيفاً. والسيف يفسر أنه كلمة الله الذى به نحاربإبليس والخطية والذى به (بسيف الكلمة) إنتشرت المسيحية فى كل الأرض (عب 12:4) بلثار أقارب المؤمن فى وجهه وقتلوه =أعداء الإنسان أهل بيته.

الكنة= زوجةالإبن

 

آيات(37-39):-

مناحب أبا أو أما اكثر مني فلا يستحقني ومن احب ابنا أو ابنة اكثر مني فلا يستحقني.ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. من وجد حياته يضيعها ومن أضاع حياته مناجلي يجدها.

منأحب أباً أو أماً أكثر منى= كان المؤمن معرضاً فى أيام الإستشهاد لأن يقتل،فتأتى أمه تستعطفه ليترك الإيمان من أجل خاطرها، فيتركوه يحيا. لكن بهذا يصير حبهلأمه أكثر من حبه للمسيح، إذ أنكر المسيح، وبهذا صار لا يستحقه =فلا يستحقنى ولكنهذه ممتدة حتى الآن. فإذا أصاب أبى أو أمى أو أحد أحبائى مرض أو أن الله سمحبإنتقالهم، فأتخاصم مع الله وأوجه له كلمات صعبة قائلاً لماذا تفعل هذا يارب !!فأنا بهذا قد أحببت غيره أكثر منه، بالتالى لا أستحقه.

منوجد حياته يضيعها= من يتصور أنه يخلص نفسه بأن ينكرنى فهو فىالحقيقة يضيع نفسه ويخسرها. وتفهم أيضاً الآن، بأن من يتصور أنه يجد حياته فىملذات العالم ناسياً الهه فهو بهذا يضيعها من أضاع حياته من أجلى يجدها = فالذىقدم حياته للإستشهاد معترفاً بإسمى فله أمجاد السموات. ومن قدم جسده ذبيحة حيه وقدصلب أهوائه مع شهواته فله تعزيات الأرض وأمجاد السموات (رو 1:12+غل 24:5) من لايأخذ صليبه ويتبعنى = هذه أول مرة يتحدث فيها المسيح عن الصليب وفيها نبوةبصلبه، فكونى أتبعه آخذاً صليى فهذا يعنى أن أمتثل به فى حمله لصليبه. وحمل الصليبإشارة للألم وإحتماله. والسيد كان هنا ينبههم أنهم سيجدون ألاماً وإضطهادات كثيرةوعليهم أن يحملوها، والعجيب أن من يقبل الصليب يملأه الله فرحاً على الأرض (أع40:5،41) ومجداً فى السماء (رو 17:8). وقد لا يكون العصر عصر إستشهاد ولكن أليستألام المرض والضيقات هى صليب علينا أن نقبله بسكوت وهدوء وبلا تذمر فيسكب اللهفرحه فى داخل المتألم، هذا معنى يأخذ صليبه=أى يحتمل الألم بشكر وبدون تذمروبرضا بنصيبه. ويحمل الصليب أيضاً قبول تقديم الجسد كذبيحة حية (رو 1:12) وهذا مانسميه صليب إختيارى، وهو ترك ملذات العالم. وهذا ما قال عنه بولس الرسول مع المسيحصلبت فأحيا (غل 20:2). فمن يقبل هذا الصليب تكون له حياة، المسيح يحيا فيه.

 

(لو49:12-53+ مر 34:8-38+ لو 25:14-27):

 

(لو49:12-53):-

جئتلالقي نارا على الأرض فماذا أريد لو اضطرمت. ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتىتكمل. أتظنون أنى جئت لأعطي سلاما على الأرض كلا أقول لكم بل انقساما. لأنه يكونمن الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلاثة على اثنين واثنان على ثلاثة. ينقسم الأبعلى الابن والابن على الأب والأم على البنت والبنت على الأم والحماة على كنتهاوالكنة على حماتها.

 

(لو25:14-27):-

وكانجموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم. أن كان أحد يأتي إلى ولا يبغض أباه وأمهوامرأته وأولاده واخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. ومن لايحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا.

فىالآيات السابقة تكلم السيد عن أننا وكلاء، وعلينا أن نحيا كوكلاء أمناء وحكماءمستعدين لذلك اليوم الذى سيأتى هو فيه فجأة.

جئتلألقى ناراً على الأرض= سبق وفهمنا من إنجيل متى أن النار هى نارالإضطهاد والألام. وهنا معنى جديد أن السيد سيرسل روحه النارى ليعزى المتألمينويعطى حكمة لأولاد الله الذين هم وكلاء فماذا أريد لو إضطرمت= فى ترجمةأخرى كم وددت لو إضطرمت عموماً فالتفسيرين متكاملين فكلما تضطرم نار الروح القدسفى المؤمنين تثور ضدهم نار الإضطهاد. والعكس كلما تثور نار الإضطهاد يُسرِعْ السيدالمسيح ويملأ المؤمنين به من نار الروح القدس لتعطيهم حكمة يجيبوا بها السلاطين،وبها يمتلئوا تعزية وصبر. لذلك كم يود المسيح أن نمتلىء من نار الروح القدسالمطهرة والمعزية والتى تعطى حكمة وهذه الطبيعة النارية التى تحرق الخطية، طبيعةالروح القدس، قد ظهرت حين حل على التلاميذ على هيئة السنة نار. والمعمودية هىبالروح القدس ونار (مت 11:3) فهى لها فعل الإحراق والتطهير. عموماً نار الله التىيلقيها، هى للشرير حريق. وللبار تطهير وتزكية وإشعال لنار الحب فى قلبه والغيرةعلى كنيسته ومجده وإنتشار مجده كنار. ولى صبغة أصطبغها= الصبغة تأتى بغمرالشىء فى الصبغة. وهذه الكلمة تشير للمعمودية. لأن المعمد يبقى تحت الماء فترةوجيزة من الزمن مغموراً تماماً إشارة لموته مع المسيح، وكما أن المسيح بقى فىالقبر مماتاً فى الجسد لفترة قليلة، هكذا يبقى المعمد فترة قليلة تحت الماء. ولكنالسيد المسيح لم يصطبغ بغمره فى الماء، بل بموته على الصليب مغطى بدمائه، فهوإصطبغ بدمه. وأسس سر المعمودية، حتى أن كل من يدفن فى ماء المعمودية يكون قد ماتمع المسيح، ويكون الخروج من ماء المعمودية كأنه قيامة مع المسيح.

وهذهالآية تأتى بعد حديثه عن النار التى سيلقيها على الأرض:-

1-    فهذهالنار هى نار الألام التى ستجوزها الكنيسة، ونار ألامه هو التى جازها على الصليب.

2-    وهذهالنار تشير أيضاً للروح القدس الذى حلّ على الكنيسة بعد الصليب، بعد أن إصطبغالمسيح بدم صليبه.

كيفأنحصر حتى تكمل= بمعنى كيف أهدأ حتى أتمم ما جئت لأجله.

أتظنونإنى جئت لألقى سلاماً= كان اليهود يتصورون أن المسيح سيأتى ليعطيهمسلاماً زمنياً ونصرة على الرومان. لكن السلام الذى يعطيه السيد المسيح هو سلامداخلى ينتصر على الألام والضيقات الخارجية، هو سلام يفوق كل عقل.الصبغة = بالنسبةلنا هى حياة نقبل فيها الألم والصليب بفرح.

وكماإنحصر المسيح، إنحصر هنا تأتى بمعنى إحتماله الحزن والألم أى هو يعلن إستعدادهللألم والحزن حتى يتمم عمله، علينا كمؤمنين أن نعلن إستعدادنا لحمل الصليب ولأىحزن أو ألم لنعلن كمال حبنا لهُ. فى هذه الحالة سننعم بالسلام الحقيقى الذى ليس منهذا العالم كيف أنحصر حتى تكمل

 How Distressed I am Till It Is Accomplished = كم أنا محزون ومُوجَع حتى أنهى العمل.

ينقسمالأب على الإبن هذه نبوةميخا النبى (مى 6:7).

 

(مر34:8-38):-

ودعاالجمع من تلاميذه وقال لهم من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبهويتبعني. فان من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من اجلي ومن اجل الإنجيلفهو يخلصها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يعطيالإنسان فداء عن نفسه. لان من استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فانابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين.

ماذايعطى الإنسان فداءً عن نفسه= من يؤمن بالمسيح تكون له حياة أبدية (يو 25:11).أما لو ضاع عمرنا ومتنا دون إيمان حقيقى حى لن تكون لنا فدية، فالمقتول بعدما يموتلا يستطيع أن يعطى فدية لقاتله. حتى يحييه أو لا يقتله إذ هو مات، فزمان الفدية قدمضى.

ونلاحظهنا أن كلام السيد المسيح عن الصليب وعن أهمية أن ينكر المؤمن نفسه كان رداً على بطرسالذى بدا أنه رافض لفكرة الصليب (32) ونلاحظ فى آية (34) أن شرط حمل الصليب هو شرطلكل مسيحى يريد أن يتبع المسيح إذ أن الكلام موجه للجميع وللتلاميذ. وشروط التلمذةيحمل صليبه=ينكر ذاته ويقبل بما سمح به الله ويتبعنى = يطيع وصاياى.

 

لو(25:14-27):-

وكانجموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم. أن كان أحد يأتي إلى ولا يبغض أباه وأمهوامرأته وأولاده واخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. ومن لايحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا.

ولايبغض=المسيحلتابعيه صعوبة الطريق، وأنه ستأتى ساعة وظروف فيها يضطر أتباع المسيح أن يختاروابينه وبين أحبائهم. بين الحياة بعيداً عنه وبين الموت لأجله.وأنهم لن يستطيعوا أنيتبعوه ما لم يتركوا الأهل فيظهر هذا أمام الناس كأنهم يبغضون أهلهم بالنسبة لهذهالعلاقة الجديدة مع المسيح. هنا يظهر حب الشخص لأهله بجانب حبه للمسيح كأنه بغضةلهم، أى يحبهم أقل من محبته للمسيح. عموماً فالكلمة فى العبرية تحتمل الترجمتين 1)يبغض 2) يحب أقل. وهذا ما قيل عن يعقوب وليئة أنه أحب راحيل أكثر منها (تك 30:29)ونفس الكلمة هنا مترجمة فى إنجيل متى من أحب أباً… أكثر منى فلا يستحقنى حتى نفسه=من يغضب من الله ويتخاصممعه ويمتنع عن الكنيسة بسبب مشكلة أو مرض أصابه هو يحب نفسه أكثر من المسيح. ومنيرفض الصليب ويمتع نفسه بمتع محرمة هو يحب نفسه أكثر من المسيح.

عموماًإذا أحببنا الله سنحب الجميع حتى أعدائنا من خلاله محبة صحيحة.

 

آيات(40-42):-

منيقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني. من يقبل نبيا باسم نبي فاجر نبي يأخذومن يقبل بارا باسم بار فاجر بار يأخذ. ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كاس ماء بارد فقطباسم تلميذ فالحق أقول لكم انه لا يضيع اجره.

هنايشرح شرف وظيفة خدام الإنجيل بإعتبارهم سفراء لهُ. وأن تكريمهم، فيه تكريم له هوشخصياً.

بإسمنبى=بصفة نبى أو لأنه نبى مرسل من الله.

منيقبل باراً = لأجل الصلاح الذى فى البار دون سواه من أمجاد العالم.

أحدهؤلاء الصغار= لاحظ هذه المقارنة.

منيقبل                    نبى                بإسم               نبى

منيقبل                    بار                بإسم               بار

منسقى أحد هؤلاء الصغار..                بإسم               تلميذ

ومنهنا نفهم أن المقصود بالصغار هم التلاميذ لبساطتهم وضعفهم وفقرهم.

وكانجزاء أرمله صرفة صيدا على إستضافتها إيليا أن أقام الله إبنها من الموت.

إذاًمفهوم هذه الآيام هو إكرام وقبول خدام الرب :

1-  منيقبلهم يكون كن قبل الرب نفسه فما نفعله بإخوته الأصاغر نكون قد فعلناه به نفسه،ومن يقبل خادماً يقبل الرب الذى أرسله. وهذا تشجيع من السيد المسيح لتلاميذه.

2-  منيقبل نبى لأن الله أرسله أو يقبل باراً لأن الرب أرسله يكون له نفس أجر النبى الذىأرسله الرب أو نفس أجر البار الذى قدسه الرب.

3-  أىخدمة تقدم لخدام الله لن يضيع أجرها فالله لا ينظر إلى كمية العطاء بل الى قلبالمعطى
(مر 41:12-44).

وبهذاالمفهوم أفلا يكون تكريم الكنيسة الأرثوذكسية للشهداء والقديسين متفق مع هذهالآية. أم يقول قائل لا يجوز لأنهم أموات !! هنا نقول أن إلهنا إله أحياء وليس إلهأموات (مت 32:22). والله بارك لإسحق من أجل إبراهيم أبيه بينما كان إبراهيم قد مات(تك 24:26) وهكذا يقول الكتاب على لسان الله فإنى اكرم الذين يكرموننى (1صم 30:2)أفلا نكرم نحن من يكرمهم الله.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى