اللاهوت الروحي

58- الفكر الخاص



58- الفكر الخاص

58- الفكر الخاص

كثير
من الناس يهوون نشر أفكارهم الخاصة، وتقديم هذه الأفكار كمبادئ روحية للناس،
وكعقائد يجب الإيمان بها..

مقالات ذات صلة

 

وكلما
كانت هذه الأفكار جديدة وغير معروفة، نريد هذا من سرورهم، ويفرحون إذا عرفوا سيئاً
جديداً يقدمونه للناس يجعلهم فى نظرهم من أهل العلم والمعرفة!

 

وكلما
كان هذا الجديد مختلفاً تماماً عما يعرفه الناس ويعتقدونه، نرى هؤلاء المفكرين
يفرحون بالأكثر، كما لو كانوا يحطمون مفاهيم عامة خاطئة، لكى يقيموا على اساسها
الجيد السليم..!

 

وهذا
الأمر إذا صلح فى أى لون من ألوان المعرفة، فهو لا يصلح فى العقيدة، التى لا تحطم
إيماناً قديماً تبنى على أنقاضه إيماناً جديداً.

 

العقيدة
كلما كان لها قدم، كانت أكثر رسوخاً..

 

والجديد
فى العقيدة قد يكون بدعة، إذا ما كان يحطم إيماناً قديما مسلماً لنا من الآباء.

 

لذلك
فإن المعجبين بفكرهم الخاص، يحاولون بكافة الطرق أن يبحثوا له عن اصول قديمة
تسنده.. وإن لم يجدوها، يختلقونها اختلافاً!

 

هؤلاء
لا يقرأون أقوال الآباء، لكى بفهموا فكرهم.. إنما يقرأون لكى يتصيدوا نصاً، أى نص،
يسندهم..

 

يقتطعون
هذا النص اقتطاعاً، فاصلين إياه عما قيل قبله، وعما قيل بعده، وعن المناسبة التى
قيل فيها، وعن الفكر العام للأب الذى أخذوا عنه.. ويتخذون هذا الإقتباس وسيلة
لإثبات فكرهم. وقد توجد من كتابات القديس الذى نقلوا عنه، أقوال تناقض ما ينسبونه
إلية..

 

إنهم
لا يبحثون عن الحقيقة، إنما يبحثون عن إثبات لفكرهم، مهما كان هذا الإثبات مصطنعاً
ومغلوطاً.

 

أما
أنت أيها المبارك، ففى أمور العقيدة، لا تحاول أن تنشر فكراً خاصاً، إنما أنشر
عقيدة الكنيسة..

 

وكل
فكر جديد يصل إلى مفاهيمك، لا تعرضه على الناس، إنما اعرضه على المسئولين فى
الكنيسة.. لإبداء رأيهم فيه، قبل نشره.

 

إن
التعليم فى الكنيسة ليس مجالاً لعرض الأفكار الشخصية، إنما هو مجال للتعليم الواحد
الذى يستمد أصوله من التقليد الرسولى، بإيمان واحد للجميع..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى