اللاهوت المقارن

28- الرعاة كانوا ينتظرون الخلاص



28- الرعاة كانوا ينتظرون الخلاص

28- الرعاة كانوا ينتظرون الخلاص

إن
هؤلاء الرعاة كانوا ينقادون بالروح القدس، فما الذي كان من الممكن أن يتحدثوا فيه
أثناء سهرهم ليلاً؟ من المؤكد أنهم كانوا يتحدثون في النبوات و في الأسفار
المقدسة. فمثلاً من الممكن أن يقولوا إنهم يرعون الأغنام التى تقدم منها ذبائح
كثيرة في الهيكل، وهذه الذبائح ترمز إلى الخلاص الذي وعد به الله. لكن متى سيأتى
المخلص؟!

 

يقول
الكتاب إن حنّة بنت فنوئيل تكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم. إن الله
يعلن لمن ينتظره، ولكن الذي لا يهمه لماذا يعلن له؟!! فهؤلاء الرعاة كانوا ينتظرون
مجيء المخلّص لذلك يقول الكتاب “وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون
حراسات الليل على رعيتهم” (لو2: 8). وبالأخص أنهم كانوا في بيت لحم اليهودية
مدينة داود، ومن المعروف أن المسيح هو من نسل داود حسب الجسد، لذلك فهؤلاء الناس
كانت المزامير هى تسليتهم.

مقالات ذات صلة

 

إن التسبحة
التى نقولها في كل ليلة في الكنيسة مليئة في أجزاء كثيرة بالمزامير والتسابيح
والنبوات التى تتحدث عن الخلاص، وعن عمل الله في حياة البشر. والتسبحة نفسها غير
المزامير بها أجزاء من الأسفار المقدسة. فمثلاً الهوس الأول تسبحة موسى النبى
وأخته مريم النبية مع شعب إسرائيل عند عبور البحر الأحمر. وقد كانت رمزاً للخلاص،
ورمزاً للمعمودية.

 

إن
الرعاة بكل تأكيد كانوا يسبحون، لذلك عندما كانت هناك تسبحة على الأرض، كان هناك
تسبيحاً في السماء فيقول الكتاب “وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى
مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس
المسرة” (لو2: 13-14).

 

إن
كلمة “بالناس المسرة” معناها باللغة اليونانية “المسرة في قلوب
الناس الصالحين”. فالملائكة فرحوا بما حدث في قلب الرعاة عندما سمعوا بشرى
الخلاص. والمسيح هو رئيس السلام، وهو صانع السلام. لأنه هو الذي سيصالح الله مع
البشر، ويصالح الإنسان مع أخيه الإنسان، ويصالح الإنسان مع نفسه. وكذلك هو الذي
قال “طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون” (مت5: 9).

 

إن
الرعاة كانوا يسبحون ويتأملون ويصلون، لذلك ظهر لهم الملائكة. فمن يريد أن يحيا مع
الملائكة حياة الصداقة والعشرة الحقيقية، يجب أن تمتلئ حياته بالصلاة، والتسبيح،
والتأمل في الأسفار المقدسة.

 

يقول
سفر أشعياء “ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة
أمام جازيها فلم يفتح فاه” (أش53: 7) . ولذلك نقول في القداس الغريغورى }أتيت
إلى الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب{ ويقول الكتاب أيضاً “أما الرب فسُرَّ بأن
يسحقه بالحزن ان جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه ومسرة الرب بيده
تنجح” (أش53: 10). وأيضاً “حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين”
(أش53: 12).. “وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه
وبحبره شفينا” (أش53: 5). فالرعاة كانوا قد قرأوا هذا الكلام ويرددونه.
وكانوا يسألون الرب متى سيرسل الحمل الحقيقى الذى يحمل خطايا العالم كله؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى