اللاهوت المقارن

ملحق 3



ملحق 3

ملحق
3

رؤية
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

 بخصوص

 ثيئودور
الموبسويستى ونسطور بطريرك القسطنطينية

مقالات ذات صلة

 

للأنبا
بيشوى مطران دمياط

عام 1998

على الرغم من الدفاع الذى يقدمه العديد
من اللاهوتيين خاصة لاهوتيى كنيسة المشرق الأشورية بهدف تبرئة ثيئودور الموبسويستى
ونسطور بطريرك القسطنطينية، إلا أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية تلتزم
دائماً
برأى القديس كيرلس السكندرى أن تعاليم كليهما كانت هرطوقية وضد الإيمان الصحيح
المعترف به فى قانون الإيمان النيقاوى. إن كنيستنا أيضاً تلتزم بقرارات المجمع
المسكونى الثالث فى أفسس 431م ضد نسطور
وتعاليمه.

 

أكد
كل من ثيئودور ونسطور أن الشخص الإلهى للوغوس هو مختلف ومتمايز عن شخص الرجل يسوع
الذى اتخذه اللوغوس. كما علما بأن اللوغوس سكن فى الإنسان الذى اتخذه واتحد به
اتحاداً خارجياً فيما يسمى شخص الاتحاد. وكلاهما يرفض الاعتراف بالاتحاد الطبيعى
والأقنومى.

 

كما
أن كلاهما يرفض الاعتراف بأن الله الكلمة هو نفسه ولِد من القديسة العذراء
مريم، فيسمونها خريستوتوكوس (والدة المسيح) بدلاً من ثيئوتوكوس (والدة الإله).

 

كلاهما
أيضاً يرفض الاعتراف بأن الله الكلمة حينما صار إنساناً بالتجسد، هو نفسه
من أجلنا ومن أجل خلاصنا، صلب ومات وقام من الأموات فى اليوم الثالث.

 

حتى
بعض اللاهوتيون الأشوريون وبعض اللاهوتيون الكاثوليك المشتركون فى الحوارات لا
يستطيعون أن ينكروا أن نسطور وثيئودور الموبسويستى ومعلمى كنيسة المشرق الأشورية
يعلمون بشخصين فى المسيح. فاللاهوتيون الأشوريون يدافعون فى الحوار عن نفس رؤية
آباء كنيستهم.

 

والآن
سوف نفحص كتابات كل من ثيئودور الموبسويستى ونسطور بطريرك القسطنطينية.

 

ثيئودور
الموبسويستى
كتب ما يلى:

“هناك
فرق بين الشكل الإلهى وشكل العبد، بين الهيكل (الجسد) الذى اتخذ وذاك الذى سكن
فيه، بين ذاك الذى ذاب فى الموت وبين من أقامه، بين ذاك الذى تكمّل بالآلام ومن
جعله كاملاً وهكذا.”
[1]

 

كتب
تشارلز هيفيلى أسقف روتنبورج فى كتابه “تاريخ مجامع الكنيسة” 1883 ما
يلى:

“ثيئودور
لم يحتفظ فقط بوجود طبيعتين فى المسيح بل بوجود شخصين، كما يقول هو نفسه، أنه لا
يمكن التفكير فى جوهر أنه تام بدون شخصية. لكن كما أنه لم يتجاهل حقيقة أن ضمير
الكنيسة يرفض إزدواج الشخص فى المسيح، إلا أنه سعى للتخلص من هذه المشكلة، وردد فى
تعبيره: “إن اتحاد الطبيعتين معاً كون شخص واحد، كما أن الرجل وزوجته هما جسد
واحد.. فإذا أخذنا فى الاعتبار الطبائع فى تمايزهما، فيجب علينا أن نعرّف طبيعة
اللوغوس بأنها تامة وكاملة، وهكذا أيضاً شخصه، وأيضاً طبيعة وشخص الرجل هما كاملين
وتامين. فإذا كان علينا، من جانب، أن ننظر إلى الاتصال
suna,feia فإننا نقول
أنه شخص واحد”
[2]. إن المثال نفسه الخاص باتحاد الرجل بزوجته يبين أن ثيئودور لم
يفترض اتحاد حقيقى لطبيعتين فى المسيح، لكن
فكرته كانت هى الصلة
الخارجية بين الاثنين. علاوة على ذلك فإن تعبير “اتصال”
suna,feia (سينافيا) الذى اختاره هنا بدلاً من كلمة
“اتحاد”
e[nwsij (إينوسيس) التى
استخدمها فى مواضع أخرى، مشتق من
suna,ptw
(سينابتو) (بمعنى أن
يصل وكانت تستخدم عن الراقصين الذين يصلون يد بيد) تعبر فقط
عن صلة خارجية، أو تثبيت شيئين معاً، وبالتالى فهو مرفوض فى الأونة الأخيرة من قبل
علماء الكنيسة. ويشير ثيئودور أيضاً إلى صلة خارجية فقط فى العبارة المقتبسة
سابقاً حتى أنه قال أن اللوغوس سكن فى الإنسان الذى اتخذه كما فى هيكل”.
[3]

 

اعتبر
ثيئودور الموبسويستى أنه مكلف فى أيامه على وجه الخصوص بمقاومة تعبير والدة الإله.
فقال:

“إن
مريم حملت يسوع وليس اللوغوس، لأن اللوغوس كان وسيظل موجوداً فى كل مكان، على
الرغم أنه من البداية سكن فى يسوع بطريقة خاصة. لذلك فإن مريم هى بالصواب والدة
المسيح، وليست والدة الإله. يمكننا فقط أن ندعوها والدة الإله أيضاً كتشبيه (
per anaphorum) لأن الله كان فى المسيح بطريقة معينة. على نحو لائق، هى ولدت رجل
بدأ فيه الاتحاد مع اللوغوس، لكنه كان لا يزال قليل الاكتمال، لأنه لم يكن بعد
(فقط وقت عماده) قد سمى ابن الله” وفى موضع آخر قال: “أنه يعتبر جنون
أن نقول أن الله ولد من العذراء
… ليس الله لكن الهيكل الذى سكن فيه هو
المولود من العذراء”.
[4]

 

فى رسالة إلى الرهبان بدير باسوس كتب يعقوب
السروجى

(نياحته عام 528) معبراً عن خبرته الشخصية بخصوص ثيئودور الموبسويستى كما يلى:

 

“إلى
العظيم والممتلئ تطويبات، البار ومحب الله مار لعازر القس ورئيس الدير.

 

يعقوب
الناقص أخوك بيسوع النور وحياة الكل، رجاء وكمال الكل. سلام.

 

دنا
منى أخوة عفيفون من دير أبوتكم المقدس وهم يجربوننى قائلين: “إننا نود يا سيدى،
أن تعلمنا بأسطرك، إذا تحرم يا سيدى، ديودور وثيئودور، هذين اللذين أصبحا سبب شكوك
لتعليم الإيمان الحقيقى؟

 

أما
أنا فلم أحزن نظراً لأهمية هذا الاستفسار الذى ألقى علىّ. حينئذ زجرت فكرى، لئلا
أتخوَّف من هذا الاستفسار، واسقط فى فخ الكبرياء، وجعلت نفسى تتواضع بأفكار
متواضعة وأنا أنظر إلى حلم وتواضع المسيح. لا يحق لى أن أسأل عن جواب الحقيقة، ولو
ألقى على بنوع التجربة من قبل أخوة بسطاء ومحبى الله.

 

أود
أن أجعل من السؤال جواباً للأخوة. لا يظن أننى أؤلف هذا حديثاً، ولأجل هذا أعلم
عفافك: أننى قبل خمس وأربعين سنة، لما كنت أسكن فى مدينة الرها لأجل قراءة الكتب
الإلهية، وفى نفس الوقت كانت تفسر كتب ثيئودور الأثيم من اليونانية إلى السريانية.
وكانت فى المدينة مدرسة للفرس
* الذين كانوا متمسكين بتعليم ثيئودور الجاهل بمحبة جمة. وفسد الشرق
كله بتلك المدرسة، التى استأصلت من المدينة بهمة المستحق الذكرى الصالحة مار قورا
أسقف الرها، وبأمر الملك المؤمن زينون.

 

فى
نفس ذلك الوقت الذى به كانت تفسر كتب الأثيم تلك من اليونانية إلى السريانية، كنت
صبياً محتاجاً إلى العلم وصادفت أحد كتب ثيئودور، فوجدته ممتلئاً كل إنقسامات وكل
مواضيع بعيدة جداً عن الحقيقة.

 

يعلن
فى كتبه بدل مسيح واحد، اثنين. أما أنا، بدون تأثير الآخرين، لكن بنعمة الله
القانية الكل بمراحمها على جميعنا، فقد تخوفت من ذلك التعليم المنقسم والمشكك،
ونظرت إليه كما إلى وكر ممتلئ ثعابين، وقلت حالاً من تلقاء نفسى، دون أن يطالبنى
أحد بذلك: “محروم هو هذا الرجل وتعليمه، وأنا أيضاً إذا اتفقت معه.”
وثبت على هذه الفكرة، بينما كان يلومنى الفرس، المتمسكون كثيراً بهذا التعليم
البعيد عن الحقيقة. بعد مدة أيضاً صادفنى كلام ديودور وثيئودوريت فوجدت أن كليهما
شربا من ذلك السم المر، مع نسطور المحروم وديودور وثيئودور وثيئودوريت المحروم.
وكما يصح أن الرسل جميعهم شربوا روحاً واحداً، هكذا يصح أن جميع الهراطقة نهلوا من
سم الحية الأولى لكى يقسموا وحيد الله الواحد إلى اثنين.

 

ولهذا
أقول أيضاً كما قلت فى الماضى: “محروم نسطور وأوطاخى وكل من يتفق وتعليمهما
الآثم، ديودور وثيئودور وثيئودوريت ومن يقرأ فى كتبهم ليتفق مع تعليمهم، ومن لا
يعترف أن الله الكلمة وحيد الله دخل من أذن البتول وحل فى حضنها المقدس، وتجسد من
البتول، وبسبب تجسده الذى تم بلا خطيئة، يُعترف به فى الكتب المقدسة: ابن داود ابن
ابراهيم. هو الوحيد وحده، ولد ولادتين الواحدة من الآب بلا جسم وهى بلا بداية،
والواحدة من مريم جسمياً كما هو مكتوب. أنه ظهر فى الجسد وهو إله. وأرسل ابنه إلى
العالم وصار من إمرأة.”
[5]

 

نسطور
بطريرك
القسطنطينية كتب ما يلى:

“من
أجل أن يصنع رضاء البشر، اتخذ المسيح شخص الطبيعة الخاطئة (البشرية)
debentis suscepit personam naturae… المسيح ليس إنسان فقط بل الله وإنسان فى نفس الوقت… أنا أعبد
هذا الرجل مع اللاهوت كآلات صلاح الرب
cooperarius divine autoritais… كالحلة الأرجوانية الحية التى للملك separo naturas, sed conjungo reverentiam. هذا الذى تشكل فى رحم مريم ليس هو الله نفسه… بل لأن
الله سكن فى ذاك الذى اتخذه لذلك أيضاً فإن المتخذ يسمى الله بسبب ذاك الذى اتخذه.
ليس الله هو الذى تألم.. لذلك فإننا ندعو العذراء القديسة
qeodo,coj (ثيئوذوخوس بمعنى وعاء الله) وليس qeoto,koj (ثيئوتوكوس)، لأن الله الآب وحده هو الثيئوتوكوس؛ لكننا سوف نوقر
هذه الطبيعة التى هى حلة الله مع ذاك الذى يستخدم هذه الحلة، سوف نفصل الطبائع لكن
نوحد الكرامة، سوف نعترف بشخص مزدوج ونعبده كواحد.”
[6]

 

فيما
يلى سوف نقدم ثلاثة اقتباسات من كتابات نسطور التى يستخدمها الدارسون الحديثون
بغرض تبرئة تعاليمه ويثبتون أنه هو الذى كتبها فى الكتاب المسمى بازار هيراكليدز. ومع
ذلك فإننا نلاحظ بوضوح أن كاتب هذا الكتاب يلتزم بالتعليم بشخصين فى المسيح
وبالاتحاد الشخصى، وضد الاتحاد الطبيعى والأقنومى الذى علَّم به علماء الكنيسة.

 

1- هما شخصان Two prosopa: شخص ذاك الذى ألبَس وشخص (الآخر) الذى لَبِس.[7]

2- لذلك فإن صورة الله هى التعبير التام عن الله
للإنسان. فصورة الله المفهومة من هذا المنطلق يمكن أن نظنها الشخص الإلهى. الله
سكن فى المسيح وكشف ذاته بالتمام للبشر من خلاله. مع أن الشخصان
Two prosopa هما فى الحقيقة صورة واحدة لله.[8]

3-
يجب ألا ننسى أن الطبيعتين تستلزمان أقنومين متمايزين وشخصين
Two persons (prosopons) متحدين معاً بقرض بسيط (simple loan)
وتبادل.
[9]



[1]
Dorner,L.C.S.52 and § 19 in Hardouin
and Mansi, LL,cc.

[2]
Hardouin and Mansi, LL.cc § 29, Dorner,
L.C. p.52

[3]
Hefele, History of the Councils of the Church, reprinted from the
edition of 1883, Edinburgh, First AMS edition pub. in 1972 in U.S.A.  Vol. III,
p.7

[4]
Hardouin and Mansi, LL.cc. § i.; Dorner, L.c.s. 50

*   الأشوريون

[5]
Letter 14th of Jacob of Serugh, published in ZDMG 30 (1876), pp.
220-226, edit. P. Martin, Manuscript British Museum Cod. dclxxii (dated A.D.
603). Published in Arabic by Father Dr. Behnam Soni, 1995 vol. 3, p. 223-228,
Pastoral Center for Research and Studies– Mar Rokoz Monastery Dakwana –
Lebanon.

[6]
In Marius Mercator, L.c. pp 789-801

[7]
Bazar of Heraclides (LH 193), quoted by Bernard
Dupuy, OP, ‘The Christology of Nestorius’ published in Syriac Dialogue First
non-official Consultation, by Pro Oriente Hofburg Marschallstiege II A-1010
Vienna, 1994, p.113.

[8]
Rowan Greer: ‘The Image of God and the
Prosopic Union in Nestorius’ Bazar of Heraclides
in Lux in Lumine, Essays
to Honor W. Norman Pittenger, edited by R. A. Morris jr., New York 1996, p. 50;
quoted by Metropolitan Mar Aprem G. Mooken entitled “Was Nestorius a
Nestorian
” published in Syriac Dialogue First non-official
Consultation, by Pro Oriente Hofburg Marschallstiege II A-1010 Vienna, 1994 p.
223.

[9]
R. Nau, Paris 1910, ed. Letouzey et Ane, Le
Livre d’Heraclide de Damas
(=L.H.); p. 28.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى