اللاهوت المقارن

166- الرد على كتاب عقائد المجيئيين أصحاب اليوم السابع



166- الرد على كتاب عقائد المجيئيين أصحاب اليوم السابع

166- الرد على كتاب عقائد المجيئيين أصحاب اليوم
السابع

هذا
الكتاب يتكلم عن عقائد الأدفنتست وهو أهم كتاب لل27 عقيدة الرئيسية لهم، صدر عن
المؤتمر العام للأدفنتست وطُبع في مايو سنة 1988 في الولايات المتحدة الأمريكية[3]
ولدينا نسخة أو أكثر من هذا الكتاب.

 

يقولون
فيه [ حينما أخذ المسيح الطبيعة البشرية الحاملة لعواقب الخطية، صار خاضعاً للعجز
والضعفات التى يختبرها الكل ] بمعنى أنهم يقولون إن السيد المسيح كان مثل أى إنسان
من الممكن أن يخطئ!! وكرروا هذا الكلام في نفس الكتاب وقالوا [التجارب وإمكانية
الخطية كانت حقيقية في السيد المسيح. وإن لم يكن ممكناً أن يخطئ؛ لما كان إنساناً
أو على شبهنا ].. مبدئياً نرد على هذه النقطة لأنها شئ خطير يرفضه الضمير المسيحى،
وليس المسيحيون فقط؛ بل حتى كل المصريين لا يقبلون هذا المفهوم.. وسنورد آيات من
الكتاب المقدس لإثبات إنه لم يكن لديه مجرد الميل للخطية..

 

لم
يكن لديه مجرد الميل للخطية للأسباب الآتية:

1)
بلا خطية

ذُكِر
في الكتاب المقدس إنه يشبه إخوته في كل شئ بلا خطية “من ثم كان ينبغى أن يشبه
إخوته في كل شئ لكى يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً في ما لله حتى يكفِّر خطايا
الشعب” (عب2: 17)، “لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا،
بل مجرب في كل شئ مثلنا بلا خطية” (عب4: 15). ونحن نقول للسيد المسيح في
القداس الإلهى {شابهتنا في كل شئ ما خلا الخطيئة وحدها}..

 

2)
نظير القدوس الذي دعاكم

يقول
معلمنا بطرس الرسول في رسالته الأولى الأصحاح الأول ابتداءً من الآية 15
“نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة. لأنه مكتوب
كونوا قديسين لأنى أنا قدوس” (1بط1: 15، 16) أى مطلوب أن نحيا قديسين؛ نسلك
في القداسة “القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب” (عب12: 14).

حتى
وإن قال الأدفنتست إنه لم يخطئ؛ لكن مجرد قولهم بوجود الميل الطبيعى نحو الخطية
وإن إمكانية الخطية حاضرة بالنسبة له، أو إنه ورث خطية آدم؛ هذا في حد ذاته لا
يؤهله أن يكون فادياً ولا أن يُدعى “قدوس القدوسين” كما ورد في سفر
دانيال النبى عن السيد المسيح (دا 9: 24)..

 

3)
بدم كريم بلا دنس

يقول
معلمنا بطرس الرسول “نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل
سيرة. لأنه مكتوب كونوا قديسين لأنى أنا قدوس” (1بط1: 15، 16) ولقد قال الرب
هذه العبارة في العهد القديم وسُجلت في التوارة في أسفار موسى الخمسة
“وتكونون قديسين لأنى أنا قدوس” (لا11: 44) وقد اقتبسها بطرس الرسول
وطبقها على السيد المسيح في رسالته الأولى (1بط1: 15، 16) .. ويقول في نفس الأصحاح
الأول من رسالته الأولى ابتداءً من الآية 18 “عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء
تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التى تقلدتموها من الآباء. بل بدم كريم كما من
حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم. ولكن قد أُظهر في
الأزمنة الأخيرة من أجلكم. أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي أقامه من الأموات
وأعطاه مجداً حتى إن إيمانكم ورجاءكم هما في الله. طهِّروا نفوسكم في طاعة الحق
بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء. فأحِبّوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة.
مولودين ثانية لا من زرع يفنى، بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى
الأبد” (1بط1: 18-23).. فعندما يتكلم عن السيد المسيح كفادٍ؛ كيف يكون الفادى
نفسه لديه الميل الطبيعى للخطية؟!!

 

إذاً
المنطلق الأساسى أن دم المسيح الذي افتدينا به هو دم القدوس الذي قال عنه الملاك
للعذراء مريم عندما بشرها “الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك، فلذلك
أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله” (لو1: 35)..

 

إذن
المسألة في قصد الآب السماوى من قبل خِلقة العالم أن هذا الدم الكريم الذي للمسيح
القدوس هو الذي يطهرنا من الخطايا، فبناءً عليه يقول “طهِّروا نفوسكم في طاعة
الحق” فهذا هو الذى يطهرنا.. فكيف يقدر دم ملوّث بلوْثة الخطية أن يطهرنا؟!!
ألا يحتاج هذا الدم نفسه إلى الخلاص وإلى الفداء؟!.

 

4)
قدوس بلا شر قد انفصل عن الخطاة

يؤكد
القديس بولس الرسول نفس الكلام في رسالته إلى العبرانيين الأصحاح السابع فيقول عن
السيد المسيح “فمن ثم يقدر أن يخلّص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى
الله إذ هو حى في كل حين ليشفع فيهم. لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس
بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات” (عب 7: 25، 26)
فلم يكن فقط حى في كل حين، بل أضاف وقال عنه أنه قدوس بلا شر وانفصل عن الخطاة
وصار أعلى من السماوات.

يتكلم
عنه برغم أنه اشترك معنا في اللحم والدم، وبالرغم من إنه تجسد وتأنس، لكن هناك
خطاً واضحاً جداً يفصل بينه وبين الخطاة يقول “قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل
عن الخطاة، وصار أعلى من السماوات”.

 

5)
الروح القدس لا يكوِّن شيئاً به ميل للخطية

الروح
القدس هو الذي كوّن الناسوت –الطبيعة البشرية الخاصة بالسيد المسيح- في بطن
العذراء مريم لذلك قيل “الذى حُبل به فيها هو من الروح القدس” (مت1:
20).. وقيل لها “الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك، فلذلك أيضاً القدوس
المولود منك يُدعى ابن الله” (لو1: 35) فهل الروح القدس يكوّن شيئاً به ميل
للخطية؟!! من المحال أن يحدث هذا..

بل
وكيف يتحد اللاهوت بالناسوت إذا كان الناسوت به ميل للخطية؟!! كيف يتم الاتحاد بين
اللاهوت والناسوت بعد؟!!

 

6) هل
يمكن أن يخطئ الله-حاشا؟!!

لقد
تناقض الأدفنتست في آرائهم؛ أحياناً يقولون إن السيد المسيح هو الملاك ميخائيل،
وأحياناً يقولون إنه ابن الله الوحيد.. فكيف بعد أن يدّعوا أن السيد المسيح هو
الملاك ميخائيل، يعودون ويقولون في نفس الوقت إنه ابن الله الوحيد ومساوٍ للآب في
الجوهر وإنهم يؤمنون بالثالوث القدوس؟!.

ما
هذا التناقض والخداع؟!! في نفس الوقت الذي يقولون فيه إن المسيح هو الله المتجسد
وهو ابن الله الوحيد، يقولون إن احتمال الخطية حاضر بالنسبة له.. ألا يعتبر هذا
تجديف على الله؟!! مَنْ الذي يقبل هذا الكلام؟!! مَنْ الذي يقبل أن يُقال إن الله
إذا تجسد، فمن المحتمل أن يخطئ؟!! وبهذا التجديف تصير فكرة التجسد الإلهى في هذه
الحالة مرفوضة من المسيحى ومن غير المسيحى أيضاً!! من يقبل هذا التجديف على
الله؟!!

لذلك
قلنا في بداية حديثنا نحن لا ندافع عن عقيدة كنيستنا فقط، بل ندافع في هذه القضية
عن الله نفسه في أمور لا يقبلها ضمير أى إنسان يؤمن حتى بوجود الله.. ليس من
الضرورى أن يكون إنساناً أرثوذكسياً، ولا من الضرورى أن يكون إنساناً مسيحياً، بل
يك في أنه مجرد يؤمن بوجود الله فلا يقبل هذا التجديف.. أن الله من الممكن أن
يخطئ!! فالمسألة صارت خطيرة جداً، وسوف نرى الآن ما هو أشنع من هذا بكثير.

[3]) Seventh-day Adventists Believe A Biblical Exposition of Fundamental Doctrines
– Seventh – Day Adventists, General Conference Ministerial Association – U. S.
A. by the Review and Herald Publishing Association Hagerstown, Maryland
.

3)
بعض المقتطفات التى سنعرضها من كتاب “مشتهى الأجيال” لإيلين هوايت
سنضعها بين هذا الشكل من الأقواس [ ].

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى