اللاهوت المقارن

146- قد غفرت خطاياها الكثيرة



146- قد غفرت خطاياها الكثيرة

146- قد غفرت خطاياها الكثيرة

يقول
الكتاب عن المرأة الخاطئة إنها كانت خاطئة في المدينة وعرفت أن يسوع في بيت
الفريسى “وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسى
جاءت بقارورة طيب. ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت
تمسحهما بشعر رأسها وتُقبّل قدميه وتدهنهما بالطيب” (لو7: 37، 38) قال عنها
السيد المسيح “قد غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً” (لو7: 47)
وقال لها “إيمانك قد خلّصك” (لو7: 50).

 

السيد
المسيح كائن في كل مكان بلاهوته، والبروتستانت لا يختلفون معنا في هذا الأمر،
فالسيد المسيح وقت وجوده على الأرض، كان يملأ السماوات والأرض بلاهوته. بدليل أنه
قال لنيقوديموس “ليس أحد صعد إلى السماء إلاّ الذي نزل من السماء ابن الإنسان
الذي هو في السماء” (يو3: 13) أثناء كلامه مع نيقوديموس لقّب نفسه بابن
الإنسان وقال له: الذي يكلّمك الآن ابن الإنسان، وهو في السماء بلاهوته الذي هو
مالئ السماء والأرض.. لو أرادت المرأة الخاطئة أن تعترف للسيد المسيح بالطريقة
البروتستانتية، لكان من الممكن أن تعترف له في غرفتها الخاصة في بيتها بدون أن
يكون السيد المسيح أمامها بالجسد، فالسيد المسيح لاهوته يملأ الوجود كلّه . و في
هذه الحالة كانت ستكتفي بأن تقول “يارب يسوع المسيح ارحمنى” وينتهى
الأمر بالنسبة لها.. لكن ما حدث بالفعل أنها أتت أمام الناس الحاضرين في وسط
الاحتفال الذي صنعه الفريسى للسيد المسيح، وجلست تبكى تحت قدمىّ السيد المسيح
وتمسحهما بشعر رأسها.. فهذا نوع من الاعتراف الواضح حيث إنها أرادت أن تنال
المغفرة.. بل وسمعان الفريسى نفسه قال “لو كان هذا نبياً لعلِمَ من هذه
المرأة التى تلمسه وما هى إنها خاطئة” (لو7: 39) امرأة كانت خاطئة في
المدينة، أى أن المدينة كلها تعلم أنها خاطئة. فعندما أتت تحت قدمى السيد في وسط
الاحتفال وبهذه الصورة أمام الناس كلها وظلت تبكى هذا البكاء، فهذا هو اعتراف واضح
للسيد المسيح أمام الناس الحاضرين الذين كانوا يعرفون خطاياها.. اعتراف أنها أخطأت
وندمت بدموع وانسحاق وعند القدمين.. لماذا إذاً لم تتب في غرفتها فقط؟!

 

من
الممكن أن يدّعى أحد أن المرأة فعلت هذا عند قدمى السيد المسيح، لكن ليس عند الأب
الكاهن.. ونحن نقول له: في زمن هذه المرأة كان السيد المسيح موجوداً على الأرض،
لكن بعد صعود السيد المسيح ما العمل؟ وإلى من تعترف؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى