علم الانسان

نصف دقيقة



نصف دقيقة

نصف دقيقة!!

كثيرون يطلبون مني موعداً للمقابلة. وإذا أكون
مشغولاً جداً، والزحام حولي شديداً، يقولون ” لن يستغرق لقاؤنا أكثر من خمس
دقائق “..

ولكن إن قابلتهم تتحول الدقائق الخمس إلي ساعة
أو ساعتين أو أكثر..

ولكي لا أظلمهم، أقول إن البعض منهم ربما يقصد
بالخمس دقائق، الوقت الذي سيعرض فيه مشكلته أو ما يحتاج إليه. أما مناقشته تلك
المشكلة أو الحاجة، فهي التي تحتاج إلي ساعة أو أزيد..!

ومن أغرب هذه اللقاءات، ما حدث معي منذ حوالي 22
أو 23 سنه (حوالي سنة 1969)، وكنت خارجاً من الاجتماع العام، فوجدت شخصاً واقفاً
علي باب مكتبي في أسقفية التعليم، ويطلب موعداً هاماً جداً، لامر خطير يتوقف عليه
مصير حياته..! فقلت له ” تعال يا ابني في وقت أخر، لأني لا أستطيع أن أفتح
مكتبي لأحد بعد الاجتماع العام، وألا ازدحمت حوله هذه الآلاف من الناس التي
تراها..

ولكن ذلك الشخص ألح، وقال لي: صدقني، أمام الله،
لن يستغرق اللقاء أكثر من نصف دقيقة. وأعدك بهذا أمام الله وهنا تعب ضميري: كيف
أمنعه عن نصف دقيقة، لأمر خطير جداً، يتوقف عليه مصير حياته! ففتحت له المكتب،
ووقفت استمع إليه فقال:

” مشكلتي أنني يئست جداً من حياتي وقررت أن
أنتحر..”

هل أخذت يا سيدي من وقتك أكثر من نصف دقيقة كما
وعدتك؟!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى