علم التاريخ

مجمع قرطاجنة الأول 257م



مجمع قرطاجنة الأول 257م

مجمع
قرطاجنة الأول
257م

مجمع
قرطاجنة المقدس

المنعقد
برئاسة القديس كبريانوس257م

ظروف
انعقاد المجمع:

كانت
الكنيسة الأولى مستقرة فى تعاليمها فترة طويلة فأنتشرت وحل السلام بين أبنائها
وقويت مبادئهم فى الحياة الروحية والعقيدية. إلى أن جاء القرن الثالث الميلادى
وظهرت المشاكل، وبدأت الكنيسة تحاول أن تفصم عراها وتشتت قوتها وتضعف عزتها. فما
كان من الآباء الأوليين المملؤين من الروح القدس أن وقفوا ضد هذه الهرطقات وقفة
أبائهم الرسل والتلاميذ القديسين معتمدين على قول المسيح له كل مجد وكرامة… ها
أنا معكم كل الأيام إلى أنقضاء الدهر.

وعلى
هذا النحو أجتمعت المجامع وكلهم أمل من أن تنقشع السحب وتظهر شمس الحق منيرة عالية
وليظهر قوة الإقناع الروحى لتنتصر الكنيسة بعقيدتها السليمة.

ومن
ضمن المسائل التى ظهرت فى ذلك القرن مشكلة إعادة معمودية الهراطقة وقبول العائدين
منعم إلى الكنيسة.

حدث
هذا الخلاف بين كبريانوس أسقف طرطاجنة واستفانوس أسقف روما.

إذ
قرر الأول وهو القديس كبريانوس (أن المعمديين من يد الهراطقة هم وحدهم الذين يجب
إعادة معموديتهم أما الذين قبلوا العماد من الكنيسة الأرثوذكسية فعمادهم صحيح لا
يعاد.

ولكن
استفانوس أسقف روما (254 – 257) لم يعجبه هذا القرار العادل الصحيح الذى أسْتُمِد
من تعاليم الأباء الأولين فطفق ينادى ويعلم بعدم جواز اعادة المعمودية أطلاقا حتى
لو كانت تمت على يد الهراطقة.

 

وقائع
تاريخية تثبت الصراع بين الرأيين قبل المجمع:

لم
يكن كبريانوس واستفانوس هم أول من تصارعوا بشأن معمودية الهراطقة وأعادتها من عدمه
فقد أختلفت الكنائس شرقاً وغرباً بشأن معمودية الهراطقة وأعادتها من عدمه فقد
أختلفت الكنائس شرقا وغربا بشأن هذا الموضوع فكنائس أسيا الصغرى وكنائس كباروكية
وكيليكية وغلاطية وكنيسة سورياوكنيسة مصر وأفريقيا كانت تقول وتنادى أن معمودية
الهراطقة تكون مبنية على عقيدة خاطئة لهذا يجب أعادتها أن قبلوا الإيمان السليم
الصحيح.مصدر المقال موقع الأنبا تكلاهيمانوت.

إلا
أن كنيسة رومية والكنائس الغربية كانت تعلم بأن كل معمودية كانت باسم الثالوث
المقدس وبأسم يسوع المسيح هى صحيحة حتى وإن كانت مصدرها هى من الهراطقة؟

ولكن
القس الغربى ترتليانس كتب فى القرن الثالث رسالة إلى الهراطقة فاجتمع مجمع فى
أيقونية ومجمع فى سناء سنة 230 م تحت رئاسة فرمبليانس أسقف قيصرية تقرر فيها عدم
صحة معمودية الهراطقة وكان أسقف قرطاجنة اغرينوس قد عقد مجمعاً كبيراً سنه 217 م
وقرر القرار عينه فكان يعيد معمودية الهراطقة التائبيين.

وهكذا
نرى أن التاريخ يثبت أن هذه المسالة كانت مستقرة فى وجوب أعادة معمودية من عمدهم
الهراطقة حتى يقبلون إلى الكنيسة الأم بناء على عقيدة ثابتة.

 

نجم
المجمع القديس كبريانوس

كتب
الشماس ونيسان ترجمة دقيقة لحياة القديس كبريانوس والمعروف عنه إنه كان وثنيا حتى
سنة 245 م وعندما عين أسقفا كان كامل السن وكان يشغل منصبا كبيرا ساميا فى
قرطاجية. وبالتالى يكون ميلاده نحو 210م وكان من عائلة غنية حصل فى حداثته على
ثقافة وتربية كبيرة وتعلم الخطابة وأشتغل فى المحاماه وكانت له علاقات أدبية مع
النخبة المتعاملة المثقفة فى بلده وتعمد حوالى سنة 245م قد كان من فضل ونشاط كاهن
أسمه سيسيليانوس فنذر نفسه لله للعفة وباع كل ممتلكاته وأعطاها للفقراء وبعد عماده
بسنتين حصل على الكهنوت. وفى سنة 249م عنه ليخلف الأسقف دوناتيوس على كرسى أسقفية
قرطاجنة.

وظل
يدبر أسقفيته أحسن وأعظم ادارة وأستطاع أن يكسب ثقة شعبه وكذلك أيضاً ثقة جميع
أساقفة أفريقيا فكان لهم كمرجع هام يرجعون إليه فى كل كبيرة وصغيرة نظراً لعلمة
الغزير وسعة أطلاعه على كتب الآباء.

وبعد
موت أستفانوس أسقف روما بقليل فى سنة 257م نفى كبريانوس فى جزيرة بالقرب من
قرطاجنة ومن منفاه كان يدبر كنيسته وأسقفيته. وفى يوم 13 سبتمبر سنة 258م قبض عليه
الوثنين والملحدين ولم يحاكموه وأنما أعدموه حيث نال إكليل الشهادة المعد له من
الرب يسوع كمكافأة على جهاده وأمانته فى الخدمة وذلك فى يوم 14 سبتمبر سنة 258م
فبكاه شعبه.

 

الخلاف
على عماد الهراطقة والجاحدين للأيمان

فى
بداية نشأة الكنيسة وأمتدادها شرقاً وغرباً قابلتها أحداث جديدة عليها لم تحدد من
قبل وكان عليهم أتخاذ القرار الكتابى , وفى هذا الوقت المبكر كان على الكنيسة أن
تجيب على السؤال التالى: هل كان تعميد الهراطقة صحيحاً أم باطلاً؟.. وإذا رجع
أحدهم إلى الكنيسة إلى الكنيسة بعد هرطقته.. هل يعمد ثانية أم يحسب معمداً؟

 

وأختلف
آراء الكنائس القديمة حول هذا الموضوع إلى:

القسم
الأول: المعمودية لا تعتبر صحيحة ذات قوة فعالة ما لم تكن بيد الكنائس الأرثوذكسية
التى تجرى كل الأسرار على وجه صحيح تسلمته من الآباء التلاميذ والرسل وهذه الكنائس
هى: آسيا الصغرى , والكبادوك , وكيليكية , وغلاطية , وسورية , ومصر.. فكانت هذه
الكنائس تعيد تعميد من تعمدوا على يد الهراطقة غير معترفة لا بإيمانهم ولا بهرطقتهم
لأن إيمانهم كاذب.

القسم
الثانى: المعمودية التى تتم بإسم الثالوث القدس هى مقبولة.. وهذه الكنائس هى: كنيسة
روما والكنائس الغربية.. ولهذا لم يكونوا يعمدوا التائبين من الهراطقة بل كانوا
يكتفون بوضع اليد والصلاة على من إهتدى منهم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى