علم التاريخ

عصر الروم الذهبي 843-1025



عصر الروم الذهبي 843-1025

عصر
الروم الذهبي
843-1025

ضعف
الدولة العباسية والفتوحات الرومانية

ضعف
الدولة العباسية: واشتد نفوذ الأتراك في بغداد وعلت أصوات الجواري أمهات الأمراء.
وثار العلويون مطالبين بالعرش ونفر العرب من بني العباس. فتصرف طاهر ابن الحسين
وخلفاؤه في النفوس لمصلحتهم في خرسان. واستقل حسن ابن زايد الديلم في طبرستان
وجرجان. وتغلب الصفاريون في سجستان وغيرها وأرادوا مهاجمة بغداد (874). واستطاع
أفاق أن يصبح سيد البصره وأن يمد سلطانه إلى أبواب بغداد. وسلخ أحمد بن طولون
التركي مصر والشام وأخذ يجمع الضرائب لحساب نفسه (877). واكتفت بغداد بتحريض بعض
أمراء الشام عليه. ثم اعترفت دمشق بسلطة خماروية بن احمد بن طولون فقضى على
الأحزاب المعادية (889) واتخذ دمشق قاعدة لملكه.

 

فتوحات
باسيليوس الأول: واستغل باسيليوس الأول هذا الظرف لصالحه وصالح الروم فقام يحارب
على طول الجبهة الإسلامية من شاطئ قيليقية حتى أرمينيا وطرابزون. ونجح في دفع
المسلمين إلى الوراء في حروب متتالية بين السنة 871 والسنة 882. فاحتل الممرات
الرئيسية عبر طوروس وقاتل البولسيين وجخل عاصمتهم تفريقية في السنة 882 وذبح
خريسوخيروس صاحبها وعرض رأسه في موكب النصر في القسطنطينية. وفي السنة التالية
احتل زبطرة وسميساط. وعند السنة 877 كان قد احتل لؤلؤة وجميع ما وقع بين قيصرية
ومرعش وأصبح سيد جبال طوروس بسلسلتها وممراتها. وسره أن الخليفة المعتمد اعترف في
السنة 885 بدولة أرمينيا مستقلة بزعامة أشوت. فأسرع يعترف هو بدوره بالملك الجديد
مؤكداًَ أن أرمينيا ستظل أعز حليفات الأمبراطورية.

وأدرك
باسيليوس خطورة الموقف في البحر المتوسط. فإن المسلمين كانوا قد استقروا في صقلية
وجنوب إيطاليا. وكان قد تبين جلياً أن الأمراء اللومبارديين لا يقوون على الصمود
في وجه المسلمين وأن الأمبراطور الغربي لويس الثاني كان قد أصبح ضعيفاً. وكان قد
أَمّ القسطنطينية وفدان أحدهما يمثل لويس الثاني والآخر يمثل البابا ليحثا
الفسيلفس على صيانة المسيحية. فهب باسيليوس في السنة 868 وأنفذ أسطولاً قوياً
بقيادة نيقيطاس. وقدر النجاح لهذا القائد فأعاد النظام والأمن إلى بحر الأدرياتيك.
وعادت مدن دلماتية إلى حوزة الفسيلفس واعترفت دويلات الصرب والكروات بسيادة
القسطنطينية. وضرب نصر السوري بوارج المسلمين ضربات أليمة في مياه إيطاليا الغربية
وأحرز نصراً كبيراً بالقرب من جزر ليباري فدخلت كابوا وسالرنو ونابولي وغيرها في
حماية الروم ودخل البابا يوحنا الثامن في حلف مع الروم. وجاءت السنة 885 فأحرز
القائد نيقيفوروس فوقاس انتصارات برية عديدة تمكن بها من استعادة مقاطعات إيطاليا
الجنوبية من يد المسلمين فأنشأ في السنة 886 ثيمة لانغوبردية وثيمة كلابرية وقوَّت
الكنيسة الأرثوذكسية أبرشياتها في هذه المنطقة عينها.

 

لاوون
السادس: (886-912) ولم يكن لاوون السادس “الحكيم” رجل حرب كوالده فلزم
القصر واهتم بشؤون السلم والعلم والدين. وسنعود إلى أثره في نظم الكنيسة فيما بعد.
وكانت اقريطش قد أصبحت مأوى قرصان المسلمين وملجأهم. وقام لاوون الطرابلسي في
السنة 904 بهجوم جريء على القسطنطينية. ثم انثنى من تلقاء نفسه على تسالونيكية.
وقدر له أن تكون خالية من الحامية فدخلها عنوة وقتل ونهب ثم سبى اثنين وعشرين
ألفاً من الشبان والشابات فباعهم في أسواق الرقيق في الخندق في أقريطش وفي طرابلس.
فهب هيماريوس في السنة 906 فانتصر على المسلمين انتصاراً كبيراً. وتشجع وتقوى فقاد
في السنة 910 حملة بحرية على اقريطش نفسها فأخفق إخفاقاً كبيراً. وفي السنة 901
سيطر المسلمون على مضيق مسينة. وفي السنة التالية تم استيلاؤهم على صقلية فأعلن
أمير القيروان أنه “سوف يخرب مدينة الشيخ الهرم بطرس نفسها”.

 

قسطنطين
السابع ورومانوس الأول: (912-959) وتوفي لاوون السادس في السنة 912. وكان قد جعل
للدولة أباطرة ثلاثة: هو نفسه وأخاه الكسندروس وقسطنطين السابع الأرجواني المولد.
وكان قسطنطين لايزال في السادسة من عمره فتسلم مقاليد الوصاية عمه الكسندروس. ثم
توفي هذا في السنة 913 بعد أن أقام مجلس وصاية برئاسة البطريرك. وفي السنة 919
احتل القائد رومانوس ليكابينوس البلاط واستحوذ على شخص الفسيلفس الصغير وأزوجه من
ابنته وأعلن نفسه أبا الملك ثم قيصراً ثم فسيلفساً.

وكان
الخلفاء العباسيون لا يزالون مغلوبين على أمرهم لقلة طاعة الجند ولشدة نفوذ الخدم
ولدسائس أمهات الأمراء ووشاياتهن ومؤامراتهن ولشغب الجند على القادة وتنازع هؤلاء
السيادة. وكان أن شعر الولاة بضعف الخلفاء فانصرفوا إلى جمع المال فعمد الخلفاء
إلى اغتيال الولاة فكثر العصيان واضطربت الأحوال.

وقبيل
انتهاء الحرب البلغارية حطم الروم عمارة لاوون الطرابلسي في مياه لمنوس (924) ونجا
لاوون نفسه بأعجوبة! وما أن وضعت الحرب البلغارية أوزارها في السنة 927 حتى بادر
الروم إلى الهجوم وهبّ قائدهم غرغون إلى القتال في آسية الصغرى فأحرز انتصارات
متتالية وتمكن من جعل دجلة والفرات الحد الفاصل بين الروم والعرب بدلاً من
الهاليس. وعاون غرغون في هذه الحرب عدد من كبار الضباط قدر لهم فيما بعد أن
ينتصروا هم أيضاً كما انتصر غرغون نفسه. وأشهر هؤلاء ثيوفيلوس ابن غرغون وبرداس
فوقاس وابناه نيقيفوروس ولاوون. ففي السنة 928 احتل الروم ارضرون وأخرجوا المسلمين
من أرمينيا. وفي السنة 934 استولوا على ملاطية ثم ناوأهم سيف الدولة صاحب الموصل
وتمكن من إيقاف تقدمهم. ولكنهم عادوا إلى الهجوم بين السنة 941 والسنة 942 فاحتلوا
دارا ونصيبين وميافارقين وقاربوا حلب. وفي السنة 944 توج غرغون انتصاراته بأن نقل
بموكب فخم “منديل السيد” الذي كان قد احتفظ به أبجر ملك الرها من هذه
البلدة إلى القسطنطينية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى