علم التاريخ

حكم كوبونيوس الوالي الروماني (6-9م):



حكم كوبونيوس الوالي الروماني (6-9م):

حكم
كوبونيوس الوالي الروماني (69م):

كان
أول والي روماني يحكم اليهودية مباشرة، وقد قام في بداية حكمه بمساعدة كيرينيوس في
عملية الإحصاء العام لحصر الضريبة. وقد شعر اليهود بثقل هذا الإجراء وخصوصاً جماعة
الغيورين واعتبروها إذلالاً رسمياً لحرية اليهودي، وجعلتهم يحسون جميعاً أنهم تحت
الجزية وبالتالي جعلتهم يحسُّون بمرارة العبودية. ولولا حكمة رئيس الكهنة يوعازا
لانتشرت الثورة في اليهودية التي قام بها إقليم شرق الأُردن المتحمِّس بقيادة
يهوذا الجليلي الذي من مدينة جمالا، والذي سبق وأن قاد ثورة سابقاً (انظر صفحة 288 هامش 24). وقد انضم إليه في هذه المرَّة
صادوق الفرِّيسي المتعصِّب أيضاً وأزاغا عدداً وفيراً وراءهما، وسبَّبا اضطراباً
ورعباً كثيراً في البلاد([1]).

+
“بعد هذا قام يهوذا الجليلي في أيام
الاكتتاب (الثاني) وأزاغ وراءه
شعباً غفيراً، فذاك أيضاً هلك وجميع الذين
انقادوا إليه تشتَّتوا” (أع 37: 5)

وقد
انتهى كيرينيوس من الإحصاء الضريبي العام في سنة 7م([2]).

ويُلاحَظ
أن قيادة يهوذا الجليلي لثورتين متحمستين بدون سبب معقول وبدون ردع من المسئولين،
بل وانضمام الفريسيين له في هذه المرَّة الأخيرة احتجاجاً على الإحصاء العام، وهو
عمل مشروع، مهَّد هذا كله لروح التذمّر بين الشعب، الأمر الذي مهَّد لقيام الثورة
الكبرى التي قام بها اليهود ضد الرومان سنة 70 م، والتي راح ضحيتها ألوف اليهود،
حيث دُمِّرت أُورشليم وأُحرق الهيكل وسُبي الشعب وفقد تاريخه.

متابعة
الولاة الرومانيين للحكم:
وبعد رجوع كوبونيوس إلى روما خلفه في حكم
اليهودية ماركوس أمبيبولس واستمر في الحكم من سنة 912م،([3])،
ومن بعده أيضاً تولَّى أنيوس روفوس من سنة 1215م، وهذان لم يكن
لهما ذكر في تاريخ اليهود.

وفي
مدَّة تولِّي هذا القائد مات أغسطس قيصر 14م بعد أن حكم العالَم سبعة وخمسين سنة
وستَّة أشهر ويومين (44 ق.م- 14م)، أمَّا حياته فكانت 77 سنة وتولَّى من بعده ابن
زوجته جوليا واسمه طيباريوس قيصر (ثالث إمبراطور على روما)، وهو الذي أرسل القائد فاليريوس
جراتس
سنة 1526م([4])
ليحكم اليهودية. ويذكر يوسيفوس هذا القائد أن يده كانت ثقيلة على اليهود وكان
جائراً مستبداً في معاملته لليهود. وقد ظهر ذلك في تعرضه لوظيفة رئيس الكهنة، فقد
خلع حنَّان وعيَّن بدلاً منه اسماعيل بن فابي، ولكن بعد مدة يسيرة خلعه هو
الآخر وعيَّن بدلاً منه أليعازر، وكان أليعازر بن حنَّان رئيس الكهنة السابق، ولم
يتركه فيها سنة واحدة حتى خلعه وعيَّن بدلاً منه سمعان بن كاميثوس، وبعد سنة واحدة
عزلة أيضاً وعيَّن بدلاً منه يوسف قيافا، كل ذلك في أقل من إحدى عشرة سنة
(1526م)، غادر بعدها اليهودية إلى روما، وتعيَّن بيلاطس البنطي
(بونتيوس بيلاطس) بدلاً منه([5]).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى