اللاهوت الدستوري

رسالة الكسندروس الاسكندرى إلى جميع الأساقفة ضد اريوس



رسالة الكسندروس الاسكندرى إلى جميع الأساقفة ضد اريوس

رسالة
الكسندروس الاسكندرى إلى جميع الأساقفة ضد اريوس

الى
الزملاء المحبوبين والمكرمين فى الكنيسة الجامعة كلها، سلام بالرب من الكسندروس،

نظرا
الى ان جسد الكنيسة الجامعة واحد، ونظرا الى ان الكتب المقدسة توصى بالحفاظ على
الوئام والسلام، فمن المناسب ان نتكاتب، وننبه بعضنا البعض عن كل ما يجرى عند كل
واحد منا، حتى اذا تالم عضو او اكرم، نستطيع بدورنا ان نتالم او نسر معه.

 

لقد
قام مؤخرا فى ابرشيتنا، رجال كفرة أعداء للمسيح، راحوا يعلمون كفرا يمكن اعتباره
بالفعل سابق المسيح الدجال. وقد رمت السكوت عن هذه الامر، حتى يمتص الكفرة وحدهم
هذا الشر، خاشيا ان ينتشر الى الاماكن اخرى، فيدنس اذان البسطاء والانقياء. لكن او
سابيوس هو الان فى نيقوميديا، والذى يعتقد ان مصير الكنيسة يتعلق به وحده، بعد ان
ترك كنيسة بيروت، ليغتصب كنيسة نيقوميديا دون ان يعاقبه احد، بدا يدافع الان ويحمى
هولاء الكفرة، وباشر بالكتابة الى كل مكان، ليجذب الجاهلين الى هذه الهرطقة
الرديئة المعادية للمسيح ؛ لهذا حكمت انه من الصواب والضرورى، عالما ما هو مكتوب
فى الشريعة، ان لا أصمت بعد، وان اخبر جميعكم، حتى تعرفوا الكفرة وتعابير هرطقتهم
المؤدية والخبيثة. هكذا، فاذا كتب اليكم اوسابيوس، فلا تعيروه اى انتباه، ولا
تصغوا اليه. فهو يرغب الان بواسطتهم احياء مكره قديم، غطاه الزمن بالصمت والنسيان،
وهو يتظاهر بالكتابة لاجلهم ولمصلحتهم، ولكنه فى الحقيقة فى تصرفه هذا، فهو يعمل
لمصلحته.

 

هؤلاء
هم الجاحدون أو الكفرة:

اريوس،
واخيلاوس، وايتاليس، وكربونيس، واريوس اخر، وسارماتاس، وكلهم كانوا كهنة ؛
افذويوس، ولو كيوس، ويوليوس، ومتياس، وهيللاديوس، وغايوس، وكلهم كانوا شمامسة ؛
سيكوندوس وثيوناس، وكانا أسقفين.

وهذا
ما علموه ضد الكتاب المقدس: لم يكن الله دائما ابا، لكنه كان هناك وقت لم يكن الله
فيه ابا. كلمة الله لم يكن دائما بل خلق من العدم فالله الكائن خلق من العدم الذى
لم يكن. لهذا كان هناك وقت لم يكن فيه. الابن مخلوق ومصنوع، وغير مشابه للاب فى
الجوهر ؛ وليس ابن الله حقيقة، ولا حسب الطبيعة، ولا حكمته الحقيقية، بل انه من
المصنوعات والمخلوقات. وندعوه كلمة وحكمة خلافا للواقع والاصول: اذ خلق بكلمة الله
وحكمته الخاصتين، وهما اصلا فى الله، وبهما خلق الله كل الاشياء وخلقه هو نفسه.
لهذا السبب فهو بطبيعته متحول وغير ثابت، مثل كافة الكائنات العقلية. فالكلمة غريب
عن الله، ويختلف عنه، ومنفصل تماما عن وجه الله الاب لا يراه الابن ولا يستطيع
وصفه. يعرف الابن الاب تماما ولا على الوجه الاكمل، ولا يمكنه رؤيته على الوجه
الاكمل ولا يعرف الابن حتى جوهره الخاص. فقد خلق لاجلنا، حتى يخلقنا الله به، كما
باداة. ولم يكن ليوجد، لو لم يرد الله خلقه. وعندما سالهم البعض ان كلمة الله يمكن
ان يتغير كما تغير الشيطان، لم يخشوا الاجابة:

نعم
يمكنه ذلك. فطبيعته معرضة للتغير، لانه مخلوق فهو معرض للتغير.

 

وقد
اجتمعنا مع الاساقفة مصر ولييبيا، بعدد المائة، وأدنا اريوس ومحازبيه الذين قالوا
بهذا التعليم بسفاهة. لكن اوسابيوس استقبلهم وسعوا معا الى خلط الكذب بالحقيقة،
والكفر بالايمان القويم. لكنهم لن ينتصروا، لان الحقيقة تنتصروا، لان الحقيقة
تنتصر، وليس هناك من شركة بين النور والظلام، ولا بين المسيح وبليعال.

من
سمع مثل هذه الاشياء؟ ومن يسمعها الان، ولا يسد أذنيه حتى لا يصغى الى مثل هذه
الكلمات المقززة؟ ومن يسمع يوحنا قائلا “فى البدء كانت الكلمة

 

من
سمع مثل هذه الاشياء؟ ومن يسمعها الان، ولا يسد أذنيه حتى لا يصغى الى مثل هذه
الكلمات المقززة؟ ومن يسمع يوحنا قائلا: ” فى البدء كان الكلمة ” ولا
يدين من يقول: ” كان هناك وقت لم يكن فيه “؟ ومن يسمع كلمات الانجيل
هذه: ” ابن الله الوحيد “27، ” به كان كل شى “28، لا يمقت
أولئك الذين يؤكدون ان الابن واحد من المخلوقات؟ فكيف يمكنه ان يكون واحدا من
الاشياء التى كونت به؟ وكيف يمكن ان يكون الابن الوحيد، ذلك الذى يضعونه فى مرتبة
كل الاشياء، التى كونت به؟ وكيف يمكن أن يكون الابن الوحيد، ذلك الذى يضعونه فى
مرتبة كل الاشياء، وفى فئتهم ومن صنفهم؟ وكيف ينتج من العدم، بينما الاب يقول:
“جاش قلبى بكلمة طيبة “29، ” من الرحم قبل الفجرولدتك “30؟
وكيف يكون فى جوهر غير مشابه للاب، وهو صورة الاب التامة وشعاع مجده 31، وهو يقول:
” من رانى راى الاب “32؟

 واذا
كان الابن الكلمة وحكمة الاب، فكبف يكون هناك وقت لم يكن فيه؟ هذا يعنى كانهم
يقولون، انه كان هناك وقت كان فيه الاب بدون كلمة ولا حكمة.

وكيف
كون معرضا للتغير والتحول الذى يقول عن نفسه: ” ان الاب فى وانا فى الاب
“33 ” وانا الاب واحد “34، والذى قال بالنبى: ” فانى انا الرب
لا اتغير “35.؟ حتى ولو ظننا ان هذه الكلمات قالها الاب نفسه، فمن الملائم
الان ان نقول من الكلمة، الذى صار انسانا ولم يتحول، لكن كما قال الرسول: ”
ان يسوع المسيح هو هو، أمس واليوم وللابد “36. ومن اقنعهم انه صنع من اجلنا،
بينما يقول القديس بولس: ” من اجله كل شى، وبه كل شى وجد “37؟ أما
بالنسبة لتجديفهم، ان الابن لا يعرف الاب على وجه كامل، فيجب الا نندهش منه، نظرا
لانهم قرروا محاربة المسيح، فهم يزدرون ايضا كلمات الرب نفسه الذى يقول: ”
كما ان ابى يعرفنى، انا اعرف ابى “38 فاذا لم يعرف الاب الابن اذا الا جزئيا،
فمن الواضح ان الابن لا يعرف الاب الا جزئيا. ولكن اذا لم يكون صحيحا التكلم هكذا،
وان الاب يعرف الابن تماما، فمن الجلى ان الكلمة، كما يعرف الاب كلمته، يعرف اباه
ايضا وقد فندنا غالبا اقوالهم وتفسيرتهم للكتاب المقدس. لكنهم يتبدلون من جديد،
ويتلونون مثل الحرباء. ساعتين الى انتحال ما يقوله الكتاب، وتطبيقه على انفسهم:
” اذا دخل الشرير دخل الازدراء “39 وصحيح ان قبلهم قد نشات هرطقات، سقطت
فى الغباء بسبب التهور المفرط. لكن هؤلاء يجهدون بكلامهم، لهدم الوهية المسيح، فقد
برروا كل الهرطقات، بحيث انهم اقتربوا اكثر من المسيح الدجال. لهذا السبب طردوا من
الكنيسة وأبسلوا.

نحن
نتالم لضلالهم، انهم قبلوا فى السابق تعاليم الكنيسة، ثم تخلوا عنها،لكن هذا لا
يذهلنا.فقد حصل هذا ايضا مع هومنايس وفيليطس 40، وقبلهما يهوذا الذى بعد ان تبع
المخلص، خانه فيما بعد وتخلى عنه.

ولم
نكن، بالنسبة لهؤلاء، غير حذرين وغير منتهين لان الرب قال: ” ايكم ان يضلكم
احد! فسوف ياتى كثير من الناس منتحلين اسمى يقولون: انا هو، فقد حان الوقت فيضلون
اناسا كثيرين. فلا تتبعوهم “41. ويكتب بولس ما تعلمه عن المسيح: ” ان
بعضهم يريدون فى الازمنة الاخيرة عن الايمان، ويتبعون ارواحا مضلة زمذاهب شيطانية
“42. زبما ان ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، قد أوصى بهذا الامر، وفسره بواسطة
الرسول حول هولاء الاشخاص، فنحن عن الصواب وحق، قد رشقنا بالحرم هولاء الاشخاص الذين
سمعنا كفرهم بانفسنا، واعلناهم غرباء عن الكنيسة الجامعة وعن الايمان.

نحن
نعلم تقواكم بهذا، ايها الزملاء فى الخدمة،، المحبوبون والمكرمون جدا، لكى لا
تقبلوا احد منهم، اذا ما جاء عندكم، وحتى لا تصغوا الى اوسابيوس ولا الى اى شخص
يكتب لصالحهم. نحن المسيحيين، يجب ان نبتعد ونتجنب كل الذين يقولون ويفكرون ضد
المسيح: انهم اعداء الله، ومفسدو النفوس، ويجب ان لا نحييهم، حتى لا نكون مشاركين
اطلاقا فى جرائمهم، كما أوصانا يوحنا الطوباوى 43. حذروا الاخوة الذين معكم وسلموا
عليهم، يسلم عليكم الاخوة الذين معنا.44

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى