علم

فى البدء كان الكلمة



فى البدء كان الكلمة

فى
البدء كان الكلمة

فادى
أليكساندر

تفسير القديس كيرلس لقول يوحنا البشير

فى البدء كان الكلمة. والكلمة كان عند الله وكان
الكلمة الله
(يو 1: 1)

هذا
المقال الذى ستقرأه ايها الصديق الاّن , هو تفسير القديس كيرلس السكندرى الكبير
للمدخل اللاهوتى الذى وضعه يوحنا فى بداية تدوينه لأنجيل المسيح “فى البدء
كان الكلمة , والكلمة كان عند الله. وكان الكلمة الله”. فهذه البداية التى
كانت ولازالت منبعا يستقى منه الانسان ما وراء العقل حول كينونة القدير وتثليث
طبيعته البسيطة. انطلق القديس كيرلس ببراعة فى شرح هذه الاية , مبيناً لاهوت
الكلمة وأزليته , شارحا بتفصيل وتدقيق معنى اجزاء الاية الثلاث , فأنقسم شرحه
للأية الى ثلاث فصول: الاول هو شرح الكلمات “فى البدء كان الكلمة” ,
الثانى هو شرح الكلمات “الكلمة كان عند الله” واخيرا شرح الكبير الكلمات
“و كان الكلمة الله”. ان تفسير القديس كيرلس لهذا المطلع لا يُعد فقط
شرحا وتفسيرا لاهوتيا عميقا , وانما اكثر من هذا بكثير فيشمل الرد على شبهات كثيرة
يثيرها اعداء الايمان حول المدلول اللاهوتى لهذه الاية!!!

 

اخذنا
الترجمة العربية لتفسير هذه الاية من:

تفسير
انجيل يوحنا , القديس كيرلس الكبير السكندرى , الجز
ء الاول ,
الكتاب الاول , الفصول الاول الثانى والثالث , المركز الارثوذكسى للدراسات
الابائية , ص 8 – 16.

 

ثم
سنتبع تفسير القديس كيرلس لنص الاّية بملحق وهو رد القس عبد المسيح بسيط ابو الخير
على شبهة مُتعلقة بنص الاية محل البحث الان.

 

هذا
المقال هو الاول من سلسلة مقالاتنا الاعدادية , والتى فيها سنتبع تفصيل كتابات
الاباء رداً على شبهات اعداء الايمان , هذه السلسلة لست سوى مُعدا لها , عن طريق
التحويل الى صورة رقمية او التجميع وما الى ذلك.

 

“مقدمة القديس كيرلس”

ماذا
يقولون عن “في البدء كان الكلمة؟” هل هذا يعني أن الابن ليس الله؟ لأن
الأسفار الإلهية تقول: “لا يمكن أن إلهة جديدة في وسطك” (مز 81: 9)،
فكيف لا يكون الابن إلهاً جديداً إذا كان قد ظهر فقد في الزمان؟ وكيف لا يكون
كاذباً وهو يقول لليهود: “الحق أقول لكم إن يكون إبراهيم أنا كائن” (يو
8: 58). أليس من الواضح بل ما يعترف به الكل أن المسيح ولد من العذراء القديسة بعد
إبراهيم بعصور كثيرة؟! وكيف يمكن أن يصبح للكلمات “في البدء كان الكلمة”
أي معنى إذا كان الابن الوحيد جاء إلى الوجود في الزمان؟ انظروا
أرجوكم من الأدلة التالية كيف تصبح غباوة ظاهرة أن يقضي على الميلاد
الأزلي للابن إذا سمح للذهن بأن يتصور أنه جاء إلى الوجود في الأزمنة الأخيرة، إن
نفس كلمة “البدء” سوف تقودنا إلى معانٍ أعمق.

 

“في البدء كان الكلمة”

لا
يوجد ما سبق البدء. إذا ظل البدء بالحق بدأ، لأن بدء البدء مستحيل، وإذا تصورنا أن
شيئاً ما سبق البدء تغير البدء ولم يعد بدءاً بالمرة. وإذا تصورنا أن شيئاً يمكن
أن يسبق البدء، فإن اللغة الإنسانية سوف لا تمكننا من الكلام لأن ما سبق البدء هو
البدء المطلق والحقيقي ويصبح ما بعد ذلك ليس بدءاً بالمرة.

إذاً
لا بدء للبدء حسب دقة المنطق، وتظل حقيقة البدء غير مدركة، لأن إدراكها يجعل البدء
يفقد كونه أنه البدء. وحيث أننا مهما عدنا إلى الوراء فأننا نعجز عن الوصول إلى
البدء مهما حاولنا، فإن هذا يعني أن الابن لم يخلق بالمرة، بل هو كائن مع الآب
لأنه “كان في البدء”. وإذا كان في البدء فأين هو العقل الذي يستطيع أن
يتخطى كلمة “كان” ويتصور أن الابن جاء إلى الوجود في الزمان، إن كلمة
“كان” سوف تظل كما هي “كان” تتحدى وتسبق كل البراهين، بل تجوز
أمام كل الأفكار التي تحاول عبثاً أن تدركها.

لقد
أصابت الدهشة النبي أشعياء عندما قال “وميلاده من يخبر به؟ لأن حياته رفعت من
الأرض” (أش 53: 8). وحقاً لقد رفع من الأرض تماماً كل أثار الميلاد الأزلي
لأنه يفوق الإدراك، وإذا كان فوق الإدراك فكيف يمكن أن نقول إنه مخلوق، لأننا نقدر
أن نحدد بوضوح زمن بداية المخلوقات وكيفية وجودها، أما البدء فنحن نعجز عن أن نحدد
زمن بدايته.

 

نظرة
أخرى مختلفة إلى عبارة

“في
البدء كان الكلمة”

ليس
من الممكن أن نعتبر “البدء” خاصاً بزمان مهما كان، لأن الابن الوحيد هو
قبل كل الدهور، والطبيعة الإلهية تغلق حدود الزمن، فهي كما هي لا تتغير حسبما قيل
في المزمور عن الله: “أنت هو وسنوك لن تفنى” (مز 102: 27)، فالبدء الذي
يمكن قياسه بالزمان أو المسافات سوف يتعداه الابن، فهو لا يبدأ في زمان أو مكان بل
هو بلا حدود فهو بالطبيعة الله ويصرخ “أنا هو الحياة” (يو 14: 6)، ومع
أن كل بداية لا يمكن أن تكون بلا نهاية لأن البداية تسمى بداءة من زاوية خاصة وهي
وجود نهاية لها، وكذلك النهاية تسمى نهاية بسبب وجود بداية لها. وهذه البداية خاصة
بالزمان والمسافة، ففي الزمان والمسافة. البداية تعني نهاية والعكس. أما بالنسبة
للابن فالبدء ليس بدءاً زمنياً ولا جغرافياً، فهو أزلي وأقدم من كل الدهور، ولم
يولد من الآب في الزمان لأنه “كان” مع الآب، مثل الماء في الينبوع، أو
كما قال هو “خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم” (يو 16: 28). فإذا
اعتبرنا الآب المصدر أو الينبوع، فإن الكلمة كان فيه لأنه حكمته وقوته وصورة جوهره
وشعاع مجده. وإذا لم يكن وقت كان الآب فيه بلا حكمة وكلمة وصورة وشعاع. فإنه من
الواضح أن الابن الذي هو حكمة وكلمة وصورة الآب وشعاع مجده أمر لا يحتاج إلى إقرار
منا، فهو أزلي مثل الآب الأزلي، وإلا كيف يوصف بأن صورته الكاملة ومثاله التام،
إلا إذا كان له بوضوح ذات الجمال الذي هو على صورته.

 

هل
من اعتراض على أن الابن في الآب مثل الماء في الينبوع، أو أن الآب هو الينبوع؟ أن
كلمة ينبوع تعني هذه المعية. لأن الابن في الآب وهو من الآب، ليس كمن يأتي من
الخارج في الزمان، بل هو من ذات جوهر الآب، يشع مثل الشعاع من الشمس أو صدور
الحرارة من النار. هذه الأمثلة تعني أن نرى كيف يولد أن يصدر شئ من شئ، وفي نفس
الوقت لا يصدر متأخراً أو بعد زمن، أو أن تكون له طبيعة مختلفة بل يصدر الشئ من
الشئ ويظل كائناً معه لا ينفصل عنه، بل لا يمكن لأي منهما أن يوجد بدون الآخر، فلا
شمس بلا شعاع ولا شعاع بدون شمس تشعه من داخلها. ولا نار بلا حرارة ولا حرارة إلا
من نار. فالانفصال يعني أن يفقد الشيئان معاً الطبيعة التي تميزهما، فكيف تصبح
الشمس شمساً بلا أشعة وكيف تصبح النار ناراً بلا حرارة.

وكما
أن هذه الأشياء التي تصدر بعضها عن البعض تجعل وجودها معاً أمراً ضرورياً لا
انفصال فيه بل تظل دائماً بمصدرها وتحتفظ بطبيعة المصدر، هكذا الأمر مع الآب
والابن. لأننا نعتقد ونقول أنه في الآب ومن الآب. وهذا يعني أنه ليس كائناً غريباً
أو جاء في الترتيب بعد الآب، بل هو فيه ومعه دائماً ويشرق منه دائماً حسب الميلاد
الإلهي الأزلي غير المدرك.

 

ولذلك
وصف القديسون الله الآب بأنه هو “بدء” الابن، وكانوا يقصدون من ذلك أنه
مع الآب لأن المزمور بالروح القدس يقول عن الظهور الثاني بالجسد لمخلصنا يقول عنه
كابن “معك البدء في يوم قوتك في بهاء قديسيك” (مز 110: 3س)* ويقول قوة الابن هو اليوم الذي سوف يدين
فيه العالم ويعطي كل واحد حسب أعماله
. وحقاً سوف يأتي مع الآب لأنه في الآب،
وهو البدء غير المبتدئ للطبيعة الإلهية، وهي التي تجعل الآب البدء بالنسبة للابن
من ناحية المعية لأن الابن من الآب.

 

“في
البدء كان الكلمة” سوف يقودنا هذا الشرح إلى أفكار كثيرة متعددة وجوانب
مختلفة لمعنى “البدء” وسوف نتتبع كل هذه الأفكار في غيرة شديدة مثل كلب
الصيد الذي يطارد الفريسة ولا يتوقف حتى يقتنصها، وهكذا سوف نقتفي أثار التعاليم
الإلهية ودقة الأسرار. لقد قال المخلص “فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها
حياة وهي تشهد لي” (يو 5: 39).

 

والإنجيلي
المبارك
على ما يبدو لي يسمى الآب “البدء Archi” أي القوة
والسيادة التي على الكل أي الطبيعة الإلهية التي فوق الكل والتي تحت أقدامها تستقر
الطبائع المخلوقة التي هي كائنة ومدعوة للوجود بسبب إرادة اللاهوت.

 

في
هذا “البدء
Archi” الذي هو فوق الكل وعلى الكل “كان الكلمة”، ليس من
الطبائع المخلوقة التي تحت قدمي البدء وإنما عالياً عنها جميعاً لأنه “في
البدء” أي من ذات الطبيعة والكائن دائماً مع الآب، وله طبيعة الذي ولده كمكان
أزلي قبل الكل. لذلك هو مولود حر من الآب الحر، ومنه ومعه له السيادة*
Archi
على الكل. وما هو المقصود من هذه النقطة بالذات؟

 

لقد
أدعى البعض
كما أشرنا أن الكلمة دعى إلى الوجود أولاً عندما أخذ هيكله من العذراء مريم
وصار إنساناً لأجلنا. وما نتيجة هذا الأدعاء؟ وماذا يحدث لو كان الابن حقاً كما
يدعون مخلوقاً مثل كل المخلوقات، وجاء إلى الوجود من العدم وله اسم وحقيقة
العبودية وصفات الطبيعة المخلوقة. ومَنْ من الطبائع المخلوقة يمكنه بحق أن يهرب من
الخضوع لسلطة الله الرب الذي هو على الكل؟ ومَنْ من الكائنات يتوقف عن الخضوع
للسيادة والقوة والربوبية التي على الكل؟ والتي يشير إليها سليمان حينما يقول
“عرش المملكة يثبت بالبر” (أم 16: 12). وما هو العرش الذي له السيادة
على الكل؟ يقول الله بواسطة أحد القديسين “السماء هي عرشي” (أش 66: 1).
ولذلك فالسماء مستعدة للبر، وهذا يعني أن الكل خاضع لعرش الله في السماء أي كل
الأرواح المقدسة المستعدة لخدمته.

 

لهذا
السبب بعينه يهجم الإنجيلي المباركة بقوة على الذين يعلمون بِأن الابن يحسب في
عداد المخلوقات الخاضعة لسلطة عرش الله وأنه تحت السيادة
Archi، ويصرح الإنجيلي ضد هؤلاء جميعاً معلناً أن الابن ليس من
المخلوقات بالمرة بل هو حر تماماً من العبودية، لأنه من ذات جوهر الآب وله ذات
السيادة ويعلن عن طبيعته بقوله “في البدء كان الكلمة”.

 

ولكي
يقضي تماماً على هذا الرأي يضيف إلى كلمة “البدء” فعل “كان”
لكي ندرك أن الكلمة ليس حديثاً “بل أزلياً” وقبل كل الدهور. والفعل
“كان” وضع هنا لكي يحمل كل مفكر إلى أعماق سيحقه وهي الميلاد الأزلي غير
المدرك الذي هو فوق الزمان. وفعل “كان” هو فعل مطلق لا يمكن أن يتوقف
لاسيما إذا اقترن “بالبدء”، و”كان” تعلو على الزمان ولا يمكن
قياسها، فهي دائماً تسبق الفكر، ومهما حاول العقل أن يتصور أنه وقف عند
“كان” يجد بعد ذلك أن النقطة التي توقف عندها هي أقل بكثير من فعل
“كان”.

 

إذن
“فالكلمة كان في البدء” أي كان في السيادة على الكل، وله صفات الربوبية
لأنه من الله ومادام هذا هو الصحيح فكيف يمكن أن يقال أنه خلق؟! وكيف ينطبق هذا
الإدعاء على معنى فعل “كان”؟ وكيف يمكن مصالحة الذي “لم يكن”
مع الذي “كان”؟ وأي مكان هناك بالمرة لعبارة “لم يكن” فيما
يخص الابن؟

 

“والكلمة كان عند الله”

بعد
أن عرى الرسول الذين يدعون أن الابن الكلمة مخلوق، وهؤلاء الذين عفي عليهم الزمان
لأنهم بلا إدراك، فالعبارة “في البدء كان الكلمة” تقفل باب الإدعاء بأن
الابن يحسب في عداد الكائنات المخلوقة، وبعد أن جردهم من كل الأفكار الغبية بهذه
العبارة “في البدء كان الكلمة” يتقدم لمحاربة هرطقة فاسدة أخرى. مثل
فارس عظيم ثابت له صبر لا ينتهي بل يفرح بالأتعاب والجهاد ويشد حقويه ويرتدي عدة
القتال أو مثل فلاح ينزع من حقله كل الأشواك وينزعها واحدة واحدة، ويدور حول الحقل
عدة مرات لكي يجمع كل شوكة على حدة ويضعها كلها واحدة واحدة ويبحث عن جذور الأشواك،
هكذا صار الرسول يوحنا الذي عرف أن كلمة الله “حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي
حدين” (عب 4: 12)، وعندما أدرك خطورة هؤلاء نازلهم بقوة لكي ينزع الجذور
المرة الشريرة للمقاومين للحق، وبقوة وثبات ينزعهم من كل ناحية ويقدم لمن يقرأ
إنجيله خدمة الدفاع عن الإيمان الصحيح.

 

لندرك
حذر هذا الذي حمل الروح في داخله، لقد كتب أن الكلمة كان “في البدء”
Archi أي “في الله الآب”، ولكن لأن عين ذهنه قد استنارت، لم يجهل
أن البعض سوف يقومون بجهل شديد ليدعوا أن الآب والابن واحد وأنهما غير متمايزين
إلا في الأسماء فقط، وأنه وليس في الثالوث أقانيم. وتمايز الأقانيم يعني أن الآب
هو فعلاً آب وليس أبناً وكذلك الابن هو ابن وليس أباً، حسب كلمة الحق* وضد هذه الهرطقة يسلح نفسه لكي يقضى
عليها ويهاجم من جانب بقوله “في البدء كان الكلمة” ثم يهاجم من جانب آخر
بقوله “والكلمة كان عند الله” وفي كلتا الع
بارتين استخدم فعل
“كان” لضرورة تأكيد أن ميلاده كان أزلياً. وبقوله “والكلمة كان عند
الله” أكد أنه متمايز وأقنوم آخر غير أقنوم الآب الذي معه الكلمة.

 

والذين
ينكرون الأقانيم لا يدركون أن الواحد الذي بلا أقانيم لا يمكن أن نقول أنه
“معه” أو كان “معه”، فهو وحده بذاته. هذا الأمر يستدعي مناقشة
الهرطوقي لكي يدرك أن ادعاءه لا يتفق مع المعرفة الصحيحة وسوف نعلم في المقاطع
التالية من خلال أسئلة واضحة ومحددة خطأ الهراطقة.

 

براهين
مأخوذة من شهادات الأسفار تبرهن أن الآب أقنوم

والابن
أقنوم آخر وأن الروح القدس يحسب معهما الأقنوم الثالث

رغم
أننا لا نخصص كلاماً عن ألوهية أقنوم الروح القدس.

 

الابن
هو من الجوهر نفسه مع الآب، والآب هو من الجوهر نفسه مع الابن، وكلاهما مساوي ومثل
الآخر تماماً بلا تغيير حتى أننا نرى الآب في الابن، والابن في الآب. وكلاهما يشرق
من خلال الآخر مثلما قال المخلص نفسه “الذي رآني فقد رأي الآب، وأنا في الآب
والآب فيَّ” (يو 14: 9، 10). ومع أن الابن في الآب والآب في الابن وهو مثل
الآب الذي ولده تماماً في كل شئ، ويعلن الآب في ذاته بلا نقص، إلا أن هذا لا يعني
أن الابن فقد أقنومه المتميز، ولا أن الآب فقد أقنومه الخاص به، فالتماثل التام
بين الأقانيم لا يعني اختلاط الأقانيم حتى أن الآب الذي منه يولد الابن يصبح بعد
ذلك أبناً، ولكن الطبيعة الإلهية الواحدة نفسها هي للأقنومين مع تمايز كل منهما
حتى أن الآب هو الآب والابن هو الابن وأيضاً الروح القدس يحسب معهما إلهاً مثل الآب
والابن.

 

أولاً:
لو كان الابن أباً أيضاً فما هو معنى تمايز الأسماء؟ لو كان الآب لم يلد أحداً من
ذاته فلماذا يدعى الآب؟ ولماذا يدعى بهذا الاسم لو كان غير مولود من الآب؟ أن
تمايز الأسماء يعني تمايز الأقانيم وحيث أن الأسفار المقدسة تعلن أن الابن مولود
من الآب
وهذا هو الحق فإننا ندرك أن له أقنوم متميز كما أن الآب له أقنوم متميز مثل
تمايز الوالد عن المولود.

 

ثانياً:
يكتب الطوباوي بولس في رسالته إلى الفيليبيين عن الابن “الذي إذ كان في صورة
الله لم يحسب مساواته لله اختلاساً” (في 2: 6). فمن هو الذي لا يحسب مساواته
لله اختلاساً؟ فالتمايز هنا ظاهر لأن الذي هو صورة الله متمايز عن الأصل. وهذا هو
الحق الذي يؤمن به الكل. فالآب والابن ليسا واحداً في الأقنوم بل كل منهما أقنوم
يمكن رؤيته في الآخر بسبب وحدة الجوهر، لأنهما إله من إله، الابن من الآب.

 

ثالثاً:
“أنا والآب واحد” (يو 10: 30) هكذا قال المخلص مؤكداً أن له كيان خاص
متمايز عن كيان الآب. وإذا لم يكن هذا هو الحق الواضح فلماذا قال “أنا
والآب” كان عليه الاكتفاء بكلمة “واحد”. ولكن حيث أنه أعلن ماذا
يقصد بالكلام عن اثنين فقد قضى تماماً على إدعاء المخالفين لأن “أنا والآب”
لا يمكن أن تعني أنهما أقنوم واحد بل واحد في الجوهر.

 

رابعاً:
عن خلق الإنسان نسمع صوت الله يقول: “نخلق الإنسان على صورتنا كشبهنا”
(تك 1: 16)، فلو كان الله أقنوماً واحداً بلا تعدد وليس ثلاثة أقانيم فمَنْ الذي
كان يتكلم مع مَنْ؟ ويقول له “نخلق الإنسان على صورتنا” ولو كان الله
أقنوماً واحداً لقال “أخلق الإنسان على صورتي”. لكن الكتاب لم يذكر ذلك،
ولكن حيث أن صيغة الجمع استخدمت “صورتنا” فإنها تعلن بصوت قوي أن أقانيم
الثالوث هي، هي أكثر من واحد.

 

خامساً:
لو كان الابن هو إشعاع (بهاء) الآب، “كنور من نور” (عب 1: 3) فكيف لا
يمكن متمايزاً عنه وله أقنومه الخاص لأن البهاء غير البهي “الإشعاع غير
المشع”.

 

سادساً:
يعلن الابن أنه من جوهر الأب بقوله “خرجت من عند الآب وأتيت إلى العالم
…… وأيضاً أمضي إلى الآب” (يو 16: 28)، فيكف لا يكون أخراً
ومتمايزاً عن الآب في الأقنوم؟ إلا تؤكد كل الأدلة لنا أن الذي يخرج من آخر يعني
أنه متمايز عن الآخر والعكس طبعاً غير صحيح.

 

سابعاً:
بالإيمان بالله الآب وابنه يسوع المسيح وبالروح القدس نحن نتبرر، ولذلك يأمر
المخلص نفسه تلاميذه قائلاً “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب
والابن والروح القدس” (مت 28: 29). فإذا كان اختلاف الأسماء لا يعطينا
الاعتقاد بأن الأقانيم ثلاثة فما الفائدة من استخدام الأسماء الثلاثة؟ إذا كان من
يتكلم عن الآب يعني الابن أو من يتكلم عن الابن يعني الآب فما الداعي إلى الوصية
بأن يعتمد المؤمنون باسم الثالوث وليس باسم واحد؟ ولكن لأن الطبيعة الإلهية هي
الثالوث فمن الواضح أن كل الطبيعة الإلهية فأن اللاهوت واحد وكل أقنوم يعبد مع
الأقنومين الآخرين.

 

ثامناً:
تقول الأسفار الإلهية بأن مدن السادوميين قد أحرقها غضب الله وتصف هذا الخراب
بالقول “وأمطر الرب على سادوم ناراً
…… من عند الرب” (تك 19: 24)، وهذا هو نصيب وكأس (مز 11: 6)،
الذين يرتكبون مثل هذه الخطايا. ولكن من هو الرب الذي أمطر ناراً وكبريتاً من عند
الرب وأحرق مدن السادوميين؟ من الواضح أنه الآب الذي يعمل كل شئ بالابن، لأنه هو
ذراعه القوي وقوته، فهو الذي جعله يمطر ناراً على السادوميين ولذلك قيل “أمطر
الرب من عند الرب”، فكيف لا يعلن هذا أن الآب هو آخر غير الابن وأن له أقنومه
المميز وكذلك الابن غير الآب وله أقنومه المميز لأن الواحد هذا يظهر أنه من الآخر.

 

تاسعاً:
عندما تحرك المرنم بروح النبوة وعلم ما سيأتي قال في المزامير وهو يعلم أن الجنس
البشري لا يمكن أن يخلص إلا بظهور ابن الله الذي يحول كل شئ حسب إرادته، لذلك تنبأ
عن مجئ الابن إلينا لكي ينقذ الذين هم تحت الفساد والموت وسلطان الشيطان فقال لله
الآب “أرسل نورك وحقك” (مز 43: 3)، فما هو النور؟ وما هو الحق؟ لنسمع
الابن نفسه يقول: “أنا النور” وأيضاً “أنا الحق” (يو 8: 12؛
14: 6) فإذا كان نور الآب وحقه هو الابن الذي سيأتي إلينا. فكيف لا يكون الابن
أقنوماً متميزاً عن أقنوم الآب رغم أنه واحد معه في الجوهر ومماثل له تماماً؟ وإذا
تخيل أحد أن هذا ليس كذلك وأن الابن والآب هما أقنوم واحد، فلماذا لا يصرخ المرنم
الذي سكن فيه الروح القدس فصاغ صلاته قائلاً “تعال أيها النور والحق”؟
ولكن حيث يقول “أرسل” فهو يعرف جيداً أن الواحد متميز عن الآخر فالواحد
أي الآب يرسل والابن هو الذي يرسل والإرسال نفسه يؤكد لنا تمايز الأقانيم.

 

عاشراً:
تقول الأسفار الإلهية أنه “بالابن خلقت كل الأشياء سواء ما في السماء أو على
الأرض ما يرى وما لا يرى” (كو 1: 16)، هكذا نؤمن ونعبد حسب الحق ونصعد في
طريقنا إلى الحق والإيمان السليم حسب العقيدة الصحيحة. فما هو المعنى الدقيق
“بالابن”؟ من الواضح أن هذا يعني أن الذي يصنع هو غير الذي يتم بواسطته
العمل لأن الآب إذا كان يعمل كل شئ “بالابن” فمن الواضح أن له أقنوماً
متميزاً ويصبح تعبير “بالابن” قادراً على التعبير عن أقنومين. وعلى
المخالفين أن يقولوا لنا كيف يفهمون تعبير “بالابن”؟ وكيف يعمل الابن
إذا كان هو أقنوماً واحداً مع الآب. ولكني أظن أنهم سيصابون هنا بالارتباك. ولكن
حيث أن الأسفار المقدسة تعلن أن الآب عمل كل الأشياء بالابن، ونحن نؤمن بهذا وكذلك
أظن أنهم أيضاً يؤمنون به. فكيف لا يكون ضرورياً أن نفهم أن الآب يوجد متميزاً
بنفسه، وهكذا الابن أيضاً متميز بنفسه، وهذا لا ينفي بالمرة أن الثالوث القدوس
يكون له الجوهر الواحد نفسه.

 

“وكان الكلمة الله”

ذلك
الذي حمل الروح في داخله لم يجهل أنه سوف يقوم البعض في الأيام الأخيرة يقاومون
جوهر الابن الوحيد وينكرون الرب الذي اشتراهم (2بط 2: 1)، بالافتراض أن الكلمة
الذي ظهر من الله الآب ليس بالطبيعة الله. وهؤلاء يجعلونه على هذا النحو إله مزيف
نال اسم الألوهية دون استحقاق وأسم النبوة وهو ليس كذلك. هؤلاء يأخذون كفر اليهود
الذي استعان به آريوس وتسكن فيهم كلمة الموت والكفر ويصبح “لسانهم سهم قتال
يتكلم بالخداع” (أر 9: 8).

 

ولأن
بعض هؤلاء يقاومون كلمات الحق وكأنهم يقولون للإنجيلي القديس “الكلمة عند
الله” نحن نوافق على هذا وبكل ارتياح نوافق على ما كتبت ولكن الآب كائن وحده
منفصل عن الابن وكذلك الابن كائن وحده منفصل عن الآب. فما هي طبيعة الابن؟ وأن
وجوده عند الله الآب لا يعلن شيئاً عن جوهره ولكن حيث أن الأسفار الإلهية تعلن
إلهاً جديداً فأننا مستعدون للاعتراف بالآب فقط الذي كان الكلمة عنده. فماذا يجيب
بشير الحق. ليس فقط بأن “الكلمة عند الله” بل “وكان الكلمة
الله” لكي تعلن وجوده مع الله وتمايزه عن الآب وأنه أقنوم آخر غير أقنوم الآب،
ولكن في نفس الوقت الله، ومن الجوهر نفسه الذي للآب وهو منه بالطبيعة لأنه إله من
إله. لأنه من غير المعقول أن يكون اللاهوت واحداً ولا يكون هناك تماثل تام في
الصفات الإلهية بين الأقانيم أو أن لا تكون الأقانيم متساوية، لذلك يقول عن الابن
أنه “كان الله” ولم يصبح كذلك في وقت معين، بل كان دائماً وأزلياً الله،
لأن ما يحدث في الزمان أو ما لا وجود أزلي له، ثم يوجد بعد ذلك، لا يكون إلهاً
بالطبيعة.

 

فإذا
كان الكلمة موجوداً منذ الأزل “بكلمة كان” ومساوً للآب في الجوهر لأنه
الله، فمن ذا الذي يشك في ألوهيته ولا يحل به العقاب. أو من يظن أنه أقل من الآب أو
مختلف عن الآب الذي ولد منه، فمن لا يرتعد من هذا الانحدار في الكفر ويتجاسر وينطق
بهذه الأمور للآخرين وهم “لا يفهمون ما يقولون
ولا ما يقررونه” (1تي 1: 7).

 

أما
حقيقة الابن الذي هو حق من الآب وليس أقل من الآب فهذا ما سوف تؤكده الحقائق
التالية:

أولاً:
تدعو الأسفار الإلهية بالابن بأسماء كثيرة ومختلفة. فهو يسمى أحياناً “حكمة
وقوة الآب” مثلما قال بولس “المسيح قوة الله وحكمة الله” (1كو 1: 24)،
ودعى أيضاً “النور والحق” مثلما رتل أحد القديسين في المزامير
“أرسل لي نورك وحقك” (مز 30: 3). ويدعي أيضاً “البر”
“أحيني في برك” (مز 119: 40). لأن الآب يحيي في المسيح كل الذين يؤمنون
به، ويدعي أيضاً “مشورة الآب” كما قيل “أنت سوف تقودني
بمشورتك” وأيضاً “مشورة الرب فتثبت إلى الأبد” (مز 73: 24؛ 33: 11).
فإذا كان الابن هو كل هذا بالنسبة لله الآب فكيف يمكن قبول انحراف آريوس وهو غباوة
الإنسان الكاملة؟ ومن يمكنه بعد أن يسمع كل هذه الأسماء أن يقول أن الابن أقل من
الآب لأنهم لو كانوا على صواب فأننا سوف نصل إلى هذه النتيجة وهي أن الآب ليس
حكيماً كلية، وليس قوياً كلياً، ولا هو نور كلياً، ولا هو حق كلياً، ولا هو بار
كلياً، ولا هو كامل في مشورته إذا كان الابن الذي هو كل هذا بالنسبة للآب، وبسبب
كونه أقل من الآب، يصبح الآب نفسه غير كامل. أليس هذا كفراً فالآب كامل لأن فيه
الصفات كاملة في ذاته. والابن أيضاً كامل لأنه “الحكمة” و”القوة”
و”النور” و”البر” و”مشورة الآب” والذي تبرهن أنه هو
كل ذلك كيف يمكن أن نعتقد أنه أقل من الآب؟

 

ثانياً:
لو كان الابن أقل من الآب وهو يعبد منا ومن الملائكة القديسين، فإن هذا يعتبر
عبادة إلهين، لأن الذي ينقصه الكمال سيظل دائماً غير قادر على أن يصل إلى المساواة
في الجوهر مع الكامل. وما أعظم الفرق بين أن يكون الابن من جوهر الآب وأن يكون
إضافة غريبة إلى اللاهوت. والإيمان ليس هو إيمان بعدة إلهة بل بإله واحد هو الله
الآب مع الابن والروح القدس المتحدين معه. إذن الاتهام الموجه للابن بأنه أقل من
الآب هو لا شئ بالمرة ولا يعتد به. لأنه كيف يمكن أن يكون من هو أقل كمالاً في
وحدة مع الآب الكامل؟ بل كيف يكون متحداً بالطبيعة في وحدة الجوهر مع الآب؟

 

ثالثاً:
إذا كان الابن هو الملء “لأن من ملئه نحن جميعاً أخذنا” (يو 1: 16)، فما
هو مكانه الحقيقي وهو أقل من الآب كما يدعون؟ لأن الأشياء المختلفة تماماً لا يمكن
مصالحتها ووضعها في وحدة. فكيف يكون الابن الملء وفي نفس الوقت أقل من الآب.

 

رابعاً:
إذا كان الابن أقل من الآب وفي نفس الوقت هو الملء ويملأ كل الأشياء. فأين مكان
الآب العظيم في كل شئ إذن؟ لأنه حتى في الأمور المجسمة الذي يملأ الكل لا يترك
مكاناً لغيره بل يصبح هو الأعظم، فكيف في الأمور غير المنظورة؟ فأنهم يدعون أن
الأقل (الابن) يملأ كل الأشياء فماذا ترك للأعظم (الآب)؟

 

خامساً:
إذا كان الله هو فوق كل اسم، والابن الوارث له قد نال الاسم الذي هو فوق كل أسم.
فكيف يوصف بأنه أقل من الآب وفي نفس الوقت له الاسم الذي فوق كل أسم، من الغباوة
أن نفكر أو نقول هذا. فالابن كامل لأنه فوق كل اسم وهو الله.

 

سادساً:
إذا كان الطبيعة الإلهية بلا كم
Quantity فكيف يكون الأقل أقلاً دون أن يكون أقل من غيره.
فكيف نصف الابن الذي هو بالطبيعة الله كأقل من الآب؟ فما هي هذه الدرجة من القلة؟
أليس هذا إدعاء بأن الكم صار كمقياس يقاس به اللاهوت.

 

سابعاً:
يقول يوحنا الإنجيلي عن الابن “أنه لا يعطي الله الروح بكيل” (يو 3: 34)،
للذين يستحقون، فأذن لا يوجد مكيال لدى الابن، فهو لا يمكن قياسه بل يفوق كل
المقاييس لأنه الله، فكيف يقاس الذي لا يقاس ويوصف بأنه أقل؟

 

ثامناً:
إذا كان الابن أقل والآب أعظم، فكل منهما بشكل مختلف يمنح لنا التقديس، يمنحه
الابن بشكل أقل والآب بشكل أعظم، فماذا عن الروح القدس؟ هل سيعمل عملاً مزدوجاً.
أقل مع الابن وأعظم مع الآب؟ والذين سوف يقدسون بالآب سوف يقدسون بشكل كامل، أما
الذين سيقدسون بالابن سوف يقدسون بشكل أقل. هذه غباوة عظيمة، فالروح القدس واحد في
كماله وفي تقديسه وهو يعطى مجاناً من الآب بواسطة الابن طبيعياً، فليس الابن أقل
من الآب الكامل، بل هو يعمل كل شئ مع الآب وله الروح القدس روح الآب الذي ولده.
وهو صالح وكامل وحي وله كيانه الخاص به مثل الآب تماماً.

 

تاسعاً:
إذا كان الابن في صورة ومساواة الآب كما يقول بولس (في 2: 6) فكيف يكون أقل منه؟
لقد كان تدبير الجسد والخضوع الذي يذكره الرسول هنا هو الذي اقتضى أن يؤكد أن
الابن في صورة الآب ومساواة له. فماذا نقول عن الظهور الثاني عندما يأتي من السماء
في الوقت المعين ولن يأتٍ في شكل الاتضاع بل في الكرامة الطبيعية الخاصة به كابن
حسب قوله “في مجد أبيه” (مر 8: 38)، فكيف يكون في مجد الآب الكامل وهو
أقل منه؟

 

عاشراً:
يقول الله الآب على لسان أحد الأنبياء “ومجدي لا أعطيه لأخر” (أش 48: 11)،
ونسأل الذين يكفرون ويحتقرون الابن بل فيه أيضاً يحتقرون الآب “لأن الذي لا
يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله” (يو 5: 23). هل الابن لكونه كما يفترضون،
أقل من الآب هو من الجوهر نفسه الذي للآب أم لا؟ فإذا قالوا أنه من جوهر الآب نفسه
فلماذا يجعلونه أقل من الآب؟ لأن الأشياء التي لها ذات الجوهر ولها نفس الطبيعة لا
يمكن أن يكون فيها من هو أعظم في كيانه من الآخر لأن هذا ضد الاعتقاد وحدة الجوهر.
أما إذا رفضوا قبول حقيقة أن الابن هو من نفس جوهر الآب وتمسكوا بأنه منه، فهذا
يعني أنه غريب عن الآب. فكيف يكون له مجد الآب ذاته؟ وكيف يقول دانيال “وأعطى
له سلطاناً ومجداً، وملكوتاً، لتتعبد له كل الشعوب” (دا 7: 14). وأما أن الله
الآب يكذب عندما يقول “مجدي لا أعطيه لآخر” (أش 48: 11)، أما إذا كان
صادقاً، وقد أعطى مجده للابن، فحينئذ لا يكون الابن غريباً عن الآب، بل هو ثمرة
جوهره ومولوده الحقيقي. والذي يكون له هذا الوضع بالنسبة إلى الآب فيما يخص الجوهر،
لا يكون أقل من الآب.

 

براهين
أخرى متنوعة

إذا
كان الآب ضابط الكل، والابن ضابط الكل، فكيف يكون أقل منه؟ لأن المنطق يحتم علينا
أن غير الكامل هو الذي يرتفع إلى الكامل. وإذا كان الآب هو الرب والابن هو الرب،
فكيف يكون الابن أقل منه؟ كيف يكون الابن حراً إذا كان أقل من الآب في الربوبية
وليس له الكرامة الإلهية في ذاته؟ وإذا كان الآب هو النور والابن هو النور، فكيف
يكون الابن أقل منه؟ فالابن لا يكون النور الكامل إذا كان أقل من الآب. بل ستدركه
الظلمة ويصبح الإنجيلي كاذباً كقوله “والظلمة لم تدركه” (يو 1: 5)، وإذا
كان الآب هو الحياة والابن هو الحياة؟ فكيف يكون الابن أقل منه؟ إن كان الابن أقل
حياة من الآب ستكون الحياة التي فينا ناقصة وحتى إن كان المسيح حالاً في الإنسان
الداخلي بالإيمان (أف 3: 16- 17)، بل ويكون الذين يؤمنون إلى حد ما موتى طالما أن
حياة الابن أقل كمالاً من الآب. ولكن علينا التخلص من هذه الحماقة، وأن نعترف أن
الابن كامل وهو مساوٍ للآب الكامل بسبب مماثلته له في الجوهر بكل دقة.

 

الحادي
عشر: لو كان الابن أقل من الآب وليس من الجوهر ذاته فهو من طبيعة أخرى غريبة وليس
أبناً ولا إلهاً بالمرة. فكيف يدعى أبناً وهو ليس من الآب؟ وكيف يدعى إلهاً وهو
ليس من الله بالطبيعة ولكن حيث أن إيماننا هو بالابن فقط. فنحن
كما يبدو لازلنا في الظلمة ولم نعرف الإله الحقيقي. وهذا طبعاً غير صحيح.
نحن نؤمن بالابن وهذا يعني أننا نؤمن أيضاً بالآب وبالروح القدس. لذلك فالابن ليس
غريباً عن الله الآب كأقل منه، بل له وحدة معه لأنه منه بالطبيعة، ولذلك فهو كامل
ومساوٍ له.

 

الثاني
عشر: إذا كان الله الكلمة الذي أشرق من الله الآب هو بالحقيقة ابن، فهذا يستدعي
بالضرورة أن يعترف المقاومون أنه من جوهر الآب، لأن هذا هو المعنى الصحيح للبنوة،
فكيف يكون الابن أقل من الآب وهو ثمرة جوهره؟ لأن الجوهر الواحد لا يسمح أن يكون
فيه أقل وأعظم، فكل شئ في جوهر الله كامل. أما إذا لم يكن من جوهر الآب فلا يكون
هو أبناً حقيقياً بل شيئاً مزيفاً وِأبناً مزوراً. لأنه إذا لم يكن هناك ابن
بالطبيعة للآب الذي بسببه يدعى الآب أباً فكيف يعرف أنه أب. وهذا افتراض غير صحيح،
لأن الله هو بكل حق الآب كما تصبح بذلك كل الأسفار المقدسة علانية. ولذلك فالذي
يولد منه بالطبيعة هو الابن حقاً، وهو ليس أقل منه، لأنه واحد معه في الجوهر كابن.

 

الثالث
عشر: أن أسم العشيرة أو الأبوة لم يأخذه الله منا نحن، بل نحن الذين أخذناه من
الله. والكلمة الصادقة هي كلمة الرسول بولس التي تصرخ: “الذي منه تسمى كل
عشيرة في السماء وعلى الأرض” (أف 3: 15). ولكن الله هو منذ الأزل، ونحن نتمثل
به لأنه هو المثال ونحن خلقنا على صورته. فكيف نكون نحن على صورته ومثله أي أباء
ولنا أبناء بالطبيعة، وليس في الأرض أبوة
Archetype خلقنا
نحن على مثالها؟ فكيف ننال نحن الأبوة من الله دون أن يكون الله بالحق أباً؟ ألا
يكون هذا ضد طبيعة الأمور أن نكون نحن آباء ويأخذ الله الأبوة منا ويقلدنا نحن،
وليس نحن الذين نتمثل به! أن هذه النقطة بالذات سوف ترغم الهرطوقي على الاعتراف
بأبوة الله رغماً عنه. أن شهادة الحق هي أن كل عشيرة في السماء وعلى الأرض تأخذ
الأبوة من الله وعكس ذلك خطأ واضح. لأن الذي أخبرنا أن كل أبوة تؤخذ من الله هو
الذي قال أن “المسيح يتكلم فيه” (2كو 13: 3). لأنه من الله تنسكب إلى
أسفل كل أبوة. فالله هو الآب وهو بالطبيعة أب للكلمة الذي ولده، والذي هو مثله.
لأننا نحن صورته عندما نلد أبناء لنا لا يصبحون أقل منا بل مساويين لنا في كل شئ
من جهة الطبيعة.

 

الرابع
عشر: على الهرطوقي أن لا يخدعنا بما يقدمه لنا قائلاً: أنه يكرم الابن دون
الاعتراف بأنه من جوهر الآب، كيف يكون أبناً بالمرة دون أن يكون أبناً بالطبيعة؟
وعلى الذين يترددون في الاعتراف بذلك أن يخلعوا قناع النفاق ويجدفون علانية قائلين
أنه ليس الابن ولا الإله. وإذا وبختهم وحكمت عليهم الأسفار الإلهية وجرحتهم كلمات
القديسين كما لو كانت حجارة مقلاع، لعلهم يخجلون من الحق، ويقولون أنه الابن
والإله ويقلعون عن التفكير في أنه أقل من الذي ولده. كيف يكون الكلمة الله وهو أقل
من الآب؟ لأنه كيف يكون ذلك والإنسان نفسه الذي يولد من إنسان آخر ويدعى ابن إنسان
ولا يكون أقل من أبيه في انتسابه للإنسانية، ولا ملاك أعظم من ملاك فيما يخص كونه
ملاكاً. فكيف يكون في جوهر اللاهوت أقل وأعظم. لذلك فالابن بالحقيقة هو الابن
المولود من جوهر الآب وله في نفسه كل خصائص أبيه بالطبيعة. وإذا كان الآب هو الله
بالطبيعة كذلك الابن الكلمة هو الله بالطبيعة لأنه مولود من تلك الطبيعة فكيف يكون
الله إذاً أقل من الله من جهة كونه الله؟

 

الخامس
عشر: لأنكم تجاسرتم أيها السادة على أن تقولوا أن الابن أقل في بعض الأمور من الآب
فما هي هذه الأمور؟ هل الأزلية أحد هذه الأمور؟ فلست أظن أن أحداً يصل به الغباء
إلى القول بأن الابن أقل أزلية من الآب، فالابن قبل كل الدهور وهو خالق كل الدهور.
فالذي صنع الأزمنة لا ينطبق عليه مقياس الزمان، ولا يمكن أن نحدد زمان ولادته من
الآب. وليس الابن أقل من الآب حجماً لأن الطبيعة الإلهية تعلو على مقاييس الأحجام
والأجسام. فكيف هو أقل؟ أفي المجد كما يظن البعض؟ أم في القوة؟ أم في الحكمة؟
عليهم أن يقولوا لنا بدقة كيف أن الآب أعظم؟ أفي المجد والقوة والحكمة؟! إذا كان
الآب يفوق كل المقاييس المقبولة لدى العقل، فمن أين جاءت الجسارة للأريوسيين على
مقارنة الآب بالابن والإدعاء بأن الابن أقل، من الآب وإنكار كرامته الإلهية التي
له بالطبيعة؟ لأن المقارنة بين عظيم وأقل منه في العظمة يمكن برهنتها وإثباتها إذا
وضعناهما معاً ولكن حيث أن كرامة ومجد الآب تفوق الإدراك. فبأي مقاييس يمكن إتمام
المقارنة؟! في هذه الحالة بالذات يسقط الإدعاء بأن الابن أقل من الآب.

 

السادس
عشر: ويمكن الرد على نجاسة الهراطقة الذين قيل عنهم “أعدائنا بلا فهم”
(تث 32: 31س)، وكيف لا يكونون مملؤين من الجهل “لا يفهمون ما يقولون ولا ما
يقرؤونه” (1تي 1: 7). وسبب إدانتنا لهم هو أنهم إذا كانوا يؤمنون بأن الابن
بالحق هو إله مولود من الله الآب، فكيف يكون أقل من الآب؟! هذا التناقض الذي يدل
على جهل مطبق سوف يقود إلى عدة أفكار متناقضة كلها تجاديف لا يجب أن نسمعها. لو
كان الابن هو الله بالطبيعة فكيف تقبل طبيعته الإلهية أن يكون فيها أقل، ويحتاج
الأمر أن يكون فيها أقل، ويحتاج الأمر أن يكون ما هو أعظم من الله. ولو كان
مولوداً من جوهر الآب فكيف يكون أقل من الآب وهو من جوهر الكامل في كل شئ؟! وكيف
يسمح الآب بأن يكون في جوهره ما هو أقل كمالاً منه وهو في نفس الوقت صورته؟! وهذا
بدوره يعني أن جوهر الآب ليس كاملاً في كل شئ رغم أنه بالطبيعة إله، بل الآب نفسه
سوف يتقدم من عدم الكمال إلى الكمال وكذلك الابن أيضاً حيث أنه صورة جوهره سوف
ينطبق عليه ما ينطبق على الآب وهذا ما سيحدث في الله من تغيير لأن الطبيعة التي
تقبل في داخلها عظيم وقليل هي طبيعة قابلة للتغيير.

هذا
التجديف الرهيب ظاهر بكل وضوح. لأن الآب لن يتقدم في شئ نحو الكمال ولا يقبل ما هو
أقل منه لأنه بالطبيعة الله الكامل، وكذلك لن يقبل الابن في ذاته وضع الأقل فهو
أيضاً الله بالطبيعة. وليس صحيحاً ما يدعيه الهراطقة من أن الآب والابن مجرد
كلمتين فقط، فالجوهر الذي فوق الكل ليس فيه قليل وعظيم بل أقانيم متمايزة.

 

السابع
عشر: إذا كان كلمة الله الآب وهو بالطبيعة الابن هو أقل من الآب، سواء في الصفات
والكرامة الإلهية أو في عدم التغيير أو في أي شئ آخر يمكن أن يوصف بأنه أقل، فأن
المشكلة ليست في الابن نفسه بل في الجوهر الذي يولد منه الابن لأن هذا الجوهر نفسه
هو الذي يحتوي على القليل والعظيم مع أن غباوة هذه الفكرة ظاهرة بكل وضوح لأن
الأشياء المخلوقة لا تحتوي على عظيم وحقير في جوهرها، فكل ما يثمر أنما يعطي ثمراً
لا يختلف جوهره عن الجوهر الذي أفرزه.

وإذا
قالوا أن الطبيعة الإلهية للآب هي فوق الشهرة، فمن الواضح أن الكلام عن العظمة
والحقارة في الطبيعة الإلهية لا ينطبق على الآب طالما أنه فوق الشهرة. وبذلك يصبح
الله هو النموذج الكامل لكل شئ صالح فينا، وهو ما لا يسمح بأن يلد أبناً أقل منه
بل مساوياً له في الجوهر ومن نفس جوهره لئلا يصبح الله الذي هو فوق الكل بما لا
يقاس أقل منا.

 

الثامن
عشر: “برهان منطقي يعتمد على استحالة النتيجة التي تصل إليها المناقشة”.

يقول
المسيح لتلاميذه موضحاً أنه مساو للآب “الذي رآني فقد رأي الآب” (يو 14:
9)، فكيف يعلن الذي هو بطبيعته كائن بذاته، ذلك وهو أقل من الآب؟ فإذا كان أقل من
الآب وهو يعلن الآب بدون وساطة أو تغيير فأنه إذا استمر في إعلان الآب سوف يصبح
مثل الآب، لأن الابن صورة الآب. ولكن هذا مستحيل. فالأقل لا يمكن أن يعلن الأعظم
منه، إذاً الذي فيه الآب والذي يعلن الآب لابد وأن يكون كاملاً لأنه صورة الكامل
أي الآب.

 

التاسع
عشر: كيف يقبل الابن أن يكون أقل وهو فيه الآب الذي يقول عنه “كل ما هو للآب
فهو لي” (يو 16: 15)، وأيضاً يقول للآب “كل ما هو لي فهو لك، وكل ما هو
لك فهو لي” (يو 17: 10)، ولو صح كلام المقاومين بأن الابن أقل وهو يقول للآب
“كل ما هو لي فهو لك وكل ما هو لك فهو لي” فأن الوضاعة نفسها سوف تجد
طريقها للآب أيضاً، والعظمة سوف تجد طريقها للابن لأن كل ما هو للآب هو للابن وكل
ما هو للابن هو للآب، ومنطقياً سوف تظهر العظمة والوضاعة في الاثنين، وسوف نرى ما
في الابن في الآب وما في الآب في الابن لأن الصفات واحدة. وبالتالي لن يوجد ما يمنعنا
من أن نقول أن الآب أقل من الابن وأن الابن أعظم من الآب. وهذا هو أكثر الأفكار
استحالة، لذلك فالابن مساوٍ للآب وليس أقل منه لأن له جوهر الآب نفسه مشتركاً به
مع الآب.

 

عشرون:
برهان ثانٍ مثله: إذا كان كل ما للآب هو للابن، والآب له الكمال، فأن الابن يكون كاملاً
هو أيضاً لأن له كل خصائص وأمجاد الآب. لذلك فهو ليس أقل من الآب حسب كفر الهراطقة.

 

واحد
وعشرون: “مثل البرهان السابق الذي يعتمد على استحالة النتيجة وهو خلاصة
البراهين السابقة”

على
الذين يسكبون هذه النار المشتعلة على رؤوسهم أي الذين يرفضون التعليم السليم،
للعقائد الإلهية، ويخترعون حيل ذات ألوان مختلفة للخداع وللقضاء على البسطاء أن
يقولوا لنا:

هل
الآب أسمى من الابن وأعظم منه بمقارنة الابن مع الآب؟ وهل الابن لذلك أقل من الآب
بالمقارنة مع الآب؟ أنني أفترض أنهم سيقولون أنه أسمى من الابن، وعليهم في هذه
الحالة أن يقولوا لنا ما هي أسباب عظمة الآب؟ إذا لم يقدموا أسباباً، فأن كلامهم
ضد الابن يسقط. أما إذا كان هناك اختلافاً كبيراً فإن الآب أسمى لأن عنده بعض
الميزات التي لا يملكها الابن، وعليهم في هذه الحالة أن يقولوا لنا عندما ولد الآب
الابن، لماذا ولده أقل منه. وليس مساوياً له؟ فلو كان من الأفضل للآب أن يلد الابن
مساوياً له فمن الذي منعه من ذلك؟ ولو قالوا أن هناك من منع الآب أو أن الضرورة هي
التي حتمت ذلك فأنهم بذلك يعترفون رغماً عنهم أن هناك من هو أعظم من الآب، وهذا ضد
برهانهم كله. وإذا لم يكن شئ على الإطلاق يمنع الآب لأن له القوة والمعرفة التي
تجعله يلد الابن مساوياً له، إلا أنه مع ذلك جعله أقل منه، وهذا حسد واضح من جانب
الآب بل عين شريرة، لأن الآب اختار أن لا يعطي المساواة للابن. والنتيجة إذاً أما
أن الآب عقيم، إذ عجز عن العطاء، أو أنه صاحب عين شريرة، وهذه هي النتيجة الحتمية
للإدعاء بأن الابن أقل من الآب، وهذا كله مستحيل. لأن الطبيعة الإلهية الواحدة هي
فوق الشهوة والحسد. لذلك فالابن ليس أقل من الآب، ولم يفقد المساواة مع الآب ولم
يكن الآب بلا قوة لكي يلد الابن أقل منه، بل ولده مساوياً له، ولم تمنعه عين شريرة
من اختيار الأفضل.

 

ثانٍ
وعشرون: لقد قال المخلص أنه في الآب، والآب فيه، وواضح لكل واحد أن هذا لا يعني
وجود جسد في جسد آخر، أو وعاء في وعاء، وإنما الصواب أن الواحد يعلن الآخر. لأن كل
منهما في الآخر في الجوهر نفسه غير المتغير وله ذات الطبيعة الإلهية الواحدة غير المتغيرة،
ولعل أقرب تشبيه هو أن يشاهد إنسان وجهه في مرآة ويندهش من التطابق التام لدرجة
أنه يقول “أنا في هذه الصورة وهذه الصورة فيَّ”، أو مثلما تقول حلاوة
العسل حينما توضع على اللسان “الحلاوة في العسل والعسل فيَّ”. أو مثل
الحرارة الصادرة من النار كما لو كانت تقول “أنا في نار والنار فيَّ”.
وكل هذه الأمثلة توضح لنا التمايز العقلي بين اثنين، ولكن هذه الأمثلة توضح وحدة
الطبيعة، حتى إن في الأمثلة التي ذكرناها كل في الآخر دون انقطاع، ودون انفصال.
ولكن قيمة هذه الأمثلة هي كيف أن الواحد يعلن الآخر، وكيف أن الجوهر واحد
“الإنسان والصورة، الحلاوة والعسل، الحرارة والنار”. وعلى نفس القياس
فبسبب عدم تغيير الجوهر، والدقة في تعبير الصورة عن الأصل فأننا نفهم أن الآب في
الابن. فكيف يمكن والحالة هذه أن يقال أن الآب أعظم أو أن الابن أقل. فإذا كان
الآب في الابن والابن في الآب، فهذا يعني أن الكامل في الكامل أي في الابن، الذي
يستطيع أن يحتوي الكامل، وهو الصورة المعبرة للآب ضابط الكل.

 

انتهى تفسير ابينا القديس للأية

ملحق , رد القمص عبد المسيح
بسيط حول شبهة مُتعلقة بالموضوع:

تقول الشبهة ان نص هذه الاية فى الاصل اليونانى هو:

᾿Εν ἀρχῇ ν ὁ
Λόγος, καὶ ο
̔
Λόγος
ν πρὸς τὸν
Θεόν
, καὶ
Θεὸς
ν
ο
̔
Λόγος

 

و فيها “كان الكلمة الله” جائت الكلمة غير مُعرفة بأداة
التعريف
τὸν مما يعنى ان الترجمة الصحيحة تكون “و كان
الكلمة الهاً” وبذلك يكون المقصد مجازياً!!!

رد القمص عبد المسيح قائلا [1]:

شرح
يوحنا 1: 1 لغويا ولاهوتيا كما درسه العلماء فهو كما يلي:

᾿Εν ἀρχῇἦν ὁ Λόγος,
καὶ ο
̔
Λόγος
ν
πρὸς τὸν
Θεόν, καὶ
Θεὸς
ν
ο
̔ Λόγος.

وحرفيا

In the beginning the
Word was existing
.
And the Word was in fellowship with God the Father
.


And the Word was as to His essence absolute deity
.

في البدء كان الكلمة موجوداً.
وكان الكلمة مع الله الآب. وكان للكلمة نفس جوهر لاهوته المطلق

.

ولزيادة
الأيضاح:

في
كلمة الله
– theos الأولى في هذه الآية معرفة بأداة
التعريفوالتي
تجعل الاسم يشير إلى
الشخص، شخصيته، وهذا
غير موجود أمام
theos الثانية الخاصة بالكلمة، لأن المقصود بها شيء
جوهري، يقول العلماء
H.E. Dana and Julius Mantey, in their A Manual
Grammar of the Greek New Testament, write, “…: ”
عندما وضعت
أداة
التعريف أمام كلمة ثيؤس
theos الأولى قصد شخص الآب،
وعندما لم تضع
أداة التعريف أمام كلمة
ثيؤس
theos الخاصة بالكلمة قصد الجوهر الإلهي
ذاته
“.
أي
أن الإنجيل يقصد
أن الكلمة هو من نفس
جوهر الله الآب ذاته، فهو الله، الكلمة. وهنا فرق بين أنه قصد

في
الأولى الشخصية، شخص الآب، وفي الثانية قصد الجوهر الإلهي، فالكلمة، الابن، في

الذات
الإلهية ليس هو الآب، بل هو في حضن الآب
الابن
الوحيد
الذي في حضن الآب ” (يو1: 18)،
وواحد مع الآب
أنا والآب واحد
” (
يو30:
10)، ومن ذات الآب
أنا في الآب والآب
فيّ
(
يو14:
10)، وفي ذات الآب ومن جوهر الآب، من نفس جوهر
الآب، إذا
فعندما يقول
” theos en ho logos – Θεὸς ν ὁ Λόγος وكان الكلمة
الله ” يركز على جوهره الإلهي وأنه من نفس جوهر الله الآب.



*
س تعني أن الشاهد مأخوذ من الترجمة السبعينية للعهد القديم.

*
على أساس أن
Archi  تتضمن
معنى السيادة.

*
فجوة في النص نفسه.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى