علم التاريخ

خراب أورشليم وهيكلها



خراب أورشليم وهيكلها

خراب
أورشليم وهيكلها

فى
عهد الرسل كانت أورشليم على جانب كبير من الثراء المادى وبلغ عدد سكانها نحو مائتى
الف نسمه كما كانت فى زمان داود وسليمان تستمد عظمتها وثروتها من قوتها العسكرية
أو تجارتها مع شعوب فلسطين بل من هيكل يهوه وحده

 

و
لا بد إذن وأن تكون ضرائب الهيكل والحج قد أمدتها بأموال طائلة وانعشت الحالة
الأقتصادية واتاحت فرصاً للعمل والكسب كثير من اليهود وهكذا فإن عبادة يهوه فى
أورشليم وقد أفادت ليس فقط كهنة الهيكل والكتبة وحدهم بل ايضاً أصحاب المتاجر
والحرف والصيارف والفلاحين والرعاة وصيادى اليهوديه والجليل.. وإذا كان السيد
المسيح قد وجد فى الهيكل باعة ومشتريين وصيارف.

 

علامات
وظواهر قبل خراب أورشليم:

1-
يذكر المؤرخون أن الست سنوات الواقعة بين اضطهاد نيرون وخراب أورشليم (64 – 70)
كانت اكثر فترات التاريخ القديم امتلأ بالرذيلة والفساد والكوارث لقد بدأ الوصف
النبوى الذى قدمه ربنا يسوع عن خراب أورشليم وهيكلها يتحقق وكأن يوم الدينونة على
الأبواب.

2-
كانت فلسطين اكثر بلاد العالم شقاء فى هذه الفترة ولقد ظهرت وحدثت ظواهر وهى:

أ‌-
ظهر فوق أورشليم ولمدة سنة كاملة نجم مذنب يشبه سيف.

ب‌-
حدث أن بقرة ولدت حملاً وسط الهيكل بينما كان رئيس الكهنة سيقربها ذبيحة.

ج-
الباب الشرقى الداخلى الضخم المصنوع من النحاس كان عشرون رجلاً يقومون بإغلاقه
بصعوبة وشوهد انه يفتح ويغلق أثناء الليل لوحده بدون أحد ان يقترب منه.

د-
شوهد مركبات وفرق من الجند مدججين بالسلاح بين السحب فوق المدينة المقدسة.

 

ثورة
اليهود

فى
مدة حكم الولاة الرومان فيلكس وفستوس والينوس ونولوروس أزداد الفساد الأخلاقى
والانحلال الاجتماعى بين يهود فلسطنين مع ازدياد ثقل نير الحكم الرومانى على سنة
بعد الأخرى إلى جانب ذلك وحلت روح التحزب بين اليهود انفسهم وكراهيتهم لمستعمريهم
الوثنيين وتعصبهم السياسى الدينى حداً بالغاً وقد شجع على هذه الروح وزادها
اشتعالاً ظهور الأنبياء والمسحاء الكذبة.

 

و
فى شهر مايو سنة 66م تحت حكم الوالى الرومانى فلوروس وكان طاغية شريراً قاسياً
واندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان.

 

كان
جماعة غيورين مملؤين شراسة وتعصباً للدين والوطن والقومية اليهودية وكان لهم
النفوذ والسيطرة فى المجال الحربى ومن ثم فقد سيطروا بعنفهم على المدينة المقدسة
أورشليم وهيكلها وأشاعوا الزعر بين الأهالى وعباؤا أفكارهم ومشاعرهم انتظاراً
لظهور المسيا.

ولقد
كان تحدى اليهود للدولة الرومانية فى ذلك الوقت يعنى تحديهم لأكبر قوة مسلمة فى
العالم وقتذاك.

 

الغزو
الرومانى

عندما
بلغ نيرون خبر ثورة اليهود أرسل قائدة الذائع الصيت فسبسيان على رأس قوة كبيرة إلى
فلسطين بدأت الحملة سنة 67 م من ميناء عكا واجهت مقاومة مستميته فى الجليل قاومها
60 الف مقاتل.

 

خلف
فسبسيان فى قيادة الحرب ضد اليهود أبنه تيطس الذى صار هو الآخر إمبراطوراً.

بدأ
الحصار فى ابريل سنة 70م عقب عيد الفصح مباشراً وحاول تيطس أولاً التفاوض مع
اليهود بالحسنى ولكن رفضوا.

 

قام
اليهود ببعض الهجمات اسفل وادى قدرون وفوق الجبال وكبدوا فيها الرومان خسائر كبيرة.

 

دمار
المدينة

فى
يوليو 70م استولى على حصن انطونيا ليليلأ وبسقوط الحصن أصبح الطريق ممهداً لوضع
ايديهم على الهيكل فتوقفت الذبائح اليومية فى اليوم السابع عشر يوليو.

 

هكذا
تمت النبوءة الخاصة (برجسة الخراب القائمة فى الموضع المقدس) دانيال (9: 27)، لو
(21: 20) لقد هدمت أورشليم تماماً.

 

 كان
مصير اليهود بعد هزيمتهم وكان عددهم مليون ومائة الف منهم أحدى عشر الفاً ماتوا
جوعاً وسبعة وتسعون الفاً أسروا والبعض بيعوا عبيداً والبعض أرسلوا للعمل فى
المناجم.

 

أثر
خراب أورشليم على الكنيسة المسيحية

1-
كان المسيحيون حتى قبيل خراب أورشليم وهيكلها يعيشون فى توقع يومى لأنقضاء العالم
وعودة الرب يسوع السريعة واختلط الأمر فى فهم الصورة النبوية التى رسمها الرب عما
سيحدث.

2-
هذا الفهم ساعد على استقرار الكنيسة ونلاحظ تقدماً ملموساً نحو وضع محدد لتنظيم
الكنيسة وعبادتها.

3-
لقد كان هذا الخراب ضربة قوية للمتنصرين من اليهود المتمسكين بالناموس اليهودى.

4-
بدأت حربة يهودية تعليمية ضد المسيحية.

5-
بدأت القرن الثانى الميلادى بكنيسة مزدهرة بدون أى اتجاهات يهودية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى