علم التاريخ

حلقات الإضطهاد العشر



حلقات الإضطهاد العشر

حلقات
الإضطهاد العشر

أعتاد
المؤرخون والكتاب المسيحيون تقدير الاضطهادات الأولى التى شنتها الوثنية على
الكنيسة المسيحية بعشرة اضطهادات كبيرة تحت حكم الأباطرة:

1-
نيرون

2-
دومتيان

3-
تراجان

4-
مرقس أوريليوس

5-
ستيميون ساويروس

6-
مكسيمينوس

7-
ديسيوس

8-
فاليريان

9-
أوريليانى

10-
ديوكلتيانوس (دقلديانوس)

 

لقد
حاول البعض أن يربط بين ضربات مصر العشر وهذه الاضطهادات العشرة باعتبار الأولى
رمزاً للثانية وهم فى محاولتهم فسروا العشرة قرون التى للوحش الوارد ذكرها فى سفر
الرؤيا الذى صنع حرباً مع الخروف على أنها هذه الحلقات العشر من الاضطهادات وكانت
تجلس عليه امرأة سكرة من دم القديسين ومن دم شهداء المسيح. ولكن نستعرض فى عجالة
ما حل بالكنيسة فى عهد هؤلاء الأباطرة مع التركيز على الاضطهاد الأول والأخير.

 

1-
نيرون (54 – 68 م)

شخصية
نيرون:

يعتبر
الاضطهاد الذى اثاره نيرون على المسيحيين أول الاضطهادات الأمبراطورية الذى يرتبط
به استشهاد عمودين عظيمين من أعمدة الكنيسة هما الرسولان بطرس وبولس حسب التقليد
الكنسى يبدأ هذا الاضطهاد سنة 64م وفى السنة العاشرة لحكم ذلك الطاغية وهو نفس
الأمبراطور الذى تظلم لديه بولس الرسول كمواطن رومانى – من المحاكمة اليهودية قال
” إلى قيصر أنا رافع دعواى “.

 

كانت
السنوات الخمس الأولى من حكم نيرون (54 -59) فترة مجيدة بفضل القيادة الحكيمة
لمعلمه سينكا ولكن الفترة الباقية من حكمة حتى سنة 68م كانت مرعبة وشنيعة كان يضرب
على القيثارة وينشد اغانيه وقت العشاء ويقود بنفسه عرباته فى السيرك كان يظهر فى
المسرح كممثل وكان يرغم رجالاً من ذو المراتب العالية فى الدولة أن يمثلوا فى
تمثليات الدراما والاساطير والخرافات فأخذت جرائمه تتراكم الواحدة فوق الاخرى حتى
أصبح مضرب الامثال فى الشر مثل قتل اخاه بريتانيكوس وزوجته اوكتافيا وامه أجربيتاً
واخيراً ختم حياته بإنتحاره وهو فى سن الثانية والثلاثون من عمره وبموته انقرضت
اسرة يوليوس قيصر فقد قتل الكثير من المسيحيين الابرياء بيد هذا الشيطان وكان حريق
روما مشهد جهنمى لم يشهد له مثيلاً.

 

حريق
روما:

بدأ
الحريق في ليلة 18/19 يوليو سنة 64 م في الأكشاك الخشبية في الطرف الجنوبى الشرقى
للسيرك الكبير قرب بلاتين وسرعان ما امتدت النار بواسطة الريح وظلت تلتهم كل ما
يقابلها لمدة سته ايام وسبعة ليالى وذلك بعد فشل رجال الإطفاء واندلعت النيران في
الجزء الثانى من المدينة قرب ساحة مارس وفي خلال ثلاثة ايام أخرى دمرت قسمين أخرين
لم يتبقى سوى اربعة اقسام من المدينة العظيمة روما بما فيها من أثار ومعابد وأبنية
ولم يعطى التاريخ حكماً قاطعاً في اسباب الحريق الكبير ولكن كتابات المؤرخين
القدامى تشير الي نيرون علي انه الفاعل وأنه اراد أن يستمتع بمنظرها وهى تحترق
ويشبع طموحة في اعادة بناء روما ويدعوها نيرو بوليس أي مدينه نيرون وقت اندلاع
الحريق كان على شاطئ البحر في ” انتيوم ” مسقط رأسه والصق تهمة الحريق
بالمسيحيين المنبذوين من اليهود مثل بولس الرسول.

 

تعذيب
المسيحيين

ترتب
على تهمة الحريق بدأ كرنفال من الدماء لم تشهد له روما الوثنية مثيلاً حتى أن
البعض قالوا أن – كرنفال الدماء – ما حدث كان أجابة قوات الجحيم لحركه التبشير
المثمرة التى قام بها الرسولان بطرس وبولس وأبشع الوسائل للموت هي صلب بعضهم
أمعانا في السخرية بعقوبه المسيح ولف البعض بجلود الحيوانات الضارية والقوها
للكلاب والأسود في المسارح الرياضيه والدهن بالقار أو الزيت واشعال النار فيهم
والتسمير في أعمده الصنوبر وحرق الأنسان حياً

 

أهمية
اضطهاد نيرون

كان
هذا تعبير ما بداخل قلوب الجمهور الوثنية ضد المسيحيين ويذكر أوغسطينوس في كتابة
(مدينة الله) أنه في زمانه كان مازال هناك رأيان سائدين بخصوص نيرون أحدهما رأى
المسيحيين ومويداه أن نيرون سيبعث من الموت كضد المسيح والأخر رأى الوثنين وخلاصته
أن نيرون لم يمت لكنه مخفى.

 

كان
في مقدمة من استشهدوا في الاضطهاد الذي أثاره هذا الطاغية الرسولان بطرس وبولس صلب
الأول منكس الرأس وقطعت هامه الثانى كمواطن رومانى كما ذكر القديس أكلميندس
الرومانى ألى أهل كورنثوس فصل 95

 

2-
دومتيان (81 – 96) م

هذا
الطاغية متكبر مرتاب كان يدعو ذاته ربا وألها وأعتبر اعتناق المسيحية جريمة ضد
الدولة وحكم على كثيرين بالموت ومن بينهم أقرب أقربائه القنصل فلافيوس كليمنس ونفى
البعض الآخر يذكر التقليد الكنسى ويؤكده القديسان ايريناوس من الجبل الثانى
وايروينموس والمؤرخ الكنسيى يوسابيوس من الجبل الرابع أن هذا الأمبراطور أثار
اضطهاد علي الكنائس في اسيا الصغرى وهو نفسه الامبراطور الذي أمر بالقاء القديس
يوحنا الحبيب الأنجيلي في الزيت المغلى في روما ونقاه الي جزيرة بطمس.

 

3-
تراجان (98 – 117) م

هذا
الطاغية أثار عنفاً وأكثرعدائية ضد المسيحيين وترجع اهمية إلي انه:

1.
أول أمبراطور يعلن ان المسيحية ديانه محرمه.

2.
أحيا التشريعات الصارمه ضد جميع الهيئات والجماعات السريه وسارت لأكثر من قرن من
أمثلة هذه البدائية أنه ارسل رساله الي حاكم ولايه بيثينيه بأسيا الصغرى ”
بليني ” وكان يري المسيحية خرافه دنيئة متطرفة وكان يتحدث في رسالته ويقول أن
المسيحية تزاد انتشار بأستمرار وأصبح لها سلطان علي الناس من كل سن ومن كل مركز
وجنس.

3.
وبناء علي قرار الدوله تعرض المسيحيين لأضطهادات عنيفة وقد أخاف سوريا ومصر
وفلسطين وحكم علي القديس اغناطيوس اسقف انطاكية بالموت وأرسله الى روما والقى
للوحوش الضارة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى