مقالات

القديسة دميانة و اربعون عذراء

القديسة دميانة والعذارى الأربعون (المعروفه أيضًا باسم الشهيده العفيفه القديسة دميانة) شهيدًه قبطيًه من أوائل القرن الرابع.

نشأتها

وُلدت من أبوين مسيحيين في أواخر القرن الثالث، كان أبوها مرقس واليًا على البرلس والزعفران بوادي السيسبان. إذ بلغت العام الأول من عمرها تعمدت في دير الميمة جنوب مدينة الزعفران، وأقام والدها مأدبة فاخرة للفقراء والمحتاجين لمدة ثلاثة أيام، بعد فترة توفت والدتها.

أمير يطلب يدها

عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، أراد والدها أن تتزوج من أحد أصدقائه النبلاء، لكنها رفضت. قالت إنها كرست نفسها كعروس للمسيح وتعتزم العيش في العزوبة وخدمة الرب. طلبت دميانة من والدها أن يبني لها منزلًا منعزلاً على أطراف المدينة تعيش فيه مع أصدقائها بعيدًا عن العالم ومغرياته.

كانت معروفة بتقواها ومحبتها للعبادة مع جمالها وغناها وأدبها. عرض الوالد الأمر عليها، فأجابته: “لماذا تريد زواجي وأنا أود أن أعيش معك؟ هل تريدني أن أتركك؟” تعجب والدها لإجابتها هذه، فأرجأ الحديث عن الزواج. لاحظ على ابنته أنها أحبت الكتاب المقدس وارتوت به، وكانت تلجأ إلى حجرتها الخاصة تسكب الدموع الغزيرة أمام الله، كما لاحظ تعلقها الشديد بالكنيسة مع كثرة أصوامها وصلواتها، وحضور كثير من الفتيات صديقاتها إليها يقضين وقتهن معها في حياة نسكية تتسم بكثرة الصلوات مع التسابيح المستمرة.

بناء قصر لها

القديسة دميانة و اربعون عذراء

كشفت عن عزمها على حياة البتولية في سن الثامنة عشر، فرحب والدها بهذا الاتجاه؛ ولتحقيق هذه الرغبة بنى لها قصرًا في جهة الزعفران بناءً على طلبها، لتنفرد فيه للعبادة، واجتمع حولها أربعون من العذارى اللواتي نذرن البتولية. فرحت دميانة لمحبة والدها لها التي فاقت المحبة العاطفية المجردة، إذ قدم ابنته الوحيدة ذبيحة حب لله. عاشت مع صاحباتها حياة نُسكية. امتزج الصوم بالصلاة مع التسبيح.

سقوط والدها

أثناء الاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس ضعف أبوها مرقس وبخر للأوثان. فما أن سمعت دميانة هذا الخبر حتى خرجت من عزلتها لتقابل والدها. طلبت دميانة من صديقاتها العذارى أن يصمن ويُصلين لأجل خلاص والدها حتى يرجع عن ضلاله.

التقت القديسة بوالدها، وفي شجاعةٍ وبحزمٍ قالت له: “كنت أود أن أسمع خبر موتك عن أن تترك الإله الحقيقي”. كما قالت له: “اعلم يا والدي أنك إذا تماديت في هذا الطغيان لست أعرفك وسأكون بريئة منك هنا وأمام عرش الديان حيث لا يكون لك نصيب في الميراث الأبدي الذي أعده الله لمحبيه وحافظي عهده”. صارت تبكته بمرارة عن جحده لمسيحه مهما كانت الظروف. وسألته ألا يخاف الموت، بل يخاف من يُهلك النفس والجسد معًا، وألا يجامل الإمبراطور على حساب إيمانه وأبديته. مع حزمها وصراحتها الكاملة كانت دموعها تنهار بلا توقف، وهي تقول له: “إن أصررت على جحدك للإله الحقيقي، فأنت لست بأبي ولا أنا ابنتك!”.

قيام مرقس من السقوط

ألّهبت هذه الكلمات والدموع قلب مرقس، فبكى بكاءً مرًا وندم على ما ارتكبه. في توبة صادقة بروح التواضع المملوء رجاءً قال لها: “مباركة هي هذه الساعة التي رأيتك فيها يا ابنتي. فقد انتشلتيني من الهوة العميقة التي ترديت فيها. وتجددت حياتي استعدادًا لملاقاة ربى العظيم الذي أؤمن أنه يقبلني إليه”. وبروح الرجاء شكر الله الذي أيقظ قلبه قائلاً: “أشكرك يا إلهي لأنك نزعت ظلمة الكفر عن قلبي. الفخ انكسر ونحن نجونا.” فتركها للوقت وذهب إلى إنطاكية لمقابلة دقلديانوس وجهر أمامه بالإيمان، وندم عما أتاه من تبخير للأصنام. تعجّب الإمبراطور لتحوّل هذا الوالي المتسم بالطاعة، والذي ترك إيمانه وبخر للأوثان أنه يجاهر بإيمانه بكل قوة. وبخ مرقس الإمبراطور على جحده الإيمان، وحثه على الرجوع إلى الإيمان الحيّ. لم يتسرع الإمبراطور في معاقبته بل استخدم محاولات كثيرة لجذبه إليه، وإذ لم يتراجع مرقس ثارت ثائرة الإمبراطور وأمر بقطع رأسه. وكان ذلك في الخامس من أبيب، في عيد الرسل. انتشر الخبر في كل الولاية وتهلل قلب ابنته القديسة دميانة، فقد نجا والدها من الهلاك الأبدي ليُشارك مسيحه أمجاده. وفي نفس الوقت حزن الإمبراطور على مرقس، إذ كان موضع اعتزازه وتقديره.

تواجه دميانه اضطهادات دقلديانوس

القديسة دميانة و اربعون عذراء

بعد أيام علم دقلديانوس أن ابنته دميانة هي السبب في رجوع مرقس إلى الإيمان المسيحي، فأرسل إليها بعض الجنود، ومعهم آلات التعذيب، للانتقام منها ومن العذارى اللواتي يعشن معها. شاهدت القديسة الجند قد عسكروا حول القصر وأعدوا آلات التعذيب، فجمعت العذارى وأعلنت أن الإمبراطور قد أعد كل شيء ليُرعبهم، لكن وقت الإكليل قد حضر، فمن أرادت التمتع به فلِتنتظر، وأما الخائفة فلتهرب من الباب الخلفي. فلم يوجد بينهن عذراء واحدة تخشى الموت. بفرحٍ قُلن أنهم متمسكات بمسيحهن ولن يهربن.

التقى القائد بالقديسة وأخبرها بأن الإمبراطور يدعوها للسجود للآلهة ويقدم لها كنوزًا ويُقيمها أميرة. أما هي فأجابته: “أما تستحي أن تدعو الأصنام آلهة، فليس إله سوى رب السماء والأرض. وأنا ومن معي مستعدات أن نموت من أجل اسمه”. اغتاظ القائد وأمر أربعة جنود بوضعها داخل الهنبازين لكي تُعصر. وكانت العذارى يبكين وهنّ ينظرن إليها تُعصر. أُلقيت في السجن وهي أشبه بميتة، فحضر رئيس الملائكة ميخائيل في منتصف الليل ومسح كل جراحاتها. في الصباح دخل الجند السجن لينقلوا خبر موتها للقائد، فكانت دهشتهم أنهم لم يجدوا أثرًا للجراحات في جسمها. أعلنوا ذلك للقائد، فثار جدًا وهو يقول: “دميانة ساحرة! لابد من إبطال سحرها!” إذ رأتها الجماهير صرخوا قائلين: “إننا نؤمن بإله دميانة“، وأمر القائد بقتلهم. ازداد القائد حنقًا ووضع في قلبه أن ينتقم منها بمضاعفة العذابات، حاسبًا أنها قد ضلَّلت الكثيرين. أمر بتمشيط جسمها بأمشاط حديدية، وتدليكه بالخل والجير، أما هي فكانت متهللة. إذ حسبت نفسها غير أهلٍ لمشاركة المسيح آلامه. أُلقيت في السجن، وفي اليوم الثاني ذهب القائد بنفسه إلى السجن حاسبًا أنه سيجدها جثة هامدة، لكنه انهار حين وجدها سليمة تمامًا، فقد ظهر لها رئيس الملائكة ميخائيل وشفاها.

في ثورة عارمة بدأ يُعذبها بطرق كثيرة ككسر جمجمتها وقلع عينيها وسلخ جلدها، لكن حمامة بيضاء نزلت من السماء وحلّقت فوقها فصارت القديسة معافاة. كلما حاول القائد تعذيبها كان الرب يتمجد فيها. أخيرًا أمر بضربها بالسيف هي ومن معها من العذارى، فنلن جميعًا أكاليل الشهادة. وقبل أن يهوي السيف على رقبتها قالت: “إني أعترف بالسيد المسيح، وعلى اسمه أموت، وبه أحيا إلى الأبد”. وكان ذلك في 13 طوبة. ما زال جسد الشهيدة دميانة في كنيستها التي شيدتها لها الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين، والكائنة قرب بلقاس في شمال الدلتا. قام البابا الكسندروس بتدشينها في اليوم الثاني عشر من شهر بشنس. ملحق بالكنيسة دير القديسة دميانة، كما بنيت كنائس كثيرة باسمها في كل القطر المصري.

ترميم دير القديسة دميانة

في عهد قسطنطين الكبير، زارت والدته هيلانة موقع قصر دير القديسة دميانة، حيث أقامت كنيسة فوق القبر. تم تكريس كنيسة القبر هذه من قبل البابا ألكسندروس (بابا الإسكندرية والبطريرك القبطي الأرثوذكسي التاسع عشر لكرسي القديس مرقس)، في 20 مايو، 12 باشان ( التقويم القبطي ).دير القديسة دميانة بمصر.

تم تدمير الكنيسة الأصلية في النهاية ولكن أعيد بناء كنيسة أخرى ولا تزال قائمة في نفس الموقع حتى يومنا هذا. في كل عام يزور كثير من الناس ضريح القديسة دميانة طالبين شفاعتها. الموسم الرئيسي للزيارة هو الفترة ما بين 4 إلى 12 بشان. (١٢-٢٠ مايو).

قع في براري بلقاس، مصر، في نفس المكان الذي كان فيه قصر الدير الأصلي للقديسة دميانة وكنيسة القبر، هو دير قبطي أرثوذكسي للراهبات اللاتي يحملن اسمها – القديس. دير دميانة.  تم تكريس الدير رسميًا كدير للراهبات الأقباط الأرثوذكس في 24 سبتمبر 1978 من قبل شنودة الثالث بابا الإسكندرية والبطريرك القبطي الأرثوذكسي رقم 117 لكرسي القديس مرقس. في الوقت الحالي، تحمل 4 من الكنائس التسعة اسمها في مكان إقامة الدير: كنيسة القديسة دميانا الكبيرة، وكنيسة قبر القديسة دميانا، وكنيسة القديسة دميانا القديمة، وكنيسة القديسة دميانا للراهبات. كما تحمل العديد من كنائس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اسمها.

في مايو 2014، أحبطت قوات الأمن المصرية هجومًا بسيارة مفخخة على الدير

القديس دميانة مؤسس الرهبنة للراهبات القبطيات الأرثوذكس

القديسة دميانة هي مؤسسة الرهبنة للراهبات القبطيات الأرثوذكس والأميرة (أعلى مرتبة) لشهداء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. تُصوَّر القديسة دميانة وراهباتها الأربعين العذارى في أيقونات قبطية على أنهم لا يرتدون العادة الرهبانية السوداء كما نرى الراهبات القبطيات الأرثوذكس يرتدين هذه الأيام لأنه في وقتها لم تكن العادة الرهبانية السوداء قد تشكلت بعد.

تحميلات

شريط ترانيم [ شفيعةالبرارى ] – بولس ملاك

للقديسة العظية الشهيدةدميانة

عايشة جوانا

ايقونة بتنور

دميانة يا شفيعتى

فى الشدة ويانا

نفسى احكيلك

شايف السما فرحانة

وقفت قدام صورتك

يا شفيعة البرارى

† مديح : القديسة دميانة 

مديح القديسة دميانة aghapy ?di=IC6O

تمجيد الشهيدية العفيفة دميانة

عظيمة بالحقيقة كرامتك يا قديسة

قد صرت رفيقة لشهداء الكنيسة

عظيم بالحقيقة أيضاً اجتهادك

قد صرت عريقة فى كل أمجادك

طوباك يا ستى دميانة الشهيدة

عذاباً كثيراً نلتى من الجنود العنيدة

طوباك يا مسمية دميانة القديسة

عذاباتك قوية وأكاليلك نفيسة

أيتها العفيفة دميانة المختارة

الجنود العنيدة منك صارت محتارة

تركتى الأرضيات وكل ما فيها

وغويتى السمائيات وأحببتى أقاصيها

أحببتى البتولية وأنت كنت صغيرة

فى سن الطفولية يا نجمة منيرة

أحببتى الطهارة أيتها القديسة

وصرت كمنارة لأولاد الكنيسة

أحببتى الاعتزال عن الجبلة البشرية

وتحليتى بالكمال كالطقوس النورانية

أحببتى البراراى وسكنتى نواحيها

وأيضاً الرب البارى أسطع نورك فيها

طلبت من أبيكِ برجاً منفرداً

لتعبدى باريكِ وتركتى العالم أجمع

فأجاب لكِ طلبك وبنى لكِ قصر جميل

حسب سؤال قلبك للتسابيح والتراتيل

اخترت أربعين عذراء موصوفات بالطهارة

وظفرتن بالنعمة ونطقتن بمهارة

حتى جعلتن الجنود من أفعالكن مخزية

لما تبعتن المعبود يا بكر ونقية

وأيضاً مرقس أبيك لما تبع الكافر

ردتيه بمعانيكِ ولفظك الباهر

طوباكِ طوباكِ يا من تعاليتى

أنرينى بضياكى لأنك قويتى

طوباكِ طوباكِ يا من انتصرتى

اقبلينى فى حماكِ لأنك ظفرتى

سألت أنا المسكين من بكر نقية

تكون لى صدر حنون خين تى سنتيليا

سألت أنا الخاطى من بكر وبتول

أن ترفع خطواتى وتساعدنى حين أقول

تفسير اسمك فى أفواه كل المؤمنين

الكل يقولون يا إله القديسة دميانة أعنا أجمعين

مواضيع ذات صله

تصميمات {تذكار تكريس كنيسة القديسة دميانة بالبرارى وظهور صليب نور}
 ††{ تـرانـيـم لـلــشـهـيـده دمـيـانـه }††فـى عيــد اسـتشـهـاد القـديـسـة (13 طــوبـة) 
باقه مختاره من ترانيم & القديسه الشهيده دميانه

المصدر
القديسة العفيفة دميانةموضوع متكامل عن الشهيدة دميانة والاربعين عذراء الشهيداتالقديسة الشهيدة دميانة الشهيرة باسم ( الست دميانة )
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى