اللاهوت الطقسي

6- عيد البشارة المجيد بميلاد السيد المسيح



6- عيد البشارة المجيد بميلاد السيد المسيح

6- عيد البشارة
المجيد بميلاد السيد المسيح

عيد البشارة وهو أول الأعياد، أول الأعياد من
حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت
بقية الأعياد، لذلك الآباء يسمونه رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع الأعياد أو أصل
الأعياد.

 

ملحوظة 1:

الله أرسل رئيس الملائكة جبرائيل للسيدة العذراء
ليخبرها بتجسد إبنه منها، وبعض الأباء يصلون بتعبير “ليخبرها” إلى مدى
أكبر فيقولون “ليستأذنها”، هل ترى مثل هذا إتضاع من الله أن يستأذن من
السيدة العذراء أن يحل فيها ويأخذ منها ناسوتاً وهى جبلة يديه، وهذا طبعاً شرف
كبير للسيدة العذراء هى فرحت به، فهى بشارة مفرحة تتضمن خبراً سعيداً وأيضاً
إستئذان بلطف شديد مع عطايا جزيلة. فهى أولاً بشارة، ثانياً خبر، ثالثاً إستئذان.

 

ويؤكد الآباء أن السيد المسيح حل فى بطن العذراء
بعد أن قالت “هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك”، هذه نقطة تأمل أن ربنا
أحترم حرية صنعة يديه.

 

ملحوظة 2:

نالت العذراء هذه النعمة لأنها متضعه ومنسحقه
فرفعها الرب فوق السمائيين “قريب هو الرب من المنسحقى القلوب، يقاوم الله
المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة” “نظر إلى إتضاع أمته”. لا
تقصد فضيلة الإتضاع لكنها تقصد الوضاعه أى أنها حقيرة؛ أى نظر إلى حقارة أمته هذه
هى نظرتها لنفسها بينما نظرت ربنا لها كانت نظرة كلها تقدير ظهرت فى تحية الملاك
“السلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك”. وهذه لعلاقتها الخاصة بالله
ومعدنها الثمين وهى مُنعم عليها من جهة تجسد الإبن الكلمة لا شك أن هذا إنعام لكن
قبل أن يخبرها بالإنعام أعلن أنها ممتلئة نعمة.

 

ملحوظة 3:

كيف تم التجسد؟

هنا لابد أن ننتبه لخطوات مهمة:

 

1- البشارة للقبول من جهة العذراء وللتجهيز
وللإخبار،

2- حلول الروح القدس ليكون ناسوتاً أو طبيعة
بشرية، لابد أن نعرف أن الطبائع تتحد أما الأشخاص فلا تتحد. بمعنى أن أقول ملاك،
ما هو الملاك؟ هو شخص له طبيعة ملائكية، الإبن الكلمة كإله هو شخص له طبعه إلهية،
مطلوب أنه يتحد بالطبيعة البشرية إذاً شخص الإبن الكلمة له طبيعتان إتحدوا فكونوا
طبيعة واحدة. نسطور وقع فى خطأ قال إن الذى داخل بطن العذراء هو إنسان أى يحمل
طبيعه بشرية والأشخاص لا تتحد. فى حالة الزواج لا يقولوا شخصاً واحداً لكن جسداً
واحداً. لازالوا شخصين لكن اتحدوا فى الجسد، مثل حواء عندما أتخذت من جسد آدم.
فالروح القدس عندما يحل فى السر يجعل هذه العروس مأخوذه من ضلع من هذا العريس من
جسده، هى معه جسد واحد لكن ليس شخص واحد بحيث بعد الوفاه لا يكون هناك ارتباط
زيجى. “لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكون الأثنان جسداً
واحداً”.(تك 2)

بطن العذراء هى معمل الإتحاد بين اللاهوت
والناسوت فى شخص ربنا يسوع المسيح.

الجنين الذى تكون فى بطن العذراء هل نستطيع أن
نصفه أم لا؟

تكون الجنين بعد أن “تشخصنت” (أى
أتحدت بشخص ربنا يسوع المسيح) فى إتحادها بالإبن الكلمة فصار فى البطن الإبن
الكلمة المتجسد.

فى الولادة سُمى “يسوع” أى المخلص
“أنا أنا هو الرب وليس غيرى مخلص” (أش 43)

فى العماد سُمى “المسيح” أى الممسوح
من الروح القدس فأصبح أسمه يسوع المسيح إبن الله الحى.

 

ملحوظة 4:

إيمان العذراء بصورة فائقة للطبيعة وهى فتاه
صغيرة صدقت ما لم يُصدقه زكريا الكاهن وهو شيخ ومتزوج.

 

س) لماذا نحتفل بهذا العيد؟

ج) + للتعبير عن فرحة الكنيسة بهذه البشارة، أى
أننا نشارك العذراء فرحتها بهذه البشارة المفرحة التى أتت إليها من السماء من خلال
رئيس الملائكة جبرائيل. ونشاركها لأنها بشارة للخلاص للبشرية كلها.

 

+ لأن الرب شاركنا كل مراحل حياتنا قبل الولادة
وبعدها حتى النضوج، “باركت طبيعتنا فيك”

 

+ لأن هذا العيد باكورة الأعياد التى هى مناسبات
خلاصنا فلولا التجسد ما كانت الآلام والموت والقيامة والصعود..

 

+ أول عيد ترتبط فيه السماء بالأرض فى مناسبة
تخص البشر على الأرض بعد مقاطعة طويلة لم تصل فيها السماء بالأرض.

 

بعض ملاحظات طقسية على العيد:

 

29 برمهات يوم عيد البشارة عادة يأتى فى الصوم
الكبير، ونظرا لأن عيد القيامة متغير لذلك نراعى ما يلى:

 

1- الفترة من 29 برمهات وحتى 29 كيهك يحتفل بكل
يوم 29 فى الشهر القبطى كتذكار للبشارة والميلاد. (مدة الحمل 9 شهور)

 

2- لا يُفطر يوم عيد البشارة لأنه لا يكسر الصوم
الكبير لكن يُعيد فيه باللحن الفريحى وعدم الصوم الإنقطاعى.

 

3- إذا جاء عيد البشارة فى إسبوع الآلام لا
يُحتفل به لأن البداية قد كمُلت.

 

4- العيد له قراءاته وألحانه فى التسبحة والقداس
فى مواضعها.

 

البعد الرعوي:

1- في العيد يُعلن إعلان حب الله للبشر إذ أخذ
صورتهم وطبيعتهم، (لماذا حل الروح القدس ولم تتزوج السيدة العذراء لكى لا يولد
السيد المسيح بالخطية الجدية) إعلان حب الله للبشر بعد رعوي مهم جداً وأدى هذا
لشيئين مهمين:

 

+ إعادة ملكية الله على الإنسان وطرد الشيطان،
أدى هذا إلى غفران الخطية الجدية والفعلية من آدم إلى نهاية الدهور بالفداء،
وإعلان حب الله للبشر.

 

2- ارتباط الكنيسة بالعذراء والدة الإله أم جميع
المؤمنين والشفيعه في الجنس البشرى. القديس جيروم يقول (إن العذراء صنعت من صوف
ابنها الحمل ثياباً لتغطى عُرى آدم وبنيه).

 

البعد الروحي:

1- قداسة الجسد، إذا كان الجسد شر في ذاته لم
يكن المسيح أخذ جسد.

2- إمكانية تحقيق القداسة ونحن في الجسد.

3- محبة الله للخاطئ وقبوله له بالتوبة، والتوبة
هي أول خطوة نحو القداسة.

4- السماء هي مصدر الفرح فمنها أتت البشارة.

ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد أمين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى