اللاهوت المقارن

الفصل الخامس



الفصل الخامس

الفصل الخامس

هل يمكن أن يهلك مؤمن؟!

55 هل
يمكن أن يهلك المؤمن؟

56 كلمة
“مؤمن” وكلمة “مُختار”

57 1-
الغُصن الذي يُقطَع

58 2-
الشعب العاصي في البرية

59 3- إن
أخطأنا باختيارنا بعد معرفة الحق

60 4-
هلاك المرتدين

61 5-
الذين استنيروا وسقطوا

62 6-
يقين يحتاج إلى ثبات، وله شروط

63 7-
يصنع حرباً مع القديسين ويغلبهم!

64 8-
هلاك ديماس مساعد القديس بولس

65
اعتراضات والرد عليها 1- لا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي

66 2-
خُتِمتُم بروح الموعد القدوس

67 3-
أسماؤكم قد كَتِبَت في السموات

68 4-
نحن أولاد الله، و ورثة مع المسيح

69 5-
مَنْ يُقبِل إليَّ، لا أُخرِجهُ خارجاً

70 6-
مَنْ له الابن، فله الحياة

71 أ-
معرفة الابن

72 ب-
الثبات في الابن

73 ج-
الشركة مع الابن

74 د-
محبة الابن

75 7-
خروف الفصح | الخلاص بدم الخروف

76 8-
المسيح سدَّد مطالب الله

77 9-
مَنْ يسمع كلامي، له حياة أبدية

78 10-
الذي وعد وهو أمين

79 متى
نصل إلى الخلاص؟

 

55- هل يمكن أن يهلك
المؤمن؟!

يمكن أن يسقط المؤمن:

لعل من أشهر الأمثلة
على ذلك بعض ملائكة الكنائس السبع التي في آسيا، هؤلاء ولا شك كانوا مؤمنين. وقصص
سقوطهم سنشرحها في الصفحات المقبلة أن شاء الله.

 

وما أسهل أن نورد
العديد من الأمثلة عن الأنبياء والقديسين الذين سقطوا.

 

على أننا سوف لا نطيل
في هذه النقطة لأن غالبية جماعات البروتستانت وخلاص النفوس والبليموث، يوافقون على
أن المؤمن يمكن أن يسقط.

ولكنهم يقولون لا يمكن
أن يهلك.

فلتكن هذه النقطة
الأخيرة (امكانية هلاك المؤمن) هى موضوع بحثنا واثباتنا.

 

56- كلمة
“مؤمن” وكلمة “مُختار”

إن المختارين كلهم من
المؤمنين، ولكن المؤمنين ليسوا كلهم مختارين، فقد يسقط بعضهم ويهلك.

ومغالطة البروتستانت هى
انهم – كلما نورد لهم قصة مؤمن هلك – يجادلون قائلين كلا أنه لم يكن مؤمناً.

 

لو كان مؤمنا، ما كان
قد هلك.

(انظروا الفرق بين
عبارتى المؤمنين والمختارين).

وسنحاول في هذا البحث
أن نثبت أثباتاً قاطعاً إيمان كل مثل من الأمثلة التي نوردها لمن هلكوا0

 

57- الغُصن الذي يُقطَع

الأثبات الأول

رو 11، يو 15

مثال الغصن الذي يقطع:

بعد أن شبه بولس الرسول
اليهود بأغصان طبيعية قد قطعت من أصل الزيتونة ودسمها، قال (ستقول: قطعت الأغصان
لأطعم أنا.

 

حسناً. من أجل عدم
الإيمان قطعت، وأنت بالايمان ثبت) (رو 11: 19، 20). واضح هنا أنه يكلم مؤمنا، قد
ثبت في الزيتونة، وطعم فيها، وصار شريكاً في أصل الزيتونة ودسمها) (رو 11: 17).

 

فماذا تراه يقول لهذا
المؤمن؟

إنه يقول لهذا المؤمن
(لا تستكبر بل خف. لأنه إن كان الله لم يشفق على الأغصان الطبيعية فلعله لا يشفق
عليك أيضاً. فهوذا لطف الله وصرامته. أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك
أن ثبت في اللطف. والا فأنت أيضاً ستقطع) (رو 11: 20، 22).

 

والعبارة الأخيرة (أنت
أيضاً ستقطع) هى انذار لهذا المؤمن بامكانية هلاكه، إن لم يثب في لطف الله

 

· يشبه هذا المثال ما
قاله السيد المسيح في تشبيه نفسه بالكرمة، وتشبيهنا نحن بالأغصان. فالأغصان التي
في الكرمة تدل على المؤمنين ولا شك. لأن الغصن هو عضو من أعضاء الكرمة، تسرى فيه
عصارتها. فهل يمكن أن يهلك؟

 

يقول السيد الرب (كل
غصن في لا يأتى بثمر ينزعه.. إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجاً كالغصن، فيجف،
ويجمعونه ويطرحونه في النار، فيحترق) (يو 15: 2، 6) وهذا معناه أن مثل هذا المؤمن
غير المثمر سيهلك لا محالة.

 

58- الشعب العاصي في
البرية

الإثبات الثانى

(عب 3 وعب 4).

مثال الشعب العاصى في
البرية:

يتحدث مار بولس الرسول
في هذين الأصحاحين إلى (الاخوة القديسين، شركاء الدعوة السمائية) (عب 3: 1. فهل
هؤلاء القديسون كانوا من المؤمنين، أم لم يكونوا؟

 

طبيعى أنهم كانوا
مؤمنين ولا شك. هؤلاء يحذرهم الرسول من الارتداد عن الله الحى) (عب 3: 12) وطبعاً
التحذير من الارتداد إنما يوجه إلى المؤمنين، وليس إلى غير المؤمنين.

 

هؤلاء الاخوة القديسون،
المؤمنون، شركاء الدعوة السمائية. يقول لهم الرسول (لذلك كما يقول الروح القدس:

 

اليوم إن سمعتم صوته،
فلا تقسوا قلوبكم، كما في الاسخاط يوم التجربة في القفر) (عب 3: 7، 8). فما هو يوم
الاسخاط هذا؟ وما الذي حدث فيه؟ وعلى أى شئ يدل في قضيتنا هذه؟

 

إن الذين أسخطوا الرب،
هم الشعب العاصى في البرية، الذين مقتهم الرب أربعين سنة وقال (أقسمت في غضبى: لن
يدخلوا راحتى) (عب 3: 11).وهكذا هلكوا في البرية، وسقطت جثثهم في القفر

 

هؤلاء الذين سقطوا،
الذين أقسم الله أنهم لن يدخلوا راحته، الذين أسخطوا الرب في القفر، هل كانوا قد
نالوا الخلاص قبلاً أم لم ينالوه؟ يجيب بولس فيقول: (فمن هم الذين إذ سمعوا
أسخطوا؟ أليس جميع الذين خرجوا من مصر بواسطة موسى) (عب 3: 16).

 

إنهم نالوا الخلاص
الأول: انقذهم الرب من العبودية، وشق لهم البحر الأحمر، واجتازوا في وسط الماء –
الذى يرمز إلى المعمودية – وعبروا البحر. ولكنهم مع كل ذلك هلكوا في القفر، وفقدوا
الخلاص الذي نالوه، وأقسم الرب أنهم لن يدخلوا راحته.

 

أليس هؤلاء يقدمون
مثالاً واضحاً عن المؤمنين الذين يهلكون؟ إن هؤلاء العصاة يمثلون بلا شك الذين
يرتدون بعد الإيمان فيهلكون. وقد هلكوا بسبب العصيان. وأرض الموعد دخلوها أناس
آخرون. (والذين بشروا أولا، لم يدخلوا بسبب العصيان) (عب 4: 6).

 

هذا العصيان الذي يمنع
من الدخول إلى راحة الرب، يحذرنا منه الرسول قائلاً (فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة
لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها) (عب 4: 11).

 

بل انه يقول أكثر من
هذا (فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه) (عب
4: 1).

 

إن قصة هذا الشعب
العاصى الذي فقد خلاصه الأول وهلك إنما أعطيت لنا مثالاً لنتعظ، وندرك أنه من
الممكن أن يفقد المؤمن خلاصه. (وهذه الأمور جميعها أصابتهم مثلاً، وكتبت لانذارنا،
ونحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور. إذن من يظن أنه قائم فلينظر لئلا يسقط) (1
كو 10: 11: 12).

 

· إن قصة هلاك هذا
الشعب العاصى، تذكرنا بامرأة لوط التي خلصت من سدوم وهلكت خارجاً. لذلك يقول
الكتاب (اذكروا امرأة لوط) (لو 17: 32).

 

59- إن أخطأنا
باختيارنا بعد معرفة الحق

الإثبات الثالث

(عب 10: 19 – 32).

إن أخطأنا باختيارنا،
بعد معرفة الحق:

يتكلم بولس الرسول مع
نفس (الاخوة القديسين شركاء الدعوة السمائية) (عب 3: 1).

 

الذين بعدما أنيروا
صبروا على مجاهدة آلام كثيرة، والذين رثوا لقيود الرسول، وقبلوا سلب أموالهم بفرح،
عالمين في أنفسهم أن لهم مالا أفضل في السموات وباقياً (عب 10: 32، 34) فماذا يقول
لهؤلاء الذين يبدأ حديثه معهم قائلاً (إذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس
بدم يسوع)؟

 

إنه يقول لهم (فانه إن
أخطأنا باختيارنا بعدما أخذنا معرفة الحق لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة
مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين.. فاننا نعرف الذي قال لى الانتقام أنا
أجازى يقول الرب وأيضاً يدين شعبه مخيف هو الوقوع في يدى الله الحى) (عب 10: 26 –
31)

 

هذا الانذار بالهلاك
لمن يخطئ من هؤلاء الاخوة المؤمنين القديسين يعطينا فكرة عن امكانية هلاك المؤمن.

 

لأن بولس الرسول يقول
فيه (فكم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله، وحسب دم العهد الذي
قدس به دنساً، وازدرى بروح النعمة) (عب 10: 29)

 

نلاحظ هنا أن عبارة (دم
العهد الذي قدس به)، تدل على أن هذا الهالك كان مؤمناً، قد تقدس قبلاً بدم العهد!

 

60- هلاك المرتدين

الإثبات الرابع

أمثلة من هلاك المرتدين:

هؤلاء المرتدين كانوا
من قبل مؤمنين، ثم ارتدوا وهلكوا. والأمثلة في الكتاب المقدس كثيرة توضح هلاكهم.

 

· يقول بولس الرسول
لتلميذه تيموثيئوس (ولكن الروح يقول صريحاً

إنه في الأزمنة الأخيرة
يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين

 

فى رياء أقوال كاذبة
موسومة ضمائرهم مانعين عن الزواج، وآمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول
بالشكر من المؤمنين وعارفى الحق) (1 تى 4: 1 – 3).

 

هؤلاء الذين تبعوا
أرواحاً مضلة وتعليم شياطين، قد هلكوا بلا شك ومع ذلك فان عبارة (يرتد قوم عن
الإيمان) تدل على أنهم كانوا مؤمنين من قبل.

 

وهذا مثل واضح عن
امكانية هلاك المؤمن، إذا ارتد، ينطوى تحته جميع الهراطقة والمبتدعين.

 

* ومن أمثلة المرتدين
ما ورد فى مثل الزارع.

إذ قال الرب (والذين
على الصخر، هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح. وهؤلاء ليس لهم أصل، فيؤمنون
إلى حين، وفى وقت التجربة يرتدون) (لو 8: 13). لا يمكن أن نصدق أنه يكون خلاص
لأولئك الذين على الصخر، الذين يرتدون وقت التجربة ومع ذلك فقد سماهم المسيح نفسه
مؤمنين، ولو إلى حين.

 

· ومن أخطر أنواع الارتداد،
ذلك الارتداد العام الذي سيحدث قبل مجئ المسيح ثانية. وفى ذلك يقول الرسول عن مجئ
المسيح الثانى (لا يخدعنكم أحد على طريقة ما. لأنه لا يأتى (أى المسيح) إن لم يأت
الارتداد أولا، ويستعلن إنسان الخطيئة إبن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل من يدعى
إلهاً) (2 تس 2: 3). ولا شك أنه في هذا الارتداد العام سيهلك كثير من المؤمنين
الذين يرتدون عن الإيمان.

 

ومن أمثلة الهراطقة
المبتدعين الفاسدين، الذين يرتدون ويهلكون،

 

ما قال عنهم بطرس
الرسول لأنه إذا كانوا بعدما نجوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب المخلص يسوع
المسيح، يرتكبون أيضاً فيها فينغلبون، فقد صارت لهم الأواخر أشر من الأوائل. لأنه
كان خيراً لهم لو لم يعرفوا طريق البر، من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية
المقدسة المسلمة لهم) (2 بط: 20، 21).

 

61- الذين استنيروا
وسقطوا

الإثبات الخامس

(عب 6: 4- 8).

الذين استنيروا وسقطوا:

يقول بولس الرسول (لأن
الذين استنيروا مرة، وذاقوا الموهبة السمائية، وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا
كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتى وسقطوا، لا يمكن تجديدهم أيضاً (ثانية)
للتوبة..)

 

إن الصفات الأولى تدل
على إيمان هؤلاء والعبارة الأخيرة تدل على هلاكهم0

 

وهذا اثبات واضح على
امكانية هلاك المؤمن. على ان البروتستانت – للأسف الشديد – يحاولون أن يزعموا أن
هؤلاء لم يكونوا مؤمنين!!! على الرغم من استنارتهم وشركتهم مع الروح القدس ومذاقهم
المواهب والقوات وكلمة الله!!

 

ولسنا نريد أن نجادلهم
كثيراً، وإنما يكفى أن نقول أن نص الآية يدل على إيمانهم. فعبارة (لا يمكن تجديدهم
ثانية) دليل واضح على أنه قد سبق تجديدهم من قبل، أى أنهم كانوا مؤمنين.

 

وهلاكهم واضح في تشبيه
الرسول لهم بأرض (مرفوضة، وقريبة من اللعنة التي نهايتها الحريق) (نعم 8).

 

62- يقين يحتاج إلى
ثبات، وله شروط

الإثبات السادس

يقين يحتاج إلى ثبات،
وله شروط:

قال القديس بطرس الرسول
(لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الاخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين بالأعمال
الصالحة) (2 بط 1: 10).

 

إذن فاختيار الله لنا،
ودعوته لنا، كل ذلك يحتاج منا إلى اجتهاد بالأكثر، لكى يكون هذا الاختبار ثابتاً..
وإلا، فأن الاختيار لا يثبت..!

 

· يشبه هذا أيضاً قول
القديس بولس (وبيته نحن، إن تمسكنا بثقة الرجاء وافتخاره ثابتة إلى النهاية) (عب 3:
6).

 

كان هذه الثقة يمكن أن
تثبت أو لا تثبت، وتحتاج إلى أن تتمسك بها حتى النهاية.

 

ويعود الرسول فيقول
أيضاً (لأننا قد صرنا شركاء المسيح إن تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية) (عب
3: 14). هنا شرط واجب علينا، أن نتمسك، حتى النهاية.. ويتابع الرسول كلامه فيحذرنا
من أن نقسى قلوبنا وإلا يحدث لنا كما حدث للشعب العاصى الذي هلك فى القفر.

 

· هذا الشرط الواجب
علينا، يكرره الرسول مرة أخرى في قوله (.. ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه،
إن ثبتم على الإيمان متأسسين وراسخين وغير متنقلين عن رجاء الإنجيل) (1: 22، 23).

 

· إنه خلاص من الرب،
لنا رجاء فيه،، ولكن الرسول ينذرنا قائلاً (كيف ننجو أن أهملنا خلاصاً هذا مقداره)
(عب 2: 3).

إذن يمكن أن نهمل
الخلاص، فلا ننجو..

 

63- يصنع حرباً مع
القديسين ويغلبهم!

الإثبات السابع

(رؤ 13: 7).

ما أخطر ما قيل في سفر
الرؤيا عن الوحش إنه:

 

(أعطى أن يصنع حرباً مع
القديسين ويغلبهم)..! وعبارة (قديسين) تعنى ولا شك أنهم مؤمنون.

 

فان كان ممكناً أن
ينغلب القديسون، فلنحذر نحن، ولندوام على الطلبة باستمرار لكى يرحمنا الرب، فلا
نهلك..

 

64- هلاك ديماس مساعد
القديس بولس

الإثبات الثامن

هلاك ديماس مساعد
القديس بولس:

كان ديماس أحد مساعدى
بولس الرسول، ذكره في رسالته إلى كولوسى (يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب وديماس)
(كو 4: 14). وفى رسالته إلى فليمون قال (يسلم عليكم مرقس وارسترخس وديماس ولوقا،
العاملون معى) (ف 24).

 

يذكره هنا ضمن ثلاثة من
أكبر الكارزين العاملين معه منهما اثنان من الانجيليين الأربعة. واسم ديماس يسبق
اسم القديس لوقا الانجيلى فهل مع كل ذلك لم يكن مؤمناً.

 

ومع كل ذلك، فان ديماس
المؤمن، الكارز العظيم، قد هلك. وقال عنه مار بولس (ديماس قد تركنى إذ أحب العالم
الحاضر) (2 تى 4: 10) والبروتستانت يقولون في كتبهم أنه – بعد تركه القديس بولس –
صار كاهنا وثنياً!!

 

باقى الاثباتات

حرصاً على عدم التكرار،
انظر ما يتعلق بهذا الموضوع من الأدلة التي وردت في باب (الدينونة حسب الأعمال)..

 

65- لا يقدر أحد أن
يخطف من يد أبي

الاعتراض الأول

+ (يو 10: 27 – 29).

لا يقدر أحد أن يخطف من
يد أبى

أول اعتراض لهم على
امكانية هلاك المؤمن هو قول الرب: (خرافى تسمع صوتى، وأنا أعرفها، فتتبعنى. وأنا
أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدى. أبى الذي أعطانى
إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطفها من يد أبى).

 

فما معنى هذا النص؟
ليتنا نتأمله جيداً:

 

أولا: هؤلاء الذين لا
يهلكون أول صفة ذكرها عنهم الرب أنهم خراف. والسيد المسيح يشبه الصالحين بالخراف،
كما يشبه الأشرار بالجداء.

 

كما ذكر في يوم
الدينونة أنه (يجمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض، كما يميز الراعى
الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين
عن يمينه: (تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم) (مت 25: 32
– 34)

 

فما دامت هذه خرافاً،
إذن هى عناصر صالحة. لأنها لو كانت شريرة لسماها جداء.

 

ثانياً: لقد وصف هذه
الخراف بأوصاف البر منها:

 

أ – يقول إنها تسمع
صوتى، وتتبعنى. وهذا معناه أنها تنفذ الوصايا وتعمل أعمالاً صالحة. وكلنا نوافق
على أن الذي يسمع صوت الرب ويتبعه لا يمكن أن يهلك.

 

ب – وفى نفس الاصحاح
وصف هذه الخراف بأنها (لا تتبع الغريب بل تهرب منه، لأنها لا تعرف صوت الغرباء)
(يو 10: 5) وإنها لذلك لم تسمع صوت السراق واللصوص الذين أتوا قبله (يو 10: 8).

 

وهذا كله يعنى أن هذه
الخراف الصالحة لا تنقاد وراء الشياطين، ولا وراء الأشرار.

 

وكل هذا يدل على الصلاح
من ناحيته الايجابية والسلبية: تتبع الرب ولا تتبع الغريب.

 

تعرف صوت الرب، وتميزه،
وتسمعه، وتتبعه. ولا تعرف صوت الغرباء، ولا تتبعهم، بل تهرب منهم. لسنا نرى للصلاح
أدلة أكثر من هذه ومع ذلك نذكر دليلاً آخر.

 

ثالثاً: (يقول خرافى
تسمع صوتى وأنا أعرفها) وهذه المعرفة متبادلة، لذلك يقول أيضاً في نفس الاصحاح
(وأعرف خاصتى وخاصتى تعرفنى، كما أن الآب يعرفنى وأنا أعرف الآب) (يو 10: 14) أية
معرفة أقوى من هذه..!! ويفصل الرب هذه المعرفة بأنه (يدعو خرافه الخاصة بأسماء)
(يو 10: 3).

 

هذه المعرفة تميز
الصالحين عن الأشرار الذين يقول لهم الرب: (إنى لم أعرفكم قط. اذهبوا عنى يا فاعلى
الاثم) (مت 7: 23).

 

إذن فقد قال الرب عن
الاشرار أنه لا يعرفهم.. يؤكد هذا أيضاً قول الرب للعذارى الجاهلات (الحق أقول لكن
إنى ما أعرفكن) (مت 25: 12).

 

فما دام إذن يعرف هذه
الخراف التى سوف لا تخطف من يده ولا من يد الآب، إذن لابد أن هؤلاء أنقياء القلب
صالحون، لأنهم لو كانوا أشراراً لقال عنهم: إنى لا أعرفكم.

 

نلخص إذن صفات أولئك
المؤمنين الذين سوف لا يخطفون من يد الآب:

إنهم من الخراف لا من
الجداء. أى أنهم من الصالحين الأبرار. كما إنهم يطيعون وصايا الله، فيسمعون صوته
ويتبعونه. كذلك هم يبعدون عن الشر والأشرار، إذ لا يسمعون لصوت الغريب ولا يتبعونه،
بل يهربون منه، نحن ولا شك نوافق أن مثل هذا النوع لا يهلك.

 

رابعاً: ماذا يفهم من
عبارة لا يقدر أحد (أن يخطف من يد أبى).

 

معناه أن القوات
الخارجية لا تقدر أن تخطف من يد الآب ولكن هذا لا يمنع من أن المؤمن وهو في يد
الآب – كامل الحرية – ممكن بارادته أن يسقط.

 

إن الله لا يسمح لقوة
خارجة أن تنتصر عليك وأنت في يده. ولكن إرادتك الداخلية يمكن أن تهلكك أن أردت. لو
قلت له أعن يارب ضعفى فانه يطرد عنك جميع القوى المعارضة. أما إن أردت بنفسك أن
تتركه فانه لا يرغمك على البقاء معه.

 

ما رأيكم في بعض خراف
كانت في يد المسيح، وضلت، وسقطت، واحتاجت إلى التوبة وقيل عن البعض إن له اسماً
إنه حى وهو ميت؟‍‍‍‍‍‍‍‍! من أمثلة هؤلاء بعض الملائكة السبعة ورد ذكرهم في سفر
الرؤيا.

 

قال يوحنا الرائى أنه
أبصر السيد المسيح في وسط المنائر السبع التي هى السبع الكنائس. وكان (معه في يده
اليمنى سبعة كواكب)..

 

والسبعة الكواكب هى
ملائكة السبع الكنائس (رؤ 1: 16، 20). وأول رسالة بدأها الرب بقوله (هذا يقوله
الممسك السبع الكواكب في يمينه). إذن فهم ليسوا في يده فقط، وإنما في يمينه. وكلمة
يمين ترمز إلى القوة (يمين الرب صنعت قوة. يمين الرب رفعتنى) (مز 117: 15، 16).

 

هؤلاء الذين هم في يمين
الرب، هؤلاء الجبابرة رعاة الكنائس، ماذا قال لهم الرب؟ قال لهم كلاماً مخيفاً..

 

قال لملاك كنيسة أفسس (..
فاذكر من أين سقطت وتب، واعمل الأعمال الأولى. وإلا فإنى آتيك عن قريب، وأزحزح
منارتك من مكانها) (رؤ 2: 5) يا للهول!

 

وقال لملاك كنيسة ساردس
(أنا عارف أعمالك، أن لك أسماً أنك حى وأنت ميت) (رؤ 3: 1). تصورا أن هذا الملاك
العظيم الممسك به الرب في يمينه كان ميتاً، واحتاج أن يقول له الرب (فاذكر كيف
أخذت وسمعت، واحفظ وتب. فانى إن لم تسهر أقدم عليك كلص. ولا تعلم أية ساعة أقدم
عليك) (رؤ 3: 5) فليرحمنا الله يا اخوتى كعظيم رحمته. إننا لسنا أقوى من هؤلاء
الملائكة السبعة.

 

اسمعوا أيضاً الكلام
المخيف الذى قاله الرب لكلاك كنيسة لاودكيا (هكذا لأنك فاتر، ولست بادراً ولا
حاراً، أنا مزمع أن أتقياك من فمى) (رؤ 3: 16). إنه تهديد بالهلاك. ويتابع الرب
كلامه فيقول له (لأنك تقول إنى غنى، وقد استغنيت ولا حاجة لى إلى شئ. ولست تعلم
أنك أنت الشقى والبائس وفقير وأعمى وعريان)

 

وهكذا أشار الرب عليه
أن يشترى ثياباً بيضاء حتى لا يظهر (خزى عريته). وقال له أخيراً (كن غيوراً وتب)
(رؤ 3: 17 – 19).

 

فلا تعتمد أيها الأخ
على إنك فى يد الله وتترك محبتك الأولى. فما أسهل أن تسقط من يمين الله، إن أردت
ذلك. لا يخطفك أحد من يده، وإنما أنت بارادتك قد تترك يد الله.

 

66- خُتِمتُم بروح
الموعد القدوس

الإعتراض الثانى

+ (أف 1: 13 / 14).

ختمتم بروح الموعد
القدوس

إنها آية أخرى يعتمد
عليها المعترضون. وهى قول بولس الرسول (إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس، الذي
هو عربون ميراثنا..) فاعتبروا أن ختم الروح القدس هو عربون ميراث ابدى لا ينزع من
الإنسان.

 

والرد بسيط إن الذين
ختموا بالروح القدس، ما تزال لهم حرية إرادة. ولذلك يقول لهم الكتاب: (لا تحزنوا
روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء) (أف 4: 30). ويقول لهم أيضاً (لا
تطفئوا الروح) (1 تس 5: 19). ويقول أكثر من هذا (من جدف على الروح القدس فليس له
مغفرة إلى الأبد، بل هو مستوجب دينونة أبدية) (مر 3: 29).

 

إذن فما يزال الأمر بيد
الإنسان الحر في إرادته.. إن شاء أحزن الروح، وإن شاء أطفا الروح، وإن شاء جدف على
الروح. لذلك نحن نصلى ونقول مع المرتل (روحك القدوس لا تنزعه منى) (مز 50).

 

إن شاول الملك الذي
اختاره الرب، ومسحه صموئيل بالدهن المقدس وحل عليه الروح القدس فتنبأ، وتحول إلى
رجل آخر، حتى تعجب الناس قائلين (أشاول أيضاً بين الأنبياء؟!) (1 صم 10 ” 6 –
11) هذا قد عاد الرب فرفضه، وفارقه روح الرب وبغته روح ردئ من قبل الرب (1 صم 16: 1،
14). وهلك شاول مرفوضاً من الله.

 

ليست العبرة في اوائل
الإنسان إذ يختم بروح الرب، أو يحل عليه روح الرب، إنما العبرة كيف تكون أواخره.

 

· مثل هذا الرد نجيب به
أيضاً على من يعترضون بقول الرب: (وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث
معكم إلى الأبد) (يو 14: 16). إن الروح مستعد أن يمكث معنا. ولكن إذا استمر بنا
الحال في احزان الروح واطفاء الروح، أو في التجديف أخيراً على الروح، فمن الممكن
أن ينزع منا.

 

67- أسماؤكم قد كَتِبَت
في السموات

الاعتراض الثالث

+ (لو 10: 20)، (فى 4: 3)،
رؤ 21: 27).

أسماؤكم قد كتبت في
السموات

يعترض البعض على
امكانية هلاك المؤمن، بقول الرب لتلاميذه السبعين (لكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح
تخضع لكم، بل افرحوا بالحرى أن أسماءكم كتبت في السموات) (لو 10: 20). وبقول بولس
الرسول في رسالته إلى فيلبى (وباقى العاملين معى الذين أسماؤهم في سفر الحياة) (فى
4: 3). أو بقول الوحى الإلهي في سفر الرؤيا (ولن يدخلها شئ دنس ولا ما يصنع رجساً
وكذباً، إلا المكتوبين في سفر حياة الخروف) (رؤ 21: 27).

 

ما أسهل أن نقول أن هذه
النصوص المقدسة، وخاصة النص الأخير، إنما يقصد بها المختارون. ولكن أوضح من هذا أن
نقول في صراحة تامة: انه من الممكن أن يكتب أسم شخص في سفر الحياة، ثم يمحى اسمه
بعد ذلك.

 

وهذا واضح من كلام الرب
لموسى النبى في سفر الخروج حينما قال له موسى (والآن إن غفرت خطيئتهم، والا فامحنى
من كتابك الذي كتبت). (فقال الرب لموسى: من أخطأ إلى أمحوه من كتابى) (خر 32: 32،
33)

 

ويوقل الرب في سفر
الرؤيا (من يغلب فذلك سيلبس ثياباً بيضاء ولن أمحو أسمه من سفر الحياة) (رؤ 3: 5).
إذن فهناك امكانية لمحو اسم إنسان من سفر الحياة: الذي يغلب لا يمحو الرب اسمه،
والذى ينغلب يمكن أن يمحو الرب اسمه من سفر الحياة. وكما قال (من أخطأ أمحوه من
كتابى).

 

وقد قال أيضاً في آخر
سفر الرؤيا (وإن كان أحد يحذف من أقوال هذه النبؤة، يحذف الله نصيبه من سفر الحياة،
ومن المدينة المقدسة، ومن المكتوب في هذا الكتاب) (رؤ 22: 19).

 

68- نحن أولاد الله، و
ورثة مع المسيح

الإعتراض الرابع

+ (غلا 4: 7).

نحن أولاد الله، وورثة
مع المسيح

يعترضون أيضاً بقول
بولس الرسول (إذن لست بعد عبداً، بل ابناً فان كنت ابناً، فوارث لله بالمسيح) إن
هذا الاعتراض يدعونا إلى أن نبحث معاً ما هو المعنى الروحى لكلمة ابن:

 

يقول يوحنا الرسول في
تعريف كلمة ابن (إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا عن كل من يصنع البر مولود منه) (1
يو 2: 29)

 

فان قلت إيها الأخ إنك
ابن الله، وبالتالى وارث لله بالمسيح، فينبغى أن تبرهن على بنوتك ببرك. فان كنت لا
تصنع البر فلست مولوداً منه.

 

يقول يوحنا أيضاً (كل
من هو مولود من الله لا يفعل خطيئة، لأن زرعه يثبت فيه. ولا يستطيع أن يخطئ، لأنه
مولود من الله. بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون). كل من لا يفعل
البر فليس من الله) (1 يو 3: 9، 10) ويكرر معلمنا يوحنا الحبيب هذا المعنى في
الاصحاح الخامس من رسالته فيقول (نعلم أن كل من ولد من الله لا يخطئ، بل المولود
من الله يحفظ مفسه والشرير لا يمسه) (1 يو 5: 18).

 

فهل أنت ابن بهذا
المعنى الذي يشرحه يوحنا الرسول؟ إن كنت كذلك فطوباك، لاشك إنك وارث لله بالمسيح.
أما إن كنت – إذا ناقشك أحد في آية تتعلق بموضوع الخلاص – تتشاجر وتشتم وترفع صوتك
وتقيم ضجة، ثم بعد ذلك تقول أنا ابن لله!! فاعلم أن أولاد الله يشتمون، لأن
الشتامين لا يرثون ملكوت الله (1 كو 6: 10).

 

لا تفتخر باطلاً أيها
الأخ كما افتخر اليهود قديماً ببنوتهم لإبراهيم.

 

فأخجلهم السيد المسيح
بقوله (لو كنتم أولاد ابراهيم، لكنتم تعملون أعمال ابراهيم) (يو 8: 39). فلو كنت
أنت ابناً لله، ووراثاً مع المسيح (ينبغى كما سلك ذاك هكذا تسلك أنت أيضاً) (1 يو
2: 6).

 

إن الولادة من الله
ليست مجرد لقب زائف نفتخر به. وإنما لها علامات تميزها. يقول الرسول (لأن كل من
ولد من الله يغلب العالم) (1 يو 5: 4). ويقول أيضاً (وكل من يحب، فقد ولد من الله
ويعرف الله) (1 يو 4: 7). فهل ينطبق عليك هذان الشرطان؟ وهل أنت ثابت في المحبة؟
وهل أنت تغلب العالم؟

 

علامة جوهرية أخرى
للولادة من الله، تظهر في قول بولس الرسول إلى أهل رومية (لأنه إن عشتم حسب الجسد
فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لأن كل الذين ينقادون
بروح الله، فأولئك هم أبناء الله) (رو 8: 13، 14). هنا شرط للبنوة لله، يحددها
الرسول في الذين ينقادون بروح الله. من هو ابن الله؟ هو الذى ينقاد بروح الله. فهل
ينطبق عليك هذا الشرط أيها الوارث مع المسيح والضامن للملكوت؟ اسأل نفسك..

 

شرط اساسى آخر للولادة
من الله، أن تكون مولودا من فوق مولوداً من الماء والروح.

 

لأن ربنا يسوع المسيح
نفسه قال لنيقوديموس (الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن
يدخل ملكوت الله) (يو 3: 5). فهل أنت أيضاً قد خلصت (بغسل الميلاد الثانى وتجديد
الروح القدس) (تى 3: 5)؟ وهل قدسك السيد المسيح مطهراً اياك بغسل الماء بالكلمة؟
(أف 5: 26).

 

لا تقل بغير تمعن (أنا
ابن الله، فوراث للمسيح، فضامن للملكوت) وإنما اختبر نفسك هل تحفظ نفسك والشرير لا
يمسك؟ هل أنت تغلب العالم؟ هل أنت محب وصانع للبر؟ هل أنت لا تستطيع أن تخطئ؟ هل
أنت تنقاد بروح الله؟ إن كنت كذلك فأنت ابن حقاً لله، وأعمالك تدل عليك (ومن
ثمارهم تعرفونهم).

 

أما قول بولس (لست
عبداً بل ابنا) فيجب أن نضع إلى جواره قول السيد المسيح (إن كل من يعمل الخطيئة هو
عبد للخطيئة، والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد. أما الابن فيبقى إلى الأبد. فإن
حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً) (يو 8: 34 – 36)

 

فالبنوة لله إذن من
علاماتها التحرر من الخطيئة وعدم العبودية لها. فان كنت ما تزال تفعل الخطيئة فأنت
عبد لها وأنت إذن خارج عن قول بولس الرسول (لست عبداً بل ابناً).

 

إن السيد المسيح يحسم
هذا الأمر فيقول (ليس كل من يقول لى يارب يارب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل
إرادة أبى الذي في السموات) (مت 7: 21). (لأن من يصنع مشيئة أبى في السموات هو أخى
وأختى وأمى) (مت 12: 50) هذا هو حقاً الوريث مع المسيح.

 

· نفس الكلام الذي
قلناه سابقاً ينطبق على آية بنفس المعنى يستخدمها المعترضون أحياناً وهى:

 

(فإن كنا أولاداً،
فاننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح إن كنا نتألم معه، لكى نتمجد أيضاً
معه) (رو 8: 17)

 

69- مَنْ يُقبِل إليَّ،
لا أُخرِجهُ خارجاً

الإعتراض الخامس

+ (يو 6: 37).

من يقبل إلى، لا أخرجه
خارجاً

حقاً إن كل من يقبل إلى
المسيح لا يخرجه المسيح خارجاً. ولكن ماذا نقول عن الذي يخرج بارادته من تلقاء
نفسه؟‍‍‍! إن المسيح هو الباب إن دخل أحد به يخلص ويجد مرعى (يو 10: 9).

 

إن كل الذين خرجوا من
الحظيرة المقدسة، هم خرجوا بذواتهم، بأعمالهم، بطياشتهم، بضلالهم. هم ارادوا
لأنفسهم الهلاك. عن أمثال هؤلاء يقول يوحنا الرسول (منا خرجوا. لكنهم لم يكونوا
منا0 لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا) (1 يو 2: 19). هم الذين خرجوا.

 

ومن أمثلة هؤلاء أولئك
الذين لم يحتملوا كلام السيد المسيح عندما تحدث عن التناول من جسده ودمه.

 

وفى ذلك يقول الكتاب
(من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه فقال يسوع
للأثنى عشر ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا) (يو 6: 66، 67) فهؤلاء لم يخرجهم
الرب خارجاً، إنما هم الذين تركوه، بعكس الاثنى عشر الذين ثبتوا معه.

 

حتى يهوذا الاسخريوطى
أيضاً، لم يطرده الرب، ولم يخرجه خارجاً،

 

إنما هو الذين ترك مجمع
التلاميذ، وترك عشاء الرب وخرج يفعل ما قد تآمر عليه من قبل.

 

70- مَنْ له الابن، فله
الحياة

الإعتراض السادس

+ (1 يو 5: 11، 12)

من له الإبن، فله
الحياة

يعترض البعض بقول يوحنا
الرسول (وهذه هى الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هى في ابنه، من له
الإبن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة) فيقولون ما دام شخص له
الحياة، وله حياة ابدية فكيف يهلك إذن؟!

 

مفتاح هذه الآية هو فهم
المعنى المقصود من عبارة من له الابن. فماذا تعنى هذه العبارة؟ هل تعنى (كل من
يؤمن به) كلا طبعاً،

 

لأن الابن نفسه يقول
(ليس كل من يقول لى يارب يارب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في
السموات (مت 7: 21) وتابع الرب كلامه قائلاً (كثيرون سيقولون لى في ذلك اليوم يارب
يارب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ
أصرح لهم إنى لا أعرفكم قط، اذهبوا عنى يا فاعلى الاثم).

 

هؤلاء لم يكونوا مؤمنين
فقط وإنما كانا صانعى آيات أيضاً. ومع ذلك لم يكن لهم الابن (لم يعرفهم قط). وذلك
لأنهم كانوا فاعلى اثم.

 

وهكذا العذراى الجاهلات:
كن مؤمنات، وقد ناديته قائلات (يا سيد يا سيد افتح لنا) (مت 25: 11) فأجابهن
قائلاً (الحق أقول لكن إنى ما أعرفكن)

 

هن أيضاً لم يكن لهم
الابن، على الرغم من ايمانهن. وعلى الرغم من انهن كن ينتظرنه كالحكيمات، وقد حفظن
بتوليتهن، وأردن أن يدخلن معه إلى العرس.

 

إذن فعبارة من له الابن،
لا تعنى مجرد الإيمان. فماذا تعنى إذن ما معنى (من له الابن فله الحياة)؟؟ تعنى
الآتى:

 

أولا – معرفة الابن

ثانياً – الثبات في
الإبن

ثالثاً – الشركة مع
الابن

رابعاً – محبة الابن

 

71- معرفة الابن

وهذا واضح من قول ربنا
يسوع المسيح نفسه للآب: (هذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الاله الحقيقى وحدك
ويسوع المسيح الذي أرسلته) (يو 17: 3).

 

ولكن ما معنى أن نعرف
الابن؟ وما الدليل على أننا عرفناه؟

يجيب يوحنا الرسول نفسه،
وفى نفس رسالته قائلاً:

(بهذا نعرف أننا عرفناه،
إن حفظنا وصاياه. من قال قد عرفته، وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه.
وأما من حفظ كلمته، فحقاً في هذا قد تكملت محبة الله. بهذا نعرف أننا فيه) (1 يو 2:
3 – 5)

 

هذا هو الرد، لأنه كيف
يكون لنا الابن إن كنا لا نعرفه؟‍! أو كيف نعرفه إن كنا لا نحفظ وصاياه؟! فان
حفظنا وصاياه ندلل بهذا على أننا نعرفه وإن عرفناه تكون لنا الحياة. إذن من يحفظ
وصايا الإبن، يكون له الابن، وتكون له الحياة. وما حفظ الوصايا سوى أعمال، تبرهن
على صدق هذا الحفظ.

 

72- الثبات في الابن

إن الذي له الابن، هو
الذي يثبت في الإبن، وألابن نفسه قد قال:

(اثبتوا في وأنا فيكم..
أنا الكرمة وانتم.. أنا الكرمة وأنتم الأغصان..

إن كان أحد لا يثبت فى،
يطرح خارجاً كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق) (يو 15: 4 – 6).

 

إذن فالثبات فيه لازم
للحياة، كما أن الغصن لا يحيا إلا إذا كان ثابتاً في الكرمة، والذى لا يثبت فيها
يجف وتكون نهايته الحريق إذن من يثبت في الإبن فله الحياة.

 

فكيف إذن نثبت فيه؟

يتابع الابن كلامه
فيقول:

 

(اثبتوا في محبتى. إن
حفظتم وصاياى تثبتون في محبتى، كما إنى أنا حفظت وصايا أبى وأثبت في محبته) (يو 15:
9، 10).

الأمر إذن من هذه
الناحية ايضاً يتعلق بحفظ الوصايا، أى بالأعمال الصالحة.

يؤكد هذا يوحنا الحبيب
ايضاً في نفس رسالته:

(من قال إنه ثابت فيه
ينبغى أنه كما سلك ذاك، هكذا يسلك هو أيضاً) (1 يو 2: 6).

وماذا تعنى عبارة من له
الابن؟ تعنى كذلك:

 

73- الشركة مع الابن

الذى له الابن، هو الذي
له شركة معه.

وفى ذلك يقول يوحنا
الرسول نفسه (وأما شركتنا نحن فهى مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح) (1 يو 1: 2)
ويتحدث بولس الرسول كثيراً عن هذه الشركة فيقول:

(متنا معه، دفنا معه،
قمنا معه، نتمجد معه) (رو 6).

ويقول أيضاً:

(لأعرفه وقوة قيامته
وشركة آلامه) (فى 3).

ويقول (مع المسيح صلبت)
(غل 2).. الخ.

ولكن كيف تكون لنا شركة
معه؟

هنا يجيب القديس يوحنا
في نفس رسالته (إن قلنا أن لنا شركة معه، وسلكنا فى الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق،
ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح
ابنه يطهرنا من كل خطيئة) (1 يو 1: 6، 7).

الأمر إذن كسابقه يتعلق
بالسلوك أى بالأعمال.

 

74- محبة الابن

لا شك أن الذي له الابن،
هو الذى يرتبط بالابن برابطة الحب فكيف نحبه إذن؟

يجيب السيد المسيح نفسه
على هذا السؤال بقوله:

(الذى عنده وصاياى
ويحفظها، فهو الذي يحبنى. والذى يحبنى يحبه أبى، وأنا أحبه واظهر له ذاتى) (يو 14:
21).

 

والقديس يوحنا يؤكد هذا
أيضاً في نفس رسالته فيقول (فان هذه هى محبة الله أن نحفظ وصاياه) (1 يو 5: 3).

 

الأمر من هذه الناحية
أيضاً يتعلق الوصايا أى بالأعمال.

إذن فعبارة من له الابن
– سواء كان معناها:

من يعرف الابن، أو من
يثبت في الابن، أو من له شركة مع الإبن، أو من يحب الإبن – فهى تستلزم حفظ الوصايا،
لكى تكون للمؤمن الحياة الأبدية.

 

إذن فالحياة الأبدية
تستلزم سلوكاً دائما بالبر.

إن حاد عنه الإنسان
يفقد هذه الحياة. لأنه:

(إن قلنا إن لنا شركة
معه، وسلكنا في الظلمة، تضل أنفسنا)..

إن رسالة يوحنا الأولى
لها روح خاصة تتمشى في الرسالة كلها.

لذلك إذا حاول
البروتستانت أن يعتمدوا على آية منها،

وجدوا في باقى الرسالة
ما يرد عليهم..

 

75- خروف الفصح |
الخلاص بدم الخروف

الإعتراض السابع

+ (خر 12: 23، 7).

مثال خروف الفصح

(فحين يرى الدم على
العتبة العليا والقائمتين، يعبر الرب عن الباب ولا يدع المهلك يدخل بيوتكم ليضرب).

 

يستغل المعترضون هذه
الآية ويقولون إن الذين كانوا يحتمون داخل الأبواب الملطخة بالدم، كانوا يشعرون
بكامل الآمان والاطمئنان مهما كانت حالتهم الشخصية، ومهما كان تقصيرهم واثمهم..

 

لأن خلاصهم كان يعتمد
على الدم، دم خروف الفصح الذي يرمز للمسيح. ولم يكن خلاصهم يعتمد إطلاقاً على
أعمالهم. ويقولون إنه يجب أن نكون في ملء الثقة بدم المسيح، ناظرين إلى استحقاقات
الدم، وليس إلى أعمالنا.

 

ونحن لا ننكر أن الخلاص
قد تم بدم المسيح وحده، وإن كفارة دم المسيح غير المحدودة كافية لبعث الاطمئنان في
النفس. ولكن ثقتنا بدم المسيح، ليس معناها أن نحيا في الخطيئة، أو أن نقصر فى أى
عمل صالح، مدعين بأن خلاصنا يتوقف على الدم وليس على برنا وطهارتنا.

 

وفى مثال خروف الفصح
والأبواب المرشوشة بالدم نرى ملاحظة هامة جداً توضح الموقف توضيحاً الموقف توضيحا
سليماً من ناحية الرمز. ذلك أن خروف الفصح كان يؤكل على فطير (خر 12: 8) وكان لابد
من نزع كل خميرة في المحلة لمدة سبعة ايام.

 

وهكذا قال الكتاب (سبعة
أيام تأكل فطيراً، وفى اليوم السابع عيد للرب، فطير يؤكل السبعة أيام، ولا يرى
عندك مختمر، ولا يرى عندك خميرة في جميع تخومك) (خر 13: 6، 7).

 

وقد شدد الرب تشديداً
كبيراً على عزل الخمير من البيوت، مع توقيع عقوبة القطع على كل من يأكل مختمراً.
فقال (سبعة أيام تأكلون فطيراً. اليوم الأول تعزلون الخمير من بيوتكم. فان كل من
أكل خميراً من اليوم الأول في اليوم السابع، تقطع تلك النفس من إسرائيل) (خر 12: 15).

 

وعاد فشدد على هذه
النقطة مرة أخرى فقال (تأكلون فطيراً.. سبعة أيام لا يوجد خمير في بيوتكم. فان كل
من أكل مختمراً، تقطع تلك النفس من جماعة إسرائيل، الغريب مع مولود الأرض. لا
تأكلوا شيئاً مختمراً. في جميع مساكنكم تأكلون فطيراً) (خر 12: 18 – 20)

 

فما هى الحكمة في كل
ذا؟ وإلى أى شئ ترمز؟ إن أى باحث في الكتاب المقدس يرى جيداً أن الخمير يرمز إلى
الشر والخطيئة، وأن الفطير يرمز إلى البر والطهارة.

 

وقد أوضح بولس الرسول
هذا الأمر وضوحاً كاملاً حينما قال (إذن نقوا منكم الخميرة العتيقة، لكى تكونوا
عجيناً جديداً كما أنتم فطير. لأن فصحنا أيضاً قد ذبح لأجلنا. إذن لنعيد ليس
بخميرة عتيقة، ولا بخميرة الشر والخبث، بل بفطير الاخلاص والحق) (1 كو 5: 7، 8).

 

وهكذا تتضح أمامنا
الصورة: الباب من الخارج مرشوش بالدم، ومن الداخل قد نزع الخمير، والكل يأكل
فطيراً. إن دم المسيح لا يمكن أن يكون تصريحاً لنا بأكل الخمير والشخص الذي يفلت
بواسطة الدم من سيف المهلك، يمكن مع هذا الخلاص الأول أن تقطع نفسه من الجماعة إذا
أكل خميراً. وهكذا يفقد خلاص الدم عن طريق أكله من الخبز المختمر.

 

كم من أناس خلصوا من
الخطيئة الأصلية بدم المسيح، ونجوا من سيف المهلك. ثم بعد ذلك فقدوا هذا الخلاص،
وقطعوا من جسم الكنيسة، لأنهم أكلوا مختمراً، أولئك (الذين نهايتهم الهلاك، الذين
الههم في بطنهم، ومجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات) (فى 3: 19)

 

هل بعد هذا تجرؤ أن
تقول اننى أنام مطمئناً داخل الأبواب المرشوشة بالدم، مهما كانت سيرتى؟! أقول لك: كلا،
إن كان يوجد خمير داخل أبوابك، فلا يمكن أن تنام مطمئناً (إن كل من يأكل مختمراً،
تقطع تلك النفس من شعبها).

 

لذلك نقوا منكم الخميرة
العتيقة. وعيدوا بفطير الاخلاص والحق. إن سبعة أيام الفطير ترمز إلى العمر كله
الذي ينبغى أن يكون طاهراً. لأن السبعة عدد يرمز إلى الكمال. وطالما تعيش أيها
الأخ داخل الأبواب المرشوشة بالدم، احترس طول حياتك أن تعزل الخمير عن بيتك، لأن
الحكم واضح.

 

76- المسيح سدَّد مطالب
الله

الإعتراض الثامن

المسيح سدد مطالب الله

يقول المعترضون أن موت
المسيح قد سدد مطالب العدل الإلهى من كل جهة. فهل يطالبنا الله بتسديده مرة أخرى؟

كلا، إن الله يطالبنا
بذلك، كما أننا أعجز من أن توفى عدل الله..

وقد سدد السيد المسيح
فعلا كل مطالب العدل الإلهى، وقدم كفارة غير محدودة لمغفرة جميع الخطايا لجميع
الناس فى جميع الأجيال..

ولكننا نكرر هنا سبق أن
قلناه أن دم المسيح شئ، واستحقاقات دم المسيح شئ آخر.

إن كل ما نفعله، ليس هو
أن نسدد مطالب العدل الآلهى، وانما أن نوجد أهلاً لاستحقاقات دم المسيح.

إننا لا نحاول ان نوفى
العدل الآلهى حقه، فقد تم ذلك على الصليب، حين سفك الرب دمه عنا، غنما كل ما نعمله
هو أن نكون مستحقين لدم المسيح.

 

77- مَنْ يسمع كلامي،
له حياة أبدية

الإعتراض التاسع

من يسمع كلامى.. له
حياة أبدية:

يعترضون ايضاً بقول
الرب (من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى، فله حياة أبدية، ولا يأتى إلى دينونة قد
انتقل من الموت إلى الحياة) (يو 5: 24)

 

نلاحظ هنا أنه لا يتكلم
عن الإيمان فقط، بل عن الأعمال بالأكثر في قوله (يسمع كلامى) أى من ينقذ وصاياى.
ونحن نعتقد أن المؤمن الذي ينقذ وصايا الله حتى النهاية، فهذا هو الذي يخلص.

 

ولو أننا تابعنا بقية
كلام الرب في هذه المناسبة، لوجدناه يقول (فيقوم الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة
الحياة) (يو 5: 29)، ولم يقل (الذين آمنوا)، مشدداً على أهمية الأعمال للخلاص.

 

78- الذي وعد وهو أمين

الإعتراض العاشر

+ عب 10: 23.

الذى وعد هو أمين:

حقاً إن وعد الله موجود،
والذى وعد هو أمين ولكن هذا لا يدعونا إلى الثقة العمياء.

بل إن القديس بولس ذاته
يحذرنا في نفس الرسالة قائلاً:

(فلنخف إنه مع بقاء وعد
بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم إنه قد خاب منه) (عب 4: 1)،

كما يقول أيضاً (إن كنا
نذكره فهو أيضاً سينكرنا) (2 تى 2: 12).

يا اخوتى، تذكروا
باستمرار خطورة استخدام الآية الواحدة.

 

79- متى نصل إلى
الخلاص؟

إن كان المؤمن يمكن أن
يسقط، ويمكن أن يهلك، وغن كان هناك أناس قد بدأوا بالروح وكملوا بالجسد، فمتى نقول
إذن عن الإنسان إنه قد خلص تماماً؟

 

نقول ذلك عندما يكمل
أيام غربته على الأرض بسلام. ذلك لأننا في حرب وصراع، طالما نحن في الجسد) (اف 6: 10).

 

نحن في حرب لم نعرف
نتيجتها بعد، لأنه من الجائز أن يكسب إنسان الجولة الأولى، ويخسر في الجولة
الثانية. من يضمن؟! ولا يستطيع محارب أن يقول أنه انتصر، إلا بعد نهاية الحرب، أى
بعد خلع هذا الجسد.

 

لذلك يقول الرسول
(تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12). ويقول أيضاً (انظروا إلى نهاية سيرتهم) (عب
13: 7).

نصوص مقدسة عن خلاصنا
المنتظر:

* يقول القديس بولس
(فان سيرتنا نحن هى في السموات، التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع، الذي
سيغير شكل جسد تواضعاً ليكون على صورة جسد مجده) (فى 3: 20).

 

هذا هو الخلاص، عندما
نخلع هذا الجسد المائت، نلبس جسد المجد.. بعد مجئ المسيح الثانى والقيامة العامة.

 

· ويقول كذلك (هكذا
المسيح أيضاً بعدما قدم مرة لكى يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص
للذين ينتظرونه) (عب 9: 28). تحدث الرسول هنا أيضاً عن الخلاص النهائى الذي يحدث
بعد مجئ المسيح الثانى.

 

· وهكذا يقول القديس
بطرس الرسول (أنتم الذين بقوة الله محرسون بايمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان
الأخير) (1 بط 1: 5)

 

· هذه الحقيقة ذاتها،
وضحها مار بولس عندما أمر بخصوص خاطئ كورنثوس (أن يسلم مثل هذا الشيطان لهلاك
الجسد، لكى تخلص الروح في يوم الرب) (1كو 5: 5).

· عن هذا الخلاص المقبل
يقول الرسول لأهل رومية (13: 11)

(فان خلاصنا الآن أقرب
مما كان حين آمنا).

· ويقول لتلميذه القديس
تيموثيئوس الأسقف (لاحظ نفسك وداوم على ذلك. لأنك إذا فعلت هذا، تخلص نفسك والذين
يسمعونك أيضاً) (1 تى 16: 4). فهذا القديس كان محتاجاً أن يلاحظ نفسه، ويلاحظ
خدمته، ويداوم على هذه الملاحظة، لكى يخلص.

 

· وعن هذا الخلاص
المنتظر يقول القديس بطرس الرسول (إن كان البار بالجهد يخلص..) (عب 1: 14)

 

· هذا الخلاص الأخير
يحتاج إلى صبر وجهاد حتى ناله في المجد. وفى هذا يقول القديس بولس (لأجل ذلك أنا
أصبر على كل شئ، لأجل المختارين لكى يحصلوا هم أيضاً على الخلاص الذي في المسيح
يسوع مع مجد أبدى) (2 تى 2: 10)

 

إذن فهؤلاء المختارين
لم ينالوا الخلاص الذي فيه المجد الأبدى، على الرغم من أنهم نالوا خلاصاً بدم
المسيح في المعمودية. ولكنه مجرد عربون (أف 1: 14). يمكن أن نفقده أن أبطلنا
جهادنا وانحرفت إرادتنا..

 

هذا الخلاص الأخير، كيف
نناله؟ يجيب الرسول قائلاً (فلنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا) (عب 12: 1).
ومن يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى