اللاهوت المقارن

الفصل الثالث



الفصل الثالث

الفصل الثالث

الأعمال ومركزها في موضوع الخلاص

32- الأعمال ومركزها في موضوع الخلاص

إعتراض

الذين ينادون بالخلاص في لحظة، يقولون إن الخلاص
هو بالإيمان وحده الذي يمكن نواله في لحظة!! لذلك هم ينكرون كل مفعول للأعمال،
ويعترضون على إدخالها في موضوع الخلاص، الذي تم فيه المسيح وحده..

 

وهم يقدمون لاثبات رأيهم آيات كثيرة من الكتاب
منها:

 

(لما ظهر لف مخلصنا الله واحسانه، لا بأعمال في
بر عملناها، بل بمقتضى رحمته خلصنا، بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس) (تى
3: 5)

 

(لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان. وذلك ليس منكم،
هو عطية الله. ليس من أعمال كى لا يفتخر أحد..) (أف 2: 9)

 

الرد على الاعتراض

1 إننا نسأل الذين يركزون على الإيمان، ويرفضون
الأعمال كلها:

أى أعمال تقصدون؟ هناك ستة أنواع من الأعمال:

أ أعمال الناموس التي هى مجرد ممارسات طقسية.

ب أعمال قبل الإيمان، أى الأعمال الصالحة التي
للأمم.

ج أعمال بشرية فقط، لا يشترك الله فيها.

د عمل الروح القدس في الأسرار.

ه أعمال صالحة هى شركة مع الروح القدس.

و أعمال الله وحده، وطريقة أستحقاقنا لها.

 

فعلينا أن نفحص كل هذه الأنواع الستة، ونرى ما
هى أنواع الأعمال التي يرفضها الكتاب؟ وما هى الأنواع اللازمة من الأعمال والتى
بدونها بدونها لا نخلص، إذ أن الايمان بدون أعمال ميت.

 

2 هنا ونسأل: لماذا ركز الرسول على موضوع
الإيمان؟

 

لقد ركز في الكلام مع غير المؤمنين من اليهود
والأمم، أو في الكلام عنهم، حتى تظهر أهمية الفداء بدم المسيح..

 

لأنه بدون الإيمان لا يمكن أن يخلص أحد من هؤلاء
مهما كانت أعمالهم. ولأن الإيمان هو النقطة الصعبة إذ هى تغيير الدين. فإن قبلوها
سيقبلون كل ما بعدها كالمعمودية والتوبة والتناول. فالذى يقبل المسيح سيقبل كل
تعاليمه..

 

لهذا مع اليهود والأمم ركز الرسول على الإيمان
وليس أعمالهم:

فمن جهة اليهود، هاجم أعمال الناموس بدون إيمان.

ومن جهة الأمم، هاجم أعمالهم الصالحة بدون إيمان.

أما أعمال الصالحة إذا اضيفت إلى الإيمان، فإنها
تكون لازمة ومقبولة باعتبارها ثمرا للإيمان..

فلتناول بالشرح هذين النوعين المرفوضين:

 

33- أعمال الناموس

3 كانت لأعمال الناموس أهمية في العهد القديم،
يظنون أنهم يتبررون بها. وتدخل فيها الممارسات الطقسية التي يفرضها الناموس: مثل
الختان، وحفظ السبت، والمواسم والأعياد وأوائل الشهور، وما فيها من تقدمات، وما
يختص بالنجاسات والتطهير، في الأكل والشرب واللمس وغير ذلك، مما نفى الرسول
الاعتماد عليه، مؤكداً أن الإنسان لا يتبرر به.

 

بل أظهر أن أعمال الناموس قد بطلت، لأنها كانت
مجرد رمز لنعم العهد الجديد أو كانت مجرد ظل للخيرات العتيدة. وقال في ذلك:

 

(لا يحكم أحد عليكم في أكل أو شرب، أو من جهة
عيد أو هلال أو سبت، التي هى ظل الأمور العتيدة) (كو 2: 16)

 

فالختان مثلاً، كان من أعمال الناموس. كان علامة
لشعب الله. وقد كان رمز للمعمودية، إذ به يموت جزء من إنسان، رمزاً لموت الإنسان
كله. حينما يموت المؤمن في المعمودية، ويدفن مع المسيح، لكى يحيا معه. إذن الختان
في العهد الجديد كمجرد عمل من أعمال الناموس، لا علاقة له بالخلاص، لأنه ظل للأمور
العتيدة وقد حلت المعمودية محله.

 

4 وحتى في العهد القديم، أظهر الرب أن أعمال
الناموس هذه، إن كانت خالية من الروح، تصبح بلا قيمة..

 

وذلك لأنها قد صارت مجرد ممارسات لا يشترك القلب
فيها، وقد يمارسها الإنسان مع ممارسة الخطية في نفس الوقت!

 

فقال في سفر إشعياء: لا تعودوا تأتون إلى بتقدمة
باطلة. البخور هو مكرها لى. رأس الشهر والسبت ونداء المحفل. لست أطيق الإثم
والاعتكاف. رؤس شهوركم وأعيادكم ابغضتها نفسى. صارت على ثقلاً، مللت حملها..
أيديكم ملآنة دماً) (إش 1: 13 15).

 

5 وأعمال الناموس هذه هى التى هاجمها الرسول
بقوله:

(إذ نعلم الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل
بإيمان يسوع المسيح) (إلى 2: 16).. (ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله،
فظاهر لأن البار بالإيمان يحيا) (غل 3: 11) (لأنه بأعمال الناموس، كل ذى جسد لا
يتبرر أمامه) (رو 3: 20)

 

واضح هنا جداً، كلامه عن أعمال الناموس. وواضح
أيضاً أن هذا النوع من الأعمال، ليس هو ما نقصده في حياتنا المسيحية. ربما قصده من
أرادوا تهويد المسيحية المسيحية..

 

6 هذا من جهة اليهود. ومن جهة محاولة بعض اليهود
الذين اعتنقوا المسيحية في عصر الرسل، وأرادوا إدخال عاداتهم اليهودية في المسيحية،
وكذلك فقوسهم وممارساتهم. فشرح لهم الرسل أن اللازم للخلاص هو الإيمان، وليست
أعمال الناموس. وماذا إذن عن الأمم؟؟ هنا يتكلم الرسول عن:

 

34- الأعمال بدون إيمان!

ويمكن أن نقول عنها أيضاً: الأعمال الصالحة قبل
الإيمان، كأعمال الأتقياء من الأمميين، مثل كرنيليوس وغيره.

 

إنها أعمال صالحة، ولكنها بدون إيمان لا تبرر
الإنسان. فالتبرير. فالتبرير هو بالدم فقط، دم المسيح، الذى حمل خطايانا، ومات عنا
(الذى فيه لنا الفداء، بدمه غفران الخطايا) (كو 1: 14) وهكذا قال الرسول: (متبررين
مجاناً بنعمته، بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة، بالإيمان بدمه،
لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة) (رو 3: 24، 25)

 

إذن كل أعمال صالحة بدون دم المسيح لا تخلص.

 

وذلك لأنه بدونك سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22)

 

والخلاص كما نؤمن جميعاً هو عن طريق الفداء
العظيم الذي تم على الصليب. إذن الأعمال بغير الإيمان بالدم والكفارة لا تبرر
أحداً. وهذه الأعمال هى التي قال عنها الرسول: (لا بأعمال فى بر عملناها)

 

وواضح أيضاً أننا لا نقصد هذا النوع مطلقاً، في
حديثنا عن الأعمال فكلنا مؤمنون بالفداء والكفارة وأهمية دم المسيح.

يبقى النوع الثالث المرفوض من الأعمال وهو:

الأعمال البشرية وحدها

 

35- الأعمال البشرية وحدها

أى الأعمال التي يعملها البشر، بدون إشتراك الله
معهم في العمل، دون شركة الروح القدس.. إنما هى مجرد ذراع بشرى.. هذه لا علاقة لها
بالخلاص..

 

ونحن لا نستطيع أن نسمى مثل هذه أعملاً روحية،
أو أعملاً صالحة بالمفهوم الدقيق للكلمة.

إن العمل البشرى المنفصل عن الله، لا يخلص
الإنسان.

العمل الذي يعمله الإنسان وحده، دون أن يدخل
الله فيه، مصيره أن يؤول إلى المجد الباطل. ولا مكافأة له، ولا علاقة له بالخلاص.
وعنه نقول في صلواتنا بالأجبية: (وبأعمالى ليس لى خلاصاً) أى بأعمالى وحدها، بدونك
أنت، وبدون دمك..

 

هذه هى الأنواع الثلاثة من الأعمال، المرفوضة،
والتى لا علاقة لها بالخلاص. فلنتكلم عن الأنواع الثلاثة الأخرى..

 

36- عمل الروح القدس في الأسرار

إن أسرار الكنيسة السبعة ليست أعمالاً بشرية
يقوم بها الأب الكاهن. وإنما هى أعمال سرية يقوم بها الروح القدس نفسه على يد
الكاهن، الذي لا يعدو أن يكون خادماً للأسرار.

 

الروح القدس هو الذي يلد المؤمنين في المعمودية
ولادة جديدة، يصيرون بها (مولدين من الماء والروح) (يو 3: 5) ومولدين من الروح (يو
3: 6)

 

فهل نعتبر المعمودية إذن عملاً بشرياً أم إلهيا؟

 

والروح القدس هو الذي يقدس المؤمن ويثبته في سر
المسحة المقدسة، سر الميرون. ولذلك قال القديس يوحنا الحبيب: (وأما أنتم فلكم مسحة
من القدس) (1يو 2: 20) فهل المسحة عمل بشرى، وهى من القدوس؟

 

إن الروح القدس هو الذي يحل على المؤمنين (أع 19:
6)، فهل هذا عمل بشرى؟!

 

والروح القدس هو الذي يغفر الخطايا في سر التوبة.
لذلك نفخ الرب في وجوه تلاميذه القديسين. وقال لهم: (اقبلوا الروح القدس. من غفرتم
خطاياه تغفر له..) (يو 20: 22، 23) إذن فالمعمودية تتم بالروح تتم بالروح القدس
الذي قبلوه. فهل نعتبرها عملاً بشرياً؟!

 

والروح القدس هو الذي يحول الخبز والخمر إلى جسد
الرب ودمه في سر الافخارستيا. والسيد الرب نفسه هو الذي يقول: (خذوا كلوا.. هذا هو
جسدى) (1كو 11: 24) خذوا اشربوا.. هذا هو دمى) (مت 26: 26، 27) والرب نفسه وضع
بركات هذا السر (يو 6: 50 56)

 

والروح هو الذي يجعل الاثنين واحدا في سر الزيجة.
لذلك يقول الرب عن ذلك (الذى جمعه الله، لا يفرقه إنسان) (مر 10: 9)

 

وهكذا في باقى الأسرار المقدسة. الروح القدس هو
العامل فيها، وهو المعطى كل بركاتها ونعمها

 

فالذين ينكرون أسرار الكنيسة وفاعليتها في
الخلاص، إنما ينكرون عمل الروح القدس نفسه، الذي تتمم الأسرار.

 

لماذا ينكرون لزوم المعمودية للخلاص، مع قول
الله الصريح: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16)؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍! هل المعمودية هى
عمل بشرى لا يحتمله محاربو الأعمال؟! أم أنها بالحقيقة عمل الروح القدس، الذي يلد
من الماء إنساناً جديداً..؟

وإن كانت عمل الروح، إذن فهى عمل الله.

إذن من ينكر فاعلية المعمودية، إنما ينكر عمل
الله.

وإن كان الله في المعمودية (قد شاء فولدنا)
(بغسل الميلاد الثانى، وتجديد الروح القدس) (تى 3: 5) وخلصاً بهذا الغسل من
خطايانا (أع 22: 16) فلماذا الاعتراض إذن على عمل الله؟‍‍‍!

 

ولماذا يعترضون على مغفرة الكاهن للخطايا؟ هل
هذه المغفرة هى عمل إنسان، أم هى عمل الروح القدس؟

 

وإن كانت عمل الروح، فلماذا يرفضونها؟! وإن كانت
عمل الروح، فهى إذن عمل إلهى. وما الكاهن سوى خادم لهذا السر.. الروح القدس هو
الذي يغفر الخطايا ويعلن ذلك من فم الكاهن (1) وقد شرحنا هذا بالتفصيل في كتاب
الكهنوت.

 

هذه الأعمال التي يعملها الرب فى الأسرار
المقدسة، من أجل خلاصنا، ينبغى أن نقف أمامها ونقول: (قفوا وانظروا خلاص الرب) (خر
14: 13).

 

هل تنكر كل أسرار الكنيسة وعمل الروح القدس فيها،
من أجل التشبث ببدعة الخلاص في لحظة؟ أو من أجل الاصرار على أن الخلاص بالإيمان
وحده، الذي يظنون أن يتم في لحظة؟! وفى سبيل ذلك لا مانع من إنكار كل آيات الكتاب
المقدس التي تثبت غير ذلك!!

 

إن محاربة أسرار الكنيسة، هى عدم فهم لهذه
الأسرار. يظنون أعمالاً بشرية فيهاجمونها. وهى عمل الروح القدس.

ننتقل إلى نوع آخر من الأعمال، ونفحص ما إذا كان
الذين يرفضونها على حق أم لا؟ تلك هى:

 

37- أعمال شركة الروح القدس

إننا نطلب شركة الروح القدس معنا في العمل.
ونقول في صلواتنا في رفع البخور: (إشترك في العمل مع عبيدك، في كل عمل صالح)

 

لا شك اننا بدون الله، ى نقدر أن نعمل شيئاً (يو
15: 5) هو العامل فينا، وهو العامل بنا، وهو العامل معنا. وكما قال القديس بولس عن
نفسه وعن زميله فى الخدمة أبولس: (نحن عاملان مع الله) (1كو 3: 9) وقال لأهل فيلبي:
(لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا أن تعملوا من أجل المسرة) (فى 2: 13)

 

ومادام الله هو العامل فينا، إذن فالأعمال
الصالحة التي يقوم بها المؤمن ليست مجرد اعمال بشرية، وإنما هى شركة الروح الذي
فيه، الذي يحركه للعمل ويشترك معه.

 

لهذا تمنحنا الكنيسة في كل اجتماع بركة (شركة
الروح القدس) التي أشار إليها القديس بولس الرسول (2كو 13: 14). لا نشترك مع الروح
القدس في الجوهر أو في اللاهوت، حاشا..! وإنما نشترك معه في العمل. ونصير بهذا
الاشتراك (شركاء الطبيعة الإلهية) (2 بط 1: 4).. في العمل.

 

والعمل الذي يشترك فيه معنا روح الله، لا يجوز
لإنسان أن يحتقره، أو يتجاهل قيمته في موضوع الخلاص.

 

ومن له أذنان للسمع فليسمع (مر 4: 9، 23).

 

إننا إن تكلمنا، فلسنا نحن المتكلمين، بل يشهد
السيد المسيح قائلاً: (لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم فيكم) (مت 10: 20) ونحن
حينما نصلى، هل نحن الذين نصلى وحدنا؟ كلا (لأننا لسنا نعلم ما نصلى لأجله كما
ينبغى، بل الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطبق بها) (رو 8: 26) وإن تبنا، فإن
الروح هو الذي (يبكتنا على خطية) يو 16: 8) وهو الذي يرشدنا ويقوينا. وإن خدمنا،
فالسيد المسيح يقول: (ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وحينئذ تكونون
لى شهوداً) (أع 1: 8)

 

إذن الأعمال الصالحة التي يعملها المؤمن، لا
يعملها وحده مطلقاً، بل الروح القدس هو الذي يعملها فيه كما رأينا.

 

ومحاربتها هى محاربة للروح القدس العامل فيها.
بل هى أيضاً محاربة للسيد المسيح الذي قال: (بدونى لا تقدرون أن تعملوا شيئاً) (يو
15: 5) حتى إرادتنا، حتى كل عمل نعمله.. يقول الرسول: إن الله هو العامل فيكم أن
تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرة (فى 2: 13)

 

إذن محاربة الأعمال الصالحة هى عدم فهم لهذه
الأعمال. يظنونها مجرد أعمال بشرية فيهاجمونها! ليتهم يدركون عمل الروح فيها،
حينئذ سوف يستحون من مهاجمتها.

 

وهذه الأعمال الصالحة لا يمكن أن ندخل الملكوت
بدونها. وكما شرحنا بالتفصيل في كتابنا (الخلاص في المفهوم الأرثوذكسى).

إن الأعمال الصالحة لا نخلص بها، ولكننا لا نخلص
بدونها.

على الأقل، يمكن أن نسمى هذه الأعمال (ثمر
الإيمان)

فإن كانوا يركزون على الإيمان وحده، هنا نسأل: هل
هذا الإيمان له ثمر، أم هو بدون ثمر؟ إن كان لابد أن يكون له ثمر، ليثبت أنه إيمان
حى، فهنا تظهر قيمة الأعمال. وإن كان بلا ثمر، تقف أمامنا الآية التي تقول: (كل
شجرة لا تصنع ثمراً، تقطع وتلقى في النار) (مت 3: 10)

 

وإن كان الإيمان لازماً للخلاص، فهو لازم بثمره،
أى بهذه الأعمال الصالحة.

 

وإن كان بلا أعمال، فهو (إيمان ميت) (يع 2: 17،
20) ينظر القديس يعقوب الرسول إلى صاحبه ويقول: (إن قال أحد أن له إيمانا، ولكن
ليس له أعمال: هل يقدر الإيمان أن يخلصه) (يع 2: 14).

ننتقل بعد ذلك إلى النقطة الأخيرة في موضوع
الأعمال، وهى: عمل الله ذاته وكيف نستحقه

 

38- أعمال الله وحده

الفداء هو عمل الله وحده، لم نشترك نحن فيه.

والخلاص الذي تم بالفداء، هو عمل الله وحده.

ولكن عمل الله شئ، واستحقاقنا لعمل الله شئ آخر.

بقد قدم الله بالفداء كفارة للعالم كله (1يو 2: 2)
فهل انتفع بها كل العالم؟! كلا، طبعاً. والخلاص الذى قدمه الرب للعالم، هو خلص به
جميع الناس؟! كلا.. إذن ماذا نستفيد: إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره؟!) عب 2: 3)

 

إذن فكيف ننال الخلاص الذي دبره الله وحده؟

أنناله بالإيمان؟ الإيمان نفسه عمل. أننال هذا
الخلاص بالمعمودية والتوبة؟ إنهما أيضا عملان.

وما هو عمل الإيمان الذي ننال به الخلاص؟ يقول
الرسول: (قد وهب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضاً أن تتألموا
لأجله) (فى 1: 29)

 

إذن هذا الإيمان، هو هبة من الله.

ويقول الرسول عن هذا الإيمان: (ليس أحد يقدر أن
يقول يسوع رب، إلا بالروح القدس) (1كو 12: 3)

وكذلك المعمودية هى ولادة من الروح (يو 3: 5، 6)

ومع أن الخلاص هو عمل الله وحده، إلا أننا نناله
في المعمودية، حسب قوله (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16)

كما إننا لا يمكن أن ننال الخلاص بدون التوبة.

وذلك حسب قول الرب: إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك
تهلكون) (لو 13: 3، 5).

وكذلك حسب قول بولس الرسول لليهود في يوم
الخمسين (أع 2: 38).

الخلاص هو عمل الله وحده.. هذا حق. ولكن كيف
نناله؟ القديس بطرس الرسول يشرح هذا الموضوع قائلاً:

 

(توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع
المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس) (أع 2: 38).

 

إذن لابد من التوبة والمعمودية، لننال المغفرة،
ونقبل عطية الروح القدس. وهل يوجد خلاص بدون هذه المغفرة، وبدون الروح القدس؟

 

فإن كانت المغفرة لازمة للخلاص وتنال هنا
بالتوبة والمعمودية، فلماذا إذن إنكار قيمة الأعمال؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!

 

إن التعليم الأرثوذكسى هو تعليم كتابى.

وهوذا أمامنا آيات الكتاب واضحة في موضوع الخلاص.

أما عن توضيح الأعمال بالتفصيل، وكون أن
الدينونة تكون حسب الأعمال، لأن الله سيجازى كل واحد حسب أعماله) (رؤ 22: 12).

 

أو أن الأعمال الشريرة تؤدى إلى الهلاك، فهذا
نحيلك فيه إلى كتاب (الخلاص في المفهوم الأرثوذكسى).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى