اللاهوت المقارن

الخلاص



الخلاص

الخلاص

“أما البار فبالإيمان يحيا” (رومية
1: 17)

تقول
روما: “لا خلاص خارج الكنيسة الرومانية”

قال
البابا بونيفاس الثامن، في خطابه البابوي يوم 18 تشرين الثاني عام 1302: “نحن
نصرح ونقول ونعزم ونؤكد أنه من الضروري لكل مخلوق أن يخضع للسلطة البابوية لينال
الخلاص”. مع أن الكتاب المقدس يخلو من كل كلمة تؤيد خضوع الإنسان للكنيسة
الرومانية للحصول على الخلاص!

وتعلم
كنيسة روما أن المعمودية هي الوسيلة للتبرير، وأن النعمة التي اقتناها المسيح بدمه
لا يمكن الحصول عليها إلا عن طريق الكهنة. كما تعلم أن المعمودية تمحو الخطيئة الأصلية،
وبواسطتها يصبح الإنسان مسيحياً وينال الميلاد الثاني والولادة الروحية. وبالرغم
من أن روما تطلب من أتباعها الإيمان بالمسيح، إلا أن الإيمان لا يعتبر الطريق
الوحيد للخلاص. ومفهوم الخلاص حسب تعليم هذه الكنيسة هو نتيجة الأعمال الصالحة
أكثر منه نتيجة الإيمان. أي أنه يتم الحصول عليه من ممارسة العشاء الرباني
والأعمال الصالحة.. اعمل ما تأمر به كنيسة روما فتخلص. أي أن في الخلاص في كنيسة
روما يعتمد على الأعمال، لا على الإيمان المطلق والثقة التامة في المسيح. وفي
المفهوم العملي والتطبيقي لهذا الاعتقاد يعتمد الكاثوليكيون على أعمالهم الصالحة
وجهودهم المتواصلة لنيل الخلاص، لا على المسيح يسوع نفسه.

تقول
الكنيسة الرومانية: “إذا ادعى أحد أن الإيمان المبرر هو بساطة الثقة بالنعمة
الإلهية الماحية الخطايا من أجل المسيح، أو أن الإيمان هو وسيلة التبرير، ليكن
ملعوناً”. فأمامنا الآن طريقتان مختلفتان ومتناقضتان لنوال الخلاص. الأولى
تقول أن الخلاص هو نتيجة الأعمال الصالحة وتنازل العشاء السري والمعمودية.
والطريقة الثانية تقول أن الخلاص هو هبة من الله ويمكن الحصول عليه بالإيمان وحده.
وبما أن هاتين الطريقتين متناقضتان، فإن واحدة منهما الصحيحة والأخرى باطلة.

لنلاحظ
بتدقيق كلمات الله المعصومة من الخطأ:

“بدون
إيمان لا يمكن إرضاء الله” (عبرانيين 11: 6).

“أما
البار فبالإيمان يحيا” (رومية 1: 17).

“متبررين
مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح” (رومية 3: 24).

“الإنسان
يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس” (رومية 3: 28).

“آمن
بالرب يسوع المسيح فتخلص” (أعمال الرسل 16: 31).

“وبهذا
يتبرر كل من يؤمن من كل ما لم تقدروا أن تتبرروا منه بناموس موسى” (أعمال 13:
36).

“لأنه
هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد،لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له
الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16).

“الذي
يؤمن به لا يدان” (يوحنا 3: 18).

“الذي
يؤمن بالابن له حياة أبدية” (يوحنا 3: 36).

نحن
لا نخلص نتيجة أعمالنا مهما كانت صالحة:

“لا
بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد
الروح القدس، الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا” (تيطس 3: 5، 6).

“لأنكم
بالنعمة مخلصون بالإيمان، وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر
أحد” (أفسس 2: 8، 9).

“فإذاً
قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح” (رومية 5: 1).

فالخلاص
إذا ً هو بالإيمان بيسوع المسيح، وهو عطية الله لنا، ونحن لا نستطيع أن نخلص
أنفسنا أو نصنع خلاصنا. لأن الخلاص ليس نتيجة أعمالنا “لكي لا يفتخر
أحد”. فالطريقة الوحيدة للحصول على المصالحة والسلام مع الله هي بالإيمان
“ليس من أعمال في بر عملناها نحن”.

إن
أعمالنا لا تمنحنا بر الله الذي يخلصنا “فقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل
أعمالنا برنا” (أشعيا 64: 6) “كذلك أنتم أيضاً متى عملتم كل ما أمرتم به
فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا” (لوقا 17: 10).
فالبر الوحيد الذي يؤهلنا للحياة الأبدية هو بر يسوع المسيح، الذي يهبه لنا
بالإيمان. إذ لا يمكننا أن نناله بأعمالنا الصالحة، التي إذا اتكلنا عليها سنهلك
إلى الأبد.

يقول
الروح القدس: “أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل
دين. وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً” (رو 4: 4،
5). فالذي يؤمن بالمسيح يحسب إيمانه براً. هذه الآيات من رسالة رومية تعني أننا
إذا اعتبرنا أن الأعمال الصالحة هي التي تبررنا وتخلصنا فإننا نعتبر أن الله مديون
لنا ونعتبر أن الخلاص ليس بالنعمة. وهذا ما لا يعلمه العهد الجديد أبداً، لأنه
يجعل ذبيحة المسيح بدون قيمة وبلا فائدة. أعمال برنا خرق بالية في نظر الله، وكل
هذا البر هو بالإيمان بالذبيحة على الصليب. نحن لا نحصل على الخلاص بواسطة تعذيب
أو آلام. لا نستطيع أن نخلص نفوسنا بتعذيب أجسادنا، فالخلاص عطية ومنحة مجانية
معطاة لنا بلا مقابل، بدون ثمن وهو من محبة الله ولطفه.

“هو
عطية الله” (أفسس 2: 8).

“الذين
ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة (الأبدية) بالواحد يسوع المسيح
(رومية 5:
17).

“ببر
واحد صارت الهبة إلى جميع الناس، لتبرير الحياة” (رومية 5: 18).

“هبة
الله هي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا” (رومية 6: 23).

“وبلا
فضة تفكون” (أشعيا 52: 3).

“ومن
يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً” (رؤيا 22: 17).

“فشكراً
لله على عطيته التي لا يعبر عنها” (2 كورنثوس 9: 15).

في
اللحظة التي يتوق فيها الخاطئ ويثق بالرب يسوع كمخلص شخصي، ينتقل إلى حالة النعمة
بعد أن كان مستوجباً النار الأبدية، والآن يستحق الثواب الأبدي، كان ابناً لإبليس
فيصبح ابناً لله، كان بلا هدف ولا قرار في الحياة، فيصبح مالكا للحياة الأبدية،
لأنه مكتوب ” الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية” فالذي يؤمن به الآن في
حال إيمانه وساعة اعترافه حياة أبدية. لاحظ أن الآية لا تقول إن الحياة الأبدية هي
مكافأة لأعمالنا الحسنة، ولكنها نتيجة الإيمان بالرب يسوع كابن الله. (يوحنا 3:
36).

إن
إيمان أولاد الله هو إيمان عملي، أي أن أعمالهم تظهرهم أنهم مؤمنون. لا يمكن
اقتناء الحياة الأبدية بالأعمال، لكن الأعمال الصالحة هي برهان الحصول على الحياة
الأبدية. إن طريقة الله للخلاص هي باستحقاقات دم يسوع المسيح “الذي تألم ومات
من أجلنا” “الذي بجلدته شفينا” (1 بطرس 2: 24).

“ولكن
كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم” (يعقوب 1: 22).

“الإيمان
بدون أعمال ميت” (يعقوب 2: 20).

فإن
كل من يدعي أن عنده إيماناً بالمسيح ولكنه يعيش حياة الخطية فهذا يكون مخدوعاً،
فالإيمان الحقيقي له ثمار “أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي
إيماني” (يعقوب 2: 18). فكما أن الشجرة الجيدة تعطي ثماراً جيدة كذلك يجب أن
الإيمان الجيد يعطي ثماراً جيدة. فالذي يؤمن بالمسيح يحب المسيح ويحفظ وصاياه إذ
لا يمكن أن نحب المسيح دون أن نحفظ وصاياه.

هناك
آيتان في العهد الجديد متشابهتان: “صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن
المسيح جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا” (1 تي 1: 15).
“صادقة هي الكلمة، وأريد أن تقرر هذه الأمور لكي يهتم الذين آمنوا أن يمارسوا
أعمالاً حسنة”. (تيطس 3: 8).

وهكذا
نرى أننا ننال الخلاص بإيماننا باستحقاقات المسيح، وبالإيمان فقط، إذ أنه عطية
الله. فكل الذين يؤمنون بالمسيح يخلصون، والذين يخلصون يجب أن يثمروا. إذ أن
الأعمال الصالحة هي النتيجة الحتمية للإيمان.

“لأنكم
بالنعمة مخلصون بالإيمان، وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر
أحد” (أفسس 2: 8 و 9).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى