علم المسيح

الجزء الثالث



الجزء الثالث

الجزء
الثالث

خدمة المسيح
على مدى ثلاث سنوات وعمله الفدائي

مقدِّمة

مقارنة بين
رواية الأربعة أناجيل

مقالات ذات صلة

أولاً:
التوزيع الزمني للخدمة بين الأناجيل:

قبل
أن ندخل في صميم خدمة الكرازة والتعليم ينبغي أن نوضِّح مدى التفاوت بين الأناجيل
في التوقيعات الزمنية، لأن الإنجيل الرابع للقديس يوحنا يورد توقيعاً زمنياً
مرتبطاً برحلة ذهاب المسيح إلى أُورشليم

وذلك لثلاث مرَّات أو ربما أربع
لحضور الفصح على مدى ثلاث أو
أربع سنوات. أمَّا الأناجيل الثلاثة المتناظرة فاكتفت بزيارة واحدة قام بها المسيح
إلى أُورشليم وحضر الفصح وأكمل الرسالة هناك بالصليب والقيامة.

وهذه
الملاحظة ولو أنها هامة فيما يخص التعليم، لأن تعليم المسيح في الجليل كان يتميَّز
بنمط معيَّن يتناسب مع الجو البدائي وبساطة الشعب الأُمِّي؛ أمَّا في أُورشليم،
كما نرى في إنجيل ق. يوحنا، فارتفع التعليم جداً إلى المستوى اللاهوتي الدقيق
والتعرُّض للمواضيع الخاصة المحسوبة أنها من أسرار العلاقات التي تربط الآب
بالابن، وأفاض المسيح فيها حتى صارت بحد ذاتها منهجاً متميِّزاً في عمقه وأهميته؛
ولكن هذا لا يؤثِّر في مجمل تعاليم المسيح الخاصة بملكوت الله. فالأناجيل الثلاثة
استوفت تعاليم المسيح بصورة موازية تماماً لتعاليم ق. يوحنا في أُورشليم. فالذي
يتعمَّق منهج المسيح يحق له أن يندهش جداً ويُذهل لأن التعاليم التي قدَّمها
المسيح لتلاميذه وتأثيره الشخصي على وعيهم الروحي مع فتح ذهنهم بالنعمة التي
قادتهم لمعرفة الحق، بلغت في النهاية ما بلغته تعاليم ق. يوحنا وبولس الرسول بأسلوبهما الروحي السرائري واللاهوتي؛
إذ تلاقى ما جاء في تعاليم الجليل مع
تعاليم أُورشليم ومعه تعاليم ق. بولس
في بلوغ الغاية الواحدة، وهي الخلاص فهماً وإيماناً وعشقاً وكرازةً.

علماً
بأن مجموع التعاليم التي جمعها أي إنجيل من الثلاثة يمكن توزيعها على ثلاث سنوات،
على الرغم من أن تعليم أُورشليم انحصر في الثلاثة أناجيل في موضوع النهاية بالموت
والقيامة. لذلك من حيث التوزيع الزمني تتلاقى الأناجيل معاً في مواضيعها وليس في
تواريخها.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى