عهد قديم

الإصحاح الثالث



الإصحاح الثالث]]>

الإصحاحالثالث

 

الايات(1-2): “بعد هذه الامور عظم الملك احشويروش هامان بن همداثا الاجاجي ورقاهوجعل كرسيه فوق جميع الرؤساء الذين معه. فكان كل عبيد الملك الذين بباب الملكيجثون ويسجدون لهامان لانه هكذا اوصى به الملك واما مردخاي فلم يجث ولميسجد”.

هامان الأجاجى= من نسل عماليق ( 1صم3 9-15) عظمه الملك فإنتفخ قلبه وطلب سجود، الجميع له وحينمارفض مردخاى طلب هامان قتل جميع اليهود أى شعب الله. أو ليست هذه صفات إبليس الذىخلقه الله جميلا قويًا فتكبر وسقط وطلب سجود البشر له. وكان هذا طلبه للمسيح نفسه”أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لى (مت 9:4). وألم يقل عنه المسيح أنه كانقتالا للناس منذ البدء (يو 44:8) لذلك نفهم أن هامان يرمز للشيطان فى هذه القصةورفض مردخاى السجود لهامان للأسباب الأتية.

1- ربماإمتنع هامان عن السجود لهذا العماليقى فاليهود يحتقرون شعب عماليق لأنه شعب مرفوضمن الرب. وغالبًا كان هذا شعور كل اليهود لذلك طلب هامان قتلهم كلهم. وكانت خطتهالإنتقام منهم جميعًا. وإبليس لا يطيق شعب المسيح بكونه مملكة الله.

مقالات ذات صلة

2- لقدإعتاد اليهود السجود أمام ملوكهم لتكريمهم (2 صم 4:14 ، 26:18 ، 1مل 16:1) وكانهذا بالإنحناء لتقديم الإحترام. ولكن عند الفرس كان السجود بالإنطراح أمام الشخصالمكرم على الأرض واليدين مفرودتين والفم فى التراب. وكان هذا سجود عبادة وهذا مارفضه مردخاى.

الذين ببابالملك = أى حراس أو بوابون للقصر. فوظيفة مردخاى كانت بسيطة محتقرة لكنه بعد أنرفعه الملك صار رمزًا للمسيح الذى رفع للمجد بعد أن كان قد أخلى ذاته وهناك رموزفى شخصية مردخاى للمسيح

مردخاى

المسيح

*هامان يضطهد مردخاى

*إبليس واليهود إضطهدوا المسيح

*مردخاى صلى ودبر لخلاص شعبه

*المسيح فدى شعبه وهو يشفع فيهم

*مردخاى خلص من خطة هامان

*المسيح بقيامته إنتصر على إبليس وخلص شعبه

*كما جلس مردخاى فى المسوح

*هكذا أخلى المسيح ذاته أخذًا جسدنا

*بمردخاى صارت إستير مرضية لدى الملك

*بالمسيح يسوع صارت الكنيسة موضع رضى الآب

*إستير حلت محل وشتى

*الكنيسة حلت محل اليهود

*مردخاى يطلب الصوم من أستير

*المسيح يطلب من الكنيسة الصوم والصلاة

*مردخاى يتمجد

*يسوع المسيح يتمجد

 

الاية (4):”واذ كانوا يكلمونه يوما فيوما ولم يكن يسمع لهم اخبروا هامان ليروا هل يقومكلام مردخاي لانه اخبرهم بانه يهودي”.

هل يقومكلام مردخاى = أى هل كونه يهوديًا يحله من إطاعة أمر الملك.

 

الاية (5):”ولما راى هامان ان مردخاي لا يجثو ولا يسجد له امتلا هامان غضبا”.

إمتلأ هامانغضبًا = هذا مما يثبت كبرياء هامان الشديد.

 

الاية (7):”في الشهر الاول اي شهر نيسان في السنة الثانية عشرة للملك احشويروش كانوايلقون فورا اي قرعة امام هامان من يوم الى يوم و من شهر الى شهر الى الثاني عشر أيشهر اذار”.

كانوا يلقونفورًا = فورًا هى كلمة فارسية معناها قرعة. وهى نوع من العرافة لإكتشاف الأيامحسنة الطالع. فإن هامان كان يبحث عن طريق العرافين عن أكثر الأيام حظًا لضمان نجاحخطته وهى أن يضرب اليهود كلهم فى يوم واحد فيبيدهم. وكانت القرعة تتم بتحديد الشهرأولا ثم بتحديد اليوم وتحدد ذلك عن طريق العرافين ليكون اليوم المحدد لإبادةاليهود هو يوم 13 من الشهر الأخير من السنة. وكانت الخطة أن يكون اليوم بعيدًا حتىيعد هامان رجاله فى كل أنحاء المملكة فتكون الضربة نهائية. وإستصدر هامان أمرًا منالملك بهذا وكان باقيًا حوالى 11 شهرًا منذ صدور القرار حتى يوم تنفيذه ونلاحظ:

1- طولالوقت سمح به الله ليستطيع اليهود تدبير طريقة للخلاص

2- كان هذااليوم هو يوم شؤم على هامان وهكذا كل من يلجأ للعرافين ولهذه الأساليب الشيطانيةويترك وعود الله الصادقة

3- كانت هذهالحادثة بعد تتويج إستير بأربع سنوات

4- كلمةفورًا هى أصل كلمة عيد الفوريم الذى فيه يذكر الشعب عمل الله فى خلاصهم

 

الاية (8):”فقال هامان للملك احشويروش انه موجود شعب ما متشتت ومتفرق بين الشعوب في كلبلاد مملكتك وسننهم مغايرة لجميع الشعوب وهم لا يعملون سنن الملك فلا يليق بالملكتركهم”.

خطة هامانضد اليهود أن يجعل سمعتهم سيئة عند الملك فهو صورهم بأنهم مشردين مشتتين لا قيمةلهم وهم من أهل السبى فهم إذًا عبئ على المملكة وهم يسببون مشاكل فى الأماكن التىيسكنون فيها. ولهم عادات وسنن مختلفة عن فارس وعاداتهم ضارة فهم إذًا خطرين علىالمملكة فهم سيؤثرون على شعب المملكة بعاداتهم الغريبة. وهذه هى نفس خطة أعداءالكنيسة دائمًا فهذا نفس ما عمله أعداء المسيحية أيام الإضطهادات. فكل مقاومىالكنيسة لهم أب واحد هو إبليس. وطريقة هامان هنا هى نفس خطة إبليس فى عرض الوقائعفهو يضع جزء من الكذب فى الخبر الصحيح “وهذا ما فعلته الحية مع حواء”.فشعب اليهود فعلا لهم ناموس مختلف عن الوثنين ولكنهم ليسوا من مقاومى الملك.

 

الاية (9):”فاذا حسن عند الملك فليكتب ان يبادوا وانا ازن عشرة الاف وزنة من الفضة فيايدي الذين يعملون العمل ليؤتى بها الى خزائن الملك”.

حتى يضمنهامان الشرير أن لا يرفض الملك نجده هنا يغريه بالمال ويعده بأن يدفع له مقابل هذا10.000 وزنة من الفضة فهامان يعرف جشع الملك ويعرف خسائره الكثيرة فى حربه مع اليونان.وكان هامان يمنى نفسه بأنه سيحصل على هذه الأموال من ثروات اليهود القتلى الذينكانوا أغنياء.

 

الاية (10):”فنزع الملك خاتمه من يده واعطاه لهامان بن همداثا الاجاجي عدو اليهود”.

هذه الآيةتشهد بإستهتار الملك الذى كان غالبًا غارقًا فى خمره وشهواته.

 

الاية (11):”وقال الملك لهامان الفضة قد اعطيت لك والشعب ايضا لتفعل به ما يحسن فيعينيك”.

الفضة أعطيتلك = الأموال تنتقل بالوراثة من الميت للوارث. فكأن الملك أعطى لهامان أن يقتلالشعب ويرثه هو. إلى هذه الدرجة وصل حب الملك وثقته فى هامان وحقًا كان من العجيبأن يتغير قلب الملك من حب وثقة فى هامان إلى عطف على اليهود وغيظ من هامان بل قتلهولكنها يد الله التى تعتنى بشعبه.

 

الايات(12-13): “فدعي كتاب الملك في الشهر الاول في اليوم الثالث عشر منه وكتب، حسبكل ما امر به هامان الى مرازبة الملك والى ولاة بلاد فبلاد والى رؤساء شعب فشعب كلبلاد ككتابتها وكل شعب كلسانه كتب باسم الملك احشويروش وختم بخاتم الملك. وارسلتالكتابات بيد السعاة الى كل بل دان الملك لاهلاك و قتل و ابادة جميع اليهود منالغلام الى الشيخ والاطفال والنساء في يوم واحد في الثالث عشر من الشهر الثاني عشراي شهر اذار وان يسلبوا غنيمتهم”.

هذا يعتبرصورة لما حدث للبشر بسبب حسد إبليس، إذ صار الجميع تحت حكم الموت (رو 12:5 + 20:8)ولكن هذا الحكم المر إنقلب على هامان خلال مردخاى وإستير بل صارت الحادثة عيدًالشعب الله وهكذا إن كنا بإبليس سقطنا تحت حكم الموت فبالمسيح (مردخاى) تمتعت إستيروشعبها (الكنيسة) بالخلاص والفرح وتحولت أحزان البشرية إلى أفراح (كو15 2-14).

 

الاية (15):”فخرج السعاة وامر الملك يحثهم واعطي الامر في شوشن القصر وجلس الملك وهامانللشرب واما المدينة شوشن فارتبكت”.

وجلس الملكوهامان للشرب = هو ملك فاسد فعلا فبعد أن يأمر بإبادة شعب بأكمله يجلس للشرب، وهوأصدر قراره دون أن يفحص، بل سلم كل شىء فى يد هامان وإذ خشى هامان لئلا يتراجعالملك ويدرك الأمر أو يتحرك ضميره بسبب هذا القرارالوحشى صار يشرب مع الملك ليلهىالملك بملذاته على حساب شعبه.

 وأماالمدينة شوشن فإرتبكت = هو قرار عجيب قتل شعب بأكمله، إن دل على شىء فيدل على أنالملك بلا عقل وأن مشيروه فقدوا عقولهم فكيف يقتل شعب وتسلب أموالهم ويكون هذابتسليح أعدائهم ليقتلوهم. وكان اليهود قد ذابوا وسط المجتمع الفارسى وتزاوجوا معهموإختلطت مصالحهم. ولو بدأ حمام الدم فسيسيل حتى الدم الفارسى، فالفرس إختلطوابالزواج مع اليهود. وسينهب اموال كثيرة من الفرس بالإضافة إلى أن الفرس حينماعاشروا اليهود وجدوهم مس المين لم يؤذوا أحدًا فإضطرب الشعب بسبب اوامر المذبحةضدهم وكان حزن فى وسط الشعب فنحن لا نتصور أن الشعب كله كانوا أشرار بلا ضمير ولاعدل ولا رحمة حتى وإن كان لهم ملك فاسد كهذا الملك.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى