عهد قديم

الأصحاح الثاني والثلاثون



الأصحاح الثاني والثلاثون]]>الأصحاح الثاني والثلاثون

الآنيعقوب إنطلق في إتجاه كنعان وهو تخلص من مضايقات لابان لكنه الأن بدأ يشعر بالخوفبل بالرعب من عيسو وإنتقامه المتوقع ويعقوب خاف من إنتقام عيسو منه ومن زوجاتهوأولاده.

 

الأيات1، 2:

“ 1 واما يعقوب فمضى في طريقه ولاقاه ملائكة الله 2 وقال يعقوب اذراهم هذا جيش الله فدعا اسم ذلك المكان محنايم

لاقاهملائكة الله: لقد كان الملائكة حوله دائما لكنه لم يكن يراهم. وهم الأن يشعرونهبوجودهم تشجيعاً له لإزالة مخاوفه من عيسو. وهناك معني أخر رائع. فها هو موكبالكنيسة المنطلق في إتجاه كنعان السماوية والملائكة ترافق الموكب كما حملتالملائكة لعازر المسكين وهو منطلق للسماء. ويبدو أن عدد الملائكة كان كبيراً جداًفأسماهم يعقوب جيش الله. ودعا الموضع محنايم أي معسكرين أو محلتين. لأن يعقوبوعائلته كانا يمثلان جيشاً والملائكة جيشاً آخر. وما أروع هذه الصورة عن الكنيسةالمجاهدة والكنيسة المنتصرة فى السماء، والمسيح هو حجر الزاوية الذي وحد الأرضيينمع السمائيين. وهذا له تطبيق رائع في الطقس القبطي في صلاة الساعة الثانية عشر يومالجمعة العظيمة حينما يردد الشمامسة في الهيكل لحن ثوك تي تي جوم (ممثلينللسمائيين) ويرد عليهم الشعب من الكنيسة بنفس اللحن (ممثلين الكنيسة علي الأرض).

 

الأيات3-8:

“ 3 وارسل يعقوب رسلا قدامه الى عيسو اخيه الى ارض سعير بلاد ادوم 4وامرهم قائلا هكذا تقولون لسيدي عيسو هكذا قال عبدك يعقوب تغربت عند لابان ولبثتالى الان 5 وقد صار لي بقر وحمير وغنم وعبيد واماء وارسلت لاخبر سيدي لكي اجد نعمةفي عينيك 6 فرجع الرسل الى يعقوب قائلين اتينا الى اخيك الى عيسو وهو ايضا قادمللقائك واربع مئة رجل معه 7 فخاف يعقوب جدا وضاق به الامر فقسم القوم الذين معهوالغنم والبقر والجمال الى جيشين 8 وقال ان جاء عيسو الى الجيش الواحد وضربه يكونالجيش الباقي ناجيا

مازاليعقوب في ضعفه البشري خائفاً بعد أن أراه الله أنه حماه من لابان وبعد أن رأي جيشالملائكة. وهنا نجده يرسل لأخيه كانه يستاذنه في أن يعود وليعرف مشاعره تجاهه.وإستخدم لغة الإتضاع… سيدي عيسو… عبدك يعقوب. وحينما سمع أن عيسو آتيا ومعه 400رجل خاف جداً. وكون عيسو يأتي ومعه 400 رجل فهذا إعلانا عن غناه وقوته. وبدأ يعقوبيفكر في تقسيم عائلته إلي جيشين لينجو جزء منهم لو ضرب عيسو الجيش الأخر.

 

الأيات9-12:

“ 9 وقال يعقوب يا اله ابي ابراهيم واله ابي اسحق الرب الذي قال ليارجع الى ارضك والى عشيرتك فاحسن اليك 10 صغير انا عن جميع الطافك وجميع الامانةالتي صنعت الى عبدك فاني بعصاي عبرت هذا الاردن والان قد صرت جيشين 11 نجني من يداخي من يد عيسو لاني خائف منه ان ياتي ويضربني الام مع البنين 12 وانت قد قلت انياحسن اليك واجعل نسلك كرمل البحر الذي لا يعد للكثرة

نجدهنا صلاة يعقوب وهي أول صلاة يذكرها الكتاب بكلماتها وتفاصيلها.

ياإله أبي أبراهيم: الله بالنسبه له ليس إلهاً محتجباً عن البشر. بل هناك علاقةشخصية بين الله وبين عائلته، جده وأبيه. هو أب له ولعائلته.

الربالذي قال: هو يذكر الله بمواعيده والله يفرح بأولاده الذين يصرون علي تحقيقالمواعيد الإلهية لذلك تقول الكنيسة في صلواتها “أذكر يارب كذا وكذا…”

صغيرانا: هو شعور بالضعف والإنسحاق أمام الله.

بعصايعبرت: أي كنت لا أملك شيئاً.

الأنقد صرت جيشين: إذا هذه بركة من الله. فهو يشكر الله علي بركاته ونعمه ويذكرها لهوهناك تأمل أن يعقوب الذي خرج بعصاه يمثل المسيح الذي حمل صليبه. ويعقوب رجعبعائلته والمسيح إقتني كنيسته.

 

الأيات13-21:

“ 13 وبات هناك تلك الليلة واخذ مما اتى بيده هدية لعيسو اخيه 14 مئتيعنز وعشرين تيسا مئتي نعجة وعشرين كبشا 15 ثلاثين ناقة مرضعة واولادها اربعين بقرةوعشرة ثيران عشرين اتانا وعشرة حمير 16 ودفعها الى يد عبيده قطيعا قطيعا على حدةوقال لعبيده اجتازوا قدامي واجعلوا فسحة بين قطيع وقطيع 17 وامر الاول قائلا اذاصادفك عيسو اخي وسالك قائلا لمن انت والى اين تذهب ولمن هذا الذي قدامك 18 تقوللعبدك يعقوب هو هدية مرسلة لسيدي عيسو وها هو ايضا وراءنا 19 وامر ايضا الثانيوالثالث وجميع السائرين وراء القطعان قائلا بمثل هذا الكلام تكلمون عيسو حينماتجدونه 20 وتقولون هوذا عبدك يعقوب ايضا وراءنا لانه قال استعطف وجهه بالهدية السائرةامامي وبعد ذلك انظر وجهه عسى ان يرفع وجهي 21 فاجتازت الهدية قدامه واما هو فباتتلك الليلة في المحلة

هنايعقوب يرسل هدايا ضخمة إلي عيسو يطفئ بها لهيب غضبه. وهو يرسلها إليه مجزئة. كلهدية تليها هدية حتي يأسر قلب أخيه. وأمر خدامه حاملي الهدايا بأن يكون كلامهم فيمنتهي التواضع: سيدي عيسو… عبدك يعقوب.

 

أية22:

“22 ثم قام في تلك الليلة واخذ امراتيه وجاريتيه واولاده الاحد عشروعبر مخاضة يبوق

مخاضةيبوق: يبوق هو أحد روافد الأردن. ومخاضة تعني جزء ضحل يعبر بالأقدام.

 

الأيات24-29:

“ 24 فبقي يعقوب وحده وصارعه انسان حتى طلوع الفجر 25 ولما راى انه لايقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه 26 وقال اطلقني لانه قدطلع الفجر فقال لا اطلقك ان لم تباركني 27 فقال له ما اسمك فقال يعقوب 28 فقال لايدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله والناس وقدرت 29 وساليعقوب وقال اخبرني باسمك فقال لماذا تسال عن اسمي وباركه هناك

اللهحاول تثبيت يعقوب وتشجيعه برؤيا للابان ثم برؤيا جيش الملائكة ولكن يعقوب ظل فيرعب. ونجد هنا أن الله يتعامل معه بأسلوب جديد ليشجعه ويعطيه ثقة بنفسه. وفي هذهالليلة التي بدأت بالصلاة المذكورة، من المؤكد أن يعقوب بعد أن أرسل هديته إستمريجاهد في صلاته. وظهر له إنسان وصارعه حتي طلوع الفجر. والله أعطي له هذه القوةللصراع والجهاد فهو لم يكن يملك هذه القوة. وهناك رأيين في هذا الإنسان أولهما أنهأحد ظهورات المسيح قبل التجسد وثاينهما أنه ملاك علي شكل إنسان لكنه يمثل الحضرةالألهية. وكان هدف الله أن يعطيه ثقة بذاته حينما يغلب فلا يخاف من مقابلة عيسو.ولكن هذا الصراع يشير للجهاد في الصلاة وثمرة الجهاد والتمسك بمواعيد الله لذلكبدأ الصراع جسدياً وإنتهي صراعاً روحياً وإلي هذا يشير هوشع النبي هو 4،3:12 بكيوإسترحمه فهو لم يكن صراعاً جسدياً ولكنه بكاء وطلب رحمة من الله. هو تمسك باللهولم يرخه “نش 4:3” ولما رأي أنه لا يقدر عليه. بمعني أن الملاك حين رأييعقوب في جهاده لم يستسلم بل ظل يصارع طوال الليل. الأمر الذي بدا فيه الملاك كمنهو مغلوب ويعقوب كغالب. ولكن هل يغلب الله؟ نرجع لسفر النشيد فنسمع “حولي عنىعينيك فإنهما قد غلبتاني نش 5:6″ فالله يغلب بالدموع والتوبة ويعقوب هنا بكيوإسترحمه. وحتي لا يأتي إنتصار يعقوب بنتيجة عكسية فيدخل في الكبرياء ضرب الملاكحق فخذه فإنخلع. كما سمح الله لبولس بشوكة في الجسد لكي لا يرتفع من فرطالإستعلانات. وحق الفخذ هو مفصل الفخذ وكلمة ضرب في العبرية تأتي بمعني لمسة خفيفة”لمس حق فخذه” وهذا لو أدي لخلع المفصل يكون من لمس يعقوب ليس إنساناًعادياً.

أطلقني:هذه تبين ما صار ليعقوب من صداقة مع الله فالملاك لا يريد أن يفارقه دون أن يسألهذلك وجهاد يعقوب لحصوله علي البركة = ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه مت12:11. ولنلاحظ أن مشكلة يعقوب كانت خداعاته ومكره وذلك بسبب إحساسه بالضعف وهانحن نراه مرعوباً من لقاء عيسو والله حاول أن يظهر له أنه يسانده مرارا عديدة.

1.                نبوة لرفقة حتي قبل ميلاده

2.                رؤيا السلم في الطريق.

3.                توفيقه في لقاء راحيل وعائلته.

4.                البركة في بيت لابان.

5.                رؤيا لابان وفيها إعلان لحماية الله له.

6.                رؤيا جيش الملائكة.

ولكنالنفسية الخائفة غير المصدقة ترتعب عند أول ذكر لمشكلة مثل عيسو وتنسي كل إعلاناتوإحسانات الله!! فكيف يتعامل الله مع هذه الشخصية؟

يصارعهملاك ليشعر بضعفه، فهو كان يتغلب علي ضعفه بالحيل والمكر والخداع. والأن ما الحلمع من يصارعه وجها لوجه؟ لا مكان للحيل والخداع والمكر. بل هناك حل واحد ان يبكيويسترحم ويصلي ويجاهد ويغلب ويحصل علي البركة وهنا يعرف كيف يتخلي عن ذاته واضعاًكل ثقته في الله. لذلك ما لم تحله الرؤي والإعلانات حلته هذه الرؤيا أو هذا الجهادفالله يلمس نقاط الضعف فينا فنشعر بضعفنا وإحتياجنا إليه وأن فيه كفايتنا. والأنهو كان خائفاً من لقاء عيسو لأن فكره وحيله لم تسعفه فعيسو أت ومعه 400 رجل ولكنبعد هذا اللقاء عرف أن الحل ليس في الحيل والمكر بل في جهاده مع الله وأن الله هوالذي يحفظه. ثم نجد بعد هذه الحادثة أن الملاك يسأل يعقوب عن إسمه لا لجهله بإسمهولكن ليعلن له أن اسمه القديم يعقوب قد تغير إلي اسم جديد يناسب البركة التي حصلعليها بجهاده

أسرائيل:أمير الله أو قوي مع الله أو هو مجاهد قوي في صف الله. هو قوي بجهاده فهو جاهد معالله ومع الناس

سار:امير           أيل:الله            فيكونإسرائيل= أمير الله

ومنهذا الأسم سارة : أميرة

ولهاتفسير أخر

أس        را         إيل

إيس       را         إيل

رجل      رأى      الله

وهذاالتفسير يتفق مع تسمية يعقوب للمكان فنوئيل.

وفي(29) يعقوب يسأل الملاك عن اسمه فلا يجيبه. وهذا يتمشي مع قول الملاك لمنوح أبوشمشون لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب. والمسيح هو من دعي عجيباً إلهاً مشيراً أش 6:9وهو هنا يرفض الأجابة عن اسمه فميعاد التجسد واعلان هذه الحقيقة لم يأتي أوانه.

 

أية30:

“30 فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لاني نظرت الله وجها لوجهونجيت نفسي

فنيئيل:وجه الله. واسمي المكان هكذا لأنه رأي الله وجهاً لوجه ولم يمت. ولم يسمي باسميحمل معني انه غلب الله بل هو سعيد بأنه رأي الله ولم يمت : ونجيت نفسي.

 

أية31:

“31 واشرقت له الشمس اذ عبر فنوئيل وهو يخمع على فخذه

واشرقتله الشمس : المسيح هو شمس البر مل 2:4. وما أجمل هذا القول فالأن عرف يعقوب معرفةجديدة عن الله فأشرق له نور المسيح بعد أن تخلي عن ذاته ووضع ثقته في الرب. وليسمهماً بعد ذلك أن يخمع علي فخذه : شوكة الجسد مع المعرفة الحقيقية لله تصبح لا شئ.

 

أية32:

“32 لذلك لا ياكل بنو اسرائيل عرق النسا الذي على حق الفخذ الى هذااليوم لانه ضرب حق فخذ يعقوب على عرق النسا

عرقالنسا : هو ممتد من الورك إلي الكعب ويمر بجانب حق الفخذ وإجلالاً لهذه الواقعةفاليهود يستخرجونه من ذبائحهم ولا يأكلونه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى