عهد قديم

الإصحاح الحادى والعشرون



الإصحاح الحادى والعشرون]]>الإصحاحالحادى والعشرون

 

رحلة النصرة

خلال الرحلة تكون هناك غلبة إذ كان اللهفى وسطنا وإذاً دخل التذمر تكون هزيمة بل تكون حيات محرقة ولكن هناك رجاء.. الحيةالنحاسية رمز المسيح المصلوب

الآيات 1-3:-

رأينا الشيطان ممثلاً فى أدوم يضع صعوباتفى الطريق. ولكننا هنا نجده ممثلاً فى ملك عراد يحارب. (كلمة عراد =حمار وحشى) وكلمة أتاريم تعنى الأثر فهو قام كحمار وحشى متتبعاً أثارهمليضربهم ويهاجمهم. والله سمح بهزيمة الشعب ليعرفوا أنه بدونه لن يستطيعوا شيئاً وبعدالنذر بتحريم المدن = نذر بإعتزال وتحريم الخطية إنتصروا عليهم. وملك عُراد هوأحد ملوك الشعوب الكنعانية التى تفشت فيها الخطية ببشاعة وبلادة جنوب فلسطين فىالنقب. والمكان الذى إنتصروا فيه هو نفسه الذى هُزموا فيه من 39 سنة فى حادثةالجواسيس وهو حُرْمه (عد45:14)

إذاً الله قادر أن يحول الهزيمة لنصر وفىنفس المكان.

الآيات 4-9:-        الحية النحاسية

بسبب رفض أدوم للشعب بالمرور فى أرضهداروا دورة طويلة فى الصحراء فعادوا للتذمر. وحين يبدأ الإنسان فى التذمر يدخل فىدائرة جهنمية فيرى كل شىء حوله كئيب بينما كل ما أثاره هو شىء واحد وقد يكونبسيطاً أو مؤقتاً. فهنا نجد لهم عذر فى الضيق من الجو الحار وقلة الماء ولكنهامسألة أيام فقط. ولكن ما علاقة هذا من شكواهم من الأكل السخيف. وما معنى لاخبز وعندهم المن. وهذا التذمر والضيق إذا بدأ يتزايد يكون هو فى حد ذاتهمؤلماً كلدغات الحيات وقاتلاً لأنه يفسد العلاقة بين الإنسان والله فيموت الإنسانويضيع إذا خسر الله. والله يشرح هذا بأن يسمح للحيات أن تلدغ الشعب المتذمر.والبرية مملوءة حيات والله حماهم منها طوال رحلتهم ولكنه هنا نجده يترك عليهمالحيات، فالله تخضع لهُ الطبيعة وكل المخلوقات. وقد تكون حيات أرسلها الله خصيصاًبطريقة غير طبيعية لتأديب شعبه. وكما أن العلاج كان بطريقة غير طبيعية (النظر لحيةنحاسية) فربما الحيات نفسها غير طبيعية

وكلمة حيات محرقة بالعبرية هاناهاشيم  هاسيرافيم.   وناهاشيم تشبه حنش

 وسيرافيم من النعل ساراف أى يشتعل (أش6) ومنها قال بولس أن الملائكة لهيب نار (عب 6:1) والنعل حارقة هنا لأن لدغة هذهالحيات تصيب الجسم بحرارة شديدة ولدغتها حارقة جداً كالنار وتصيب بعطش شديد.ولنلاحظ أن بشهوات المتمردة تنجب حيات تنفث سماً يميت من تلدغه.

آية7:-

عظيم هو الإقرار بالذنب والإعتراف. واللهيُسر جداً بهذا ويغفر (1 يو9:1)

آية8:-

الله لم يمنع الحيات المحرقة بل وضع طريقللخلاص فيها. فالخطية مازالت موجودة والتذمر مازال موجود ومن يسقط فيهما تلدغهالحية ولكن هناك حل فى الحية النحاسية. المسيح الذى جاء فى شبه جسد الخطية فحملشكل الحية. هو لم يقتل الحيات لكنه جعل لدغاتها غير مميتة. فالخطية هى الحيةالحقيقية (يو15،14:3)

وهناك من مات من الشعب لأنه فكرأنه منغير المعقول أنه ينظر لحية نحاسية فيبرأ. ولكن علينا أن نؤمن بشدة وننظر للمسيحبإيمان هو قادر أن يخلص.

ولاحظ أن الله قال لهُ إعمل لك حية محرقة(فى أصلها إعمل لك ساراف) فعملها موسى من نحاس وربما كان لون الحيات نحاس ومنهكانت الكلمة نحاس فحية تعنى نحاس ونحاسية تعنى نحوشيت. والحية النحاسية تشيرللمسيح فهو صار له شكلنا لكن ليس فيه سم الحية. وراجع سفر الحكمة (4:16-12)

الايات 10-16:-

نهر أرنون يفصل موآب عن الأموريين. موآبجنوب النهر والآموريين شمال النهر وهذا النهر يصب فى البحر الميت عند منتصفه منناحية الشرق

ونسمع هنا عن سفر حروب الرب وغالباً هوسفر شعرى لتسبيح الرب على أعمال عنايته بشعبه فى البرية وقيادتهم إلى كنعان ولانعرف عنه سوى ما كُتب هنا هناك تفسير رمزى لهذه الأسماء أوبوت = تتابعالنمو  عييى عباريم = عمق العبور كأن المؤمن عليه أن يكون فى حالة نمو دائمبغير إنقطاع وعليه أن يدخل للعمق ليعبر للسماء

الآيات 15،14:-

واهب لها تفسيران فهى إما إسم مكان أو مدينةغير معروفة الآن أو هى كلمة بمعنى ” كما صنعوسوفة لهاأيضاً معنيان فهى قد تعنى المقصود وقد أطلقوا على البحر الأحمر بحر سوفلأنه به اماكن ينمو فيها القصب. وقد تكون معنى كلمة بمعنى عاصفة

1-                وحسبتفسير السبعينية:- فسرت الجملة هكذا   واهب فى سوفة وأودية أرنون = كما صنعفى بحر سوف يصنع فى أودية أرنون. أى كما نصرهم فى بحر سوف سينصرهم هنا

2-                وحسبالترجمة اليسوعية:- إعتبروا واهب إسم مدينة وسوفة بمعنى العاصفة ففسروها هكذاعبروا واهب عبور العاصفة وأودية أرنون.

3-                وقديفهم كلام من واهب وسوفة أنهما مدينة فى مقاطعة إسمها سوفة وهو إقليم فى موآبوربما دعيت هى أيضاً هكذا النمو المقصب فيها. وهذا التفسير كأنه يحدد المكان الذى همفيه جغرافياً. بأنه فى سوفة (موآب) وفى مصب الأودية أى منحدر الوادى ويقصد فىالغالب وادى أرنون ونهيراته. الذى مال إلى عار = أى إمتد مصبالأودية هذا إلى عار وهى إما عاصمة موآب أو إحدى مدنها الكبرى ودعيت عروعير(تث36:2). وإستند إلى تخم موآب = أى أن مصب الأودية ينحدر بلطف نحو حدودموآب.

آية16:

إرتحلوا من وادى أرنون إلى بلدة بئر وقددعيت هكذا نسبة لبئر حفرها رؤساء الشعب بها بناء على أمر الرب لهم. وهى تقع فىموآب ايضاً وهنا الله هو الذى يجمعهم ليعطيهم ماء. فالله يريد أن يعطينا وهوسيعطينا دون أن نتذمر أو حتى نطلب

ولنلاحظ أن إصرار الله أن يجمع الشعبليعطيهم ماء لهُ معنى روحى أن من إنتصر على سم الحيات وفيه أثار اللدغات لكنه نجاحينما نظر للحية النحاسية يعطيه الله أن تكون لهُ بئر حية ويفيض من بطنه أنهار ماءحى (رمز للروح القدس). هذه الأبار فى عمقها تشير للخبرة التى ستكون للإنسان فيتعرفعلى أبوة الآب السماوى وعلى أن الإبن هو العريس الأبدى المخلص ويعرف الروح القدسبكونه واهب النبوة والشركة فيسبح القلب فرحاً ولاحظ أن لقاء رفقة بعريسها كان عندبئر. فأبار المعرفة الإلهية هدفها دخول النفس للإتحاد مع عريسها السماوى السيد المسيح.وهناك تأمل فى أن قول الرب لموسى إجمع الشعب يشير لأن الله يريد من موسى أن يشهدلشعب العهد القديم عن شخص المخلص ” موسى كتب عنى ”

آية17-20:-

إصعدى أيتها البئر = أى فيضى وإرتفعى.أجيبوا لها = غنوا وإهتفوا لها جيد أن نسبح الرب على أعماله باركى يا نفسىالرب ولا تنسى كل حسناته (مز 2:103) بئر حفرها رؤساء = هى بر جليلة لأنالذى حفرها هم رؤساء الشعب. بصولجان بعصيهم هم حفروها بعصى الرئاسة أو عصىالرعاية التى تعبر عن سلطانهم.

ونرى هنا عمل النعمة والجهاد فاللهأرشدهم لمكان الماء وطلب منهم أن يحفروا ليحصلوا عليه وملاحظة أخرى فالرب أخذ منالروح الذى على موسى ووضع على الرؤساء فعملوا مثل ما عمل موسى أخرجوا ماء بعصيهم

ومن البرية إلى متانة ومن متانة إلىغليئيل ومن غليئيل إلى باموتومن باموت إلى الجواء قد تكون متانة ونحلئيل وباموت هى أسماء أماكن جاء لهاالشعب فعلاً خلال رحلته.

وهذه الأماكن لم يذكرها موسى فى سجلالرحلة فى إصحاح 33 من سفر العدد وهذا قد يكون راجعاً أنها أماكن غير مهمة أو لميقيموا فيها كثيراً فلم يذكرها. أو تكون لها معانى رمزية وتكون من ضمن كلمات نشيدالبئر.

فكلمة متانة تعنى عطايا أو هديةفالله نقلهم من البرية حيث العطش وجاء بهم إلى حيث البئر الذى يفيض ماء وهذا منعطاياه وهو هدية لهم.

وكلمة نحلئيل وهى تعنى وادى الله.والله هنا ينقلهم لمكان هو فيه، هو وادى الله وقد تعنى المجازى العظيمة التىأعطاها الله من أبار ومياه.

وكلمة باموت وهى تعنى مرتفعات أومجىء الموت. والمعنى أن الله يحفظهم فى واديه إلى أن يأتى بهم إلى المرتفعاتالسمائية. الله يعطيهم سمواً كالمرتفعات هنا على الأرض وبعد الموت ينقلهم للسماوات(التفسير الروحى)

وكلمة الجواء هى جمع جو وجى بالعبريةتعنى وادى كبير. إذن جواء تعنى أودية متسعة هم يرون المعنى أنهم يعيشون على الأرضفى أراض واسعة والمعنى الروحى أنه بعد الموت هناك الفردوس. وقد تكون جواء قد أتتمن تلاطم الأهوية الصحراوية بها.

عند رأس الفسجة هى إقامة عالية سماوية علىجبل الكمال. ومن رأس الفسجة رأى موسى كل أرض الميعاد (تث 1:34) وأرض الميعاد هىرمز أورشليم السماوية

الآيات 21-25:-

هناك رأى بأن سيمون يعنى المتشامخ. وأنكلمة أموريون جاءت من مرارة. وهو رمز للشيطان المتكبر المملوء مرارة ضد الإنسان.ونحن حين مجدنا الشيطان فى المعمودية كأننا نردد وراء موسى ” لا نميل إلى حقلولا إلى كرم ولا نشرب ماء بئر. بل نسلك فى طريق الملك نمشى حتى نتجاوز تخومك” فنحن سائرين فى برية هذا العالم فى طريق المسيح ملكنا فهو الطريق حتىنتجاوز تخوم الشيطان أن نترك هذا العالم فالعالم هو مملكة الشيطان وهو رئيس هذاالعالم. وفى مسيرتنا لا نقبل شيئاً من يده (ماء/ كروم..)

وياهص تعنى إتمام الوصايا أو موضعاًمطروقاً بالأقدام ومفتوح فإذا فهمنا المعنى الأول فمكان حربنا مع الشيطان هو فىمجال تتميم الوصايا بالمعنى الثانى فهى تعنى أننا ينبغى أن نسلك الطريق الذى سلكهالأباء قبلنا. هم دخلوا فيه وحاربوا الشيطان وغلبوا وإنتهى حياة سيمون بالسيف،والمسيح هزم الشيطان بكلمة الله التى هى أمضى من السيف

أرنون = فهى يفصل موآب (جنوباً) والأموريينشمالاً وقد حل رأوبين مكان الأموريين.

يبوق = هو فرع شرقى لنهر الأردن (حالياً نهرالزرقا وكان يمثل الحد الغربى لبنى عمون ويفصلهم عن الموريين وبعد ذلك ورث هذاالمكان سبط جاد عوض الأموريين

اما الجزء الشمالى فكان يملك بموج الذىأخذه منه2/1 سبط منسى

آية24:-

الله كان قد أعطى أرض بنى عمون ميراثاًلهم فلا عيب أن يأخذها منهم إسرائيل ويضاف لهذا أنهم كانوا أقوياء.

آية26:-

إحتل الأموريون تحت قيادة ملكهم سيمونالإقليم الشمالى من موآب وكان به مدينة حشبون. إذاً حشبون كانت موآبية وإستولىعليها الأموريون. وبعد إنتصار إسرائيل على سيمون صارت كل هذه الأراضى لهم. ولاحظأن إنتصار الأموريين على الموآبيين هو إزدهار مؤقت للشر يعقبه نصرة أولاد الله.

تأملات :- 1- هناك طرق كثيرة لأورشليمالسماوية ولو أعلن الشيطان بابا (آدم) لوجدنا آخر

            2- حينما نقترب من أورشليمالسماوية يرشدنا الله لبئر عميق بتدفق ماء (ماء + عمق)

فالمسيح يُرمز له بالمحبة والروح القدسيرمز لهُ بالبئر

الآيات 27-30:-

نجد هنا قصيدة شعرية أخرى صارت مثلاًيردده الناس 28،27 يسجل الإهانات والسخرية التى قالها الأموريون حينما هزمواالموآبيين.

29 يعبر عن تعاطف وشفقة الإسرائيليين علىخراب موآب مع سخرية على إلههم كموش

30 إنتقام إسرائيل من سيمون فى كل بلدةمن حشبون إلى ديبون ومن نوفح إلى ميدبا.

آية27:-

قال هذا العدد شعراء الأموريين أى بعد أنخربناها فى الحرب هلم بنينهالتصلح لملكنا سيمون

آية28:-

بعد أن إمتلك سيمون مدينة حشبون أرسلناراً على بقية مدن موآب مثل عار موآب أى عار التى لموآب. واهلكت اهل مرتفعاتأرنون.

آية29:-

هنا الشعر الذى نظمه بنى إسرائيل وزادوهعلى قصيدة الأموريين. فى هذه الآية والآية30. ويل لك يا موآب = أى ما أشدعذابك حينما هزمك سيمون

هلكت يا أمة كموش = لم يستطع إلهك أن ينقذكوكموش إله الموآبيين وكانوا يقدمون له أطفالهم. قد صير بنيه هاربين= هذا الإله المزيف صير تابعيه أى بنيه هاربين ولم يقدر على حمايتهم.

آية30:-

ومع قوة سيمون الذى فعل هذا بموآب وكموش قدرميناهم = أى صوبنا ضرباتنا لهم أى ضد الأموريين. وضربنا المدن التى كانوا قدإستولوا عليها من حشبون إلى ديبون..

آية32:-

يعزير كانت مدينة امورية محصنة فهى علىحدود بنى عمون الأقوياء لذلك تركها موسى إلى أن إستتب له الأمر فى كل أرضالأموريين. فصارت الأرض كلها لهم.

وهناك معنى رمزى للقطعة الشعرية (27-30)فإذا فهمنا أن سيمون يرمز للشيطان فهو قد ملك على شعب الله فترة من الزمان وضربهلكن الله أتى وضربه وأعاد بناء المدينة أى جسده ويرمز لها بحشبون وخرجت نار الروحالقدس لتعيد البناء (أر10،9:1)

الآيات 33-35:-

باشان تعنى عار وهى تمثل الطرق المعوجةوملكها عوج = إعوجاج ولذلك لم يرسل لها موسى ليتفاوض فلا تفاوض مع الشر. وعوج هذاكان ضخماً جداً وقوياً جداً (رمز للشيطان القوى) ولكن ما هى هذه القوة امام قوةالله (تث 11:3) وعوج وسيمون كلاهما اموريين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى