عهد قديم

الإصحَاحُ الأَوَّلُ



الإصحَاحُ الأَوَّلُ]]>

الإصحَاحُ الأَوَّلُ

 

 

آية(1): “وهذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر مع يعقوب جاء كل إنسانوبيته.”

جاءكل إنسان وبيته= أي كل إنسان مع زوجته وأولاده وبناته وعبيده وإمائه وهؤلاء كانواعدداً ضخماً. ولنذكر أن إبراهيم له 318رجل يحاربون. وأن يعقوب في عودته ومقابلتهلعيسو إندهش عيسو من كل ما كان ليعقوب وأسماهم جيشاً. وحقاً كان عدد نفوس بنيإسرائيل 70 نفساً ولكن بإضافة كل هؤلاء يصبح عدد الذين نزلوا إلى مصر عدداً ضخماًوربما يكون هذا تفسير لكيف وصل عددهم إلى ما يزيد عن ال2 مليون نفس خلال 200سنة.

مقالات ذات صلة

 

الآيات(2-5): “رأوبين وشمعون ولاوي ويهوذا. ويساكر وزبولون وبنيامين. ودان ونفتاليوجاد واشير. وكانت جميع نفوس الخارجين من صلب يعقوب سبعين نفساً ولكن يوسف كان فيمصر.”

نلاحظأن هذا السفر يروى لنا قصة العبودية كرمز لعبوديتنا للخطية فنجد أن عدد الأنفسالمشار إليها 70نفساً وهذا العدد نجد أن موسى رأى فيه إشارة لشعوب العالم. فحيننعود إلى (تك10) نجد أن هناك 70إسماً تكون منهم العالم فهم رؤوس شعوب العالم. ورأىموسى أن 70 شعباً في العالم يناظرهم 70 نفساً في مصر (تث8:32) ويكون هذا إشارة إلىأن العالم كله سقط تحت العبودية بسبب الخطية كما سقط إسرائيل تحت عبودية فرعون.

وبنفسالمفهوم فهنا يذكر أولاد الجاريتين بعد ذكر أسماء أولاد ليئة وراحيل. وعجيب بعدهذا أن ينكر شعب إسرائيل أنهم كانوا عبيداً (يو32:8) بالرغم من أنهم كانوا عبيد فيمصر ويوسف كان عبداً لفوطيفار وهم في أيام المسيح كانوا خاضعين للحكم الروماني.فهناك كثيرين مستعبدين للخطية وهو لا يدرون.

 

الآيات(6-7): “ومات يوسف وكل اخوته وجميع ذلك الجيل. وأما بنو إسرائيل فأثمرواوتوالدوا ونموا وكثروا كثيراً جداً وامتلأت الأرض منهم.”

نجدهنا بركة الرب في زيادة ونمو الشعب فأثمروا= أصل الكلمة أنهم تزايدوا في نسلهم مثلالسمك ونموا= نمواً مضاعفاً وربما كانوا يلدون توائم وبلا وفيات في الصغر. وهذاالنمو كان رمزاً لنمو الكنيسة ولنلاحظ أن الكنيسة نمت وتأسست على أساس 12 تلميذ،70 رسول والشعب نما وتأسس على 12سبط و70 نفساً نزلوا إلى مصر. ولاحظ أن نمو الشعبذكر بعد أن قيل ومات يوسف= فيوسف كرمز للمسيح كان ينبغي أن يموت أولاً وتدفن حبةالحنطة في الأرض حتى تأتي بثمر كثير (يو24:12). وكذلك كان ينبغي أن يصلب المسيحويموت حتى تتأسس الكنيسة. لكن المعنى الحرف للآية أنه بعد أن مات يوسف بدأ الشعبالمصري يلاحظ نمو الشعب اليهودي الغريب عنهم نمواً غير عادياً.

 

آية(8): “ثم قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف.”

غالباًالملوك الذين حكموا في أيام يوسف هم من الهكسوس ثم بعد أن خرجوا من مصر وحكم مصرالمصريين لم يعد هناك ود تجاه هذا الشعب العبراني صديق الهكسوس.

 

آية(9): “فقال لشعبه هوذا بنو إسرائيل شعب اكثر واعظم منا.”

هذهمبالغة للإثارة لتبرير الاضطهاد وربما كان عدد العبرانيين في أرض جاسان أكبر منعدد المصريين في هذه الأرض.

 

آية(10): “هلم نحتال لهم لئلا ينموا فيكون إذا حدثت حرب أنهم ينضمون إلى أعدائناويحاربوننا ويصعدون من الأرض.”

هلمنحتال= لقد وعد الله إبراهيم أن شعبه سيعود لأرض الميعاد، لذلك إذ رأى إبليس نموالشعب هاج وأثار ملك مصر عليهم ليبقيهم ضد مشورة الله. ولقد صبر الله على هذالفترة حتى يكتمل الشعب وحتى يكمل إثم الأموريين. لكن مشورة الله وتدبيره سيكملانرغماً عن كل تدبيرات عدو الخير. ويصعدون من الأرض أي يهاجرون، وكان المصريينيريدونهم عبيد وحماة للجبهة الشرقية. وكان المصريين يكرهون اليهود لأنهم كان لهمامتيازات من أيام الهكسوس. ولاحظ في آية (8) قوله لم يكن يعرف يوسف= هو تجاهل وليسجهلاً. فهو لا يريد أن يذكر فضل يوسف على مصر حتى يعطي نفسه مبرراً أن يضطهد شعبهالعبراني.

 

آية(11): “فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقالهم فبنوا لفرعون مدينتيمخازن فيثوم ورعمسيس.”

تسخير=أي عمل بلا أجرة. لكي يذلوهم بأثقالهم= أي يثقلوا عليهم فيشعروا بالمذلة فلايفكروا في التمرد والثورة والخروج، وحتى لا ينموا في العدد ويتكاثروا.

التفسيرالروحي: نتيجة طبيعية لأي نمو للكنيسة أو للنفس البشرية يهتاج عدو الخير ويثورويثير أعداء الكنيسة ضدها في محاولة لإرهابهم واستعبادهم. وأحد هذه المحاولات أنيشغل أولاد الله بالعمل الكثير (الطين الذي بنوا به المدن) حتى لا يصعدوا من الأرضأي يستمروا في حياتهم الأرضية ولانفلت منه إلى إلى الحياة السماوية. فيثوم= هي تلالمسخوطة قرب التل الكبير بين الدلتا وبحيرة التمساح ورعمسيس= هي صان الحجر وجاءبالأثار أن الأجانب هم الذين بنوها. وهي مدن تحصينات للحدود الشرقية.

 

آية(12): “ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وأمتدوا فأختشوا من بني إسرائيل.”

آيةرائعة. لقد سمح الله بالتجارب لكن يده كانت تعمل وتبارك بل كان المصريين الأقوىيخشون عبيدهم اليهود الضعفاء. ولنسأل لماذا سمح الله بالتجربة؟

1.     حتىيشتاق الشعب لأرض الميعاد (والله يسمح لنا ببعض الآلام لنشتاق لراحة السماء ولايكون اشتياقنا للأرضيات فقط).

2.     فيالضيقة صرخ الشعب للرب (وكثيرين تعلموا الصلاة في ضيقاتهم).

3.     التجارببركة فالشعب نما وإزداد والكنيسة نمت وإزدادت في أيام الاضطهادات.

 

آية(14): “ومرروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل كلعملهم الذي عملوه بواسطتهم عنفاً.”

الطين=كانوا يجلبون الطين ويصنعون منه الطوب ويجففونه.

 

آية(15): “وكلم ملك مصر قابلتي العبرانيات اللتين اسم إحداهما شفرة واسم الأخرىفوعة.”

شملاضطهاد فرعون للشعب [1] تسخيرهم في البناء [2] استخدام القابلات المصريات ليقتلاالذكور عند الولادة قبل أن يراهما أحد. [3] إصدار أمر بإغراق كل طفل ذكر. ولكننانرى يد الله وعمله فهو أعطى للقابلات خوفاً مقدساً فلم تقتلا الأطفال. وأعطى موسىنعمة في عيني بنت فرعون فأنقذته وربته في قصر فرعون. وأعطى لأم موسى إيمان صنعت بهسفطاً لتضع طفلها فيه في رجاء وإيمان قوى أن الله سينقذه.

والقابلتينشفرة= جمال وفوعة= فتاة. غالباً هما مصريتان وهذه الأسماء عبرية وربما أن هذه هيالأسماء التي أطلقها عليهن العبرانيات. وهاتين القابلتين كانتا رئيستان يتبعهن عددمن القابلات.

 

آية(16): “وقال حينما تولدان العبرانيات وتنظرانهن على الكراسي أن كان ابناًفاقتلاه وأن كان بنتاً فتحيا.”

الكراسي=هي كراسي خاصة بالولادة تناظر “سرير الولادة الآن” وطبعاً فقتل الذكورهدفه إنهاء الشعب وذوبانه في وسط المصريين فسيتزوج رجال المصريين بنات العبرانياتحينما لا يوجد ذكور عند العبرانيين.

 

الآيات(18-21): “فدعا ملك مصر القابلتين وقال لهما لماذا فعلتما هذا الأمرواستحييتما الأولاد. فقالت القابلتان لفرعون أن النساء العبرانيات لسن كالمصرياتفأنهن قويات يلدن قبل أن تاتيهن القابلة. فاحسن الله إلى القابلتين ونما الشعبوكثر جداً. وكان إذ خافت القابلتان الله انه صنع لهما بيوتاً.”

إجابةالقابلتين على فرعون ليست كذباً فالنساء العبرانيات يشتغلن كثيراً وبالتاليفعضلاتهم قوية ولسن كالمصريات مرفهات. وحتى الآن فالسيدة التي اعتادت العمل الشاقتستطيع أن تولد نفسها بسهولة. وما كان القابلات يستطعن أن يكذبن على فرعون فلهوسائل متعددة يكشف بها كذبهن. لكن ما أخفته القابلات عن فرعون أنهم يتعاطفن معالعبرانيات وبالتالي يرفضن قتل الذكور. وكلام القابلات لفرعون لهو في منتهى الجرأةفكأنهن يردن القول أنه بالرغم من وحشية قرارك فالله يسهل لهن. وربما أظهر اللهللقابلات فعلاً سهولة غير عادية في ولادة العبرانيات فخشيتا الله ورفضتنا قتلالأولاد. لذلك كافأهن الله وصنع لهما بيوتاً= أي تزوجتا وصار لهما أولاد.

 

آية(22): “ثم أمر فرعون جميع شعبه قائلاً كل ابن يولد تطرحونه في النهر لكن كلبنت تستحيونها.”

إلقاءالذكور في النهر له غرضان [1] ديني. لزيادة مياه النهر (مثل طقس عروس النيل) فهوإكرام للنهر المعبود بتضحية الأولاد. [2] نقص عدد بني إسرائيل. ويرجح أن الأمربإلقاء الذكور في النيل صدر بعد ولادة هارون (هارون أكبر من موسى بثلاث سنوات)وألغى الأمر بعد ولادة موسى. غالباً بتوصية من بنت فرعون التي تأثرت بمنظر موسىالطفل وهو يصرخ وحده في سفط عائم على وجه النيل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى