اللاهوت العقيدي

4- نؤمن بإله واحد



4- نؤمن بإله واحد

4- نؤمن بإله
واحد

إننا نؤمن بالثالوث القدوس، ومع ذلك نؤمن بإله
واحد. وحينما نقول “باسم الأب والابن والروح القدس

مقالات ذات صلة

نقول بعدها “إله واحد أمين” والإيمان
بإله واحد، هو في أول وصية من الوصايا العشر، إذ يقول الرب ” أنا الرب إلهك..
لا تكن لك آلهة أخرى أمامي” (خر20: 3) (تث5: 6،7). وما أكثر الآيات الخاصة
بوحدانية الله في سفر أشعياء النبي، إذ يقول” أنا الرب وليس غيري. قبلي لم
يصور إله، وبعدى لا يكون” (أش 44: 6،9) (أش 46: 9) (أش 48: 12).

 

و العهد الجديد يتحدث أيضا عن التوحيد.

فيقول “الذين يشهدون السماء هم ثلاثة: الآب
والكلمة والروح القدوس. وهؤلاء واحد” (1يو 5: 7). وفي رسالة يعقوب الرسول
“أنت تؤمن بإله واحد. حسنا تفعل، والشياطين أيضا يؤمنون ويقشعرون” (يع
2: 19). ويقصد هنا الإيمان العقلى وليس القلبي والفعلي. فالذي لا يؤمن بإله واحد
هو في مستوى من الإيمان أقل من الشياطين! والسيد المسيح حينما قال “..
وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدوس” (مت 28: 19)، قال باسم وليس
بأسماء..

 

نحن لا نؤمن بتعدد الآلهة، إنما بإله واحد.

فإن قال أحد كيف يكون الثلاثة واحدا؟! أليس
الحساب يقول إن 1+1+1 =3 وليس واحدا. نقول: ولكن 1 ×1×1 =1 وليس ثلاثة. فالابن
مثلا يقول أنا في الآب والآب في (يو10: 14) ويقول ” أنا والآب وحد”
(يو10: 30) نحن لا نشرك بالله. لا نجعل له شريكا في لاهوته

 

والثالوث القدوس لا يعنى تعدد الألهة. وأنما
يعنى فهم التفاصيل في الذات الإلهية الواحدة.

 

فالله له ذات إلهية، وعقل وروح والله بعقله،
والثلاثة واحد كذلك النار: نلاحظ فيه ذات النار، وما يتولد منها حرارة وما ينبثق
منها من نور. والنار وحرارتها ونورها كيان واحد وكذلك الشمس بحرارتها ونورها كيان
واحد الآب هو الذات الإلهية، والابن هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل هو
حكمة الله (1كو23،24). والروح القدس هو روح الله وواضح أن الله وروحه كيان واحد.
والله وعقله كيان واحد..

 

والذي يؤمن بتعدد الآلهة، يتعارض مع المنطق في
فهم اللاهوت.

 

فإن كان هناك عدد من الألهة، فمن منهم الأقوى.
إن كان واحد منهم أقوى يكون هو الله، والباقيان ليسا آلهين.. وإن كان الكل في قوة
واحدة، يكون كل منهم محدود بقوة الآخرين. آي يقوى على كل الكائنات، ما عدا من
يشاركه في الألوهية. وهكذا لا يكون أحد من هذه الآلهة آلها، لأنه لا يوجد واحد
منهم قادرا على كل شئ. ونفس الوضع بالنسبة إلى الخالق: إن وجد عدد من الآلهة فمن
منهم الخالق؟ إن كان واحد منهم هو الخالق وحدة، يكون هو الله، والخليقة كلها تتبعه
لأنه هو خالقها، ولا تكون الألهة الأخرى آلهة وأن كان كان هذا الخالق هو خالق
الكل، فهل خلق باقي الآلهة؟ إن كان قد خلقهم، لا يكون آلهة. وإن كان لم يخلقهم،
تكون قدرته على الخالق محدودة بباقي الآلهة. وإن كان هو محدودا، لا يكون آلها.
وهكذا فى تطبيق باقي الصفات الإلهية.. ونخرج بنتيجة ونطقية حتمية، وهي الإيمان
بإله واحد. بالحقيقة نؤمن بإله واحد، الله الأب:

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى