اللاهوت الروحي

78- تأملات في الغطاس



78- تأملات في الغطاس

78- تأملات في الغطاس

آدم
أخطأ، ولم يطلب التوبة، ولا سعى إليها.. وإذا بالسيد المسيح، القدوس الذى هو وحده
بلا خطية، يقف أمام المعمدان، كتائب، نائباً عن آدم وذريته، مقدماً عنهم جميعاً
معمودية توبة فى أسمى صوره.

مقالات ذات صلة

 

حمل
خطاياهم، ليس فقط أثناء صلبه، وإنما فى حياته أيضاً كإبن للبشر. ولذلك سر الآب به
وقال: “هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت”..

 

إن
الله لا يسر بتبر الإنسان لذاته، وبأن يلتمس لنفسه الأعذار كما فعل آدم وحواء،
اللذين بدلاً من أن يدينا نفسيهما أمام الله، أخذ كل منهما يلقى بالذنب على غيره.

 

أما
السيد المسيح، فلم يلق ذنباً على غيره، وإنما أخذ ذنب الغير، وحمله نيابة عنه،
وقدم عنه معمودية توبة، وأفرح بكل هذا قلب الآب، فقال: “هذا هو ابنى الحبيب
الذى به سررت”.

 

الذى
بلا خطية، صار حامل خطية، من أجلنا..

 

لم
يخجل من أن يتقدم وسط صفوف الخطاة، ليطلب العماد من يد عبده يوحنا. ولما استحى منه
هذا النبى العظيم، أجابه فى وداعة ” إسمح الآن، لأنه يليق بنا أن نكمل كل
بر”.. وأعطاناً بهذا درساً عملياً فى حياتنا.

 

وأعطاناً
درساً أن نحمل خطايا الغير..

 

وأن
ندفع الثمن نيابة عنهم، بكل رضى.. وأن لا نقف مبررين لذواتنا، مهما كنا أبرياء..
وأننا بهذا نكمل كل بر.. أتراك تستطيع أن تدرب نفسك على هذه الفضيلة؟

 

إن
القديس يوحنا ذهبى الفم يقول:

 

إن
لم تستطع أن تحمل خطايا غيرك وتنسبها إلى نفسك، فعلى الأقل لا تجلس وتدين غيرك
وتحمله خطاياك..

 

إن
لم نستطع أن نحمل خطايا الناس، فعلى الأقل فلنحتمل خطايا الناس من نحونا، ولنغفر
لهم.. بهذا نشبه المسيح، بهذا نستحق أن ندعى أولاد الله. وبالحنان الذى نعامل
الناس، يعاملنا الله..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى