اللاهوت الدستوري

59- زوجة تعشق النكد



59- زوجة تعشق النكد

59- زوجة تعشق النكد

تزوجت
في سن مبكرة حينما كنت في بداية حياتي العملية وكان كل هدفي الاستقامة
والاستقرار.. لقد كانت زوجتي موظفة.. لم اعط نفسي الفرصة لكي اعرفها جيداً، فقد
تزوجنا بسرعة بعد اسبوع واحد من تعرفنا.. منذ هذا اليوم وأنا اتعس إنسان في
الدنيا.. أنهارت كل امالي لم اكن اتصور ان اتزوج امرأة بهذه الصفات.. امرأة لا هم
لها إلا المشاجرة والسباب بألفاظ فاضحة.. فإذا لم تتشاجر معي تتشاجر مع الجيران او
مع احد اقاربي او اقاربها، او حتي مع نفسها، لقد حولت البيت الذي تعبت فيه تعباً
مضنياً حتي أثثه بأفخر الأثاث الي خرابة تأوي الذباب والصراصير.

عشت
معها سنوات قليلة إلا أنها كانت بمثابة دهر كامل.. لقد حولت ساعات يومي الي
سيمفونية سباب وشتائم ومشاحنات ومشاجرات.. ثم محاضر في اقسام البوليس وتحقيقات في
النيابة، وقضايا في المحاكم.. نعم لقد تطورت حياة النكد معها الي هذا المستوي
المنحط.

فقد
حاولت ادخالي السجن بزعم أنني سرقت مجوهراتها وحليها، وحررت لي محضراً في قسم
البوليس ثم افرجت عني النيابة بعد ليلة كاملة قضيتها في التخشيبة.. اهلها انفسهم
ابتعدوا عنها، ولم يفكروا في زيارتها والموظفون الذين يعملون معها يحاولون علي
الدوام تحاشيها والابتعاد عنها لئلا يصيبهم منها بعض من سفاهتها.

وهكذا
عشت معها صابراً محتملاً لكل قرفها..لم تكن لها ميزة إلا أنها من النوع الشريف
الجاد الذي لا يتبرج او يحاول الخلاعة لكي يلفت الانظار، بهذه الطريقة كنت اصبر
نفسي، واجد مبرراً لكل شراستها، صانت عرضي وشرفي فهي جادة إذن، ويكفي انني اطمئن
إليها في هذا الجانب.

استمر
الحال سنوات كما قلت وأنا صابر حتي جاء يوم مرضت فيه مرضاً خطيراً ونسيت كل ما
سببته لي من آلام وعذاب ووجدتني أبذل قصاري جهدي لإنقاذها وشفائها، لم ابخل عليها
بمال او جهد، وسهرت بجانبها الليالي الطويلة وأخذت امني نفسي بتغييرها بعد أن
تشفي.. وبالفعل شفيت من مرضها إلا أن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن، فما لبثت ان
عادت الي سابق سلوكها، بل اصبحت اكثر حدة في طبعها وقسوتها ووجدت فيها عصيبة لم
اعرفها.. اصبحت تثور لأتفه سبب، وتطلب مني ان اترك لها البيت فأحتمل من اجل
المحافظة علي البيت والأولاد،واحاول ما استطعت أن التزم الحكمة والصبر.

وكانت
آخر حوادثها الغريبة عندما عدت في إحدي الليالي متأخراً ووجدتها ترفض فتح الباب،
وأخذت تلقي علي من الداخل وابلاً من الشتائم القذرة ولم تفد كل توسلاتي لها بأن
نتفاهم في الصباح، وأن تفتح لي الباب حتي لا نوقظ الجيران الذين اشتكوا لطوب الأرض
منا، ورغم كل ذلك لم تفتح لي الباب وذهبت لأحد اصدقائي لأبيت عنده.

إنني
افكر بجدية في الانفصال إلا انني في نفس الوقت اشعر بحيرة قاتلة ويأس رهيب.. افكر
في بيتي وحياتي التي علي وشك الانهيار، وافكر في الاولاد الذين هم ضحية دون اي ذنب
اقترفوه.

مأساه
يقع فيها كثيرين ممن يتسرعون عند زواجهم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى