اللاهوت الطقسي

16- قداس المؤمنين والأنافورا



16- قداس المؤمنين والأنافورا

16- قداس
المؤمنين والأنافورا

من أول الأنافورا حتى التناول يسموه قداس
المؤمنين، كلمة (الأنافورا) كلمة يونانى معناها تقدمة. ونسميها ليتروجيا المؤمنين.
كلمة ليتروجيا تعنى خدمة عامة تخص المؤمنين. أو نطلق عليها صلوات القداس الإلهى
الخاص بالمؤمنين أو نستطيع الآن أن نقول الخاص بالمتناولين.

 

ينقسم الأنافورا إلى ثلاثة أجزاء (صلوات
الأفخارستيا مجموعة الصلوات من بداية الأنافورا حتى القسمة، ثم القسمة وما يليها
من صلوات قبلها وبعدها ثم التناول) صلوات الأفخارستيا تنقسم إلى ثلاث أجزاء الجزء
الأول نسميه التسبحة السمائية، وهم الثلاث قطع الخاصة بخلقة السمائيين، ثم الثلاث
قطع الخاصة بقدوس وهو خلقة الإنسان وسقوطه وخلاصه بتجسد ربنا يسوع المسيح وصليبه
وموته وقيامته، ثم التقديس وينقسم إلى ثلاث مراحل التأسيس والأناميسيس أو الذكرى
والتحول الذى يحدث للخبز والخمر الذى يحدث لجسد ودم ربنا يسوع المسيح، وهذا هو
الجزء الثالث من الصلوات الأفخاستيا وهى الكنيسة فى المسيح يسوع وهى الأواشى
والمجمع.

 

تبدأ هذه الجزئية عندما يقول الكاهن الرب مع
جميعكم أو حلول الله فى وسط المؤمنين. الشعب قبلها يقول رحمة السلام وذبيحة
التسبيح وهى آخر جزء بشفاعة والدة الإله.. رحمة السلام تعنى الرحمة التى أنسكبت
علينا نتيجة المصالحة التى تمت على الصليب. وذبيحة التسبيح وهى القداس الإلهى
صلوات وتسابيح القداس الإلهى التى ترتفع إلى مستوى ذبيحة تقابل ذبيحة المسيح
الحالة على المذبح.

 

مع بداية الأنافورة يحدث ثلاث أشياء:

 

الأولى: بداية انكشاف الأسرار يرفع الأبروسفارين
ونأخذ اللفافة من على الصينية فيكون القربان أنكشف مع بقاء الكأس مغطاه، بعض
الأباء يقولوا أن هذا إشارة إلى ظهور السيد المسيح فى قيامته وإعلانه عن شخصه
ولكنه كان لازال لايمكن أكتشافه إلا إذا هو أعلن عن نفسه كما حدث مع تلميذى عمواس
ومريم المجدلية. ففيه كشف لكن لازال فيه سر فى حاجات غير معروفه. فانكشاف الأسرار
إشارة لإستحقاق المؤمنين أن يروا مثل هذه الأسرار المقدسة.

 

الثانية: غلق الأبواب بمعنى عزل الكنيسة عن
العالم ليس العزل السياسى ولا العزل السلبى لكن بمعنى أن الكنيسة مميزة ليست كبقية
العالم.أى أن فكر العالم لا يدخل إلى الكنيسة أسلوب العالم لا يدخل إلى الكنيسة،
الكنيسة لها أسلوبها الروحى المتميز، وحتى السيد المسيح قال ليس كما يعطى العالم
أعطيكم أنا، ومعلمنا بولس الرسول قال لا تشاكلوا أبناء هذا الدهر، فهناك الرصيد الكتابى
الذى يؤكد أن الكنيسة لها أسلوبها ولها حياتها الخاصة بها، تغلق الأبواب لا يدخل
ولا يخرج أحد،

 

ثالثاً: نزول الستائر التى حول الأعمدة التى حول
المذبح، إذا تخيلنا أن هذا هو المذبح وحوله أربع أعمدة وفوقه القبة التى يسموها
سموات السموات، مسكن الله والستائر نزولها إشارة إلى أن هذه أسرار مقدسة لا يمكن
لأى أحد يراها حتى وإن كانت أنكشفت بمعنى أن الأبروسفارين اترفع واللفافة التى فوق
الصليب رفعت لكن لا زال هذا أمر سرائرى أو سرى ليس لكل الناس الحق فى أن تراها.

 

وفى قصة عُزيا وهى قصة تابوت العهد المشهورة،
مجرد بيسند تابوت العهد مات فى الحال.

 

“القديس كيرلس الأورشليمى يقول يليق بنا فى
هذه اللحظات الرهيبة القدسية أن نرفع قلوبنا إلى العلاء ولا نعود نتطلع إلى
الأرضيات حتى تتجه قلوبنا نحو السمائيات، لابد أن يكون الإنسان على قدر هذه
اللحظات المقدسة، نلاحظ أن الرشومات التى يعملها أبونا فى هذه الجزئية رشومات
تصاعدية بمعنى أن يرشم الشعب أولاً ثم الشمامسة ثم نفسه ككاهن، إشارة إلى إصعاد
القرابين دليل قبولها، حتى أبونا يقول ” أرفعوا قلوبكم فيما يقول الرب مع
جميعكم، إن كان الله قد نزل فى وسطنا فهو محتاج منا أن نرفع قلوبنا أى نسمو
بقلوبنا وفكرنا لكى نلتقى بالله الذى حل فى وسطنا السمو والعلو لكى نستطيع أن
نلتقى به.

 

ثم الثلاث قطع التى تتحدث عن بداية قصة الخلقة،
خلقة السماء قبل الأرض. وتذكر تسع طغمات سماوية: الملائكة ورؤساء الملائكة
والرئاسات والسلطات والأرباب والعروش والقوات والشاروبيم والسيرافيم، سطانائيل كان
هو الطغمة العاشرة سقط سطانائيل فخلق الله الإنسان لكى يحل محله، وهذا هو سر
العداء بين الشيطان والإنسان، لذلك عندما وجد آدم وحواء عايشين مع الله فى الفردوس
الأرضى تضايق فأدخل إليهم الموت بحسد إبليس.

 

أثناء هذه القطع وكما يقول القديس أمبروسيوس
نشعر أننا أصبحنا وسط معشر الملائكة والسمائيين، الكنيسة تكون مملوؤه ملائكة لكننا
لا نراهم.فكم يكون أن الإنسان لابد أن يسلك فى القداسة وروحانية كى يستحق التواجد
بين الملائكة بكل طغماتها.

 

بعد الثلاث قطع يقول الشعب الشاروبيم يسجدون لك والسيرافيم
يمجدونك، تسبحة الشاروبيم والسيرافيم هى قدوس قدوس قدوس رب الجنود السماء والأرض
مملوءتان من مجدك الأقدس.

 

ثم يقول أبونا أجيوس لكن قبلها يبدل اللفائف
يعمل يده على شكل صليب ويترك اللفائف اليد اليمين لفافتها تكون فى اليسار واليد
اليسار تكون لفافتها فى اليمين ثم يبدل اللفافة اللى كانت فى اليسار وأصبحت فى
اليمين مع اللفافة التى فوق الكأس، والهدف من هذا أنها إشارة إلى الملائكة وهم
يرفرفون ويسجدون أمام الله وهم يقولون قدوس، أبونا يعملها كتصوير أو وسيلة إيضاح
بما يحدث من الملائكة ونحن لا نراهم.

 

الرشومات التى يعملها أبونا أثناء قوله أجيوس
تنازلية إشارة إلى حلول الله القدوس فى المكان يرشم نفسه أولاً ثم الشمامسة ثم
الشعب. كل الرشومات سواء تنازلية أو تصاعدية، التنازلية مع عقارب الساعة
والتصاعدية عكس عقارب الساعة، لماذا لأن إصعاد الذبيحة، الذبيحة فوق الزمن، ولكن
تسبيحنا نحن الآن ونحن نقول آجيوس مع الزمن لأننا نعيش تحت الزمن.

 

بعد ذلك الكاهن يُصلى الثلاث قطع الخاصة بخلقة
الإنسان وإرسال الأنبياء ثم التجسد ثم تذكار الصليب ونزول السيد المسيح إلى الجحيم
من قبل الصليب، يدين المسكونة بالعدل ويعطى كل واحد كنحو أعماله.

 

عندما يقول الكاهن تجسد وتأنس يضع يد بخور، لأن
بطن الشورية إشارة للسيدة العذراء والجمر الذى فى الشورية إشارة للسيد المسيح،
كتصوير لاتحاد اللاهوت بالناسوت فى بطن العذراء معمل الإتحاد فنضع بخور إشارة
للتجسد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى