اللاهوت الروحي

145- الخط الثابت



145- الخط الثابت

145- الخط الثابت

أكثر
شئ يتعب الناس فى روحياتهم، عدم الثبات.

مقالات ذات صلة

 

كأن
يتوب إنسان، ويظن أن يتوب، ويعترف ويتناول. ثم يرجع إلى خطيته كما كان، دون ثبات
فى التوبة.. ومشاعر الندم التى كانت عنده لا تثبت. كذلك رغبته فى الحياة مع الله.

 

إن
الذين يسلكون هكذا، ليست لهم علاقة مستمرة بمحبته ولا بملكوته، إنما هم يعرجون بين
الفرقتين.

 

فى
يوم يعبدون الرب فى خيمة الإجتماع، ويوما آخر يسجدون للعجل الذهبي. يسيرون شهورا
مع الرب تحت السحابة، وفى وقت آخر يتذمرون ويبكون، ويقولون ليتنا كنا فى أرض مصر
إلى جوار قدور اللحم..

 

يأكلون
الفصح مع المسيح، ويتفقون مع الكهنة على تسليمه.

يقولون
للرب (ولو أدى الأمر أن نموت معك) وبعد ساعات ينكرونه أمام جارية ثلاث مرات.

إن
عنصر عدم الثبات يتعب الحياة الروحية ويخلخل قوتها إن استمرت حالة المرء هكذا.

وعدم
الثبات فى الحياة الروحية، له أسباب متعددة:

 

قد
يرجع إلى أن الحياة الروحية غير مبنية على الحب، وهى مجرد شكليات من الخارج، ليس
لها أساس فى أعماق النفس وفى اقتناع الفكر..

 

وقد
يكون السبب فى العلاقة مع الله خوفا طارئا، مضت مدته وانتهى، وحرارة طارئة فترت
بعد حين، وبأثر وقتى زالت أسبابه، فزالت الحياة الروحية معه.

 

وقد
تكون العلاقة مع الله قد بدأت، دون أن تنتهى العلاقة مع الخطية، وما زالت أسبابها
باقية.

 

وقد
تكون شخصية الإنسان مهتزة، وقابلة للميل، سريعة التأثر لليمين واليسار، تجذبها
الروحيات أحيانا، وتجذبها العالميات حينا آخر..

 

إن
عدم الثبات لا يساعد مطلقا على النمو الروحى.

 

إذ
كيف ينمو الإنسان، إن كان يتراجع أحيانا إلى الوراء، ويسقط ويقوم، ويقوم ويسقط،
بغير ثبات؟!

لذلك
يقول الرب (اثبتوا فى وأنا فيكم).

إنه
يطلب هذا الثبات، ويقول اثبتوا فى محبتى.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى