اللاهوت المقارن

13- المطهر ضد الكفارة والفداء



13- المطهر ضد الكفارة والفداء

13- المطهر ضد الكفارة والفداء

عجيب
أننا نقرأ في القرارات والشروحات الخاصة بالمطهر، عبارة “يكفر عن
خطاياه” أو عبارة “يوفي ديونه تجاه العدل الإلهي”!!

بينما
الكفارة هي عمل السيد المسيح وحده.

وهو
وحده الذي وفي كل مطالب العدل الإلهي.

ولو
كان الإنسان يستطيع أن يكفر عن خطاياه، أو يوفي مطالب العدل الإلهي، ما كانت هناك
ضرورة أن الابن يخلي ذاته، ويأخذ شكل العبد، ويتجسد ويصلب ويتألم ويموت..!! ما
لزوم التجسد إذن؟ وما لزوم الفداء؟ وما الحكمة فيه؟!

 

أساس
عقيدة الكفارة والفداء، أن الإنسان عاجز كل العجز عن إيفاء مطالب العدل الإلهي..
مهما فعل، ومهما عوقب، ومهما نال من عذاب..

 

والآيات
الكتابية الخاصة بكفارة المسيح كثيرة جداً، منها: (1يو2: 1، 2) ” وإن أخطأ
أحد، فلنا عند الآب: يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا، ليس فقط، بل لخطايا
كل العالم. (1يو4: 10) ” ليس إننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل
ابنه كفرة عن خطايانا”. (رو 3: 24، 25) “متبررين مجاناً بنعمته، بالفداء
الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره، من أجل الصفح
عن الخطايا السالفة”. الله هو يكفر عنا. لذلك قيل في المزمور:

 


لك ينبغي التسبيح يا الله. معاصينا أنت تكفر عنها” (مز65: 1، 3).

 

نعم
أنت، وليس نحن. لأن الجزاء غير المحدود للخطايا، لا يستطيع مطلقاً أن يوفيه
الإنسان المحدود. ولو كانت العقوبة تصلح للتكفير، لكان الله قد أستخدم العقوبة
بدلاً من إخلاء الذات والتجسد والفداء..

 

الكفارة
منذ العهد القديم، تتعلق بالدم والموت..

 

لذلك
قيل في الكتاب بكل صراحة ” بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ” (عب9: 22). وقال
السيد المسيح نفسه لتلاميذه القديسين “هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي
يسفك من أجل كثيرين، لمغفرة الخطايا” (متى26: 28). وهكذا كثرت الذبائح في
العهد القديم. وكانت كلها رمزاً للسيد المسيح. وكان دمها الذي يكفر به، رمزاً لدم
هذا المصلوب. وهكذا تنبأ اشعياء النبى قائلاً:

 


كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقة. والرب وضع عليه إثم جميعنا” (أش 53:
6).

 

لاحظ
عبارة “إثم جميعنا”. فمادام قد حمل آثام الكل، فما معني العقوبة في
المطهر؟! أليس هو الذي حمل العقوبة، كل العقوبة، عنا. ودفع الثمن، كل الثمن، عنا
” وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لآجل آثامنا” (اش53: 5). نحن عاجزون
عاجزون عن إيفاء العدل الإلهي، وسنظل عاجزين إلى أبد الآبدين. وتكفير الإنسان عن
خطاياه بعقوبة أو نسك، هو أمر مرفوض لاهوتياً.

 

لذلك
نحن نرفض كل العبارة التي فيها عقيدة المطهر عن إيفاء الإنسان للعدل الإلهي،
والتكفير عن خطاياه بعذابات، أياً كانت مدتها، وأياً كانت شدتها. لأن المطهر ضد
عقيدة الخلاص. فالكفارة من عمل المسيح وحده.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى