اللاهوت الطقسي

10- موعد عيد القيامة ومجامع حوله



10- موعد عيد القيامة ومجامع حوله

10- موعد عيد القيامة ومجامع حوله

موعد
عيد القيامة فى القرن الثانى الميلادى:

سجل
القرن الثانى للمسيحية جدلا طويلا بين فريقين من الكنائس حول تحديد موعد عيد
القيامة.

أ‌- فالمسيحيون فى آسيا الصغرى وكيليكيا وبين
النهرين وسوريا كانوا يعيدون فى اليوم الرابع عشر من شهر نيسان العبرى تذكارا
للصلب، واليوم السادس عشر من الشهر المذكور للقيامة وذلك فى أى يوم من أيام
الأسبوع سواء صادف الجمعة للصلب والأحد للقيامة أو لم يصادف (1).

وكانوا فى يوم 14 نيسان عندما يجرون تذكار الصلب
يفطرون اعتقادا منهم أن هذا اليوم هو يوم تحرير الجنس البشرى من العبودية، فيصرفون
يوم الصلب فى الحزن وبعد الفريق يقول أنه تسلم هذه العادة من القديسين يوحنا
وفيلبس الرسولين (2).

ب‌- أما المسيحيون فى بلاد اليونان ومصر والبنطس
وفلسطين وبلاد العرب فلم يجعلوا اليوم (14، 16 نيسان) أهمية بقدر اهمية الجمعة كتذكار
للصلب والأحد كتذكار للقيامة واستندوا فى ذلك الى تسليم القديسين بطرس وبولس
الرسولين.

ولقد استمر هذا النزاع بين الفريقين ولكن لم
يؤثر على سلام الكنيسة، ولم يقطع رباط المحبة والأتحاد بين أعضائها.

ولقد سافر بوليكربوس أسقف أزمير نحو سنة 160م
الى روما لينهى بعض المسائل ومن بينها عيد الفصح، أملا بأن يقنع أنكيطوس أسقف روما
وجهة نظره والسير على منوال كنائس أسيا، وبالرغم من طول الجدل.. إلا أن عرى
الاتحاد لم تنفصل واشترك بوليكوبوس مع عدد من اساقفة روما فى خدمة القداس الإلهى
وقدس أسقف أزمير الأسرار الإلهية (1).

 

مجامع مكانية لحسم الخلاف:

لقد استمر الحال على هذا المنوال الى أواخر
القرن الثانى، وأوائل القرن الثالث الميلادى فعقدت مجامع مكانية مختلفة بعضها حكم
بأن يعيد المسيحيون عيد القيامة فى يوم الأحد ولا يحل الصوم قبل ذلك ومن هذه
المجامع انعقد مجمع روما سنة 198م برئاسة البابا فيكتور الذى أيد رسالة البابا
دمتريوس الكرام (2). 

وأما مجمع افسس برئاسة بوليكراتس Polycrate اسقفها فحتم بوجوب تعييد الفصح فى اليوم الرابع عشر من الشهر
القمرى وتبعه مجمع فلسطين المؤلف من أربعة عشر إسقفا يتقدمهم نرقيسوس
Narcisse أسقف أورشليم وكسيوس Cassius أسقف عكا وقرر مبدأ أعضاء الأربعة عشر ولكن مجمع فرنسا الذى عقده
إيرناؤس سنة 197م اتبع طريقة كنيسة الإسكندرية التى أقرها فيكتور بابا روما وهى
التى أققرها المجمع النيقاوى وأعتمدها (فيما بعد) (3).

 

ولكن بقيت كنائس أسيا غير رأضية عن هذا القرار
وظلت متمسكة بعادتها.. ولم يحسم هذا الخلاف بين الكنائس سوى مجمع نيقية سنة 325 م.

 

مجمع مكانية فى جزيرة بنى عمر يحرم الأربعة
عشرية:

جاء بكتاب السنكسار تحت يوم 4 برمهات ما يلى:

فى مثل هذا اليوم أجتمع بجزيرة بنى عمر مجمع عن
قوم يقال لهم الأربعة عشرية وهؤلاء كانوا يعلمون عيد الفصح المجيد مع اليهود فى
اليوم الرابع عشر من هلال نيسان فى أى يوم اتفق من أيام الأسبوع فحرمهم اسقف
الجزيرة وأرسل الى سيرابيون بطريرك الإسكندرية وسيمافيس أسقف بيت المقدس وأعلمهم
ببدعة هؤلاء القوم فأرسل كل منهم رسالة حدد فيها أن لا يعمل الفصح الا فى يوم
الأحد الذى يلى عيد اليهود وأمر بحرم كل من يتعدى هذا ويخالفه.

واجتمع مجمع نم ثمانية عشر أسقفا وتليت عليهم
هذه الرسائل المقدسة. فأستحضروا هؤلاء المخالفين وقرأوا عليهم الرسائل، فرجع البعض
عن رأيهم السئ وبقى الآخرون على ضلالهم، فحرموهم. ومنعوهم وقرروا عمل الفصح كأوامر
الرسل القديسين القائلين: أن من يعمل يوم القيامة فى غير يوم الأحد فقد شارك
اليهود فى أعيادهم، وافترق من المسيحيين..(1).

 

موقف كنيسة الإسكندرية من عيد القيامة:

لقد كان لكنيسة الإسكندرية موقف رائد نحو هذا
الخلاف وقد حدد البابا دمتريوس الكرام بأن يكون الفصح المسيحى فى يوم الأحد التالى
للفصح اليهودى.. وكتب الى روما وأنطاكية وبيت المقدس موضحا لهم كيفية استخراج
الحساب فلم يجد ممانعة فى شئ البته، بل قبله اكثر الأربعة عشرية وأوضح لهم ضرورة
أن يكون الفصح المسيحى بعد الفصح اليهودى لأن السيد المسيح عمل الفصح مع
الإسرائيليين فى اليوم الرابع عشر من نيسان ثم تألم بعد ذلك. أما الرسائل الفصحية
التى كان يبعث بها بابوات الإسكندرية فهى رسائل متضمنة تعيين يوم الفصح المسيحى
إعتمادا على أن مدرسة الإسكندرية كانت تعتنى بالحساب الفلكى لتعيين موعد اليوم
الرابع عشر من نيسان الذى يكون عادة فى الاعتدال الربيعى.

ولذلك كان حاملو هذه الرسائل يجوبون البلاد شرقا
وغربا لكى يحتفل المسيحيون جميعا بالفصح فى يوم واحد ليكون السرور عاما (1).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى