مـن انـا؟! و ما أنـا؟!
مـا الذي فعلته بقدرتي حتى اسـتحق ان اكون شـيئا مهمّا..
وحتى لو سجل التاريخ اهم اعمالي..
وحفظ الناس اسمي وعمري..
كلامي وعنواني.. وكل أفعالي.. فلسـت شـيئا يـذكـر.
بل كل شيء منك وبقدرتك.. و باختيارك..
ومن وزناتـك التي وهبتني اياها اليوم لاعيدها اضعافا غـدا..
كله عملك وصنع يـدك
"الطائـر" الذي ترسل رسـالتـك بقـدمه..
السـتار الذي تخفي مصدر خيرك وراءه..
الورقة البيضاء التي تخط بيدك عليها حبر محبتك ونعمتك..
لا شيء بدونك ؛ وسـيلة لا تعمل فتتلف..
سـتار ما من شيء يستره فلا فائدة منه..
ورقـة ليس فيها اي كلمة.. اي كنز.. أي قيمة لها ؟!
فتهـب عليهـا الريـاح و تغطيهـا رمـال صحراء جافـة قاحـلـة..
حقا أنـا لا شـيء..
لسـت سوى آنية من خـزف أنت من صنعها.. وانت الذي يستعملها.
أنـا بدونك عالمة جاهـله.. يا أيهـا المعرفة
أنـا بدونك ضاحكة باكية.. يا ايهـا الفرحة
انـا بدونك قويـة ضعيفة.. يا أيهـا القـوّة
أنـا بدونك مالكة فقـيرة .. يا أيهـا الغني..
انـا بدونك حـرّة أسـيرة.. أسـيرة قيود هذا العالم وشهواته وخطيئته..
انـا بـدونـك لا شـيء..
و كما قال بولس الرسول عن المحبة
ولَو وهَبَني الله النُبوَّةَ وكُنتُ عارِفًا كُلَ سِرٍّ وكُلَ عِلمِ، وليَ الإيمانُ الكامِلُ أنقُلُ بِه الجِبالَ،
ولَو فَرَّقْتُ جميعَ أموالي وسَلَّمْتُ جَسَدي حتى أفتَخِرَ،
وأنت قلت عن نفسك بانك المحبة "الله محبة "
فكما بولس بلا المحبة لا شيء، كذلك انا بدونك يا ايها الحب الأعظم..
انـا ما انـا بنعمتك و لن اكون الا بها ..
فاذا كنت استحق ان اذكر..
فأهميتي لا تكمن الا فيك.. بوجودك في قلبي..
فقيمة قلبي المتواضع تكمن في ساكنه.. ومالكه
انـا هيكل لك سيدي..
وقدسيتي في كوني عضو في جسد انت رأسه

