اسئلة مسيحية

ما رأيك في واعظ يترك الحديث عن التوبة وكل عمل صالح، ويركز على الدم:



ما رأيك في واعظ يترك الحديث عن التوبة وكل عمل صالح، ويركز على الدم:

ما
رأيك في واعظ يترك الح
ديث عن التوبة
وكل عمل صالح، ويركز على الدم:

 

الرد:

الخلاص
بالدم، والتطهير بالدم، والانتصار بالدم، وابليس ينهزم بالدم، والمغفرة بالدم. وفي
ذلك يقول:

·
ابليس عدو حبيث. مستعد أن يشجعك على الصلاة والصوم وعلى كل الأمور الصالحة، إذا نجح
أن يحول قلبك عن الثقة بالدماء الثمينة.

·
نعم لقد صارت مملكة الظلمة تحت أقدامنا بسبب هذا الدم.

·
هل أنا سئ، سئ جداً. أشكرك يارب لأنك تعلن لي أنك تحب المسيئين ستقبلي كنا أنا.
ستمحو إثمى. دمك يطهرنى.

·
تعال إلى المخلص. تمسك بدمائه المسفوكة. تمسك بكفارته، فيسقط حق ابليس في اتهامك.

·
مع كلام كثير من هذا النوع

فهل
أنا لا عمل لي في حياتى الروحية سوي التمسك بالدم؟!

 

اعلم
يا ابني أن هناك قاعدة منطقية تقول:

 

إن
أنصاف الحقائق، ليست كلها حقائق.

 

فنحن
لا ننكر أهمية الدم في المغفرة، إذ يقول الكتاب ” بدون سفك دم لا تحصل مغفرة
” (عب9: 22). ولكن لابد إلى جوار الدم، نضع التوبة، فقد قال السيد المسيح
” إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون ” (لو13: 3، 5). وبدء كرازة ربنا
يسوع المسيح، يرويها مارمرقس الإنجيلى قائلاً ” وبعد ما اسلم يوحنا، جاء يسوع
إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله. ويقول: قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله.
فتوبوا وآمنوا بالإنجيل ” (مر1: 14، 15).

 

هل
يستطيع أحد أن يغفل أهمية التوبة؟

هل
يمكن أن يخلصك الدم بدون توبة؟!

في
هذه الحالة نقول إن دم المسيح قادر على خلاصك، ولكنك لا تريد لنفسك الخلاص بعدم
التوبة.

 

وقول
الكتاب عن دم المسيح إنه يطهرنا، المقصود به أنه يطهرنا إن قدمنا توبة أما نص
الآية فهو ” إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة مع بعضنا البعض.
ودم يسوع المسيح إبنة يطهرنا من كل خطية ” (1يو1: 7). فلا يجوز لهذا الواعظ
أن يذكر نصف الآية بالتطهير بالدم، ولا يذكر الشرط القائل ” إن سلكنا في
النور ” ويعني ترك الخطية بالتوبة.

 

كما
أن الرسول يضيف بعد ذلك: ” إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا
خطايانا، ويطهرنا من كل إثم ” (1بط1: 9).

إذن
شرط التطهير بالدم هنا، هو أمران: اعترافنا بخطايانا، والتوبة بالسلوك في النور.

أما
المقتبسات المذكورة هنا، فهي تتحدث عن فاعلية الدم فقط، دون أي ذكر للاعتراف
والتوبة والسلوك في النور.

 

اما
عبارة ” تمسك بدمائه المسفوكة، تمسك بكفارته، فيسقط حق ابليس في اتهامك
” فهي بلا شك عبارة من الناحية اللاهوتية. فإلى جوار التمسك بالكفارة والدم،
ينبغى وجود التوبة، لأنه بدونها لا يخلص أحد، كما قال رب المجد نفسه:

 


إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون ” (لو13: 3، 5).

أما
عبارة ” أشكرك يارب لأنك تعلن لى أنك تحب المسيئين، ستقبلنى كما أنا ستمحو
إثمى ” (فهى عبارة خاطئة تماماً. لأن الله لا يقبل المسيئين كما هم في
أساءتهم، إنما يقبلهم إذا تلبوا، كما قبل الآبن الضال (لو15). انظر التعبير
الارثوذكسي الدقيق، كما هو في الطلبة الأخيرة لكل ساعة من صلوات الأجبية، الذي
يقول فيه المصلى عن الرب ” الذي يحب الصديقين، ويرحم الخطاة الذين أولهم أنا
“. وانظر التفريق بين كلمتى يحب، ويرحم.

 

إن
محبة الله للخطاة، هي في قيادتهم للتوبة، وبها يمحو خطاياهم.

أما
” تقبلنى كما أنا ” في خطيتى وتحب المسيئين فهي عبارة غير مقبولة
أرثوذكسياً، وغير مقبولة كتابياً إن رحمة الله بالخطاة، تعنى حسب قولنا في صلواتنا
” إنه لا يشاء موت الخاطئ، مثلما أن يرجع ويحيا “. وذلك حسبما قال الرب
في سفر حزقيال النبى ” هل مسرة أسر بموت الشرير إلا برجوعه عنم طرقة فيحيا
” (حز18: 23). ويكرر الرب هذا الكلام فيقول ” حي أنا يقول السيد الرب: إنى
لا أسر بموت الشرير، بل أن يرجع الشرير عن طريقة ويحيا. ارجعوا ارجعوا عن طريقكم
الرديئة. فلماذا تموتون ” (حز33: 11).

 

إذن
الرجوع عن الخطية أمر أساسي لحياة الإنسان، كما يقول الكتاب.

واغفال
هذا الأمر ليس تعليماً أرثوذكسياً ولا كتابياً. واغفال الحديث عن التوبة،
والاكتفاء بالدم للتطهير، مع عبارة ” يقبلنى كما أنا ” وعبارة ”
ويحب المسيئين ” هو مفهوم خاطئ لمحبة الله، وتجاهل كامل لعدل الله الذى على
أساسه تم سفك الدم الكريم إنه أيضاً أسلوب أنصاف الحقائق وله أضراره الروحية أيضاً.

 

ولعل
أحد البروتستانت ممن يرددون أمثال هذا الكلام، يسأل:

هل
أنا أخلص بالتوبة؟ أم أخلص بالدم؟

أقول
له الخلاص بالدم، بشرط التوبة.

وبدون
التوبة لايمكن أن تخلص. الخلاص هو بالدم، ولكن هناك وسائل تعتبر شروطاً أساسية
لازمة: هي الإيمان والمعمودية والتوبة والثمر الصالح، أقصد الأعمال الصالحة.

 

كثير
من البروتسستانت ينادون قائلين الخلاص بالإيمان.

وأنا
أقول لهم: كلا يا أخوتي: الخلاص هو بالدم. ولكن الإيمان وسيلة أساسية وقد جمع
الكتاب هذين الأمرين في آية واحدة هي ” هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه
الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به. بل تكون له الحياة الأبدية ” (يو3: 16).
ففي عبارة ” بذل إبنه الوحيد ” نري فاعلية الدم. وفي عبارة ” كل من
يؤمن به ” نري شرط الإيمان.

 

وكما
أن الإيمان شرط للخلاص بالدم، كذلك المعمودية شرط، والتوبة شرط آخر.

والرب
يقول صراحة ” من أمن واعتمد خلص ” (مر16: 16). وقد قال بطرس الرسول في
يوم الخمسين لليهود الذين آمنوا ونخسوا في قلوبهم ” توبوا وليعتمد كل واحد
منكم على اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس ” (أع2: 38).
وهنا اجتمع الإيمان والتوبة والمعمودية.

 

إن
الحديث عن الدم، نقدمه لغير المؤمنين.

لأنه
” بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ” (عب9: 22)، مهما كانت هناك توبة وأعمال
صالحة.ولكن هذا الواعظ يكلم جماعة من المؤمنين، سواء في عظاته أو كتبه.

 

لماذا
إذن اغفال الحديث عن التوبة، وعن الاعتراف، وعن السلوك في النور؟ ولماذا اغفال
الحديث عن الكنيسة ودورها في كل ذلك؟!

 

إننا
نركز على أهمية الدم وفاعليته في كرازتنا لغير المؤمنين.

وهؤلاء
المؤمنون يتوفر لديهم عنصر الإيمان، وهم أيضاً معمدون. في روحياتهم يحتاجون إلى
حديث عن حياة القادسة، ومعرفة الله ومحبته، والنمو الروحيى الدائم، وحياة النصرة،
ومقاومة الفتور، وما شابه هذا.

 

لماذا
إذن اغفال كل ذلك، والتركيز على الدم وحده؟ وكأن السامعين لم يؤمنوا بعد!

ولماذا
اغفال الحديث عن الكنيسة ودورها، وعمل الكهنوت والأسرار؟

ولماذا
اغفال الأعمال الصالحة ولزومها للخلاص؟!

ألا
يقول الرسول في شرط التطهير بالدم ” إن سلكنا في النور، كما هو في النور دم
يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ” (1يو1: 7). ألم يقل أيضاً ” من
قال إنه ثابت فيه، ينبغى أنه كما سلك ذاك، يسلك هو أيضاً ” (1يو2: 6). لماذا
لا يركز الواعظ على السلوك المسيحى وأهميته للخلاص؟ ألم يقل المخلص الفادي:

 


ليس كل من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبى الذي في
السموات ” (مت7: 21).

 

هنا
يركز الهمية على العمل، عملنا لإرادة الآب السماوي. وركز على العمل أيضاً في قوله
يوم الدينونة العظيم: كنت جوعاناً فأطعمتمونى ” (مت25: 35) كذلك ركز على
العمل أيضاً في حديثه عن مجيئة الثاني ” إن ابن الإنسان سوف يأتى في مجد أبيه
مع ملائكته. وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله ” (مت16: 27).

 

أنستطيع
أن نقول له في ذلك اليوم ” هل أنا سئ جداً ستقبلنى كما أنا “؟! أم نسرع
الآن بالتوبة، ونحث الناس على التوبة حتى عندما يجئ الرب نكون ” بلا لوم
قدامه ” (1تس5: 23) (1كو1: 8) ” لنكون قديسين وبلا لوم قدامه ”
(أف1: 4) ” قديسين وبلا لوم ولا شكوى قدامه ” (كو1: 22) وما أكثر الآيات
المتشابهة.

 

أليس
الناس يموتون، وأعملهم تتبعهم ” (رؤ14: 13).

فلنهتم
إذن باعمالنا لكى تكون مرضية أمام الله. إن الفادي المحب قد قدم لنا دمه الكريم،
فيجيب أن نقدم له حباً وقداسة وطاعة وخضوعاً وأعمالاً تليق بالتوبة ولا يجوز أن
نحدث الناس عن الدم، دون أن نحدثهم عن القداسة المطلوبة منا.

وحينما
نحدثهم عن الدم، إلا نحدثهم عن التناول منه.

 وأهميتة
ذلك لمغفرة الخطايا (مت26: 28) وللثبات في الرب (يو6: 56) وأهميته للحياة الأبدية
(يو6: 54).

 

قرأت
في نفس الكتاب قول المؤلف:

·
” الشيطان سلطان الهواء لقد صرنا فوق قوي الظلمة، وأعلى منها بمسافات لاتقاس.
لقد صعدنا إلى الرعش الإلهى، وجلسنا مع المسيح وفي المسيح عن يمين العظمة “.

·
يجب على المؤمن أن يثق أن المسيح أقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات (أف2: 6)
يثق أنه جالس في السماويات، جالس في عرش الله. ولن يقدر أحد أن يخرجه من هناك.

·
أنت في قصر الملك. أنت في عرش الله. أنت في السماء جالس مع المسيح فقلك سلطان أن
تسحق كل قوى الظلام.

·
أنا جالس. وأين؟ في السماء. فوق كل رياسة وسلطان وقوة (أف1: 21). وكلام كثير من
هذا اللون. فما عقيدة الكنيسة في كل ذلك؟ وهل نحن حقاً جلوس في عرش الله في السماء.

 

1
الجلوس عن يمين العظمة على العرش الإلهى خاص بالسيد المسيح وحده، لمساواته للآب.

وفي
ذلك قال عنه القديس بولس الرسول ” الذى بع عمل العالمين، الذى وهو بهاء مجده،
ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا،
جلس في سمسن العظمة في الأعالى، صائراً أعظم من الملائكة.

وصعود
السيد المسيح إلى سالماء، وجلوسه عن يمين الله، تثبته آيات كثيرة في الكتاب، منها
رؤيا القديس اسطفانوس الشماس الأول (أع7: 56) ومنها شهادة انجيل مرقس الرسول (مر16:
19).إلخ.

ولايجوز
أن نطلق على أنفسنا ما يختص بالسيد المسيح وحده، وبالذات ما يختص بلاهوته

والصعود
إلى السماء، والجلوس عن يمين العظمة، عن يمين الله، أمور تختص بالمسيح وحده
وبلاهوته ونحن لا نستطيع أن نجاسر وننسب لأنفسنا ما للمسيح.

 

2
وبالمثل عبارة ” فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة ” هي أيضاً خاصة وهكذا
قيل عنه إنه فوق ” كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمى ليس في هذا
الدهر فقط، بل في المستقبل أيضاً، واخضع كل شئ تحت قدميه ” (أف1: 21، 22).
كون أن المسيح شابهنا في الناحية البشرية، ليس معنى ذلك أن نشابهه في طبيعته
اللاهوتية. لأن الله قد قال عن لاهوته ” أنا الرب. هذا اسمي. ومجدي لا أعطية
لآخر ” (اش42: 8).

ولعل
الكاتب فهم خطأ معنى عبارة ” نحن في المسيح ”

 

3
فما معني اللاهوتى لعبارة نحن في المسيح؟

أو
قول السيد المسيح للآب ” أنا فيهم، وأنت في ” (يو17: 23) وقوله ”
أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه، هذا يأتى بثمر كثير ”
(يو15: 5). هذا معناه أننا نثبت في محبته (يو15: 9). وليس في لاهوته.

حينما
نكون في المسيح، بالإيمان بالحب، ويكون المسيح فينا، كما قال بولس الرسول ”
مع هذا أن المسيح صعد إلى السماء، فنحن نصعد فيه إلى السماء!! أو المسيح جلس على
عرش الله أو عن يمين الله، فنحن فيه قد جلسنا على عرش الله وعن يمين الله! كلا.

 

4
فالكنيسة جسد المسيح، ونحن أعضاؤه، وهو الرآس.

ولكن
الجسد على الأرض، والرأس في السماء.

ومع
ذلك فنحن فيه، في جسده الذى على الأرض. أما رأسنا فهمو عن يمين العظمة. هو جالس
مع الآب في عرشه. هو الرأس ولسنا نحن.

 

نحن
نجاهد على الأرض. والمسيح يحل بالإيمان في قلوبنا، كما قيل في نفس الرسالة إلى
أفسس (أف3: 17).

 

5
وعندما نكمل جهادنا على الأرض، لانصعد إلى عرش الله، وإنما إلى الفردوس.

وبهذا
الوعد قال الرب للص اليمين ” اليوم تكون معي في الفردوس ” (لو23: 43)
وليس في عرش الله، ولا في يمين العظمة.

وإلى
الفردوس اختطف بولس الرسول (2كو12: 4). والفردوس هي السماء الثالثة (2كو12: 2).
وليست هي سماء السموات (مز148: 4) (1مل8: 27) التى هي كرسي الله وحده (مت5: 34).
والتىقال عنها السيد المسيح لنيقوديموس ” ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى
نزل من السماء، ابن الانسان الذى هو فى السماء ” (يو3: 13) أيريد الكاتب أن
يشترك مع المسيح في مجده، ويشترك فيه جميع المؤمنين أيضاً، ويصيرون كالمسيح، ولا فرق؟!

 

6
وهنا تواجه الكاتب مشكلة، وسؤال نسأله:

إن
كان المؤمنون حالياً في عرش الله، في سماء السموات، فهل بعد أن يكملوا جهادهم،
ويذهبوا إلى الفردوس، ويكونون قد نزلوا درجة أو درجات؟!

ذلك
لأن الفردوس بلا شك أقل من عرش الله بما لايقاس. فكيف هم في فترة الجهاد يكونون
جالسين في عرش الله، وبعد أن ينتصروا تكون مكافأتهم أن ينزلوا من يمين العظمة
ليعيشوا في الفردوس

ألا
يبدو الكلام غيرلا منطقى؟!

إن
وعود الله شئ، وموعد تحقيقها شئ آخر. فما هي وعود الرب لنا في هذا المجال؟ إنه
يقول:

من
يغلب، فسأعطية أن يجلس معي في عرشي، كما غلبت أنا أيضاً وجلست مع أبى في عرشة
” (رؤ3: 21) إذن هذه المكافأة سوف تكون في الأبدية للذين غلبوا وانتصروا في
فترة جهادهم على الأرض، مثلما مثل باقى المكافآت التى وردت في الرسائل إلى الكنائس
السبع.

إننا
لسنا الآن في الأبدية السعيدة، ولا في أمجادها. وحتى في هذه الأمجاد فرق الرب بين
عبارة عرسي وعرشه. ولعله يقصد بكلمة عرشي، أقصى ما يمكن أن تكافأ به الطبيعة
البشرية، الكنيسة التى هي جسد المسيح، غير عرش اللاهوت.

 

8
نصحيتى للكاتب أن يتضع، ويدعو الناس إلى الاتضاع.

ما
أخطر أن نقول إننا في السماء، فوق، عن يمين العظمة، على عرش الله؟ هل تألهنا،
ونريد أن نؤله الناس؟!

إننا
تراب ورماد، كما قال أبو الآباء ابراهيم عن نفسه، وهو يخاطب الله (تك18: 27).
وأريد أن أضع أمام الجميع كمثال: الشخص الذى صعد فعلاً إلى السماء الثالثة، أعنى
بولس الرسول، فماذا تراه قال:

 

9
مثال القديس بولس الذى صعد إلى السماء الثالثة:

قال:
” أنا لست أحسب أنى قد أدركت ” ” ولكنى أسعى لعلى أدرك الذى لأجله
أدركنى أيضاً المسيح يسوع ” (في3: 12، 11). وقال أيضاً ” ويحى أنا
الإنسان الشقى، من ينقذنى من جسد هذا الموت ” (رو7: 24). وقال القديس بطرس
الرسول ” إن كان البار بالجهد يخلص، فالفاجر والخاطئ أين يظهران؟! ”
(1بك4: 18). لأجل هذا قال القديس العظيم ” سيروا زمان غربتكم بخوف ”
(1بط1: 17).

وإن
كنا مازلنا نجاهد، وفي كل يوم نقع ونقوم. وحتى الإنسان البار الصديق يقول عنه
الكتاب ” الصديق يسقط سبع مرات ويقوم ” (أم24: 16). وهنا يقف أمامى سؤال:

 

10
أيها الجالسون في السماء، على عرش الله، ألا تخطئون؟!

وإن
كنا نخطئ، فهل نخطئ ونحن على عرش الله، وعن يمين العظمة؟! وهل توجد خطية على العرش
الإلهى؟! حاشا. أم هم نزول مؤقت من على يمين العظمة في حالة السقوط، ثم الرجوع مرة
أخرى إلى يمين العظمة في الأعالى.

هل
الذى يخطئ وهو على عرش الله، ينجس العرش؟! حاشا.

تواضعوا،
وعيشوا معنا على الأرض. فالجلوس على العرش ليس الآن موعده وحتى في الأبدية، ستكون
لكم عروش إن غلبتم. ولكن ليست هي عرش الله.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى