اسئلة مسيحية

ما رأيكم في الواعظ الذى يقود الناس من التوبة مباشرة إلى الفرح



ما رأيكم في الواعظ الذى يقود الناس من التوبة مباشرة إلى الفرح

ما رأيكم في الواعظ الذى يقود الناس من التوبة مباشرة إلى الفرح. ويقول
لهم عن الكآبة على الخطية والدموع، هي صغر نفس، وهي حرب من الشيطان يجب انتهاره
عليه. إن التفكير في النفس وخطاياها نوع من الأنانية. والوضع السليم هو الفرح بدم
المسيح الذى طهرنا من الخطية .

فالتفكير في خطاياك القديمة، هو انحصار في الذات!!

 

الرد:

هذا
الفرح السريع ليس هو تعليماً كتابياً، وليس هو تعليماً كنسياً وله خطورته الروحية
في حياة التوبة.

وسوف
نشرح هذا بالتفصيل بمشئية الرب. إنما نقلو الآن إن التائب ينبغى أن يشعر بالخزى
والعار بسبب خطيته، ويبكى على سقوطه بمرارة قلب مثلما قيل عن القديس بطرس الرسول
بعد إنكاره للسيد المسيح إنه:


خرج إلى خارج، وبكي بكاء مراً ” (مت26: 75).

وقصص
التوبة كثيرة جداً في مجال الانسحاق والحزن والبكاء. والقديسون لم يلجأوا إطلاقاً
إلى حياة الفرح بعد التوبة مباشرة. ومثال ذلك داود النبى الذى بكى كثيراً على
خطيته، بعد التوبة مباشرة. ومثال ذلك داود النبى الذى بكي كثيراً على خطيتة، بعد
أن سمع مغفرتها من فم ناثان النبى قال له ” الرب نقل عنك خطيئتك. لا تموت
” (1صم 12: 13). ولكنه قال بعد ذلك:

 

بعد
ذلك: ” خطيتى أمامى في كل حين ” (مز50).

على
الرغم من أن الرب قد نقلها عنه، ليحملها عنه السيد المسيح بل أنه قال فى المزمور
السادس ” أعوم في كل ليلة سريرى، وبدموعى أبل فراشى ” (مز6). هل كان
داود لا يدرك الروحيات السليمة، وكذلك بطرس الرسول؟! وهل الفرح بالمغفرة يمنع
الندم والبكاء والدموع؟! هل دم المسيح الذى يمحو خطايانا، يمنعنا من الانسحاق
بسببها؟! حاشا. ليس هذا تعليم الكتاب.

 

إن
دم المسيح يرمز إليه دم خروف الفصح.

هذا
الذى نجي الابكار من الموت، بقول الرب ” لما أرى الدم، أعبر عنكم (خر12: 13).
ورمز ” الفصح قد ذبح لأجلنا ” (1كو5: 7).

 

فهل
فرح الشعب بالدم، دم خروف الفصح، الذى انقذهم من الموت، هل هذا الفرح منعهم من
الندم والانسحاق والشعور بالمرارة؟! هوذا الرب يأمر من جهة خروف الفصح.

 


على أعشاب مرة تأكلونه ” (خر12: 8).

ذلك
لكي تتذكروا الخطية التى أوصلتكم إلى أرض العبودية. ونحن أيضاً في وسط فرحنا الذى
طهرنا من كل خطية، نأكل الفصح على أعشاب مرة. ونحتفل بصلب المسيح في أسبوع الآلام،
وقد كسونا الكنيسة بالسواد، وجلسنا بالألحان الحزينة نذكر قصة الخلاص والدم.

 

هل
الخلاص بالدم، نحتفل به بمظاهر الفرح؟!

أم
أننا نطيع الرسول القديس في قوله ” فلنخرج إذن إليه خارج المحلة حاملين عاره
” (عب13: 13). وهكذا نقضى أسبوعاً خارج المحلة، متذكرين خطايانا التى تسببت
في صلب المسيح.

 

هل
تذكرنا خطايانا أنانية منا وانحصاراً في أنفسنا؟!

كلا،
بل العكس هو الصحيح. إنها أنانية منا حينما ننحصر في الفرح بخلاصنا،

 

وننسى
الدم الكريم الذى سفك لأجلنا!! ننسى ما قاساه المسيح من إهانات ولطم وشتم وتعيير
وتحديات، نقول له في ذلك في القداس ” لم ترد وجهك عن خزى البصاق ” هل في
تذكرنا لآلام المسيح، ننحصر في أنفسنا ونتهلل في فرح، أم نتناول الفصح على أعشاب
مرة؟!

 

إن
دعوتنا للناس بالفرح، ونسيان خطايانا، وعدم الانسحاق بسببها هو ضد طقوس الكنيسة
وصلواتها.

ماذا
يفعل الذى يتلقى هذا التعليم، حينما يصلى بالأجبية ويقول في صلاة النوم ”
هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوب ومرتعد من أجل كثرة ذنوبى ”
او حينما يقول في صلاة نصف الليل ” اعطنى يارب ينابيع دموع كثيرة، كما أعطيت
في القديم للمرأة الخاطئة. واجعلنى مستحقاً أن أبل قدميك اللتين أعتقتانى من طريق
الضلالة “. أو حينما يقول في المزمور السادس في صلاة باكر ” تعبت في
تنهدي. أعوم في كل ليلة سريرى، وبدموعى أبل فراشي ” وحينما يردد في كل صلاة،
ما يقوله في المزمور الخمسين ” خطيتى أمامى في كل حين ” ” لك وحدك
أخطأت، والشر قدامك صنعت ”

 

هل
يثور على الأجبية، بسبب الوعظ الذى يسمعه في الكنيسة؟!

أم
يثور على هذا الوعظ، ويعتبره ضد صلاة الأجبية. أم أن هذا الوعظ يحطم عنده الأجبية
بطريقة غير مباشرة، حينما يقول له إن تذكار الخطايا عبارة عن حرب من الشيطان وصغر
نفس؟!

 

وهل
بهذا الوعظ يحتقر دموع القديسين في توبتهم؟

ويقول
إنهم بعيدون عن حياة الفرح بالرب، وإنهم أنانيون منحصرون في خطاياهم؟! وماذا يقول
حينما يقرأ بستان الرهبان، ويرى وصية من الآباء تتكرر باستمرار وهي ” ادخل
إلى قلايتك، وابك على خطاياك ” هل كل هؤلاء الآباء ضلوا الطريق إلى حياة
الفرح بالرب.

 

وماذا
عن دموع القديس أرسانيوس؟

هل
ندينه؟ هل ترك حياة الفرح؟ ألم يطوبه البابا القديس ثاوفيلس لأنه استعد لساعة
الموت كل أيام حياته

ومن
جهة نسيان الخطايا، ماذا عن قول القديس أنطونيوس الكبير:

إن
ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله.

وإن
نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله.

هل
يدعونا القديس أنطونيوس إلى صغر النفس، وإلى الانحصار حول أنفسنا؟! ثم ماذا عن
حياة الانسحاق والدموع في صلوات نحميا (نح1: 4) وعزرا (عز9: 5 7) ودانيال (دا9: 3
8) وما ورد عن ذلك بعمق في سفر يؤئيل النبى (2: 12 17).

 

بل
مذا عن طية السيد المسيح على الجبل بقوله:


طوبى للحزانى الآن، لأنهم يتعزون ” (مت5: 4).

وماذا
عن تذكارنا للخطية منذ آدم في القداس الإلهى وقولنا ” غرس واحد نهيتنى أن آكل
منه ” ” أنا اخطتفطت لى قضية الموت ” هل هذا التذكار خاطئ. ماذا عن
قول الأب الكاهن في تقدسم الحمل ” عن خطاياى وجهالات شعبك ” وقوله في
صلاة الاستعداد ” أنت تعلم أنى غير مستحق ولا مستعد ولا مستوجب. وليس لى وجه
أن أقف وافتح فاى بل ككثرة رأفاتك اغفر لى أنا الخاطئ “.

 

هل
نعلم أولادنا إذن أن هذا صغر نفس من الآباء الكهنة!!

وماذا
عن صلواتنا في الساعة السادسة وفي التاسعة وفي الغروب وعبارة العشار ” ارحمنى
يارب فإنى خاطئ ” وقولنا ” أخطأت يا ابتاه إلى السموات وقدامك ولست
مستحقاً أن أدعى لك إبناً ” وعبارة ” اذكرنى يارب متى جئت في ملكوتك
” وكل العبارات التى نذكر فيها خطايانا ونطلب الرحمة

 

وماذا
عن المطانيات، وكيرياليصون 41 مرة، والتذلل في الصوم؟!

ومذا
عن حياة المسوح والرماد المذكور في الكتاب المقدس؟

 

هل
كل هذا ضد حياة الفرح؟! وهل فيه صغر نفس؟ وهل هو محابرة من السيطان لنا؟ وهل يجب
أن ننسى خطايانا وننشغل بالدم ونفرح؟! أريد أن أسال:

 

إلى
أى نهاية يقودنا هذا التعليم؟!

إن
الحزن على الخطايا، ليس تفكيراً في النفس، إنما هو تفكير في الله الذى أحزناه
بخطايانا، وبها انفصلنا عنه وعن عمل روحه القدوس. وتزكيرنا على دم المسيح، لاشك
يحمل تركيزاً على السبب في سفك هذا الدم، وهو خطايانا. تركيزنا غي الصليب، يعنى
أيضاً ما حمله الرب على الصليب. ” كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه
والرب وضع عليه إثم جميعنا ” (أش53: 6). وهكذا حمل لعنات الناموس. والذى بلا
خطية حسب خطية لأجلنا

 

هل
نقول: ينبغى أن أفرح لأن الله يحبنى؟

وماذا
إذن إن كنت لا تحبه، كما أحبك؟!

وهل
في كل هذا التعليم ننسى عدل الله؟ وننسى قداسه الله. وننسي أن القديس بولس أحزن
أهل كورنثوس، وأحزن خاطئ كورنثوس، لكى يقودهم الحزن إلى التوبة.

 

ولابد
للخاطئ أن يذكر خطاياه، لكى يحترس، ويتوب، ولا يعود يخطئ مرة أخرى. ويتذكر ضعفه.
وفيما يفرح بالرب، لا ينسى ضعفاته ولا ينسى خطاياه. بل كلما يذكر خطاياه. تزداد
محبته لله بالأكثر، الذى غفر له تلك الخطايا. مثل المرأة الخاطئة التى أحبت كثيراً،
أذ غفر لها الكثير (7: 42، 43، 47).

من
له أذنان للسمع فليسمع.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى