مكتبة القصص والتأملات الروحية
لماذ ننتظر هؤلاء ولا يأتون

في عز أزماتنا وضرب أجسادنا وتحطيم معنوياتنا
في وقت ضيفاتنا وسفك دماءنا وتكسير عظامنا
لا يسعنا النطق والتفوه ,
لا يمكننا التعبير ولا التعجب

وبينما أتفكر بكل هذا وجدتني أتساءل بماذا نستعين؟؟؟
من يغيثنا ؟ من نحادثه ؟ من نشكو له؟؟
أأقباط آم معتدلين ؟
أقساوسة آم أناس بالعالم موجودين؟
أبشر أم سمائيين؟

وهنا تذكرت…قصه تلك السيدة العاملة التي كانت قبل أن تخرج من بيتها لتذهب لعملها أعتادت ان تنادى شفيعيها

آو كما دعتهما (شفيعا المواصلات )
الأنبا موسى الأسود القديس القوى
و بطل الأبطال مار جرجس شفيع النجدة
ومره تلو مره تتأكد السيدة أنهم منقذيها
فان ذهبت لتركب ميكروباص تنادى عليهما
فيظهر فورا ميكروباص
وان أرادت تاكسى فليأتي فورا إليها حتى لا تضطر للوقوف منتظره
وذات يوم وقفت السيدة تتحدث بهمس مع شفعائها:اعلم أنني استنجد بكم لتعينونني في أشياء تبدو بسيطة في أعينكم
ولكنني كثيرا ما أخشى الركوب في هذا الوقت المتأخر
فتلك الأشياء البسيطة بالنسبة لكم هي أشد مشاكلي
فسامحوني لاننى أعطلكم عن أعمالكم المهمة إلى أعمالي التافهة
ووقفت السيدة منتظره التاكسي
وكالعادة ظهر فورا التاكسي
سعدت السيدة وبمجرد أن جلست وجدت السائق يمد يده
بصوره للأنبا موسى الأسود إليها

فأخذتها السيدة بفرحه وسألته :ولماذا الأنبا موسى الأسود تحديدا ؟لماذا لم تعطنى تلك الصورة الخاصة بمار جرجس؟

فابتسم السائق بهدوء وقال:ولكنه ليس مار جرجس ,
انه صديقي الأمير تادرس
فتعجبت السيدة متفكرة في نفسها:أيعنى هذا أن من احضر لي التاكسي هو الأنبا موسى فقط

فعادت تسأله:اليس معك صور لمار جرجس؟؟؟
فأجابها بهدوء وهو لا ينظر إليها:ولماذا احمل صور لنفسي؟؟؟
فانتفضت السيدة وسالت: أتعنى أن اسمك جرجس على اسم البطل؟
فنطق السائق بهدوء:بل أنا مار جرجس
أتعلمون ماذا حدث اخوتى
لم تنطق السيدة وتعلقت عيناها بالسائق
( شاب اسود الشعر والشارب بيده أثار جروح )
وفجاه اشتمت رائحة بخور تملا التاكس
ومن هول الصاعقة والصدمة لم تنطق السيدة بل على حد قولها فقد كاد قلبها يتوقف

أخواتي
يتساءل البعض: لماذا ينظر هولاء الأبرار إلى مشاكلنا ولا يأبهون ؟؟
لماذا يتركونا نعانى وحيدين؟؟ لماذا وبأياديهم الحل؟؟
وقتها اتذكر كيف كان الأنبا انطونيوس يقف ينظر إلى القابلين على الاستشهاد بفرح ويشجعهم دون ان يحاول ان يثنيهم عن عزمهم

أخواتى انهم بيننا وداخلنا,انهم ماضينا وحاضرنا
لا تفقدوا إيمانكم بهم أحبائى فهم داخلكم م ن ق و ل