مقالات

كيف اتوب؟ ج1 (أ) الحذر من اليأس + قال القديس انطونيوس

كيف اتوب؟ ج1

(أ) الحذر من اليأس

+ قال القديس انطونيوس

 

كيف اتوب
كيف اتوب

” كثيرون يسقطون ثم يقومون الي حالة من الصحة والاستقامة ولكن يوجد من يسقطون من أعمال صالحة الي أشياء دنسة ونجسة، فالذي يسقط ثم يقوم أفضل من الذي يقوم ثم يسقط.

+ قال ما أسحق:

اذكر عظم خطايا القدماء الذين سقطوا ثم تابوا ومقدار الشرف والكرامة اللذين نالوها من التوبة بعد ذلك لكيما تتعزي في توبتك.

+ قال القديس موسي الأسود:

الذين يريدون أن يقتنوا الصلاح وفيهم خوف الله فأنهم اذا عثروا لا ييأسون بل سرعان ما يقومون من عثرتهم وهم في نشاط واهتمام أكثر بالعمال الصالحة.

+ قال الأب أبيفانوس:

” ان الله يترك للخطاه رأس المال ازاء توبتهم، مثل الزانية والابن الشاطر، فأما الصديقون، فأنه يطلب منهم رأس المال مع ربحه، اذ قال له المجد لتلاميذه:

” ان لم يزد بركم علي الكتبة والفريسييون فلن تدخلوا ملكوت السموات.

+ قال أنبا ايليا:

” أي مقدرة للخطية حيث تكون التوبة “.

+ سئل شيخ:

” ان كان الله يقبل توبة الخطاة. فرد علي سائله قائلا: ” أخرني أيها الحبيب لو أن ثوبك تمزق، فهل كنت ترميه؟ قال: ” لا، ولكني أخيطه وألبسه:. فقال الشيخ:

” ان كنت أنت تشفق علي ثوبك الذي لا يحبا ولا يتنفس، فكيف لا يشفق الله علي خليقته التي تحيا وتتنفس؟.

+ سأل احد الاخوة الأب بيمين قائلا:

” يا أبي، ان وقع انسان في خطيئة ورجع، فهل يغفر الله له؟ “

فقال له الشيخ:

” ان كان الله قد أمر الناس بأن يفعلوا هذا، أفما يفعله هو؟ نعم، بل وأكثر بما لا يقاس، اذ هو نفسه الذي أوصي بطرس بهذا عندما.

قال له:

أن اخطأ الي اخي سبع مرات أأغفر له؟

فقال له سيدنا المتحنن:

” لا أقول لك سبع مرات بل الي سبعين مرة سبع مرات.

+ سئل القديس باسيليوس:

” كيف يكون حال من صعب عليه اتمام قانون التوبة؟

” فأجاب وقال:

” حال ذاك يجب ان تكون حكاتل ابن مريض وفي شدة الموت بالنسبة لأبيه الخبير بصناعة الطب والذي يرغب في مداواته، فلمعرفته بصعوبة وصف الأدوية والتعب الكثير في ثناعتها، وبخبرة أبيه في الطب، ولأن قلبه يطيب بمحبة أبيه له، ولرغبته كذلك في الشفاء، فكل هذه العوامل تجعله يرسخ لمداواته فيمكنه من نفسه أن يتداوي ويحيا، كذلك يصعب عليه قانون التوبة، فليترك الأمر بين يدي معلمه “.

+ سأل أخ الأب شيشوي قائلا:

” ماذا أفعل يا أبتاه، فقد سقطت؟

قال له الشيخ:

” انهض أيضاً قال الأخ: ” نهضت ثم سقطت ثانية:،

فأجابه الشيخ:

” أنهض أيضاً “، فقال الأخ ” ” الي متي أيها الأب؟ “

فقال له:

” الي أن يؤخذ، أما في الخير واما في السقطة، لأن الانسان فيما يوجد فيه يؤخذ “.

+ قال بعض الشيوخ:

” احرص بكل جهدك لئلا تسقط، لأن الوقوع لا يليق بالمجاهد القوي، فان عرض لك أن تقع، للوقت اطفر واستمر في الجهاد، ولو عرض لك ربوات من المرات لتربح النعمة ربوات من الدفعات، وليكن ذلك – أعني النهوض والقيام – الي حين موتك، لأنه مكتوب:

ان سقط البار سبع مرات في النهار – يعني طول الدهر السباعي – فأنه يقوم سبع دفعات، انك تحسب مع القائلين ما دمت ممسكا بسلاح التوبة بدموع، فتذرع بهذه الوسيلة الي الله لأنك وان سقطت، فانك تمدح بالاكثر ما دمت ملازما للرهبان، مثل جندي شجاع يقبل الضربات مواجهة، حتي ولا في حال ضربهم اياك أن تتراخي ووباعد، ولكت أن انفصلت عن الرهبان فانك تضرب علي ظهرك كهارب جبان طارح سلاحه “.

+ قال شيخ آخر:

” اني رأيت قوة النعمة الالهية الحالة في عماد النور – هي كما هي – حالة في وقت التسربل بالزي الاسكيمي، أما الذي يطرح عنه زي الرهبنة فلاحظ له مع المؤمنين، بل سوضع مع جاحدي الايمان، ويعاقب متي لم يتب الله توبة من كل قلبه “.

+ قيل عن اخ:

” أنه وقع في تجربة، ومن الشدة ترك اسكيم الرهبنة، لكنه رجع وندم، وأراد أن يبدأ في تدبيره الأول فساعده الرب ولم يتركه حتي خلص من مناصب العدو.

توبة امرأتين

وحدثنا (شيخ) عن أحد الأساقفة، أن أقواما علمانيين، عرفوا الأسقف عن أمرأتين مؤمنتين، يتصرفان في غير سيرة العفة. فتألم الأسقف بسببهما، وأدام التضرع الي الله اسمه طالبا اليه أن يعرفه حقيقة ما قد سمع، فنال ذلك. وهو انه بعد القداس، أبصر نفوس الذين تقدموا لينالوا الأسرار الالهية، وتأمل كل واحد وأبصر وجوه الخطاة سوداء، ومنهم من كان محترقا، ومنهم من عيناه كمثل النار مبقعة بلون الدم. ورأي آخرين وجوههم بهية، وأفواههم بيضاء. ورأي قوما لما أخذوا جسد ربنا أضاءت أجسادهم. وكان فيهم آخرين مضيئين , وأذ أخذوا جسد ربنا أضاءت أجسادهم. وكان فيهم قوم من أصحاب السيرة الرهبانية وآخرين من أصحاب السيرة الزوجية ثم تقدم الي النساء ليعطيهم السرائر المقدسة، فرأهن عليتلك الحال. واذ نظر الي المرأتين اللتين ثلبوهما عنده. وعند دخولهما ليأخذا جسد المسيح صارتا أيضاً لامعتين بضوئهما. فعاد الأسقف الابتهال الي الله طالبا أن يعرفه معني ما كشفه. واذ ملاكا ظهر له

وقال:

أما المرأتين اللتين عرفوك بهما، فان الذي قيل عنهما صحيح.وأنهما فكرتا في خطاياهما ورجعتا الي الله بقلب صالح متضع، وابتعدتا عن خطيئتهما ورجعتا بالدموع والسهر والتضرع والاقرار بالخطايا. فقبل الرب توبتهما، وانهما في طريق العفة والصدقة والمحبة لله.

فقال الأسقف للملاك:

” أنا متعجب كثيرا، ليس من انتقال المرأتين، لأن هذا قد صار لكثير من الناس. لكن تعجيبي من موهبة الله اذ لم يجلب عليهما العقوبات فقط، لكنه أهلهما لمثل هذه النعمة. فقال له الملاك: أمنا أنت فانك انسان وأما سيدنا والهنا فهو بالطبع صالح ومتحنن علي الذين يكفون عن خطاياهم ويرجعون اليه ساجدين معترفين، ليس من شأنه ان يرسلهم الي العذاب، يسكن عنهم رجزه وغضبه ويمنحهم كرامته لأنه أحب الناس هذا الحب حتي بذل ابنه الحبيب من اجلهم. وأن كان أهل العالم أعداء له، اختار ان يموت عنهم أفما يليق به علي الأمر الأكثر اذا رجعوا وندموا علي ما فعلوه ان يزيل عنهم العقوبات ويهب لهم الخيرات المعدة. وأعلم أن رحمته تغلب علي خطايا البشر، اذا عادوا وتابوا عنها لأنه لم يزل رحوما عارفا بضعف البشر، فلذلك مغفرته واسعة.

فقال الأسقف:

اشتهي ان تعرفني اخترف وجوه الشعب عندما أتوا لأخذ الأسرار المقدسة.

فقال الملاك:

أما الذين وجوههم بهية فهم أصحاب العفة والطهارة والعدل، وهم ودعاء ورحومون.وأما المسودو الوجوه فهم أصحاب الزنا والفسق.وأما الذين وجوههم وعيونهم مبقعة، فهم اصحاب الخبث والضجر والوقيعه والافتراء.

ثم قال الملاك للأسقف:

ان كنت تؤثر خلاصهم، فعرفهم بعظاتك وردهم الي التوبة. لينتقلوا من سوء الاعمال الي سيدنا يسوع المسيح الهنا، الذي مات عنهم وقام من الموت، واجتهد واحرص في العناية، وعلمهم ان لا يقطع أحد منهم أيامه من رحمة سيدنا يسوع المسيح الذي له المجد الي ابد الآبدين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى