علم المسيح

شروط اتباع المسيح



شروط اتباع المسيح

شروط اتباع المسيح

 

«وَدَعَا
ٱلْجَمْعَ مَعَ تَلامِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ
وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ
أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي
وَمِنْ أَجْلِ ٱلإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ
ٱلإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ
مَاذَا يُعْطِي ٱلإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟» (مرقس 8: 34-37).

 

مقالات ذات صلة

ثم
دعا المسيح تلاميذه مع الجمع الذي كان قد انفرد عنه، وأعلن لهم الشروط الثلاثة
الشهيرة المطلوبة من تابعيه.

 

الشرط
الأول: «إنكار الذات» أي تسليم زمام الذات والحياة له. لما أنكر بطرس المسيح قال:
«لا أعرفه». ومن يتبع المسيح حقاً وينكر نفسه يقول: لا أعرف نفسي حاكماً في حياتي،
بل ربي هو الحاكم. سأعطي كل السيطرة على حياتي للمسيح الذي أحبني.

 

الشرط
الثاني: حَمل الصليب يومياً. وهذا بالأكثر هو التمثُّل بالمسيح الذي حمل صليباً لم
يضعه آخر عليه، بل هو قصده وأقامه وحمله حبّاً ليخلّص النفوس من الخطيئة والهلاك.
وحَمْل الصليب وراء المسيح هو الإقدام على المصائب والمتاعب الجسدية – حتى الموت –
تطوُّعاً لا إرغاماً، متى كان ذلك اهتماماً بتخليص النفوس، فليس هذا الشرط (في
معظمه) احتمال صليب يوضع علينا، بل حمل صليب نقصده ونرفعه باختيارنا لخير الآخرين.

 

الشرط
الثالث: اتِّباع المسيح، أي السير في خطواته بالتدقيق، دون كلل أو فتور، ودون
تردُّد أو ارتداد. هو الراعي الذي يتقدم خرافه فتسير وراءه أمينة وآمنة. ثم أوضح
المسيح أن هذه الشروط الثلاثة مبنية على حقيقة رئيسية في شريعة النعمة، وهي أن
الذي يطلب السلامة أولاً يخسرها، والذي يطلب الخدمة أولاً يجد السلامة أيضاً.
والذي يتهم أولاً بأن يحمي ذاته لا يحميه الرب فلا يسلم، أما الذي يتفرغ أولاً
لخدمة الرب ويرضى أن يهجم على المخاطر في سبيل هذه الخدمة، فهذا يحميه الرب
فيسلَم.

 

ثم
قال السيد المسيح: «ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطي
الإنسان فداءً عن نفسه؟» – هنا يسأل المسيح سامعيه: هل قيمة العالم بأسره تساوي
قيمة نفس واحدة؟ والجواب: هذا غير ممكن، طالما العالم وكل ما فيه من الخيرات
والأمجاد يزول، بينما النفس خالدة تبقى إلى الأبد. إذاً ما أعظم غباوة الذي يهمل
أمور النفس في سيره وراء الأرباح العالمية. لأنه لو ربح العالم كله ثم أراد أن
يشتري به الخلاص، يجد ذلك مستحيلاً.

 

وأخيراً
أنذر المسيح سامعيه أن لا يستحوا به ولا بكلامه. ولو استهان ذلك الجيل الفاسق
الخاطئ به وبهم، فإنه سيجيء يوماً في مجد أبيه مع الملائكة ليجازي كل واحد حسب
عمله، ويستحي بالذي استحى به أولاً.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى