علم التاريخ

ثورة اليهود قبل الغزو الروماني



ثورة اليهود قبل الغزو الروماني

ثورة
اليهود قبل الغزو الروماني

في
مدة حكم الولاة الرومان فيلكس وفستوس والبينوس وفلوروس
Florus
ازداد الفساد الأخلاقى والانحلال الاجتماعي بين يهود فلسطين مع ازدياد ثقل نير
الحكم الروماني علي الشعب سنة بعد أخرى. وكان من مظهر هذا الانحلال ظهور جماعة من
السفاحين في عهد ولاية فيلكس عرفوا بأسم (حملة الخناجر)
Sicarians
من الكلمة
sica أى خنجر. كانوا مسلحين بالخناجر وعلى استعداد لاتكاب أي جريمة
مقابل أي شئ.. أنتشر هؤلاء في ربوع فلسطين وهددوا الأمن في المدن والريف.

 

وإلى
جانب ذلك، وصلت روح التحزب بين اليهود أنفسهم وكراهيتهم لمستعمريهم الوثنيين
وتعصبهم السياسي والديني حداً بالغاً. وقد شجع على هذه الروح وزادها اشتعالاً ظهور
الأنبياء والمسحاء الكذبة. وقد استطاع احدهم – بحسب رواية يوسيفوس – أن يجذب وراءه
ثلاثين ألف رجل..

 

وهكذا
بدأت تتم كلمات ربنا يسوع النبوية عن ظهور مسحاء كذبة وأنبياء كذبة يضلون كثيرين.
وفي شهر مايو سنة 66م – تحتحكم الوالي الروماني فلوروس وكان طاغة شريراً – قاسياً
اندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان. وفي نفس الوقت قامت حرب أهلية بين جماعات
الثوار المختلفة. لا سيما بين جماعة الغيورين
zealots
المتطرفين وفريق المعتدلين، وبين المتطرفين والمحافظين من اليهود.. كان أعضاء
جماعة الغيورين مملوءين شراسة وتعصباً للدين والوطن والقومية اليهودية وكان لهم
النفوذ والسيطرة في المجال الحربي. ومن ثم فقد سيطروا بعنفهم علي المدينة المقدسة
أورشليم وهيكلها. وأشاعوا الذعر بين الأهالي، وعبأوا أفكار الناس ومشساعرهم انتظار
لظهور المسيا.

 

كما
رحبوا بكل خطوة نحو الدمار والخراب، كخطوة التحرر وفسروا ظهور المذنبات والشهب
والإنذارات المخيفة والأعاجيب التي صاحبت تلك الفترة علي أنها علامات لمجئ المسيات
وملكه علي الأمم لقد كان تحدي اليهود للدولة الرومانية في ذلك الوقت يعني تحديهم
لأكبر قوة مسلحة في العالم وقتذاك. ومع ذلك فقد أعماهم تعصبهم الديني الذي استوحوه
من ذكريات بطولات ثورات المكابيين عن الفشل المحقق.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى